الاحتقانات الطائفية تشتد في مدينة طرابلس اللبنانية بين السلفيين السنة والعلويين المقربين من سوريا.
ميدل ايست اونلاين / يؤكد سلفيون في مدينة طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان حيث معقل الحركات الاصولية السنية، عزمهم مواجهة العلويين المقربين من سوريا ومن حزب الله الشيعي.
ويقول احدهم رافض اذكراسمه "ايماننا هو رايتنا ولانخاف اسلحتهم".
ويضيف الرجل معرفا عن نفسه كعسكري سابق وخبير في المعارك "انه امر مصيري بينناوبين (زعيم حزب الله) حسن نصرالله (...) نحن على اتم الاستعداد لحز رقبة كل من يمس شعرة من راس اي شخص سني".
ودارت في طرابلس، ثاني مدن لبنان (400 الف نسمة) خلال الايام المنصرمة مواجهات دامية بين سنة مقربين من الحكومة والعلويين المؤيدين لحزب الله.
واستخدمت في المعارك قذائف مضادة للدروع وهاونات واسلحة خفيفة في الاحياء الشمالي ةمن طرابلس وخصوصا بين باب التبانة معقل السنة وبعل محسن حيث يسكن العلويون.
ويشكل شارع سوريا خط التماس بين الطرفين وكانت المنطقة قبل الحرب الاهلية بينالعامين 1975 و1990 القلب النابض للمدينة حيث تعايش السكان من مختلف الملل.
ويقول طارق جودي السني البالغ 56 عاما ان الفرز بات تلقائيا. فقد سكن العلويون الذين جاؤوا من سوريا قبل وقت مديد في تلة بعل محسن بينما تجمع السنة فياسفل منحدر التل حيث باب التبانة.
وماتزال الاثار الناجمة عن الحرب الاهلية ماثلة للعيان على جانبي شارع سوريا بحيث لم تتم اعادة اعمار الابنية المدمرة او تلك التي اصيب باضرار جسيمة.
كما تبدومخلفات الاشتباكات الاخيرة ظاهرة بشكلواضح ايضا.
ولم يعمد رائد عثمان (28 عاما) الى ازالة حطام الزجاج منامام بقالته التي اخترقت الطلقات النارية واجهتها.
ويتعين على عثمان، وهو سوري لكن من الطائفة السنية، التعايش مع هذه المعضلة المعقدة. ويقول "لا يثق بي العلويون لانني سني كما لا يثق بي السنة لانني سوري".
ويرى طارق جودي ان نيران الثار السني ما تزال تحت الرماد بسبب مجزرة نسبت الى الجيش السوري عام 1986 راح ضحيتها عشرات اشخاص بعد اغتيال احد الزعماء المحليين السنة المعادي للسوريين هو خليل عكاوي (ابو عربي).
وبدوره،يقول محمد سعيد صاحب اللحية الطويلة والاب لعدة اطفال ان "الجراح لم تندمل بعد والتوتر على اشده تكفي شرارة واحدة لتندلع المواجهات مجددا".
ويكشف هذا الميكا************ي عن مخاوف حيال ان يرتكب العلويون اعتداءات لان "هذا خطرماثل" كونهم يحتلون تلة استراتيجية تسمح لهم باستهداف من يريدون بكل سهولة.
وتغطي جدران مشغله لتصليح السيارات آيات قرآنية واحاديث نبوية تحض على نصرة الاخرين. وهذا دليل كاف بالنسبة للميكا************ي ليخوض قتالا من اجل جماعته اذا تعرضوا "لاي عدوان".
وترتفع معدلات البطالة في هذه الاحياء البالغ عدد سكانها حوالى اربعين الف نسمة ذات الشوارع المغبرة والمباني المتداعية. كما يطلق الرجال لحاهم الطويلة وترتدي النساء الحجاب او النقاب وتعلو اصوات التجويد من مكبرات الصوت.
ويوضح محمد سعيد معترضا "يقال اننا متطرفون لكن القصد من ذلك التقليل من اعتبارنا".
من جهته، يتساءل ابو راشد صانع القهوة بلحيته الطويلة وثوبه الابيض "نحن متطرفون لاننا نريد الدفاع عن انفسنا اليس كذلك؟".
ويؤكد الرجل حتمية المواجهات اذا لم تقدم السلطات على نزع اسلحة العلويين.
وينهي ابو راشد حديثه قائلا ان "بعض الشبان مصمم ومستعد لتنظيم الصفوف دفاعا عن انفسهم. يعرف العلويون جيدا ان لا ميليشيا لدينا كما اننا لا نملك سلاحا لكنهم يعرفون جيدا ايضا ان ايماننا اقوى من اسحلتهم".