مفكرة الإسلام: أعرب الرئيس السويسري عن عدم تأييده للمبادرة التي تطلقها بعض الأحزاب بشأن منع بناء مآذن المساجد. وحسب تصريحات أدلى بها لصحيفة "زونتاج تسايتونج" أبدى رئيس الكونفيدرالية السويسرية "صامويل شميت" معارضته للاقتراح الذي تقدمت به الكتلة البرلمانية لحزب الشعب السويسري الذي يتبعه بهدف منع بناء مآذن على المساجد في سويسرا.
وأضاف "شميت" أن مطلبًا مثل هذا المطلب من شأنه أن يثير الرأي العام في العالم الإسلامي ضد سويسرا.
وواصل الرئيس السويسري تبرير معارضته بأن منع بناء المآذن إما أن يكون حقًا قانونيًا وفي هذه الحالة ليس في القانون السويسري ما يؤيد ذلك، وإما أن يكون منعها واجبًا دينيًا وهو ما يتعارض في هذه الحالة مع ما نص عليه الدستور الألماني من حرية الاعتقاد.
وذكر رئيس الكونفيدرالية السويسرية أن منع بناء المآذن يعني السير في الطريق الخطأ لأنه لا يحل المشكلة بل يزيد من تعقيدها, وأن على سويسرا إدراك أنها تعيش في عالم العولمة ويجب أن تواجهه بتعدد الأديان.
واعترف "شميت" الذي يشغل في الوقت ذاته منصب وزير الدفاع السويسري أن هناك ما يمكن أن نسميه بـ"مشكلة الإسلام" في سويسرا، وأن مبادرة كهذه تثير الاهتمام ويجب أن تؤخذ مأخذ الجد بغض النظر عن محتوى الاستفتاء الذي يرفضه بوضوح، وأن الإسلام جدير بالاحترام شأنه كغيره من الأديان.
وأشار "شميت" أن بلاده لا يمكن أن تعترف بالزواج القصري وجرائم الشرف - في إشارة من جانبه إلى أن الإسلام يؤيدها ويدعمها - ولكن كل هذه الأمور ليس لها علاقة بالمآذن.
وكان مسئولون سياسيون في اليمين السويسري قد قاموا مطلع الشهر الحالي بحملة تهدف إلى تنظيم استفتاء من أجل منع بناء مآذن على المساجد، معتبرين أنها رمز لمطالبة الإسلام بالسلطة الدينية والسياسية وأنها مبان إسلامية ذات طابع إمبريالي وتمثل منارة الجهاد.
جدير بالذكر أن عدد أفراد الجالية الإسلامية في سويسرا يصل إلى 340 ألف نسمة منهم 70 ألف شخص في زيورخ وحدها, إضافة إلى وجود مسجدين فقط في سويسرا واحد في زيوريخ والآخر في جنيف.