الحمد لله وبعد ..
البغض والحب اساس كل حركة في الحياة , ولكن المشكلة هي في كيفية الكره وثقافة البغضاء .
وإذا تأملنا أن الحب والبغض يمر كثيراً في القرآن ونحن نتأمله
فإذا تأملنا مثلا قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ) (آل عمران : 118 )
نجد أن الله يُعلمنا أن هناك من يُبغض المؤمنين وهذه البغضاء تتبين بأفواههم والذي في الصدور أضعاف مضاعفة وهذا الذي ظهر .
والشيعي والرافضي , بينهما كما بين السماء والأرض فالتشيع قد اخذ اسمه من " الحب " بينما الرافضي قد أخذ اسمه من " البغض " فهذا خلاف هذا , ويحاول الرافضة اليوم تسمية أنفسهم بـ " شيعة " لأنهم يجدون أن كلمة " رافضة " قاسية عليهم .
ويخلط كثير من الناس ويسمي الشيعي بالرافضي والعكس وقد طرح هذا الموضوع في غير هذا الموضع .
والمقصود : أن الرافضة اليوم يبغضون أهل السنة ’ بل يبغضون كل الناس غيرهم ولا يحبون إلا أنفسهم . وفي البيت الشيعي كذلك من العناد والبغض ما يظهر قهراً . والعرب يختلفون مع العجم الشيعة وهكذا .
إلا أن الكره الرافضي للسنة وأهل السنة , لا أساس له علمي أو ديني .
بل هم يبغضون لأنهم ينشأون ويُنشأون على هذا البغض من نعومة أظفارهم فينشأل الطفل كارها للسنة كارها للأعلام ولا يفهم لماذا كره ولماذا حب .
وينشأ ناشئ الفتيان فينا***على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى بحجى*** ولكن يعوده التدين أقربوه
وسبحان الله كل ما رأيت حقاً واضحاً صريحاً فيه صلاح النفس والمال والعرض والدين , تجد الرافضة له أبغض ولأتباعه أكره , وكل ما رأيت من باطل خامل غامضا ليس فيه إلأ فساد النفس والمال والعرض والدين , تجد الرافضة له أتبع وأحب وله أقرب .
فهم يحبون كلام البشر ويستدلون به كالمراجع والآيات , ولا يأخذون قول الرسول صلى الله عليه وسلم والآيات .
بينما المراجع يقولون كلاماً جافاً ليس فيه من الوحي إلأ ما يوافق هواهم , وما تحبه قلوبهم . ويتركون كل كلاماً في الوحي لا يوافق معتقداتهم الفاسدة وآراهم الباطلة .
ويبغضون البخاري ومسلم والمسانيد والمصنفات و و و إلخ .
لماذا ؟
هم لا يعلمون , بل كل ما في الأمر نشأوا على هذا البغض والكره من طفولتهم . بينما كل ما فعله البخاري ومسلم وغيرهم من المحدثين أنهم نقلوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم مسنداً إليه صلى الله عليه وسلم .
( الصحابة - رضي الله عنهم - يبغضونهم بسبب قربهم من الحق )
فتجدهم يبغضونهم ويبحثون عن عثراتهم ويقولونهم مالم يقولوا ويأخذون الضعيف من السيرة ويجعلونه كالشمس وضوحا وصحة حتى يثلموا هذا الصحابي أو تلك الصحابية .
فأبو بكر وعمر ضي الله عنهما يكرهونهما لأنهما ( سلبنا الخلافة )
وعثمان رضي الله عنه لأنه ( عنده أخطأ )
وعائشة رضي الله عنها . لأنها ( خرجت من بيتها والله تعالى قد أمرها بالوقور )
ويكرهون معاوية رضي الله عنه لأنه ( حارب علي رضي الله عنه )
** تجد أن لكل صاحابي ورجل وشخص ما يجعلهم يكرهونه وينشؤون نشئ يبغضهم على ما عندهم من ما يعتقدونه أخطأ وهكذا..
إن ثقافة اكره عندهم على غير أساس علمي .
فمن الذي نقل الإسلام إلينا ؟
أليس الصحابة ؟ رضي الله عنهم .
فإن قلت أيها القارئ بل آل البيت .
قلنا وأنعم وأكرم بآل البيت .. ولكن أخبرني . من رأس آل البيت عندك ؟
ستقول : النبي الأعظم , على وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهما .
نقول لك : هل نقل لك علماءك الأقوال والأعمال عن هؤلاء ؟
ستجد نفسك أمام جواب " مخزي " و " مظلم " والسبب أن الجواب هو " لا "
بل نقلوا لك كذاب وزوراً وظلما عن أبي عبد الله وغيره ... رحمهم الله .. وقالوا لك ..
هذا دين الله ...
ولو صدقوا لأسندوا إلي الرسول صلى الله عليه وسلم وإلي علي رضي الله عنه وإلي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين رضي الله عنها وكذلك نقلوا عن الحسن والحسين رضي الله عنهما .
بينما الصحابة رضي الله عنهم بما فيهم آل البيت , نقولوا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم من " القرآن " و " السنة الصحيحية " والذي نقل هذه الأقوال والأفعال هم ..
البخاري و مسلم و النسائي وأحمد وغيرهم من المحدثين الكبار والفقهاء والمختصين بهذا الفن .
ولذلك يُنشؤك على بغض هؤلاء النقلة لأقوال النبي صلى الله عليه وسلم حتى ترفض وتبغض قولهم والذي في الحقيقة هو نقل " لقول الني صلى الله عليه وسلم " وكذلك لأقوال الصحابة رضي الله عنهم .
وبهذا تحب الكتب السخيفة التي لا تستند على علم ولا على دين ... ولا أريد التمثيل .
بهذا يكون قلبك كارها للحق ومحباً ما تعتقده الحق .
( يمدحون ويحبون , ويسبون ويبغضون )
في ما أن تتأمل كتاباتهم تجدهم يطرون ويثون على ذلك الرجل أو الكتاب أو العالم , والسبب أنهم يريدون أن ينالوا من رجل غيره ..
كثنائهم على من قتله خالد رضي الله عنه ... فتجدهم يثنون عليه خيراً حتى ينالوا من خالد وكذا حالهم .
ويثون على الإمام مالك ثنائا عجيباً حتى يقولون أنه درس على يد إمام من الأئمة .
وفي نفس الوقت يثلبون من مدحوا في موطن آخر .
( التقية )
تجدهم يستخدمونها ويجعلون الحب كرهاً والكره حباً ,, يمعنى آخر يعيشون مشتتين لا مقاييس عندهم في هذا المجال .
فيظهرون لك الحب والموالاة وفي قلوبهم من البغضاء ما الله به عليم سبحانة .
ويوالون اليهود والنصارى بل ويعينونهم على المسلمين .
( المسجد )
وحيث أن هذا البيت الذي هو بيت الله هو أساس الحق تجدهم يبغضون المسجد ويستبدلونه بالحسينية والتي ما أنزل الله بها من سلطان وتكون أفضل من المسجد والذي هو من صفات المؤمنين والمسجد عندهم يهدم ويخرب .. ويحرق .
في الوقت الذي تجدهم ينكبون على المشاهد ويهجرون المساجد . .!
( الكعبة )
بيت الله الحرام وقبلة المسلمين وأساس الدين , يجعلونها في رواياتهم " ذنباً ذليلاً لكربلاء " ويكره الكثير من الرافضة هذا البيت الحرام حتى جعلوا من حج إلي الحسين أفضل من من حج البيت الحرام , وعليك باستقبال القبر والصلاة ولو كانت الكعبة خلف ظهرك .
إنها ثقافة الكره التي ما انزل الله بها من سلطان , وإلا أي عاقل الذي يقدم أي شئ في الدنيا على الكعبة الطاهرة ؟
إلا من سلخ الله عقله وفهمه وجعله يبغض ويحب على ما يُملأ عليه لا على ما يعرف ويفكر .
( القرآن )
عندهم محرف وهو الحق الذي نزل من السماء ويبغضونه ولو لم يقولوا بغضناه فهم بعدين عنه كل البعد فلا يقرأ ويسمع .. بل بدلوا الآيات بالأبيات .
( بغضهم لابن تيمية - رحمه الله - )
تجدهم يبغضون هذا العالم الذي قال عنه الذهبي " تعتريه حدة ... ولولا ذلك لكان محل إجماع .." ثم قال كلاما لا احفظه [ لأني أكتب من حفظي ]
كبارهم يعني العلماء معترفون بسبقه وعلمه وأنه البحر الذي لا ساحل له وأنه الكنز "
بينما تجد الرافضة يكرهون هذا العالم الجليل والإمام النادر , والسبب
مجسم !
يبغض آل البيت !
وغير ذلك من السخافات التي لو تأملها الرافضي قليلاً لوجد أنها كلها كذب عليه .
فيأخذون كلاماً له ويبترونه ويقولون قال كذا وكذا .. أو يأتون بكلام له بالمجادلة والحوار ويقولون هو يقرر ذلك ويؤمن به .
وياليتهم يأخذون كلامه المقرر والذي يؤمن به ويقول هذا ما نؤمن به .
" غرابة "
في يوم من الأيام قلت لأحد الرافض "
ما رأيك بهذا الكلام ( من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي به , فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) قال والله هذا الكلام الطيب هذا الكلام الإسلامي الحقيقي .
قلت هل أنت متأكد ؟
قال نعم .
قلت له هذا كلام ابن تيمية رحمع الله تعالى ..
عندها خرجت البغضاء من قلبه وبدأ يسب ويشتم ابن تيمية بينما كان قبل قليل يمدح ..
وحيث أن ابن تيمة قال " الحق في الدليل " وما دل عليه الكتاب والسنة نتبعه , قال الرافضة ونحن نكرهك لأنك تريد أن نتبع الكتاب والسنة .
( بغضهم لإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - )
وحيث أن ابن تيمية رحمه الله ترك ثروات هائلة من العلم والكتب والدروس , قام هذا الإمام محمد بن عبد الوهاب بدراستها وفي مجتمع قد ساد فيه الشرك عبادة الأوثان من دون الله تعالى .
ونقل الناس إلي ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الإسلام الحق ’ ونبذ عبادة الأضرحة والأشجار والأوثان والحجارة والأموات ..
قام الرافضة بكره هذا الإمام .. بل وكرهوا أتباعه ويسمونهم بالوهابية .. !
وما علموا أن الوهاب اسم من اسماء الله تعالى .
وسألناهم :
هل عندكم من أمر واحد يخالف به الإمام محمد بن عبد الوهاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فلم يستطيعوا حتى الحظة ذكر ذلك .
( السنة والبدعة )
وكل ما قامت بدعة لابد من قتل سنة ’ وكل ما قامت سنة لابد من قتل بدعة , وما انتشرت السنة في مكان ما إلا وقتل أضعاف أضعاف البدع بسبب تلك السنة وكل ما قرب العهد للنبي صلى الله عليه وسلم وإلي الصحابة رضي الله عنهم كان الزمان أقرب للاتباع السنة وإبطال البدعة .
ومن كان على الميثاق وابتاع النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله وتقريره كان الأقرب للحق .
( خاتمتهم )
وتجد كثيرا من أهل السنة والذين يتبعون الحق تكون خاتمتهم حسنة , بينما المدعين العلم والمعمعين وأهل الكذب تجد أن موتهم وخاتمتهم كريهه .
( لماذا )
وفي الختام وبعد الإطالة المملة , لماذا كل هذا الحرب والبغض والتدريس من الآيات والمعمهم والمراجع للبغضاء التي ما انزل الله بها من سلطان لأتباعهم , مع العلم أنهم يعلمون أنهم على باطل ؟
والجواب باختصار :
كل ما نقص من اتباع ذاك المرجع شخص , ينقص المورد .
والمورد هو المال والعرض .
فالخمس يأخذه العالم ويتمتع به والمتعة يأخذ منها ما يشتهي بذلك المال " الخمس " المعطى من جيوبهم فتجد المسكين الرافضي يدفع كذا ألف .. للمرجع .. يأتي هذا المرجع بذلك المال إلي بيت هذا المسكين ويدفعه له ويأخذ منه " متعة " يعني جاءت له بالمجان .
فلو أرجع المراجع والآيات ’ اتباعهم للقرآن والصحيح من السنة , لعقلوا أنهم على باطل . ومتى ما عقلوا أنهم على باطل تركوا هذا الباطل , بذلك يتركون ذلك المرجع وهذا المرجع يخسر .
(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (النمل : 14 )
مؤدب