في ذكرى وفاة الصدّيق رضي الله عنه

[الهاوي]

===================
أقول:
===================

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في ذكرى وفاة الصدّيق

في بداية الأسبوع الماضي مرت علينا ذكرى وفاة أفضل الناس بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام
وخليفته ووالد زوجته الطاهرة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها،
والذي قال عنه رسولنا الكريم: »ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر« (أخرجه الحاكم في مستدركه)،
انه عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعيد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي، (أبوبكر الصدّيق) رضي الله عنه وأرضاه.

أنفق عتيق الله من النار من ماله الكثير ليرفع اسم الإسلام عاليا، والذي قال الله سبحانه وتعالى عنه في كتابه العزيز:
(وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذًي يُؤْتًي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لًأَحَدي عًندَهُ مًن نًّعْمَةي تُجْزَى (19)) (سورة الليل)،
ولما أشتد أذى كفار قريش لم يهاجر إلى الحبشة مع المهاجرين بل بقي مع حبيبه رسول الرحمة تاركا أهله وأولاده وأقام معه في الغار ثلاثة أيام، قال الله تعالى:
(ثَانًيَ اثْنَيْنً إًذْ هُمَا فًي الْغَارً إًذْ يَقُولُ لًصَاحًبًهً لاَ تَحْزَنْ إًنَّ اللّهَ مَعَنَا) (من الآية 40 من سورة التوبة)،
وكان رسولنا الكريم يكرمه ويجله ويثني عليه وذلك لمكانته وقربه منه، وشهد مع رسول الله الكثير من المواقف ومنها: بدر وأحد والخندق وبيعة الرضوان بالحديبية وخيبر وفتح مكة وحنينا والطائف وتبوك وحجة الوداع، وكان فيمن ثبت معه يوم أحد وحين ولّى الناس يوم حنين،
وهو من كبار الصحابة الذين حفظوا القرآن الكريم كله، وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعه المسلمون بيعة تامة،
وبعدها صعد المنبر وقال خطبة بليغة ومختصرة وجامعة حوت بين حروفها المضيئة الصراحة والعدل والتواضع والفضل،
قال رضي الله عنه: »أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء الله تعالى، لا يدع أحد منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم رحمكم الله«،
ومن مواقفه العظيمة التي يسجلها التاريخ الإسلامي لهذا الصحابي الجليل بحروف من نور هو موقفه من أهل الردة بعد وفاة النبي ومحاربتهم والمحافظة على الإسلام وأركانه كما تركها رسولنا الكريم، وكذلك جمعه للقرآن الكريم الذي يعتبر دستور جميع المسلمين.
ومن أسمى معاني حب الرسول الكريم له هو ذكره في الكثير من الأحاديث الصحيحة التي حفظت قدر الصدّيق ومكانته لدى المسلمين ومنها: »لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا« (رواه البخاري ومسلم)،
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ فقال: »عائشة«، فقلت: من الرجال؟ فقال: »أبوها«، فقلت ثم من؟ قال: »عمر بن الخطاب«، فعد رجالا (رواه البخاري ومسلم)، وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله قال لأبي بكر: »أنت صاحبي على الحوض وصاحبي في الغار« (رواه الترمذي)، والكثير من الأحاديث التي لا يسع المجال لذكرها.

توفي سيدنا الصديق ليلة الثلاثاء وهو ابن ثلاث وستين سنة في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة 13 هـ، ودفن ليلة وفاته
وصلى عليه سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسجد النبوي بين القبر والمنبر، ودفن بجانب صديقه وحبيبه في الدنيا والآخرة بإذن الله الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام،
ولما سمع سيدنا الإمام علي رضي الله عنه خبر وفاته جاء باكيا مسرعا حتى وقف بالباب وهو يقول: »رحمك الله يا أبا بكر والله أول القوم إسلاما، وأخلقهم وأشدهم يقينا، وأعظمهم غنى، وأحفظهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحدبهم (أي أعطفهم وأشفقهم) على الإسلام، وأحماهم عن أهله، وانسبهم برسول الله خلقا، وفضلا، وهديا، وصمتا، فجزاك الله عن الإسلام، وعن رسول الله، وعن المسلمين خيرا، صدّقت رسول الله حين كذبه الناس وواسيته حين بخلوا، وقمت معه حين قعدوا، وسماك الله في كتابه صدّيقا، فقال: (وَالَّذًي جَاء بًالصًّدْقً وَصَدَّقَ بًهً) يريد محمدا ويريدك، كنت والله للإسلام حصنا، وللكافرين ناكبا، لم تضلل حجتك ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك كالجبل لا تحركه العواصف، ولا تزيله القواصف، كنت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا في بدنك، قويا في دينك، متواضعا في نفسك، عظيما عند الله، جليلا في الأرض كبيرا عند المؤمنين، لم يكن لأحد عندك مطمع ولا هوى، فالضعيف عندك قوي والقوي عندك ضعيف، حتى تأخذ الحق من القوي وتعطيه للضعيف، فلا حرمنا الله أجرك، ولا أضلنا بعدك«،

تلك هي كلمات الإمام الصادقة بحق أخيه الصدّيق والتي تعبر عن مدى التلاحم والمحبة بينهما.

وقالت ابنته الصدّيقة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد وفاة أبيها: »نضر الله يا أبت وجهك، وشكر لك صالح سعيك، فلقد كنت للدنيا مذلا بادبارك عنها، وللآخرة معزا بإقبالك عليها، ولئن كان أعظم المصائب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم رزؤك (أي مصيبتك)، وأكبر الأحداث بعده فقدك، إن كتاب الله عزوجل ليعدن بالصبر عنك حسن العوض، وأنا متنجزة من الله موعده فيك بالصبر عنك، ومستعينة كثرة الاستغفار لك، فسلم الله عليك، توديع غير قالية (أي كارهة) لحياتك، ولا زاريه (أي عاتبة، معيبة) على القضاء فيك«.

لقد مرت هذه الذكرى العطرة مرور الكرام، دون أن نشاهد أو نسمع أي مظهر من مظاهر الإرشاد والتذكير عن هذا الصحابي الجليل في الكويت وذلك لحقه علينا وتضحياته ومواقفه العظيمة في خدمة الإسلام والنبي المصطفى والمسلمين، ونجد بالمقابل بعض الأخوة المنتمين للتيارات الدينية المختلفة هداهم الله من كتّاب ودعاة وواعظين حيث أنهم يهتمون بشيوخ وعلماء تياراتهم فقط ويحيون ذكراهم ويقيمون لها الدورات والندوات والمحاضرات أكثر من اهتمامهم بأعمدة الدين الإسلامي من الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام، واللوم كذلك على السادة المسئولين في الأجهزة الإعلامية المختلفة لعدم إحيائهم هذه الذكريات العطرة المرتبطة بصحابة رسول الله من خلال الحديث عن أخبارهم وانجازاتهم ليكونوا نبراسا ينير لنا الطريق.

اللهم احفظ الكويت وأهلها من كل مكروه انك سميع مجيب الدعاء.
ــــ

كلمة أخيرة:

قال الله تعالى في سورة الفتح الآية 29: (مُّحَمَّدي رَّسُولُ اللَّهً وَالَّذًينَ مَعَهُ أَشًدَّاء عَلَى الْكُفَّارً رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مًّنَ اللَّهً وَرًضْوَانًا سًيمَاهُمْ فًي وُجُوهًهًم مًّنْ أَثَرً السُّجُودً ذَلًكَ مَثَلُهُمْ فًي التَّوْرَاةً وَمَثَلُهُمْ فًي الْإًنجًيلً كَزَرْعي أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقًهً يُعْجًبُ الزُّرَّاعَ لًيَغًيظَ بًهًمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذًينَ آمَنُوا وَعَمًلُوا الصَّالًحَاتً مًنْهُم مَّغْفًرَةً وَأَجْرًا عَظًيمًا)،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه« (رواه البخاري).


[email protected]

تاريخ النشر: الاثنين 16/7/2007

المصدر : جريدة الوطن الكويتية

الكاتب : فارس عبدالرحمن الفارس

http://www.alwatan.com.kw/Default.as...4498&pageId=79


/////////////////////////////////////////////////

[الاعصار القادم]

رضي الله عن سيدنا أبي بكر الصديق وارضاه بارك الله فيك يا شيخي الهاوي على النقل وبارك الله في كاتب الموضوع .

قال الله تعالى في سورة الفتح الآية 29:

(مُّحَمَّدي رَّسُولُ اللَّهً وَالَّذًينَ مَعَهُ أَشًدَّاء عَلَى الْكُفَّارً رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مًّنَ اللَّهً وَرًضْوَانًا سًيمَاهُمْ فًي وُجُوهًهًم مًّنْ أَثَرً السُّجُودً ذَلًكَ مَثَلُهُمْ فًي التَّوْرَاةً وَمَثَلُهُمْ فًي الْإًنجًيلً كَزَرْعي أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقًهً يُعْجًبُ الزُّرَّاعَ لًيَغًيظَ بًهًمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذًينَ آمَنُوا وَعَمًلُوا الصَّالًحَاتً مًنْهُم مَّغْفًرَةً وَأَجْرًا عَظًيمًا)

[رافض الروافض]

رضي الله عن سيدنا وحبيبنا ابي بكر الصديق وحشرنا الله مع نبيه ومعه ......

ارجو من الاخوة تصحيح الايات الكريمات ( التنوين بالكسر يظهر ياءا )....

[سني بيروت]

إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

رحمك الله يا صاحب رسول الله ... صلى الله عليه و سلم ....
ايها الصديق رضي الله عنك و ارضاك

[ابوغنام]

أظهر حبه بالدفاع عنه وأظنك لم تقصر ولكن احثك

اما ان نقلد الرافضة الذين يقلدون النصارى الذين قلدو اليهود الذين قلدو الهندوس والهنود الوثنيين الذين اطاعو الشيطان

فصعبة اخي الكريم

[ابوغنام]

أظهر حبه بالدفاع عنه وأظنك لم تقصر ولكن احثك

اما ان نقلد الرافضة الذين يقلدون النصارى الذين قلدو اليهود الذين قلدو الهندوس والهنود الوثنيين الذين اطاعو الشيطان

فصعبة اخي الكريم

[أبو زرعة الرازي]

روى عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة قال:
حدثني سريج بن يونس من كتابه قثنا مروان بن معاوية الفزاري قال أنا عبد الملك بن سلع الهمداني عن عبد خير قال سمعته يقول:
قام علي على المنبر فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر فعمل بعمله وسار بسيرته حتى قبضه الله على ذلك ثم استخلف عمر فعمل بعملهما وسار بسيرتهما حتى قبضه الله على ذلك.