أما يكفيكم إجماع أصحاب أصولنا الأربعة على عدم التحريف؟؟
وهي :
1- الكافي
2- من لا يحضره الفقيه
3- تهذيب الأحكام
4- الاستبصار
وهنا نستعرض ما يعتقده أصحاب هذه الكتب في القرآن:
أولاً ((الشيخ الصدوق رضي الله عنه)) : صاحب كتاب (من لا يحضره الفقيه) يقول :
( إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وآله هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة ، وعندنا أن الضحى وألم نشرح سورة واحدة ، ولإيلاف وألم تر كيف سورة واحدة ( يعني في الصلاة ) ومن نسب إلينا أنا نقول أكثر من ذلك فهو كاذب ).
ثانيًا ((الشيخ الطوسي رضي الله عنه)) : صاحب كتاب (تهذيب الأحكام) وكتاب (الاستبصار) يقول :
( وأما الكلام في زيادته ونقصانه ، فمما لا يليق به أيضاً ، لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها ، والنقصان منه فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه ، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا (أي نحن أولى بهذا الرأي من غيرنا) وهو الذي نصره المرتضى رحمه الله وهو الظاهر في الروايات .. ورواياتنا متناصرة بالحث على قراءته ، والتمسك بما فيه ، ورد ما يرد من اختلاف الأخبار في الفروع إليه . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله رواية لا يدفعها أحد أنه قال إني مخلف فيكم الثقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض وهذا يدل على أنه موجود في كل عصر . لأنه لا يجوز أن يأمر بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به . كما أن أهل البيت عليهم السلام ومن يجب اتباع قوله حاصلٌ في كل وقت . وإذا كان الموجود بيننا مجمعاً على صحته ، فينبغي أن نتشاغل بتفسيره ، وبيان معانيه ، ونترك ما سواه ).
ثالثًا ((الشيخ الكليني رضي الله عنه)) : صاحب كتاب (الكافي) هو أعظم الأصول الأربعة :
لم يصلنا عنه نص صريح ولكن بالرجوع إلى كتابه الكافي يمكن التيقن من أنه يعتقد بسلامة القرآن, حيث أنه لو كان يعتقد خلاف ذلك لأفرد بابًا سماه (باب ماهو محرف) مثلاً أو مثلاً (باب ما وقع فيه التحريف) أو ما شابه, ولكن عند استعراض الأبواب المتعلقة بالروايات الواردة في شأن القرآن لا نجد ولا باب واحد يتحدث عن التحريف .. وهنا نستعرض هذه الأبواب :
باب الدعاء عند قرءة القرآن
باب الدعاء في حفظ القرآن
باب دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والاخرة
كتاب فضل القرآن
باب فضل حامل القرآن
باب من يتعلم القرآن بمشقة
باب من حفظ القرآن ثم نسيه
باب في قراءته
باب البيوت التى يقرأ فيها القرآن
باب ثواب قراءة القرآن
باب قراءة القرآن في المصحف
باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن
باب فيمن يظهر الخشية عند [قراءة] القرآن
باب في كم يقرأ القرآن ويختم
باب أن القرآن يرفع كما أنزل
باب فضل القرآن
هذا ما ورد في الجزء الثاني من كتاب الكافي وهناك أبواب أخرى لها ارتباط بالقرآن في الجزء الأول أيضًا نستعرضها فيما يلي :
باب ان القرآن يهدي للامام
باب انه لم يجمع القرآن كله الا الائمة عليهم السلام وانهم يعلمون علمه كله
باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولايية (في هذا الباب بعض الروايات التي توهم منها أبناء السنة التحريف وقد بينا لهم أن كلمة (هكذا نزلت) تعني بهذا المعنى نزلت وليس ما ذهبوا إليه)
هذه هي آراء أكابر علمائنا فيما يتعلق بالقرآن فلماذا الإصرار على أن الشيعة تقول بالتحريف؟؟
كيف تجحدون بهذه الأدلة .. وهذه الأقوال لأصحاب أعظم أربعة كتب عند الشيعة؟؟
وأما ما تستدلون به من آراء على خلاف هذا المعتقد فهي لا تمثل إلا آراء أصحابها وتعميمها على الطائفة يعني نفي كون الشيخ الكليني أو الشيخ الصدوق أو الشيخ الطوسي من علماء الطائفة!!
وهنا نستعرض بشكل مجمل آراء أكابر علمائنا ومراجعنا المتقدمين والمتأخرين في ما يتعلق بسلامة القرآن من التحريف من كتاب تدوين القرآن :
رأي الشيخ الصدوق :
( إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وآله هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة ، وعندنا أن الضحى وألم نشرح سورة واحدة ، ولإيلاف وألم تر كيف سورة واحدة ( يعني في الصلاة ) ومن نسب إلينا أنا نقول أكثر من ذلك فهو كاذب).
رأي الشيخ المفيد :
( وأما الوجه المجوز فهو أن يزاد فيه الكلمة والكلمتان والحرف والحرفان ، وما أشبه ذلك مما لا يبلغ حد الإعجاز، ويكون ملتبساً عند أكثر الفصحاء بكلم القرآن ، غير أنه لابد متى وقع ذلك من أن يدل الله عليه ، ويوضح لعباده عن الحق فيه . ولست أقطع على كون ذلك ، بل أميل الى عدمه وسلامة القرآن عنه ) .
رأي الشريف المرتضى :
( المحكي أن القرآن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه الآن ، فإن القرآن كان يحفظ ويدرس جميعه في ذلك الزمان ، حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له ، وأنه كان يعرض على النبي صلى الله عليه وآله ويتلى عليه ، وأن جماعة من الصحابة مثل عبدالله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي صلى الله عليه وآله عدة ختمات . وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعاً مرتباً غير منثور ، ولا مبثوث ) .
رأي الشيخ الطوسي :
( وأما الكلام في زيادته ونقصانه ، فمما لا يليق به أيضاً ، لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها ، والنقصان منه فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه ، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا وهو الذي نصره المرتضى رحمه الله وهو الظاهر في الروايات .. ورواياتنا متناصرة بالحث على قراءته ، والتمسك بما فيه ، ورد ما يرد من اختلاف الأخبار في الفروع إليه . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله رواية لا يدفعها أحد أنه قال إني مخلف فيكم الثقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض وهذا يدل على أنه موجود في كل عصر . لأنه لا يجوز أن يأمر بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به . كما أن أهل البيت عليهم السلام ومن يجب اتباع قوله حاصلٌ في كل وقت . وإذا كان الموجود بيننا مجمعاً على صحته ، فينبغي أن نتشاغل بتفسيره ، وبيان معانيه ، ونترك ما سواه ) .
رأي الشيخ الطبرسي :
( فإن العناية اشتدت ، والدواعي توفرت على نقله وحراسته ، وبلغت الى حد لم يبلغه فيما ذكرناه ، لأن القرآن معجزة النبوة ، ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية ، حتى عرفوا كل شئ اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته ، فكيف يجوز أن يكون مغيراً ، أو منقوصاً مع العناية الصادقة ، والضبط الشديد ) .
رأي الفيض الكاشاني :
( قال الله عزوجل وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وقال إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ، فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير ؟! وأيضاً قد استفاض عن النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام حديث عرض الخبر المروي على كتاب الله ليعلم صحته بموافقته له، وفساده بمخالفته، فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرفاً فما فائدة العرض ، مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب الله ، مكذب له ، فيجب رده ، والحكم بفساده ) .
رأي الشيخ جعفر الجناجي ( بجيمين ، كاشف الغطاء ) :
( لا زيادة فيه من سورة، ولا آية من بسملة وغيرها، لا كلمة ولا حرف . وجميع ما بين الدفتين مما يتلى كلام الله تعالى بالضرورة من المذهب بل الدين، وإجماع المسلمين ، وأخبار النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الطاهرين عليهم السلام ، وإن خالف بعض من لا يعتد به في دخول بعض ما رسم في اسم القرآن ... لا ريب في أنه محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان كما دل عليه صريح القرآن ، وإجماع العلماء في جميع الأزمان ، ولا عبرة بالنادر ) .
رأي السيد محسن الأمين العاملي :
( ونقول : لا يقول أحد من الإمامية لا قديماً ولا حديثاً إن القرآن مزيد فيه، قليل أو كثير ، فضلاً عن كلهم ، بل كلهم متفقون على عدم الزيادة ، ومن يعتد بقوله من محققيهم متفقون على أنه لم ينقص منه ) .
رأي الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء :
( وإن الكتاب الموجود في أيدي المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله للإعجاز والتحدي ، وتمييز الحلال من الحرام ، وأنه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة ، وعلى هذا إجماعهم ) .
رأي السيد شرف الدين العاملي :
( والقرآن الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، إنما هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس لا يزيد حرفاً ولا ينقص حرفاً ، ولا تبديل فيه لكلمة بكلمة ولا لحرف بحرف ، وكل حرف من حروفه متواتر في كل جيل تواتراً قطعياً الى عهد الوحي والنبوة ، وكان مجموعاً على ذلك العهد الأقدس مؤلفاً على ما هو عليه الآن، وكان جبرائيل عليه السلام يعارض رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرآن في كل عام مرة ، وقد عارضه به عام وفاته مرتين . والصحابة كانوا يعرضونه ويتلونه على النبي صلى الله عليه وآله حتى ختموه عليه صلى الله عليه وآله مراراً عديدة ، وهذا كله من الأمور المعلومة الضرورية لدى المحققين من علماء الإمامية .
... نسب الى الشيعة القول بتحريف القرآن بإسقاط كلمات وآيات إلخ . فأقول : نعوذ بالله من هذا القول ، ونبرأ الى الله تعالى من هذا الجهل ، وكل من نسب هذا الرأي إلينا جاهل بمذهبنا ، أو مفتر علينا ، فإن القرآن العظيم والذكر الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته وسائر حروفه وحركاته وسكناته ، تواتراً قطعياً عن أئمة الهدى من أهل البيت عليهم السلام ، لا يرتاب في ذلك إلا معتوه ، وأئمة أهل البيت كلهم أجمعون رفعوه الى جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله عن الله تعالى ، وهذا أيضاً مما لا ريب فيه ، وظواهر القرآن الحكيم ـ فضلاً عن نصوصه ـ أبلغ حجج الله تعالى ، وأقوى أدلة أهل الحق بحكم الضرورة الأولية من مذهب الإمامية ، وصحاحهم في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة ، وبذلك تراهم يضربون بظواهر الصحاح المخالفة للقرآن عرض الجدار ، ولا يأبهون بها ، عملاً بأوامر أئمتهم عليهم السلام ) .
رأي السيد البروجردي الطباطبائي :
قال الشيخ لطف الله الصافي عن أستاذه آية الله السيد حسين البروجردي ( فإنه أفاد في بعض أبحاثه في الأصول كما كتبنا عنه، بطلان القول بالتحريف، وقداسة القرآن عن وقوع الزيادة فيه ، وأن الضرورة قائمة على خلافه ، وضعف أخبار النقيصة غاية الضعف سنداً ودلالة . وقال : وإن بعض هذه الروايات تشتمل على ما يخالف القطع والضرورة ، وما يخالف مصلحة النبوة . وقال في آخر كلامه الشريف : ثم العجب كل العجب من قوم يزعمون أن الأخبار محفوظة في الألسن والكتب في مدة تزيد على ألف وثلاثمائة سنة ، وأنه لو حدث فيها نقص لظهر ، ومع ذلك يحتملون تطرق النقيصة الى القرآن المجيد ) .
رأي السيد محسن الحكيم الطباطبائي :
( وبعد، فإن رأي كبار المحققين، وعقيدة علماء الفريقين، ونوع المسلمين من صدر الإسلام الى اليوم على أن القرآن بترتيب الآيات والسور والجمع كما هو المتداول بالأيدي ، لم يقل الكبار بتحريفه من قبل ، ولا من بعد ) .
رأي السيد محمد هادي الميلاني :
( الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى . أقول بضرس قاطع إن القرآن الكريم لم يقع فيه أي تحريف لابزيادة ولا بنقصان، ولا بتغيير بعض الألفاظ ، وإن وردت بعض الروايات في التحريف المقصود منها تغيير المعنى بآراء وتوجيهات وتأويلات باطلة، لا تغيير الألفاظ والعبارات. وإذا اطلع أحد على رواية وظن بصدقها وقع في اشتباه وخطأ ، وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً ) .
رأي السيد محمد رضا الكلبايكاني :
( وقال الشيخ لطف الله الصافي دام ظله : ولنعم ما أفاده العلامة الفقيه والمرجع الديني السيد محمد رضا الكلبايكاني بعد التصريح بأن ما في الدفتين هو القرآن المجيد ، ذلك الكتاب لا ريب فيه ، والمجموع المرتب في عصر الرسالة بأمر الرسول صلى الله عليه وآله ، بلا تحريف ولا تغيير ولا زيادة ولا نقصان ، وإقامة البرهان عليه : أن احتمال التغيير زيادة ونقيصة في القرآن كاحتمال تغيير المرسل به ، واحتمال كون القبلة غير الكعبة في غاية السقوط لا يقبله العقل ، وهو مستقل بامتناعه عادة ) .
رأي السيد محمد حسين الطباطبائي :
( فقد تبين مما فصلناه أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه صلى الله عليه وآله ووصفه بأنه ذكر محفوظ على ما أنزل ، مصون بصيانة إلهية عن الزيادة والنقيصة والتغيير كما وعد الله نبيه فيه . وخلاصة الحجة أن القرآن أنزله الله على نبيه ووصفه في آيات كثيرة بأوصاف خاصة لو كان تغيير في شئ من هذه الأوصاف بزيادة أو نقيصة أو تغيير في لفظ أو ترتيب مؤثر ، فقد آثار تلك الصفة قطعاً ، لكنا نجد القرآن الذي بأيدينا واجداً لآثار تلك الصفات المعدودة على أتم ما يمكن وأحسن ما يكون ، فلم يقع فيه تحريف يسلبه شيئاً من صفاته ، فالذي بأيدينا منه هو القرآن المنزل على النبي صلى الله عليه وآله بعينه ، فلو فرض سقوط شئ منه أو إعراب أو حرف أو ترتيب ، وجب أن يكون في أمر لا يؤثر في شئ من أوصافه كالإعجاز وارتفاع الإختلاف ، والهداية ، والنورية ، والذكرية ، والهيمنة على سائر الكتب السماوية ، الى غير ذلك ، وذلك كآية مكررة ساقطة ، أو اختلاف في نقطة أو إعراب ونحوها ) .
رأي السيد أبو القاسم الخوئي :
( ... إن حديث تحريف القرآن حديث خرافة وخيال ، لا يقول به إلا من ضعف عقله أو من لم يتأمل في أطرافه حق التأمل ، أو من ألجأه إليه حب القول به ، والحب يعمي ويصم . وأما العقل المنصف المتدبر فلا يشك في بطلانه وخرافته ) .
رأي الشيخ لطف الله الصافي :
( القرآن معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، قد عجز الفصحاء عن الإتيان بمثله ، وبمثل سورةٍ أو آية منه ، وحير عقول البلغاء ، وفطاحل الأدباء ... وقد مر عليه أربعة عشر قرناً ، ولم يقدر في طول هذه القرون أحد من البلغاء أن يأتي بمثله ، ولن يقدر على ذلك أحد في القرون الآتية والأعصار المستقبلة ، ويظهر كل يوم صدق ما أخبر الله تعالى به فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا .. هذا هو القرآن، وهو روح الأمة الإسلامية وحياتها ووجودها وقوامها ، ولولا القرآن لما كان لنا كيان . هذا القرآن هو كل ما بين الدفتين ليس فيه شئ من كلام البشر وكل سورة من سوره وكل آية من آياته ، متواتر مقطوع به ولا ريب فيه . دلت عليه الضرورة والعقل والنقل القطعي المتواتر . هذا هو القرآن عند الشيعة الإمامية ، ليس الى القول فيه بالنقيصة فضلاً عن الزيادة سبيل ، ولا يرتاب في ذلك إلا الجاهل ، أو المبتلى بالشذوذ الفكري ).
وكذلك شهد لنا بعض علمائكم بأن ما نعتقده هو صيانة القرآن من التحريف وهنا نذكر بعض النماذج :
1- أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (330 هـ): ويذكر رأي أكثر الإمامية بأنهم يرون ((أن القرآن ما نقص منه ولا زيد فيه، وأنه على ما أنزل الله تعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام، لم يغير ولم يبدل ولازال عما كان عليه)) - مقالات الإسلاميين/47، الأشعري ط 3، 1400 هـ -
2- رحمة الله الهندي: ((القرآن المجيد عند جمهور علماء الشيعة الإمامية الاثني عشرية، محفوظ عن التغيير والتبديل، ومن قال منهم بوقوع النقصان فيه فقوله مردود غير مقبول عندهم، وإن القرآن الذي أنزله الله على نبيه، هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك.. ويظهر القرآن بهذا الترتيب عند ظهور الإمام الثاني عشر. والشرذمة القليلة التي قالت بوقوع التغيير فقولهم مردود عندهم ولا اعتداد به فيما بينهم)) - إظهار الحق 2/182 ـ 184، رحمة الله الهندي، ط 1 استانبول -
3- الشيخ محمد الغزالي السقا: ((جاءني رجل من العوام مغضباً، يتساءل كيف أصدر شيخ الأزهر فتواه بأن الشيعة مذهب إسلامي كسائر المذاهب المعروفة، ثم قال: لقد بلغني أن لهم قرآنا آخر، وأنهم يذهبون إلى الكعبة كي يحقروها، فنظرت للرجل راثياً وقلت له: أنت معذور. إن بعضنا يشيع عن البعض الآخر ما يحاول به هدمه وجرح كرامته، مثلما يفعل الروس بالأمريكان والأمريكان بالروس كأننا أمم متعادية لا أمة واحدة)) - رسالة الإسلام، العدد 11، السنة 11/412 -
4- الدكتور محمد عبد الله دراز: ((ومهما يكن من أمر فإن هذا المصحف هو الوحيد المتداول في العالم الإسلامي بما فيه فرق الشيعة، منذ ثلاثة عشر قرنا من الزمان، ونذكر هنا رأي الشيعة الإمامية ـ أهم فرق الشيعة ـ كما ورد في كتاب أبي جعفر الصدوق: إن اعتقادنا في جملة القرآن الذي أوحى به الله تعالى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وآله هو كل ما تحتويه دفتا المصحف المتداول بين الناس لا أكثر)) - مدخل إلى القرآن الكريم/39، محمد عبد الله دراز، دار القلم ـ الكويت 1391 هـ -
5- الأستاذ محمد المدني عميد كلية الشريعة بالجامعة الأزهرية: ((وأما إن الإمامية يعتقدون نقص القرآن فمعاذ الله، وإنّما هي روايات رويت في كتبهم، كما روي مثلها في كتبنا، وأهل التحقيق من الفريقين قد زيفوها وبينوا بطلانها، وليس في الشيعة الإمامية أو الزيدية من يعتقد ذلك، كما إنه ليس في السنة من يعتقده)) - رسالة الإسلام، العدد 4، السنة 11/382 -
6- الدكتور مصطفى الشكعة: ((وهي مزاعم ينكرها كثير من عقلاء الشيعة وعلمائهم)) - اسلام بلا مذاهب/190، مصطفى الشكعة، الدار المصرية ط 6، 1407هـ -
أقول : هذه أدلتنا فيكفي طعنًا في القرآن .. اتقوا الله في القرآن واحترموا قداسته كما نحترمها!!
أليس هو الثقل الأكبر عندنا وعندكم؟؟
إذن يكفي طعنًا في الثقل الأكبر الذي أجمع المسلمون على سلامته إلا من شذ!!