العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-03-08, 12:38 AM   رقم المشاركة : 1
رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ
لا إله إلا الله





رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ غير متصل

رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ is on a distinguished road


قصة مقتل الحسين رضي الله عنه الحقيقية ........

هنا ..مع الشكر الجزيل للزملاء الكرام


http://arabic.islamicweb.com/shia/husain.htm







التوقيع :
من الأهل والمؤمنون في هذه الآية ؟
وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال

تدبر الآية
لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة

قال الله عن دعاء الأموات
والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم

قال علي ع
بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله في هدم القبور وكسر الصور
وسائل الشيعة 2/870

قال صلى الله عليه وسلم :
( من يحرم الرفق يحرم الخير كله )
صحيح الجامع 6606


من مواضيعي في المنتدى
»» متى بنيت أول حسينية في التاريخ ؟ (( شاهد بنفسك))
»» مَن مِن الرافضة يدعوني للإستبصار
»» شاهد جنازة السيدة فاطمة صور وبكاء
»» (dna) يفضح السيد النمر بادعائه للنسب الهاشمي الشريف
»» أخيرا أعلنوها صريحة عائشة والعياذ بالله في منتدى يا حسين
 
قديم 08-03-08, 05:40 AM   رقم المشاركة : 2
ظلام النهار
مشترك جديد





ظلام النهار غير متصل

ظلام النهار is on a distinguished road


بسم الله الررحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آله الطيبين الطاهرين
عظم الله أجورنا و أجوركم يا موالين بإستشهاد رسول الله و حبيبه ( المصطفى محمد ) صلى الله عليه و آله و سلم ..



وهنا أيضاً ستجد الرد على هذا الكتاب على حلقات....


الحسين عليه السلام في نظرة ابن تيمية : وكان / في خروجه وقتله من الفساد مالم يكن يحصل لوقعد في بلده ، فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء ، بل زاد الشر بخروجه وقتله ، ونقص الخير بذلك ، وصار ذلك سببا لشر عظيم . وكان قتل الحسين مما أوجب الفتن ( منهاج السنة ج4 / 530 )


نقــول
في هذا الموضوع جاء كاتبه - بزعمه - يخبرنا القصة الحقيقية لمقتل السبط الشهيد عليه السلام ولم يرى الا ان ينقل عن ابن كثير الدمشقي هو وشيخه ابن تيمية ويستشهد باقوالهما بالرغم من انكارهما لكثير من الظواهر الكونية و خوارق العادات التي حدثت بعد مقتل الحسين ( ع ) ...!!

وكأن كاتب هذا الموضوع لم يرى غيرهما يوافقه فجاء بكل غث من كتابيهما يدسه لنا لكي يخبرنا كما زعم بالقصة الحقيقية لمقتل الإمام الحسين عليه السلام ..

فيا لله و لهذه القصة التي تعتمد على الكذب و الروايات الضعيفة و ترك الصحيحة و الحسنة منها - كما سنبينه - لتصحيح ما يريدون تصحيحه للطعن بالحسين ( ع ) و لتبرئة يزيد بن معاوية من دم الحسين عليه السلام !!.

والأدهى من ذلك ان الكاتب اراد ان يظهر ان الحسين عليه السلام إنما خرج لخلافة زائلة و ملك عضوض و ليس للإصلاح .. بل ان في خروجه مفسدة تبعا لمقولة شيخه ابن تيمية !. فلا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم و سيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون ..

ولقصده هذا اورد الكاتب 4 روايات عن بعض الصحابة ينصحون حسينا عليه السلام بعدم الخروج توهم بان خروجه ( ع ) لم يكن مجديا و بعضها توهم بانه ( ع ) خرج طلبا للدنيا وهي كالتالي
:-


1 ) .. قول ابن عمر للحسين عليه السلام : "( إني محدثك حديثا : إن جبريل أتى النبي فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، الخ ) .. فابن عمر يرى الحسين ( ع ) بمنظاره عندما ابى مبايعة علي ( ع ) بينما بايع يزيد وقبله معاوية وبنظرته تلك ظن ان الحسين مثله يريد الدنيا فحسب ولذلك نصحه بعدم الخروج لأنه لن يصيب من الدنيا شيئا ذاهلا عن ان الحسين ( ع ) لم يخرج طلبا للخلافة و انما لطلب الإصلاح في أمة جده ( ص ) ..


2 ) الرواية الثانية و هي رواية سفيان بسند صحيح - كما قال الكاتب بنفسه - عن ابن عباس أنه قال للحسين في ذلك : ( لولا أن يزري - يعيبني ويعيرني- بي وبك الناس لشبثت يدي من رأسك، فلم أتركك تذهب ) .. فقد بتره الكاتب لأنه رأى ان رد الحسين عليه السلام لإبن عباس :"( لأن أقتل في مكان كذا و كذا أحب إلي من أن أقتل في مكة )"

و قول ابن عباس :"( فكان هذا الذي سلى نفسي به ) " يهدم ما يريد ان يبينه و يدعيه و هو خروج الحسين عليه السلام طلبا للخلافة لا خوفا من إستحلال مكة بقتله فيه فما كان منه الا ان بتر رد الحسين عليه السلام و جواب ابن عباس .. وهكذا يفعل النواصب عليهم من الله ما يستحقون
.


3 ) .. و اما قول عبد الله بن الزبير له : ( أين تذهب ؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك ؟) فهي كسابقتها في البتر فقد بتر الكاتب جواب الحسين عليه السلام "( لأن أقتل بمكان كذا و كذا أحب الي من ان تستحل بي يعني مكة )" لأنه لم يرق له ان يبين السبب الحقيقي لخروج ابا عبد الله عليه السلام من البيت الحرام الا و هو خوفه من استحلال مكة بقتله فيها و هي حرم ..

على ان ابن الزبير امر الحسين بالخروج و قال له "( أما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت عنها )" و كلا القولين موجودين عند ابن كثير فلماذا اختار الكاتب القول الأول و بتره و ترك القول الآخر
؟.


4 ) .. الرواية الرابعة و هي قول عبد الله بن عمرو بن العاص : (عجّل الحسين قدره، والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني). (رواه يحيى بن معين بسند صحيح ) .. فياله من صحيح وابن كثير غير اسم الراوي من سليمان بن سعيد بن مينا لعدم وجود راو بهذا الإسم الى سعيد بن مينا الثقة لكي يصحح الرواية !!

و لو غيره الى سليمان بن مينا لكان يحتمل اما ان يغيره الى سعيد بن مينا فهذه المصيبة بعينها ..
ففي تاريخ الشام لإبن عساكر ( 14 / 202 ) قال الحراني سليمان بن سعيد بن مينا سمعت عبد الله بن عمر .. ولا يبعد ان يكون تصحيف و لكن ان لا ينوه ابن كثير الى ذلك فهذا من قلة امانته في النقل !.



وأي كان فلا تصح الرواية للإشتباه في راويه هل هو سعيد أو سليمان بن مينا او سليمان بن سعيد بن مينا ..
ثم الا يعجب المرء من هذا الكاتب حتى يستدرك على الحسين ( ع ) سيد شباب أهل الجنة بكلمة لإبن عمرو بن العاص الذي كان على ميمنة الفئة الباغية في صفين و كان عامل معاوية على الكوفة قبل ان يعزله ..!
سير اعلام النبلاء .. ترجمة عبد الله بن عمرو ..






وصل اللهم على محمد و آله الطيبين الطاهرين






 
قديم 08-03-08, 05:41 AM   رقم المشاركة : 3
ظلام النهار
مشترك جديد





ظلام النهار غير متصل

ظلام النهار is on a distinguished road


بسم الله الررحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آله الطيبين الطاهرين
عظم الله أجورنا و أجوركم يا موالين بإستشهاد رسول الله و حبيبه ( المصطفى محمد ) صلى الله عليه و آله و سلم ..



وهنا أيضاً ستجد الرد على هذا الكتاب على حلقات....



.........



الحسين عليه السلام في نظرة ابن تيمية : وكان / في خروجه وقتله من الفساد مالم يكن يحصل لوقعد في بلده ، فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء ، بل زاد الشر بخروجه وقتله ، ونقص الخير بذلك ، وصار ذلك سببا لشر عظيم . وكان قتل الحسين مما أوجب الفتن ( منهاج السنة ج4 / 530 )


نقــول
في هذا الموضوع جاء كاتبه - بزعمه - يخبرنا القصة الحقيقية لمقتل السبط الشهيد عليه السلام ولم يرى الا ان ينقل عن ابن كثير الدمشقي هو وشيخه ابن تيمية ويستشهد باقوالهما بالرغم من انكارهما لكثير من الظواهر الكونية و خوارق العادات التي حدثت بعد مقتل الحسين ( ع ) ...!!

وكأن كاتب هذا الموضوع لم يرى غيرهما يوافقه فجاء بكل غث من كتابيهما يدسه لنا لكي يخبرنا كما زعم بالقصة الحقيقية لمقتل الإمام الحسين عليه السلام ..

فيا لله و لهذه القصة التي تعتمد على الكذب و الروايات الضعيفة و ترك الصحيحة و الحسنة منها - كما سنبينه - لتصحيح ما يريدون تصحيحه للطعن بالحسين ( ع ) و لتبرئة يزيد بن معاوية من دم الحسين عليه السلام !!.

والأدهى من ذلك ان الكاتب اراد ان يظهر ان الحسين عليه السلام إنما خرج لخلافة زائلة و ملك عضوض و ليس للإصلاح .. بل ان في خروجه مفسدة تبعا لمقولة شيخه ابن تيمية !. فلا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم و سيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون ..

ولقصده هذا اورد الكاتب 4 روايات عن بعض الصحابة ينصحون حسينا عليه السلام بعدم الخروج توهم بان خروجه ( ع ) لم يكن مجديا و بعضها توهم بانه ( ع ) خرج طلبا للدنيا وهي كالتالي
:-


1 ) .. قول ابن عمر للحسين عليه السلام : "( إني محدثك حديثا : إن جبريل أتى النبي فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، الخ ) .. فابن عمر يرى الحسين ( ع ) بمنظاره عندما ابى مبايعة علي ( ع ) بينما بايع يزيد وقبله معاوية وبنظرته تلك ظن ان الحسين مثله يريد الدنيا فحسب ولذلك نصحه بعدم الخروج لأنه لن يصيب من الدنيا شيئا ذاهلا عن ان الحسين ( ع ) لم يخرج طلبا للخلافة و انما لطلب الإصلاح في أمة جده ( ص ) ..


2 ) الرواية الثانية و هي رواية سفيان بسند صحيح - كما قال الكاتب بنفسه - عن ابن عباس أنه قال للحسين في ذلك : ( لولا أن يزري - يعيبني ويعيرني- بي وبك الناس لشبثت يدي من رأسك، فلم أتركك تذهب ) .. فقد بتره الكاتب لأنه رأى ان رد الحسين عليه السلام لإبن عباس :"( لأن أقتل في مكان كذا و كذا أحب إلي من أن أقتل في مكة )"

و قول ابن عباس :"( فكان هذا الذي سلى نفسي به ) " يهدم ما يريد ان يبينه و يدعيه و هو خروج الحسين عليه السلام طلبا للخلافة لا خوفا من إستحلال مكة بقتله فيه فما كان منه الا ان بتر رد الحسين عليه السلام و جواب ابن عباس .. وهكذا يفعل النواصب عليهم من الله ما يستحقون
.


3 ) .. و اما قول عبد الله بن الزبير له : ( أين تذهب ؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك ؟) فهي كسابقتها في البتر فقد بتر الكاتب جواب الحسين عليه السلام "( لأن أقتل بمكان كذا و كذا أحب الي من ان تستحل بي يعني مكة )" لأنه لم يرق له ان يبين السبب الحقيقي لخروج ابا عبد الله عليه السلام من البيت الحرام الا و هو خوفه من استحلال مكة بقتله فيها و هي حرم ..

على ان ابن الزبير امر الحسين بالخروج و قال له "( أما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت عنها )" و كلا القولين موجودين عند ابن كثير فلماذا اختار الكاتب القول الأول و بتره و ترك القول الآخر
؟.


4 ) .. الرواية الرابعة و هي قول عبد الله بن عمرو بن العاص : (عجّل الحسين قدره، والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني). (رواه يحيى بن معين بسند صحيح ) .. فياله من صحيح وابن كثير غير اسم الراوي من سليمان بن سعيد بن مينا لعدم وجود راو بهذا الإسم الى سعيد بن مينا الثقة لكي يصحح الرواية !!

و لو غيره الى سليمان بن مينا لكان يحتمل اما ان يغيره الى سعيد بن مينا فهذه المصيبة بعينها ..
ففي تاريخ الشام لإبن عساكر ( 14 / 202 ) قال الحراني سليمان بن سعيد بن مينا سمعت عبد الله بن عمر .. ولا يبعد ان يكون تصحيف و لكن ان لا ينوه ابن كثير الى ذلك فهذا من قلة امانته في النقل !.



وأي كان فلا تصح الرواية للإشتباه في راويه هل هو سعيد أو سليمان بن مينا او سليمان بن سعيد بن مينا ..
ثم الا يعجب المرء من هذا الكاتب حتى يستدرك على الحسين ( ع ) سيد شباب أهل الجنة بكلمة لإبن عمرو بن العاص الذي كان على ميمنة الفئة الباغية في صفين و كان عامل معاوية على الكوفة قبل ان يعزله ..!
سير اعلام النبلاء .. ترجمة عبد الله بن عمرو ..






وصل اللهم على محمد و آله الطيبين الطاهرين






 
قديم 08-03-08, 05:43 AM   رقم المشاركة : 4
ظلام النهار
مشترك جديد





ظلام النهار غير متصل

ظلام النهار is on a distinguished road


مقتل الحسين

قال الكاتب "( وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الذي أرسله مسلم ، فانطلق الحسين يسير نحو طريق الشام نحو يزيد، فلقيته الخيول بكربلاء .. الى قوله : فقتل منهم رجلين ثم قتل رحمة الله عليه (ابن جرير بسند حسن )" ..

فخلط عجيب للكاتب بين روايتين !!

الأولى كما هي عند ابن كثير .. ( 8 / 566 ) نقلا عن الطبري .. و هي عن أبو معشر – نجيح السندي ضعيف كما في التقريب و لسان الميزان لإبن حجر - عن بعض مشيخته – من هم - . فقال له الحسين – لعمر بن سعد - :" يا عمر اختر احدى ثلاث خصال اما ان تتركني ارجع كما جئت فان ابيت هذه فارسلني الى يزيد فاضع يدي في يده فيحكم في ما راى .. و الأخرى ان تسيرني الى الترك فاقاتلهم حتى اموت .. و في هذه الرواية لا توجد عبارة "[ فانطلق الحسين يسير نحو طريق الشام نحو يزيد، فلقيته الخيول بكربلاء ]"


و الرواية الثانية موجودة في نفس الصفحة نقلا عن الطبري و هي عن حصين عن هلال بن يساف و فيها "( فانطلق يسير نحو يزيد بن معاوية فتلقته الخيول بكربلاء .. و فناشدهم الله والاسلام أن يسيروه إلى أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده ، فقالوا له : لا !. الى اخر قصة الحر و لا توجد بها الشروط الثلاثة كما في الرواية السابقة ..

و هنا لا بد ان نتسائل ... لماذا ذكر الكاتب الشروط الثلاثة و قال رواه الطبري بسند حسن مع وجود نجيح الضعيف بالسند و جهالة مشايخه و لماذا خلط بين الروايتين و جعل رواية ابو نجيح في وسط رواية حصين ؟!. و لماذا هذا التدليس الفاضح !!.

و اما ان كان يقصد رواية ابو مخنف عن المجالد بن سعيد الهمداني والصقعب بن زهير فاين هي من الحسن و هي مرسلة كونهما لم يشهدا مقتل الحسين فالمجالد بن سعيد توفى و هو ابن ست و تسعون سنة في خلافة ابو جعفر سنة 144 هـ كما عند ابن سعد أي ان عمره كان يوم مقتل الحسين 13 سنة فكيف سمع محاورة الحسين ( ع ) مع ابن سعد مع عدم وجود الصبيان في المقاتلة من جيش عمر بن سعد !. هذا ان لم نرد ان نقول كما قال يحيى القطان عندما قال احدهم انه يريد كتابة السيرة عن مجالد فقال :" تكتب كذبا كثيرا " !!. الجرح و التعديل ( 8 / 361 ) .

و اما الصقعب بن زهير فهو يروي بعض وقائع مقتل الحسين ( ع ) عن حميد بن مسلم عند الطبري و هذا ما يثبت عدم شهوده لوقعة الطف فكيف يحسن الكاتب سند الرواية و هي مرسلة !!.
و اذا كان قصد الكاتب ان يحسن رواية حصين عن هلال فنقول له ان هلال لم يكن في جيش عمر بن سعد فهناك من بلغه بذلك فمن هو !.

ثم ان ابن كثير نقل عن الطبري عن ابي مخنف حدثني عبد الرحمن بن جندب ، عن عقبة بن سمعان . قال : لقد صحبت الحسين من مكة إلى حين قتل ، والله ما من كلمة قالها في موطن إلا وقد سمعتها ، وإنه لم يسأل أن يذهب إلى يزيد فيضع يده إلى يده ، ولا أن يذهب إلى ثغر من الثغور ، ولكن طلب منهم أحد أمرين ، إما أن يرجع من حيث جاء ، وإما أن يدعوه يذهب في الارض العريضة حتى ينظر ما يصير أمر الناس إليه ..و هذا ما يناسب قول الحسين الذي تمثل به ": سامضي و ما بالموت عار على الفتى .. الخ

و هو الأليق بما رواه ابن كثير ..( 8 / 570 ) .. من ان الحسين عليه السلام قال لعمر بن سعد :" فاذا قد كرهوني فانا راجع الى مكة و أذركم " و لم يطلب تسييره الى يزيد .. و هناك روايات أخر لم ننقلها روما للإختصار مثل قول الحسين عن عقبة بن ابي العيزار – صالح الحديث كما في علل احمد بن حنبل - : "( ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله محقا فانى لا أرى الموت إلا شهادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برما ) "

وغيرها التي تكذب طلب الحسين ( ع ) تسييره الى الطاغية يزيد لعنه الله .. فلماذا هذا التدليس من هذا الكاتب الذي يظهر نصبه للحسين عليه السلام بالرغم من بعض المدح له والذي هو كدس السم في العسل !.


فهل اراد الكاتب ان يظهر ان الحسين عليه السلام صار ذليلا خائفا بعد ان راى خذلان أهل الكوفة له حتى طلب ارساله الى يزيد و قد رفض بيعته من قبل ام اراد ان يدافع عن يزيد و يبرؤه من قتل الحسين عليه السلام ؟. و يظهر ان كلا القولين لا يعدوانه و شيخه ابن تيمية كما قال في منهاجه !.

علما بان ابن جندب و عقبة ذكرهما ابن حبان في الثقات ، و قد قال ابن كثير : و هذه صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمة هذا الشأن لا كما يزعمه اهل التشيع من الكذب . ثم قال مباشرة قال أبو مخنف …

فابو مخنف عند ابن كثير من أئمة أهل الشأن كما قال هو و اعتمد مروياته التي نقلها و يراها معتبرة عنده .. فلماذا لم ينقل هذا الكاتب رواية ابو مخنف التي نقلها ابن كثير
؟؟

و بغض النظر عن اسانيد تلك الروايات – روايات طلب الحسين ( ع ) تسييره الى يزيد - فانها لا تصح حيث انها معارضة بأن الحسين ( ع ) طلب منهم ان يسيروه الى أي ثغر يريدونه او الى يزيد يدلان على قبوله لحكم ابن مرجانة لعنه الله فيه و استسلامه الكامل له ينفذ فيه ما يشاء و هذا ما كان يريده ابن زياد فلماذا لم يقبل بتلك العروض ؟!.

فعدم قبوله يثبت امر واحد و هو انه مأمور بقتل الحسين ( ع ) من قبل يزيد و لذلك رفض .. فهل هذا ما يريده كاتب المقال و هو ينفي ذلك ؟.

على ان غالب ما اورده الكاتب من روايات انما هي عن أبي مخنف لوط بن يحيى نقلها الطبري و ابن كثير فلا نعلم لماذا اختار تلك الروايات دون غيرها و ما السر في ترجيحها على الأخريات التي تخالفها !! ؟

أم ان الكذب على الحسين ( ع ) و الحط منه و الطعن به هو ما اراده الكاتب ....!!






 
قديم 08-03-08, 05:56 AM   رقم المشاركة : 5
ظلام النهار
مشترك جديد





ظلام النهار غير متصل

ظلام النهار is on a distinguished road


من قتل مع الحسين في كربلاء

و اما ذكر الكاتب من قتل مع الحسين في كربلاء من أهل البيت : فقد زاد هذا الكاتب في أولاد الحسين ( ع ) 3 أسماء و هم : "( أبو بكر - عمر - عثمان )" لأن ابن كثير انما ذكر انهم أثنان فقط علي الأكبر و عبد الله ..( 8 / 586 ) ..

وأيضا فقد اضاف "( عمر )" الى من استشهدوا في كربلاء من اولاد الحسن ( ع ) لأن من ذكرهم ابن كثير هم عبد الله و القاسم و ابو بكر فلماذا الكذب ؟.



واما قول الكاتب "( وأما قصة منع الماء وأنه مات عطشاناً وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء )" ..

فهو من الكذب الرخيص يريد به ان يشنع على الشيعة بقولهم ان الحسين ( ع ) قد منع من الماء والا فقد ذكر ابن كثير ( 8 / 572 ) قصة منع الماء و التي نقلها عن الطبري و فيها "( جاء من عبيد الله بن زياد كتاب إلى عمر بن سعد أما بعد فحل بين الحسين وأصحابه وبين الماء ولا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالتقى الزكي المظلوم أمير المؤمنين عثمان بن عفان قال فبعث عمر بن سعد عمرو بن الحجاج على خمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة وحالوا بين حسين وأصحابه وبين الماء أن يسقوا منه قطرة وذلك قبل قتل الحسين بثلاث ) ..


ثم فليقل لنا الكاتب ماذا يفعل بقول الذهبي "( و عطش الحسين فجاء رجل بماء فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع في فيه …. و توجه نحو المسناة يريد الفرات فحيل بينه و بين الماء )" !!.. سير اعلام النبلاء ..( 3 / 302 ) ، تاريخ ابن عساكر .

علما بان الذهبي نقل هذه الرواية مع أخريات طعن في احداها بانها من رواية الكلبي و هو رافضي متهم كما قال و سكت عن البقية ..
فهل كان الذهبي و ابن عساكر يدغدغان المشاعر ام كانا من الشيعة
؟!.

وما مصلحة الكاتب من تكذيب خبر منع الحسين ( ع ) من الماء و انه استشهد عطشانا الا التشنيع على الشيعة بالكذب ؟؟.


ثم ان ابن كثير انكر امور كثيرة كما سياتي - و ما كان له ذلك لثبوتها - و لكنه لم ينكر عطش الحسين ( ع ) و منع الماء عنه و عن عسكره فلماذا انكره الكاتب ؟. وهل يريد ان يباري امامه الحافظ ابن كثير أيهما أكثر كذبا ؟.


قال الكاتب :" و أما ما روي من أن السماء صارت تمطر دما، أو أن الجدر كان يكون عليها الدم ، أو ما يرفع حجر إلا و يوجد تحته دم ، أو ما يذبحون جزوراً إلا صار كله دماً فهذه كلها أكاذيب تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة.

يقول ابن كثير عن ذلك: ((( وذكروا أيضا في مقتل الحسين رضي الله عنه أنه ما قلب حجر يومئذ إلا وجد تحته دم عبيط وأنه كسفت الشمس واحمر الأفق وسقطت حجارة وفي كل من ذلك نظر والظاهر أنه من سخف الشيعة وكذبهم ليعظموا الأمر ولا شك أنه عظيم ولكن لم يقع هذا الذي اختلقوه وكذبوه ))) ..


و نضيف هنا قول آخر لإبن كثير في ذلك ثم نتناولها جميعا ..
قال ابن كثير "( ولقد بالغ الشيعة في يوم عاشوراء ، فوضعوا أحاديث كثيرة كذبا فاحشا ، من كون الشمس كسفت يومئذ حتى بدت النجوم وما رفع يومئذ حجر إلا وجد تحته دم ، وأن أرجاء السماء احمرت ، وأن الشمس كانت تطلع وشعاعها كأنه الدم ، وصارت السماء كأنها علقة ، وأن الكواكب ضرب بعضها بعضا ، وأمطرت السماء دما أحمر ، وأن الحمرة لم تكن في السماء قبل يومئذ ، ونحو ذلك .


وروى ابن لهيعة : عن أبي قبيل المعافري : أن الشمس كسفت يومئذ حتى بدت النجوم وقت الظهر ، وأن رأس الحسين لما دخلوا به قصر الامارة جعلت الحيطان تسيل دما ، وأن الارض أظلمت ثلاثة أيام ، ولم يمس زعفران ولا ورس بما كان معه يومئذ إلا احترق من مسه ، ولم يرفع حجر من حجارة بيت المقدس إلا ظهر تحته دم عبيط ، وأن الابل التي غنموها من إبل الحسين حين طبخوها صار لحمها مثل العلقم . إلى غير ذلك من الاكاذيب والاحاديث الموضوعة التي لا يصح منها شئ )" .. البداية و النهاية ( 8 / 599 ) ..



.. و اما قول الكاتب "( اما يذبحون جزوراً إلا صار كله دماً فهذه كلها أكاذيب )" و تكذيبه لذلك .. فقد روى الطبراني عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا اسماعيل بن موسى السدي عن دويد الجعفي عن ابيه قال لما قتل الحسين انتهبت جزور من عسكره فلما طبخت إذا هي دم . قال الهيثمي رواه الطبراني ورجاله ثقات .. ( مجمع الزوائد 9 / 196 ) .. فكيف يقول الكاتب و إمامه ابن كثير انها أكاذيب و لماذا !!


و اما قول ابن كثير :" وأن الابل التي غنموها من إبل الحسين حين طبخوها صار لحمها مثل العلقم " وعده من الأكاذيب ..

فقد قال ابن عساكر :" أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي ح وأخبرنا أبو محمد السلمي نا أبو بكر الخطيب ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر اللالكائي قالوا أنا محمد بن الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا سليمان بن حرب نا حماد بن زيد حدثني جميل بن مرة : أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل ، فنحروها وطبخوها ، قال : فصارت مثل العلقم ، فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا .. تاريخ دمشق ( 41 / 231 )
وكذا قال الذهبي في سيره ..( 3 / 312 ) و المزي في تهذيب الكمال .( 6 / 435 ). وابن حجر في تهذيبه عند ترجمتهم للإمام الحسين ( ع ) .. و البيهقي في دلائل النبوة واما سند الرواية فيرويها ابن عساكر بثلاث طرق و هي متعاضدة و من العبث الطعن بها و تنتهي الى محمد بن الحسين بن الفضل وهو الشيخ العالم الثقة … ومجمع على ثقته كما قال الذهبي في السير ( 17 / 231 ) ويرويه عن عبد الله بن جعفر وهو ابن درستويه النحوي بقرينة رواياته المتكثرة عنه عن يعقوب بن سفيان في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي الذي ترجمه ، طعن به لأجل روايته تاريخ يعقوب بن سفيان عنه و لا يصح ذلك وقد اثبت الخطيب سماعه من يعقوب و هو ثقة ثقة كما قال الخطيب عن الحسين بن سعيد الشيرازي الذي أثني عليه ابن مندة الحافظ و وثقه .. تاريخ بغداد .( 9 / 434 ) . والسير للذهبي ( 15 / 531 ) . ولسان الميزان لإبن حجر ( 3 / 267 ) ..

واما يعقوب بن سفيان صاحب التاريخ فهو العبد الصالح الإمام الحجة كما قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ( 2 / 582 ) ..
وسليمان بن حرب ثقة من رجال البخاري و اما جميل بن مرة فقد قال ابن حجر في ترجمته : قال النسائي ثقة . قلت : وفي كتاب ابن أبي حاتم عن أحمد لا أعلم إلا خيرا وعن يحيى بن معين ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن خراش في حديثه نكرة .. تهذيب التهذيب
وابن معين مقدم على ابن خراش علما بان الرواية المعنية اوردها ابن حجر في ترجمة الإمام الحسين ( ع ) مما يدل على وثاقته عنده و عدم نكارة حديثه هذا ..

فالرواية مروية بسند رجالها ثقات فلا نعلم لماذا عدها ابن كثير من الأكاذيب والاحاديث الموضوعة التي لا يصح منها شئ ؟!

واما قول ابن كثير :" ولم يمس زعفران ولا ورس بما كان معه يومئذ إلا احترق من مسه .. وأن أرجاء السماء احمرت " .. فقد روى عباس الدوري سمعت يحيى - بن معين - حدثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد قال : قتل الحسين بن علي ولي أربع عشرة سنة وصار الورس رمادا الذي كان في عسكرهم واحمرت آفاق السماء ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها النيران .. تاريخ يحيى ين معين برواية الدوري ج 1 تحت رقم ( 2435 ) و ابن عساكر في تاريخه ( 41 / 230 ) .. تهذيب الكمال للمزي ( 6 / 434 ) .. سير اعلام النبلاء للذهبي ..( 3 / 312 ) .. تهذيب التهذيب لإبن حجر ترجمة امام الحسين ( ع ) ..

2 ) .. عن عبد الله بن احمد بن حنبل حدثني أبي قال : قال سفيان خرجت جدتي مع محمد بن مزاحم أخي الضحاك حدثني أبي قال ذكر لسفيان جدته فقال قالت يعني يوم قتل الحسين صار اللحم كدا وصار الورس أسود .. العلل ( 1 / 450 ) ..

و رواه الطبراني حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا سفيان حدثتني جدتي أم أبي قال رأيت الورس الذي أخذ من عسكر الحسين صار مثل الرماد ..( 3 / 119 )

قال الهيثمي : رجاله الى جدة سفيان ثقات . مجمع الزوائد ( 9 / 179 ) .. ورواه ابن عساكر عن أبو بكر الحميدي نا سفيان حدثتني جدتي .. ( 41 / 230 ) .. و كذلك ابو الحجاج المزي في تهذيب الكمال ( 6 / 434 ) .. والذهبي في السير .. ( 3 / 313 ) ..

وقد نقل ابن حجر في ترجمة الحسين ( ع ) في تهذيبه هاتين الروايتين في جملة منها ثم قال :" و قد ساق المزي قصة مقتل الحسين مطولة من عند ابن سعد عن الواقدي و غيره من مشائخه أختصرتها مكتفيا بما تقدم من الأسانيد الحسان "

وهذا ما يقوله ابن حجر و هو هو ولكن من يعذرنا من ابن كثير الدمشقي يرى تلك الروايات من الاكاذيب والاحاديث الموضوعة التي لا يصح منها شئ ؟!.

واما قول ابن كثير :" ولم يرفع حجر من حجارة بيت المقدس إلا ظهر تحته دم عبيط " وتكذيبه لهذا الخبر فأطم من اخرياتها لأن الطبراني رواه بلفظين عن الزهري قال قال لى عبدالملك أي واحد انت ان اعلمتني أي علامة كانت يوم قتل الحسين فقال قلت لم ترفع حصاة ببيت المقدس الا وجد تحتها دم عبيط فقال لى عبدالملك إنى وإياك في هذا الحديث لقرينان ..

المعجم الكبير ( 3 / 113 ) .. قال الهيثمي عن سند اولهما رجاله ثقات وعن الآخر رجاله رجال الصحيح ، و يوجد ايضا في تهذيب الكمال ( 6 / 434 ) .. سير اعلام النبلاء ( 3 / 314 ) .. تهذيب التهذيب ترجمة الحسين ( ع ) و تاريخ ابن عساكر ( 14 / 229 ) ..

ولا إشكال في ان الزهري لم يشهد وقعة الطف كونه صغيرا لموافقة عبد الملك بن مروان لقوله و تصديقه له رغم انه اموي و هي شهادة بصحة ما قاله الزهري لأن عبد الملك كان قد تجاوز عمره الثلاثين يومذاك لأنه ولد سنة 23 / 5 / 6 / للهجرة و كان ثقة عارفا و قارئا لكتاب الله قبل ان يلي كما في ترجمته في تهذيب التهذيب .


فهذه الأحداث التي اثبتنا وقوعها بروايات صحيحة السند أو حسنة كما وصفها ابن حجر يصفها ابن كثير بـ"( الأكاذيب والاحاديث الموضوعة التي لا يصح منها شئ )" - ولا نعلم كيف اعتمده الكاتب لسرد هذه القصة - واذا اردنا ان نناقشه الحساب في مروياته في تاريخه فيجب ان يحذف الكثير من الروايات لأن أسانيدها أضعف من التي قال عنها "( أكاذيب وموضوعة )" ..

وهناك روايات في الفضائل و التاريخ سكت عنها عندما تكون في غير علي والحسين عليهما السلام وعندما تكون في فضائلهما نراه يناقش الأسانيد و يضعف و يطعن ..






 
قديم 08-03-08, 05:58 AM   رقم المشاركة : 6
ظلام النهار
مشترك جديد





ظلام النهار غير متصل

ظلام النهار is on a distinguished road


حكم خروج الحسين :


قال الكاتب " لم يكن في خروج الحسين رضي الله عنه مصلحة ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه ولكنه لم يرجع ، و بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله حتى قتلوه مظلوماً شهيداً. وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده .. الى آخر ما ذكره .. "

فنقول:
اولا .. هذا هو عين كلام ابن تيمية في منهاج السنة .( 4 / 530 ) . و لكن بتعديل في ترتيب الجمل فلا نعلم لماذا لم ينوه الكاتب بذلك كما نوه ببعض اقوال ابن كثير ام انه علم بان كلام ابن تيمية من الكذب و يظهر فيه تحامل شيخه على الحسين ( ع ) فاراد التستر عليه ؟.


ثانيا .. هذا قول فاسد وواضح بطلانه فلو بقي الحسين ( ع ) في مكة لقتل بها وهذا ثابت في الرواية الثانية التي نقلها هذا الكاتب عن سفيان و قال عنها بنفسه "( بسند صحيح )" لقول الحسين ( ع ) لإبن عباس :" لأن اقتل في مكان كذا و كذا أحب الي من أقتل في مكة " يثبت انه كان يعلم بانه سيقتل في مكة لو بقي فيه و لذلك خرج و أيده بذلك ابن عباس .. وهذا يثبت بان قول الكاتب او ابن تيمية قول كذب لا يصح .. و سواء خرج الحسين ( ع ) او قعد في بلده فهو مقتول فالخروج كان لا بد منه لكي لا تستحل به مكة ..


ثالثا .. في نفس رواية سفيان الصحيحة قال ابن عباس : "( فكان هذا الذي سلى نفسي به ) " فلو كان في خروجه مفسدة لما قال ابن عباس مقالته هذا .


رابعا .. لم ينفع ابن الزبير قعوده في مكة وهو بلده الأول فاستحلت به وهو ما كان سيحصل لو قعد الحسين ( ع ) في مكة فكيف يقول الكاتب تبعا لإبن تيمية :" وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده " ..!!


خامسا .. نهي الصحابة له عن الذهاب الى العراق انما كان لخوفهم على الحسين ( ع ) و شفقة عليه من القتل لما تردد الى مسامعهم اخبار النبي ( صلى الله عليه و آله ) بمقتله في كربلاء و ليس في مخالفتهم لأصل الخروج على يزيد الفاسق ، فقد قال ابن كثير :" وقد ورد في الحديث بمقتل الحسين فقال الامام احمد حدثنا عبد الصمد بن حسان قال أنا عمارة يعنى ابن زاذان عن ثابت عن أنس قال استأذن ملك المطر ان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فاذن له فقال لام سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل أحد فجاء الحسين بن على رضى الله تعالى عنهما فوثب حتى دخل فجعل يصعد على منكب النبي صلى الله عليه وسلم فقال له الملك أتحبه قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم قال فان أمتك تقتله وان شئت أريتك المكان الذى يقتل فيه قال فضرب بيده فاراه ترابا أحمر فأخذت أم سلمة ذلك التراب فصرته في طرف ثوبها قال فكنا نسمع يقتل بكربلاء ..


وقال الامام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثني عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عائشة - أو أم سلمة - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل قبلها ، فقال لي : إن ابنك هذا حسين مقتول ، وإن شئت أريتك الارض التي يقتل بها ، قال : فأخرج تربة حمراء ".


وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أم سلمة . ورواه الطبراني عن أبي أمامة وفيه قصة أم سلمة . ورواه محمد بن سعد عن عائشة بنحو رواية أم سلمة فالله أعلم .
وروي ذلك من حديث زينب بنت جحش ولبابة أم الفضل امرأة العباس . وأرسله غير واحد من التابعين " أ . هـ قول ابن كثير …


وهذا الأثر ثابت عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) فقد قال الهيثمي :" وعن نجى الحضرمي انه سار مع علي رضى الله عنه وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى على اصبر ابا عبدالله اصبر ابا عبدالله بشط الفرات قلت وما ذاك قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وإذا عيناه تذرفان قلت يا نبى الله أغضبك احد ما شأن عي************ تفيضان قال بل قام من عندي جبريل عليه السلام قيل فحدثني ان الحسين يقتل بشط الفرات قال فقال هل لك ان اشمك من تربته قلت نعم قال فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينى ان فاضتا .


رواه احمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجى بهذا . وعن عائشة أو ام سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاحداهما لقد دخل على البيت ملك فلم يدخل على قبلها قال ان ابنك هذا حسين مقتول وان شئت أريتك من تربة الارض التى يقتل بها قال فأخرج تربة حمراء .
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ..( مجمع الزوائد 9 / 187 ) ..


فلو كان في خروج الحسين ( ع ) مفسدة كما زعم ابن تيمية لنهاه النبي ( ص ) عن الخروج و اوصى الى أبيه علي ( ع ) بذلك فلماذا لم يفعل النبي ( ص ) ذلك ؟.
ثم كيف يبكي النبي ( ص ) على الحسين و هو يعلم بان خروجه ( ع ) فيه مفسدة ...!!


سادسا .. بعض من نهى الحسين ( ع ) عن الخروج من الصحابة اقتنع برايه و وافقه مثل ابن عباس كما اوردناه في الحديث الثاني اعلاه و هذه الموافقة تثبت صحة خروج الحسين ( ع ) و عدم وجود أي مفسدة فيه و الا لما وافقه مثل ابن عباس ..


سابعا .. اخرج مسلم في صحيحه عن ام سلمة عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) انه قال :" انه يستعمل عليكم امراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن انكر فقد سلم ولكن من رضى وتابع قالوا يا رسول الله الا نقاتلهم قال لا ما صلوا ..
صحيح مسلم ج 6 ص 23 .. سنن أبي داود - ابن الأشعث السجستاني ج 2 ص 427 : الترمذي ج 3 ص 361 و قال : هذا حديث حسن صحيح .. و غيره

فهذا الحديث الشريف يثبت مشروعية الخروج على يزيد لعنه الله تعالى من حيث انه كان - كما قال ابن كثير -: كان فيه أيضا إقبال على الشهوات وترك بعض الصلوات في بعض الاوقات ، وإماتتها في غالب الاوقات " .. فالحد بين الكفر و الإيمان هو الصلاة .

ثم فليقل لنا حماة يزيد :" هل تصح صلاة شارب الخمر ؟!.

و اما قول ابن كثير :" بل قد كان فاسقا والفاسق لا يجوز خلعه لاجل ما يثور بسبب ذلك من الفتنة ووقع الهرج كما وقع زمن الحرة .. فنقول :" و هل تصح امامة الفاسق ؟.

او ليست العدالة من شروط الإمامة .. فاي عدالة للفاسق ؟. فكيف يبايع الإمام الحسين ( ع ) فاسق فاقد الأهلية ؟.


ثامنا .. قال ابن كثير : وقال أبو القاسم البغوي : حدثنا محمد بن هارون ، أبو بكر ، ثنا إبراهيم بن محمد الرقي وعلي بن الحسن الرازي قالا : ثنا سعيد بن عبد الملك أبو واقد الحراني ، ثنا عطاء بن مسلم ، ثنا أشعث بن سحيم ، عن أبيه قال : سمعت أنس بن الحارث يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن ابني - يعني الحسين - يقتل بأرض يقال لها كربلاء ، فمن شهد منكم ذلك فلينصره " . قال : فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل مع الحسين ، قال : ولا أعلم رواه غيره .. البداية و النهاية ( 8 / 216 ) ..


فلو كان خروج الحسين ( عليه السلام ) فيه مفسدة كما زعم ابن تيمية لما امر النبي ( صلى الله عليه و آله ) بنصرته وحاشا للنبي ( ص ) ان يامر بنصرة المفسدين ..






 
قديم 08-03-08, 05:59 AM   رقم المشاركة : 7
ظلام النهار
مشترك جديد





ظلام النهار غير متصل

ظلام النهار is on a distinguished road


قال الكاتب : كيف نتعامل مع هذا الحدث :


لا يجوز لمن يخاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه رضي الله عنهم أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت عن النبي (ص) أنه قال : ( ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب) (أخرجه البخاري)

وقال : (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة). أخرجه مسلم . والصالقة هي التي تصيح بصوت مرتفع .

وقال : ( إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعاً من جرب و سربالاً من قطران) أخرجه مسلم.

وقال ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة).

وقال ( اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب و النياحة على الميت) رواه مسلم.

وقال ( النياحة من أمر الجاهلية و إن النائحة إذا ماتت و لم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران و درعاً من لهب النار) رواه ابن ماجة.

والواجب على المسلم العاقل إذا تذكر مثل هذه المصائب أن يقول كما أمر الله "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون". وما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمداً أو ابنه جعفراً أو موسى بن جعفر رضي الله عنهم ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدى أنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا. فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح.

إنّ النياحة واللطم وما أشبهها من أمور ليست عبادة وشعائر يتقرب بها العبد إلى الله ، وما يُذكر عن فضل البكاء في عاشوراء غير صحيح ، إنما النياحة واللطم أمر من أمور الجاهلية التي نهى النبي عليه الصلاة والسلام عنها وأمر باجتنابها ، وليس هذا منطق أموي حتى يقف الشيعة منه موقف العداء بل هو منطق أهل البيت رضوان الله عليهم وهو مروي عنهم عند الشيعة كما هو مروي عنهم أيضاً عند أهل السنة.

فقد روى ابن بابويه القمي في ( من لا يحضره الفقيه )(39) أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( النياحة من عمل الجاهلية ) وفي رواية للمجلسي في بحار الأنوار 82/103 ( النياحة عمل الجاهلية ) ومن هذا المنطلق اجتنب أهل السنة النياحة في أي مصيبة مهما عظمت، امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل بالمقابل هم يصومون يوم عاشوراء ، ذلك اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من الغرق ، وهم يرون أنّ دعوة مخلصة للحسين من قلب مؤمن صائم خير من رجل يتعبد الله بعمل أهل الجاهلية ( النياحة واللطم ) ، ففي الصائم يحصل له الخيرين ، خير صيام يوم فضيل وخير دعاء المرء وهو صائم والذي يمكن أن يجعل جزءاً منه أو كله إن أراد للإمام الحسين.

ومما ورد من روايات في فضل صيام هذا اليوم من روايات الشيعة ما رواه الطوسي في الاستبصار 2/134 والحر العاملي في وسائل الشيعة 7/337 عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه أنّ علياً عليهما السلام قال: ( صوموا العاشوراء ، التاسع والعاشر ، فإنّه يكفّر الذنوب سنة ).

وعن أبي الحسن عليه السلام قال: ( صام رسول الله صلى الله عليه وآله يوم عاشوراء ) ، وعن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: ( صيام عاشوراء كفّارة سنة ).


الجــــواب ..


واما النياحة فيظهر لنا ان الكاتب يجهل بما في كتب أهل السنة او انه يعلم ويسكت عن ذلك لأجل التشنيع على الشيعة لأن ابن قدامة الحنبلي - بعد ان نقل اقوالا في حرمة النياحة - قال :" وقال بعض أصحابنا هو مكروه ، ونقل حرب عن أحمد كلاما يحتمل إباحة النوح والندب ، واختاره الخلال وصاحبه لان واثلة بن الاسقع وأبا وائل كانا يستمعان النوح ويبكيان ،

وقال احمد : إذا ذكرت المرأة مثل ما حكي عن فاطمة في مثل الدعاء لا يكون مثل النوح ، يعني لا بأس به ،

وروي عن فاطمة انها قالت : يا أبتاه ، من ربه ما ادناه ، إلى جبريل انعاه ، يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ،

وروي عن علي عن فاطمة رضي الله عنهما انها أخذت قبضة من تراب قبر النبي صلى الله عليه وسلم فوضعتها على عينها ثم قالت

ماذا على مشتم تربة أحمد * أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو انها * صبت على الايام عدن لياليا "
.. الشرح الكبير ( 2 / 430 ) ..


فان كانت " النياحة واللطم أمر من أمور الجاهلية التي نهى النبي عليه الصلاة والسلام عنها وأمر باجتنابها " كما قال الكاتب فهل كان الصحابي واثلة بن الأسقع من أهل الجاهلية و يصر على مخالفة النبي ( ص ) بعدم اجتنابه النوح و كذلك ابو بكر الخلال والإمام أحمد ؟.


واذا كانت النياحة كما قال الكاتب من امور الجاهلية المنهية عنها شرعا فهل كانت أم المؤمنين عائشة مخالفة لأمر النبي ( ص ) لثبوت اقامتها النياحة على ابيها !.


فقد قال البخاري في كتاب الخصومات .. باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة : وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ( ناحت ) !


قال ابن حجر في فتح الباري : ‏‏قوله : باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة : أي بأحوالهم , أو بعد معرفتهم بالحكم ويكون ذلك على سبيل التأديب لهم .

قوله : وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت . ‏وصله ابن سعد في (الطبقات) بإسناد صحيح من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب قال : لما توفي أبو بكر أقامت عائشة عليه النوح , فبلغ عمر فنهاهن فأبين فقال لهشام بن الوليد : أخرج إلى بيت أبي قحافة - يعني أم فروة - فعلاها بالدرة ضربات فتفرق النوائح حين سمعن بذلك . ووصله إسحاق بن راهويه في مسنده من وجه آخر عن الزهري وفيه : فجعل يخرجهن امرأة امرأة وهو يضربهن بالدرة .. فتح الباري - كتاب الخصومات - باب 5 ، 6 - ح 2420 ..


فلماذا يكذب الكاتب ويقول :" ومن هذا المنطلق اجتنب أهل السنة النياحة في أي مصيبة مهما عظمت، امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " الا ان يخرج ام المؤمنين عائشة و الصحابي واثلة بن الأسقع و أبا وائل من أهل السنة و يبقى هو و إمامه ابن تيمية من اهلها ؟!.


واما قول الكاتب : فقد روى ابن بابويه القمي في ( من لا يحضره الفقيه )(39) أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( النياحة من عمل الجاهلية ) وفي رواية للمجلسي في بحار الأنوار 82/103 ( النياحة عمل الجاهلية " ..

فنحيله الى قول السيد الخوئي قدس الله سره :" وفي مرسلة الصدوق قال : من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله الموجزة التي لم يسبق إليها : " النياحة من عمل الجاهلية " . وهي مضافا إلى ضعف سندها قابلة الحمل على ارادة النياحة الباطلة المرسومة عند العرب بمناسبة قوله " من عمل الجاهلية " أي بحسب مناسبة الحكم والموضوع إلى غير ذلك من الاخبار الضعاف فراجع . فتحصل أن النياحة الصحيحة امر جائز ولم تثبت كراهتها فضلا عن حرمتها ما لم يشتمل على الكذب ونحوه فما عنون بن الباب في الوسائل من كراهة النياحة ليس صحيحا فان الكراهة كالحرمة حكم شرعي يحتاج إلى دليل ولا دليل عليها ..كتاب الطهارة ( 9 / 228 )


وقال المحقق الحلي في المعتبر ( 1 / 344 ) :
ويجوز النياحة على الميت بتعداد فضائله من غير تخط إلى كذب ، ولا تظلم ولا تسخط . وذهب كثير من أصحاب الحديث من الجمهور إلى تحريمه ، واحتجوا بما روت أم عطية قالت أخذ علينا النبي صلى الله عليه وآله عند البيعة ألا ننوح ولانه يشبه التظلم والاستعابة والتسخط بقضاء الله . لنا ما روي أن فاطمة عليها السلام كانت تنوح على النبي صلى الله عليه وآله .

روي انها أخذت قبضة من تراب قبر النبي صلى الله عليه وآله فوضعتها على عينيها وقالت :"

ماذا على المشتم تربة أحمد * ألا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الايام صرن لياليا ( 1 )


ورووا أن وائلة بن الاسفع وأبا وائل كانا يستمعان النوح ، ويبكيان ولم ينقل انكار أحد من الصحابة عليهم .

ومن طريق الاصحاب ما روى أبو حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال مات ابن المغير فسألت أم سلمة النبي صلى الله عليه وآله أن يأذن لها في المضي إلى مناحته فأذن لها فندبت ابن عمها بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وقالت :

أنعى الوليد بن الوليد أخا الوليد * فتى العشيرة حامي الحقيقة ماجدا
يسموا إلى طلب الوتيرة قد كان * غيثا للسنين وجعفرا غدقا وميرة

فما عاب النبي صلى الله عليه وآله ذلك ولا قال لها شيئا ،

وقال النبي صلى الله عليه وآله لفاطمة حين قتل جعفر بن أبي طالب " لا تدعين بذل ولا نكل ولا حرب وما قلت فيه فقد صدقت " ( 2 ) وأمر النبي صلى الله عليه وآله بالندب على حمزة ( 3 ) .

وعن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : " اوقف لي من مالي كذا وكذا للنوادب يندبني عشر سنين بمنى أيام منى " ( 4 ) .


والجواب : عما ذكروه من الحديث انه يمكن أن يكون اشارة إلى النوح الذي يتضمن جزعا وسخطا ، أو قولا باطلا وأما قولهم يشبه التسخط والاستعابة فنحن نحرم ذلك ، لكن ليس كل النوح كذلك وانما نبيح منه ما يتضمن ذكر خصائصه وفضائله وفواضله وحكاية التألم بفقده ، وهذا لا يتضمن ما ذكروه وقد روينا عن الصادق عليه السلام انه قال : " لا بأس بأجر النائحة إذا قالت صدقا " ( 5 ) . ذكره ابن بابويه فيمن لا يحضره الفقيه .



* هامش *
(1) بحار الانوار ج 79 ص 106 .
(2) الوسائل ج 2 ابواب الدفن باب 83 ح 4 .
(3) بحار الانوار ج 79 ص كتاب الطهارة ح 26 ( الا ان فيه : أمر النبي بالنوح على حمزة ) .
(4) الوسائل ج 12 ابواب ما يكتسب به باب 17 ح 1 .
(5) الوسائل ج 2 أبواب الدفن باب 71 ح 2 ( مع اختلاف يسير ) .




وقال العلامة الحلي في منتهى المطلب ج 1 ص 466 :
النياحة بالباطل محرمة إجماعا أما بالحق فجائز إجماعا روى الجمهور عن فاطمة عليها السلام قالت يا أبتاه من ربي ما أدنى يا أبتاه إلى جبرئيل ( أنعاه ) يا أبتاه اجاب ربا دعاء وعن علي عليه السلام أن فاطمة عليها السلام أخذت قبضة من تراب قبر النبي صلى الله عليه وآله فوضعتها على عينيها ثم قالت ماذا على من شم تربة أحمد أن لا يشم مد الزمان غواليا صبت علي مصائب لو أنها صبت على الايام ( صرن لياليا )


ومن طريق الخاصة ما رواه ابن بابويه عن الصادق عليه السلام أن سئل عن أجر النائح فقال : لا بأس به قد ينح رسول الله صلى الله عليه وآله وروي أنه قال لا بأس بكسب النائحة إذا قالت صدقا وفي خبر آخر قال يستحل بضرب إحدى يديها على الاخرى وذلك يستلزم المطلوب .


[ الثالث ] يحرم ضرب ( الخدود ) ونتف الشعور وشق الثوب إلا في موت الاب والاخ وقد سوغ فيها شق الثوب للرجل روى وكذا يكره الدعاء بالويل والثبور .

واما قول الكاتب :" ومما ورد من روايات في فضل صيام هذا اليوم من روايات الشيعة ما رواه الطوسي في الاستبصار 2/134 والحر العاملي في وسائل الشيعة 7/337 عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه أنّ علياً عليهما السلام قال: ( صوموا العاشوراء ، التاسع والعاشر ، فإنّه يكفّر الذنوب سنة ). "

فنقول ..
واما الرواية ففي سندها مسعدة بن صدقة و هو عامي المذهب و هناك روايات تعارضها وهي على أصولنا واصول اهل السنة في علم الحديث لا تقبل .. فاهل السنة ياخذون برواية المخالف ان كان ثقة ما لم تكن تدعوا الى مذهبه وكذلك نحن ..

وهذه الرواية معارضة بصحيحة زرارة والتي رواها الشيخ الصدوق "( انه سأل محمد بن مسلم ، وزرارة بن أعين أبا جعفر الباقر عليه السلام " عن صوم يوم عاشورا ، فقال : كان صومه قبل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان ترك " .. من لا يحضره الفقيه ( 2 / 85 ).. فالرواية صحيحة لقول السيد الخوئي في معجمه :" نعم ان طريق الصدوق اليه صحيح " ..

فلماذا ينقل الكاتب الروايات التي يريد ان يوهم بها العوام من اهل السنة و لا ينقل المعارضة لها و الأصح منها ؟!
ولماذا هذا التدليس ؟!.

وأما قول الكاتب :" لا أكاد أفهمه تجاهل علماء الشيعة للروايات الواضحة في بيان فضل صيام عاشوراء بل وبالمقابل اتهام أهل السنة مراراً وتكراراً بأنهم حزب بني أمية وأنهم استحدثوا صيام هذا اليوم احتفالاً بمقتل الحسين - عياذاً بالله من ذلك - مع اتفاق أحاديث السنة والشيعة على فضل صيام هذا اليوم وأنّ نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم صامه !!! الى آخر تخرصاته فماهي الا اكاذيب بناها على روايات لا تصح عند الشيعة وهو يعلم ذلك بدليل اطلاعه على روايات تنهي عن صوم العاشر عند الشيخ الطوسي في الإستبصار الذي نقل منه ومنها "( لا تصم يوم العاشر )" ..


فكيف يكذب عليهم ويقول بانهم اتفقوا مع السنة على فضل صيام عاشوراء الا ان كان لا يرى حرمة الكذب ؟!.
ثم كيف يدعي الكاتب ان الشيعة اتفقوا مع السنة على فضل صوم العاشر وهو يرى تلك الروايات الناهية عن صوم العاشر ؟


اللهم الا الكذب والإفتراء على الشيعة و علماؤهم .. لا غير ..!!






 
قديم 08-03-08, 06:00 AM   رقم المشاركة : 8
ظلام النهار
مشترك جديد





ظلام النهار غير متصل

ظلام النهار is on a distinguished road


موقف يزيد من قتل الحسين:


قال الكاتب :" لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين ولا نقول هذا دفاعاً عن يزيد ولكن دفاعاً عن الحق. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك، وظهر البكاء في داره ولم يسب لهم حريماً بل أكرم بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم،

وأما الروايات التي تقول إنه أهين نساء آل بيت رسول لله وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأُهِنّ هناك هذا كلام باطل بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها، وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط."

بل ابن زياد نفسه عندما جيء بنساء الحسين إليه وأهله، وكان أحسن شيء صنعه أن أمر لهن بمنزل من مكان معتزل، وأجرى عليهن رزقاً وأمر لهن بنفقة وكسوة. (رواه ابن جرير بسند حسن) . وقال عزت دروزة المؤرخ "ليس هناك ما يبرر نسبة قتل الحسين إلى يزيد، فهو لم يأمر بقتاله، فضلاً عن قتله، وكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل". و قال ابن كثير: (والذي يكاد يغلب على الظن أن يزيد لو قدر عليه قبل أن يُقتل لعفا عنه كما أوصاه بذلك أبوه، وكما صرح هو به مخبراً عن نفسه بذلك).


نقـــول ..

اولا .. الروايات التي حسن سندها هذا الكاتب واحتج بها ابن تيمية من ان الحسين ( ع ) طلب تسييره الى احدى الثغور او الى يزيد تثبت ان يزيد امر ابن زياد بقتل الحسين ( ع ) و الا فلماذا رفضها ابن زياد بالرغم من انها تؤكد استسلام الحسين ( ع ) المطلق له و النزول على ارادته و حكمه ؟!؟!؟

ثانيا .. هل يريد الكاتب وشيخاه ابنا كثير وتيمية أن يأمر يزيد بقتل الحسين ( ع ) على رؤوس الاشهاد و يظهر ذلك !.


ثالثا .. عدم معاقبة يزيد لابن زياد .. ان كان يزيد لم يأمر ابن زياد بقتل الحسين ( ع ) فلماذا لم يعاقبه لأنه خالف أمره بعدم قتله للحسين ( ع ) ..؟! وبماذا سيجيب محبي يزيد عليه اللعنة ؟

واما اظهاره التوجع فهو من باب الحيلة والاظهار بانه لم يامر بقتل الحسين ( ع ) من باب دفع التهمة عنه ، وهذا ما يخالف النقل في كتب التاريخ التي تؤكد سروره و فرحه عندما سمع بقتل الحسين ( ع ) .. منها..

1 ) .. قول ابن كثير :" وقيل إن يزيد فرح بقتل الحسين أول ما بلغه ثم ندم على ذلك ، فقال أبو عبيدة معمر بن المثنى : إن يونس بن حبيب الجرمي حدثه قال : لما قتل ابن زياد الحسين ومن معه بعث برؤوسهم إلى يزيد ، فسر بقتله أولا وحسنت بذلك منزلة ابن زياد عنده ، ثم لم يلبث إلا قليلا حتى ندم ! "

2 ) .. عدم معاقبة يزيد لعبيد الله بن زياد كما اسلفنا فهذا يدل على ارتياحه مما قام به ابن زياد اللعين .


3 ) وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج4 ص 37 بشأن يزيد : وكان ناصبيا ، فظا ، غليظا ، جلفا . يتناول المسكر ، ويفعل المنكر . افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين ، واختتمها بواقعة الحرة ، فمقته الناس . ولم يبارك في عمره . وخرج عليه غير واحد بعد الحسين ...






 
قديم 08-03-08, 06:02 AM   رقم المشاركة : 9
ظلام النهار
مشترك جديد





ظلام النهار غير متصل

ظلام النهار is on a distinguished road


من قتل الحسين ؟


نعم هنا يطرح السؤال المهم : من قتلة الحسين : أهم أهل السنة ؟ أم معاوية ؟ أم يزيد بن معاوية ؟ أم من ؟

إن الحقيقة المفاجئة أننا نجد العديد من كتب الشيعة تقرر وتؤكد أن شيعة الحسين هم الذين قتلوا الحسين . فقد قال السيد محسن الأمين " بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه " { أعيان الشيعة 34:1 }.

وكانو تعساً الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه : " ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار ، و أنما تقدم على جند مجندة؟ تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين ، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا ، وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم ألباً أوليائكم و سحقاً ، و يداً على أعدائكم . استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب ، و تهافتم إلينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفهاً ، بعداً لطواغيت هذه الأمة " { الاحتجاج للطبرسي }.


ثم ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم " أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم ؟ لا سقاكم الله يوم الظمأ "{ الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242}.


وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً : " اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا " { الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38 } .


ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال : " هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا ؟ " أي من قتلنا غيرهم { تاريخ اليعقوبي 235:1 } .


ولما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً :" ياأهل الكوفة : ذهلت نفسي عنكم لثلاث : مقتلكم لأبي ، وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا و أطيعوا ، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم { كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1} .


فهذه كتب الشيعة بأرقام صفحاتها تبين بجلاء أن الذين زعموا تشييع الحسين ونصرته هم أنفسهم الذين قتلوه ثم ذرفوا عليه الدموع ، وتظاهروا بالبكاء ، ولايزالون يمشون في جنازة من قتلوه إلى يومنا هذا ، ولو كان هذا البكاء يعكس شدة المحبة لأهل البيت فلماذا لايكون البكاء من باب أولى على حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الفظاعة التي قتل بها لا تقل عن الطريقة التي ارتكبت في حق الحسين رضي الله عنه حيث بقر بطن حمزة واستؤصلت كبده ، فلماذا لايقيمون لموته مأتماً سنوياً يلطمون فيه وجوههم ويمزقون ثيابهم ، ويضربون أنفسهم بالسيوف والخناجر ؟ أليس هذا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ بل لماذا لايكون هذا البكاء على موت النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فإن المصيبة بموته تفوق كل شيء ؟ أم أن الحسين أفضل من جده لأنه تزوج ابنة كسرى الفارسية ؟


الجـــواب

هنا يتسائل الكاتب بدهاء " من قتل الحسين " حتى يتوصل الى النتيجة التي ارادها و اجاب عنها مسبقا !!
وهي ان الحقيقة المفاجئة أننا نجد العديد من كتب الشيعة تقرر وتؤكد أن شيعة الحسين هم الذين قتلوا الحسين ..
فهل صدق هذا الكاتب المتحامل على الحسين ( ع ) في اجابته ؟


فقد ابتدا بنقله لقول الأمين عليه الرحمة :" فقد قال السيد محسن الأمين " بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق .. الخ .. واستدل بحقارة على ان الأمين قصد شيعة الحسين ( ع ) مع ان قوله واضح و هو "( اهل العراق )" فهل كان أهل العراق من الشيعة ...؟!
حتما لا واي عاقل منصف يقول لا والف لا


ولقد أراد الكاتب أن يفتري على الشيعة لذلك ذكر ( شيعة الحسين - دعا الحسين على شيعته - نادا شيعة الحسين ) فلا توجد كلمة شيعة في الروايات ويريد الكاتب ان يجعل من أهل الكوفة شيعة للحسين بغضا منه للشيعة ، بل الكلام كان موجها إلى أهل الكوفة عبيد بني امية لذلك صاح الحسين عليه السلام في يوم العاشر حيث يقول ( يا شيعة آل أبي سفيان ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم هذه وارجعوا إلى احسابكم ان كنتم عربا كما تزعمون ) لواعج الاشجان ص 185 - السيد محسن الأمين






 
قديم 08-03-08, 06:03 AM   رقم المشاركة : 10
ظلام النهار
مشترك جديد





ظلام النهار غير متصل

ظلام النهار is on a distinguished road


من هم أهل الكوفة ؟


قال ابن تيمية في منهاج السنة ج4ص132 :

" واتـهم طائفة من الشيعة الأولى بتفضيل علي على عثمان ولم يتهم أحد من الشيعة الأولى بتفضيل علي على أبي بكر وعمر بل كانت عامة الشيعة الأولى الذين يحبون عليا يفضلون عليه أبا بكر وعمر لكن كان فيهم طائفة ترجحه على عثمان وكان الناس في الفتنة صاروا شيعتين شيعة عثمانية وشيعة علوية وليس كل من قاتل مع علي كان يفضله على عثمان بل كان كثير منهم يفضل عثمان عليه كما هو قول سائر أهل السنة ".


وكذا ج2ص71-73
" فيعلمون أن لأبي بكر وعمر من التقدم والفضائل ما لم يشاركهما فيها أحد من الصحابة لا عثمان ولا علي ولا غيرهما وهذا كان متفقا عليه في الصدر الأول إلا أن يكون خلاف شاذ لا يعبأ به حتى أن الشيعة الأولى أصحاب علي لم يكونوا يرتابون في تقديم أبي بكر وعمر عليه كيف وقد ثبت عن علي من وجوه متواترة أنه كان يقول خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ولكن كان طائفة من شيعة علي تقدمه على عثمان وهذه المسألة أخفى من تلك ".


والأصرح من ذلك كله قوله في ج2ص90-91 :

" وأما الشيعة فهم دائما مغلوبون مقهورون منهزمون وحبهم للدنيا وحرصهم عليها ظاهر ولهذا كاتبوا الحسين رضي الله عنه فلما أرسل إليهم ابن عمه ثم قدم بنفسه غدروا به وباعوا الآخرة بالدنيا وأسلموه إلى عدوه وقاتلوه مع عدوه فأي زهد عند هؤلاء وأي جهاد عندهم وقد ذاق منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الكاسات المرة ما لا يعلمه إلا الله حتى دعا عليهم فقال اللهم قد سئمتهم وسئموني فأبدلني بهم خيرا منهم وأبدلهم بي شرا مني وقد كانوا يغشونه ويكاتبون من يحاربه ويخونونه في الولايات والأموال ، هذا ولم يكونوا بعد صاروا رافضة إنما سموا شيعة علي لما افترق الناس فرقتين فرقة شايعت أولياء عثمان وفرقة شايعت عليا رضي الله عنهما فأولئك خيار الشيعة وهم من شر الناس معاملة لعلي بن أبي طالب".


فإذن شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام التي قاتلت معه ليسوا مثلنا في العقيدة كما قال ابن تيمية ، بل الشيعة الأول هم أهل السنة المتشيعة لأنـهم فقط يقولون أن عليا أفضل من عثمان ، ولكن أبا بكر وعمر أفضل من علي بن أبي طالب بلا إشكال في نظر أولئك المسمين بالشيعة ، وحتما هم غير الشيعة بمصطلحنا اليوم لأننا نقول :

إن عليا أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يقاس به زيد وبكر ، بل هو نفس رسول الله الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا النبوة ، وأنه معصوم من الله عز وجل ، مفترض الطاعة منه ، لا يجوز الرد عليه ولا التردد في أمره ، بل يجب إطاعته واتباع سنته المستمدة من سنة أخيه صلى الله عليه وآله وسلم ، ويطاع بلا أي تردد حتى لو أمر بقتل آبائنا وأمهاتنا وإخواننا الذين هم على ظاهر الإسلام .


وعليه فنحن لم نكن في جيشه في الكوفة بل كان جل جيشه ممن يفضلون أبا بكر وعمر عليه !! فأنى لهم بالتشيع في مصطلحنا ؟!!! فهؤلاء كانوا من أهل السنة بلا ريب ، ولكن فيهم تشيع لأهل البيت عليهم السلام .

وعليه تفهم تماما لمن وجه الإمام علي عليه السلام قوله هذا الذي يهرج عليه الوهابيون كما في بحار الانوار ج 8 ص 680 من كتاب الغارات للثقفي ج2ص477 :

" فيا عجبا ، عجبا والله يميت القلب ويجلب الهم ، اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم ، وتفرقكم عن حقكم فقبحا لكم وترحا حين صرتم عرضا يرمى يغار عليكم ولا تغيرون وتغزون ولا تغزون ، ويعصى الله وترضون ، فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم هذه حمارة القيظ أمهلنا يسبخ عنا الحر وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم هذه صبارة القر أمهلنا ينسلخ عنا البرد ، كل هذا فرارا من الحر والقر ؟! ، فإذا كنتم من الحر والقر تفرون ، فأنتم والله من السيف أفر ، يا أشباه الرجال ولا رجال ، حلوم الاطفال ، وعقول ربات الحجال لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة والله جرت ندما وأعقبت سدما قاتلكم الله لقد ملاتم قلبي قيحا ، وشحنتم صدري غيظا ، وجرعتموني نغب التهمام أنفاسا وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخدلان حتى قالت قريش : إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب ، لله أبوهم وهل أحد منهم أشد لها مراسا وأقدم لها مقاما مني ، لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين ، وها أنا ذا قد ذرفت على الستين ، ولكن لا رأي لمن لا يطاع .

فلما انتهت قراءة الكتاب فقام إليه ( ع ) رجل من الازد - يقال له حبيب بن عفيف ، آخذا بيد ابن أخ له يقال له : عبد الرحمان بن عبد الله بن عفيف - فأقبل يمشي حتى استقبل أمير المؤمنين ( ع ) بباب انسدة ، ثم جثا على ركبتيه وقال :

يا أمير المؤمنين ها أناذا لا أملك الا نفسي وأخي ، فمرنا بأمرك فو الله لننفذن له ولو حال دون ذلك شوك الهراس وجمر الغضا حتى ننفذ أمرك أو نموت دونه .


فدعا ( ع ) لهما بخير ، وقال لهما : أين تبلغان - بارك الله عليكما - مما نريد ؟! ثم أمر ( ع ) الحارث الأعور ، فنادى في الناس : أين من يشري نفسه لربه ويبيع دنياه بآخرته ، أصبحوا غدا بالرحبة إنشاء الله ، ولا يحضرنا إلا صادق النية في المسير معنا ، والجهاد لعدونا . فأصبح بالرحبة نحو من ثلاث مأة ، فلما عرضهم عليه ( ع ) قال : لو كانوا ألفا كان لي فيهم رأي . وأتاه قوم يعتذرون ، وتخلف آخرون ، فقال ( ع ) : وجاء المعذرون ، وتخلف المكذبون . قال الراوي : ومكث ( ع ) أياما باديا حزنه ، شديدا الكآبة ، ثم إنه نادى في الناس فاجتمعوا فقام خطيبا ، وخطبهم بما تقدم في باب الخطب ".


فهو عليه السلام كان يخاطب أهل السنة الذين فيهم تشيع لأهل البيت عليهم السلام ولا يخاطب الرافضة الغالية –على حد تعبيرهم- الذين هم شيعة اليوم وهو ما يحاول الوهابيون حشره في رؤوس المغفلين في غرفهم ومواقعهم وأشرطتهم وكتيباتـهم !!

ويشهد لذلك أن الرجل الذي جاء مع أخيه يريد الموت أو تنفيذ أمره عليه السلام فترحم يدل على أن مشكلة الإمام مع أهل الكوفة السنيين هي تخاذلهم عن أمره ، وهذا مناقض للتشيع بمصطلحنا . وما كان يطلبه الإمام منه هؤلاء السنة هو أقل ما يعتقده شيعة اليوم في الإمام علي عليه السلام ، فواضح أن هؤلاء لم يكونوا مثلنا بل هم سنة يتشيعون ويفضلون أبا بكر وعمر عليه كما نص عليه ابن تيمية .


ويدل عليه صريحا أن الحارث الأعور كان تحت قيادة علي بن أبي طالب وهو الذي كان يحث الناس على المسير معه عليه السلام ، والحارث الأعور كان شيعيا غاليا له رأي سوء وقد رمي بالرفض ، كما نصت على ذلك ترجمته في كتب أهل السنة :
تهذيب التهذيب ج2ص127 :

" وقال ابن حبان وكان الحارث غاليا في التشيع واهيا في الحديث . وقال بن عبد البر في كتاب العلم له لما حكى عن إبراهيم أنه كذب الحارث أظن الشعبي عوقب بقوله في الحارث كذاب ولم يبن من الحارث كذبه وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي وقال ابن سعد كان له قول سوء وهو ضعيف في رأيه . توفي أيام بن الزبير وقال بن شاهين في الثقات قال أحمد بن صالح المصري الحارث الأعور ثقة ما أحفظه وما أحسن ما روى عن علي وأثنى عليه قيل له فقد قال الشعبي كان يكذب قال لم يكن يكذب في الحديث إنما كان كذبه في رأيه ".


تقريب التهذيب ج1ص146ت1029 : " الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني بسكون الميم الحوتي بضم المهملة وبالمثناة الكوفي أبو زهير صاحب علي كذبه الشعبي في رأيه ورمي بالرفض وفي حديثه ضعف ".

أنظر !! هو صاحب علي ! وكذبه الشعبي في رأيه في علي بن أبي طالب عليه السلام ، وكان له رأي سوء في علي ، وقد رمي بالرفض وهو الحاث للناس على التقدم بين يدي علي عليه السلام ، لذلك تعلم أن المخاطب في الخطبة هم أهل السنة المتشيعة ، لا نحن ومن هو من جنسنا ، كما قال ابن تيمية سابقا عن هؤلاء الذين أحرقوا قلب علي عليه السلام بأنهم ( لم يكونوا بعد صاروا رافضة ) .






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:37 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "