اعطوني ذا عقل .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطاهرين وعلى الصحابة والتابعين .
(لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) (آل عمران : 164 )
(وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) (النساء : 113 )
المتأمل إلي الآيات السابقة , يجد أن الله تعالى يذكر لنا ( الكتاب والحكمة ) القرآن والسنة , وإذا تأملنا كتاب الله تعالى نجد أن الله تعالى قد تكفل بحفظه لأنه كتاب الله . وكذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم قد تكفل الله بحفظها وقد جعل الله لهذه السنة من يحرسها من الكذابين و الوضاعين والمحرفين . (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر : 9 )
فسخر الله لهذه السنة من يدونها ويحفظها ويعرف سقيم طريقها من صحيحه وقد خرجت لنا كتب تلقاها الناس بالقبول من مثل صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم وكذلك السنن كالنسائي والمسانيد كمسند أحمد وعبد الرزاق وكذلك الموطأ وكتب كثيرة جداً حتى إن الحديث يذكر له أسانيد بالمئات من طرق الرجال , ويجي أهل العلم وهم أهل السنة في بحث هذه الأسانيد ودراستها وإخراج الضعيف منها ويقال عنه ضعيف والصحيح ويقال عنه صحيح ويُختلف في هذا الحديث ويؤخذ ذاك بالقبول والتواتر ويتلقاه الناس بالقبول لأن الله جعل له من يحفظه من سنته صلى الله عليه وسلم .
فكل فرق المسلمين ومن ينتسب إلي الإسلام يقولون أن للسنة من يحفظها إلا الرافضة , وغلاة الشيعة .
فهم يقولون لا صحيح عندنا ولا صحيح عندكم ..!
قلنا لهم :
هل الأصل رواياتنا أم رواياتكم ؟
قالوا الأصل رواياتنا , وإنما رواياتكم من باب الإستشهاد بها عليكم لا أكثر .
قلنا لهم :
أين صحيحكم من السنة ؟
قالوا لا صحيح عندنا بل الصحيح ما يجتهد به العالم .
قلنا لهم :
وهل يعقل أن يحفظ الله كتابه ولا يحفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ؟
قالوا : قد حفظها الله ولكن هي مع المعصوم ؟
قلنا لهم وأين المعصوم ؟
قالوا غائب .
يعني الثقل الأصغير غائب مع الغائب .. النتيجة لا يوجد سنة للنبي صلى الله عليه وسلم , بل قالوا أعظم من ذلك وهو ليس محور حديثنا ( قالوا أن القرآن الصحيح مع الغائب ) ولا حول ولا قوة إلا بالله .
الآن ..
الأصل في كتبنا الضعف وعدم الإيمان بها .
قلنا لكم أن عندنا الصحيحين .
قلتم لا نؤمن بالصحيحين ..
جيد :
الكتب التي بين أيدكم غير صحيحة .!
والكتب التي بين أيدينا لا تؤمنون بصحتها , مع العلم أن الأصل كتبكم والتي حكمتم عليها بعدم الصحية إلا ما يُدرس .. !
بالمختصر .. لا يوجد سنة صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هنا مسألة :
لماذا لا تخرجون لنا كتباً وتسندونها إلي المعصوم لا أقول إلي الرسول لأن هذا يصعب .. ولكن للمعصوم وقولوا لنا هذه كتبٌ صحيحة مؤثقة إلي المعصوم وهي ما ندين الله تعالى به .
هل يعقل أن لا صحيح عندكم ولا صحيح عند المسلمين .!
هل يعقل أن مثل محمد صلى الله عليه وسلم لا تحفظ سنته وتضيع ولا يصح منها إلا شيء يسير مع رجل غائب منذ 1273 سنة ؟ وتترك الأمة بلا سنة .. هذا إذا تنازلنا عن قول الرافضة بتحريف القرآن .!
مع العلم أن المعلقات السبع تحفظ وهي قبل الإسلام نصا وقصص العرب في الجاهلية تروى بالحرف والأحادث التي قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم تسند من رجل لرجل وكذلك حضارات الروم والفرس والمغازي والحروب والأحداث والتي قبل النبي صلى الله عليه وسلم تروى بالصحيح منها ما يصدقه العقل والنقل , ثم تاتي سنة محمد صلى الله عليه وسلم " الثقل الأصغير " وتضيع .. لا صحيح عندكم يا جميع فرق المسلمين ولا صحيح عندنا بل الصحيح عندكم ما وافق هوانا وقواعدنا التي قعدها لنا من سبقنا بلا دستور ولا برهان .!
يا جماعة اتقوا الله .
قدحتوا بالصحيحين ثم قدحتوا بالتابعين ثم قدحتوا بالصحابة .!
كل هؤلاء من النقلة للسنة مقدوح عندكم فيهم .
وياليت بعد ذا كله قلتم هذا صحيحنا يالله فاتبعوه .. بل تركتوا الأمة بلا صحيح وكل ما قلنا لكم شئ قلتم لنا الصحيح مع الغائب ( عج ) .!
اللهم اني لا أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بك يارب العالمين .
مؤدب
25-05-07, 04:07 PM
العرض العادي
