العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-04-08, 10:29 AM   رقم المشاركة : 1
omar enezan
مشترك جديد







omar enezan غير متصل

omar enezan is on a distinguished road


Wink خواطر عن ثنائية التخلّف في التفكير العربي: أمركيا و ايران نموذجا


بسم الله الرحمن الرحيم

كتب : علي حسين باكير

تظهر التطورات و الارهاصات التي تجري على الساحة العربية و الاسلامية الكثير من نقاط الضعف و القوة لدينا دون ان نعمل على معالجتها للتقليل من سلبيات نقاط الضعف و زيادة نقاط القوّة.

طبيعة رؤية الناس للأحداث و الأمور على سبيل المثال تلعب دورا كبيرا في تحديد موقفهم و اتّخاذ قرارهم من مسألة معيّنة او موضوع معيّن. ولمّا كان الرأي او الموقف في هكذا حالات يعتمد على توفّر المعطيات اللازمة ازاء حدث معيّن و من ثّم العمل على معالجتها و تحليلها للتوصل الى نتيجة تدفع هذا الشخص الى ان يكون مؤيدا لهذه الجهة او تلك او رافضا لهذا الاقتراح او ذاك او شاجبا لهذه الحالة او تلك او متّخذا لهذا الموقف او ذاك, فانّ المصيبة كبرى عندنا!!

عدد لا بأس به من الناس –بغض النظر عن مستواهم العلمي او عمرهم او انتماءاتهم و مشاربهم- لا تتوفر لديه أي معطيات عن حدث معين و لا يوجد عنده آلية للتحليل و المعالجة و بالتالي فالمفروض ان يكون مترددا حيال اتخاذ موقف من هذا الحدث المعيّن و مع ذلك نراه يتصرف بطريقة غريبة عجيبة تظهره بموقف حازم قاطع لا يتزحزح عنه تغيّر الحدث ام لم يتغير, تغيّرت المعطيات ام لم تتغيّر, تغيّر المكان و الزمان ام لم يتغيّر. السبب في ذلك بسيط جدا, انها العواطف و الاهواء.



اذا لم تكن مع ايران فأنت مع أمريكا!!

عادة ما تتيح المواقع الالكترونية حيّزا معقولا للقارئ تسمح له فيه بالتفاعل مع الحدث و الكاتب, و الهدف بطبيعة الحال اثراء النقاش حول مسالة معيّنة و تدريب القارئ الذي تعوّد على القمع و الكبت في عالمنا العربي على اعطاء رأيه بحريّة معقولة, لكن هل تدرك فئة من القراء الهدف من انشاء هذه الفسح او هذا الحيّز؟! لا, فقد تحوّلت هذه الفسح الى مكان يقوم القارئ فيه بتفريغ شحنة من الشتائم و اللعان و السباب الى صاحب المقال و بدلا من ان يطرح وجهة نظره المخالفة او يقوم مثلا بمناقشة فكرة المقال او طبيعته او ما ورد فيه, يترك كل هذا و يتوجه الى صاحب المقال. طبعا هذا دليل ضعف و قلّة حيله و عوز ثقافي و نفسي, و المشكلة الأكبر انّ نفس هذا القارئ تراه يكيل للكاتب من المديح و الثناء ما ليس له فيه عندما يجد انّ المقال يتوافق معه, و هو نفسه يقوم باستخدام راجمة الشتائم و الاتهامات عندما لا يناسبه المقال!!

اذا أردت الكتابة عن ايران لانتقادها او تسليط الضوء على جزء صغير من ألاعيبها فلا بدّ ان تفرد ثلاثة أرباع المقال للحديث عن امريكا و الانظمة العربية, و تبدأ باللعن و السباب و الشتيمة بما يتناسب مع معايير فحص الدم للتثبّت من صدق النوايا, بعدها يمكنك أن تكتب عن إيران بما لا يزيد عن بضعة أسطر بشرط أن لا تتعرّض لها -فهي حامية الحمى-.

ضمن هذه الشروط الموضوعية, يمكن للقارئ حينها, أقول ربما يفكّر القارئ حينها بالنظر الى المقال بشيء من الجدّية, و الاّ فاذا لم يتم الالتزام بهذه التقديمات, فأنت امّا ان تكون عميلا لأمريكا أو مأجورا للأنظمة, أو ربما تكون متطرفا جاهلا او مفرّطا تافها.

انت لا تستطيع ان تكون مستقلا, يجب ان تكون اما مع ايران و اما مع امريكا, طبعا هذا مجرد نموذج, و النماذج تتعدد فاما مع اسرائيل و اما مع حزب الله و اما مع القاعدة او الانظمة و اما مع هذه الجهة او تلك!! انت لست حرّا و لا يحق لك ان تكون ضدّ الاثنين معا على سبيل المثال, و لا يحق لك ايضا ان توجه ملاحظات لاي طرف حتى لو كنت معه او ضدّه.

و الأعجب من ذلك, انّ القارئ يتحوّل ليهمل كل ما في المقال من معطيات و يقوم بشحذ قلمه و هو الذي لا يفقه لا بالسياسة حتى لا اقول "بشيء آخر" و يتحول الى حاكم يمارس عليك نفس ما تمارسه الانظمة عليه من تخلّف, ولا يمكنه ان يعرض رأيه بطريقه موضوعية او علمية , بل التهجّم عليك شرط اساس في التعبير عن رأيه.

هذا النوع من القرّاء لا يمكنه ان يدرج مقالك ضمن وجهة النظر الخاصّة أو التحليل و الاجتهاد الشخصي على سبيل المثال, او استشراف ما لا يراه هو و عدد آخر من القرّاء و الكتّاب. المقال ان لم يتضمن حديثا عن جميع اعداء الأمة قبل الحديث عن ايران فلا يمكنه ان يكون موضوعيا او جديّا مهما اجتهدت لتدعيمه بحقائق و وقائع و أدلة و براهين قاطعة على توجّه ايران السلبي, و ذلك بكل بساطة لانّ هذا النوع من القرّاء لا يعتمد على استخدام عقله, ولا على البراهين المنطقية و الحقائق و الوقائع بقدر ما يعتمد على اهوائه و عاطفته.



المشكلة في الأهواء و العواطف الزائدة

انّ الاعتماد على العاطفة الى هذه الدرجة يشكّل عاملا خطيرا في تحديد مستقبلنا, لا نعني بذلك ان نستبدلها بالعقل بحيث نتجرّد من الأولى و نغرق في الثاني. انّما المطلوب تحقيق تكامل بين العقل و العاطفة, فتعمل العاطفة على موازنة العقل و يعمل العقل على كبح جماح العاطفة و ما ينتج عناه من ارتجالية و عشوائية.

انّ وجود فئة و شريحة واسعة من أصحاب العاطفة الجيّاشة –سواء كانوا كتّابا ام قرّاءا ام غير ذلك- يجعلهم ضحيّة للتلاعب و السقوط و الفشل, و في هذه الحالة فلا يمكن لأي عقلاني او منطقي ان يطرح حججه مهما كانت حقيقية و صحيحة في مواجهة هؤلاء, فهو الساقط و الفاشل و هم الناجحون!!

هؤلاء لا يختلفون عن البدائيين او الأطفال في الذهنيّة –بغض النظر عن مستوى التعليم و العمر- فهم من حيث النتيجة سواء بهذه الفئات. فهم لا يمكن اقناعهم بالحجج المنطقية و البراهين الموضوعية, و الأطفال و البدائيين لا يمكنك اقناعهم بهذه الطريقة. حاولوا بأنفسكم ان تقنعوا بدائيا او طفلا بحجج منطقية او عقلانية لتشاهدوا النتيجة.

6 سنوات و التحذير من المشاريع الايرانية -المتزامنة مع المشاريع الامريكية- للمنطقة جار على قدم و ساق, و الرد من هذه الفئة من القرّاء على التحذير يكون بالشتائم و السباب و اللعان و الاتهامات.... و فجأة!! عدد كبير من الأصدقاء و القرّاء يتّصلون و يبعثون رسائل "نعم لقد كنت على حق, الآن عرفنا حقيقة ايران و مشروعها"!!

ما زادتني هذه الرسائل الاّ تعجّبا, فكان ردّي "كيف عرفتم الآن؟ و لماذا؟". أجاب اكثرهم انّ شريط اعدام صدّام فضح ايران و عملائها و طائفيتها.

6 سنوات لا تلقى سمعا, و دقيقتين –هم حجم شريط الاعدام- تحدث تحولا ضخما لا يمّثله من قام بمراسلتي فقط, بل الرأي العام العربي بغالبيته كما نستطيع ان نرى.

هل هذا عامل ايجابي ام سلبي برأيكم؟ صحيح انّ للصورة كما يقول الصينيين تأثيرا كبيرا يساوي قيمة ألف كلمة, لكنّ المشكلة ليست هنا. المشكلة انّ التجاوب الذي ارتكز حصرا على الشريط يدّل على عوامل سلبية لدى الرأي العام العربي من ناحية اعتماده العاطفة بدلا من المنطق و العقل. فالذي يأخذ موقفه بناءا على معطيات عاطفية, يكون من السهل التلاعب به في أي وقت. و قد تجده هو نفسه يقوم بتغيير موقفه عدّة مرات بالاتجاه الآخر من الشيء او الحالة نفسها عند أي تجاوب عاطفي.

انّ اهمال هذه الفئة من الناس الاعتماد على المحاججات العقلانية و المنطقية و البراهين الواقعية عن المشروع الايراني للمنطقة طيلة هذه الفترة, و اعتمادهم فقط على شريط –رغم اهميته الكبرى و مدلولاته- امر لا يبشّر بخير ان بقي مستوى تفكيرنا على هذا النطاق.

هذه الآلية من التحرّك ليست ايجابية على الاطلاق, و هي مؤشر خطير على حالة الرأي العام العربي العشوائية و الارتجالية.


منقول






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:26 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "