الكوثري وتحريف النصوص
لقد تَفَنَّنَ هذا المخلوق بالتحريف, وضرب من أَجله وجوهاً كثيرة, وقد كشفه علماء العصر – ولله الحمد – من شتى الأَقطار, وكان من أَجَلِّ كتبهم في ذلك كتاب العلامة المعلمي المتوفى سنة 1386هـ - رحمه الله تعالى -: ((التنكيل بما ورد في تأْنيب الكوثري من الأَباطيل)). والذي اعتصر خلاصته الجامعة في مقدمته باسم ((طَليعة التنكيل)), وقد قال في مقدمتها. (ص12): (وهذه ((الطليعة)) له أَي التنكيل, أعجلها للقراء, شرحت فيها من مغالطات الأُستاذ ومن مجازفاته, وذلك أَنواع) انتهى.
فذكر ثمانية أَنواع, وضرب لها المثال, فأَذكر هنا كلامه على هذه الأَنواع دون ضرب الأَمثلة لها؛ لتعلم أَن إِفراطه في التحريف والتضليل به أَمر قد عناه العلماء بالكشف والبيان فإِلى ذكرها:
قال – رحمه الله تعالى -:
(1- فمن أَوابده: تبديل الرواة, يتكلم في الأَسانيد التي في الأَسانيد التي يسوقها الخطيب طاعناً في رجالها واحداً واحداً, فيمر به الرجل الثقة الذي لا يجد فيه طعناً مقبولاً, فيفتش الأُستاذ عن رجل آخر يوافق ذلك الثقة في الاسم واسم الأَب, ويكون مقدوحاً فيه, فإِذا ظفر به زعم أَنه هو الذي في السند) انتهى.
وذكر لهذا اثني عشر مثالاً في اثني عشر رجلاً.
(2- ومن عوامده: أَن يعمد إِلى كلام لا علاقة له بالجرح, فيجعله جرحاً) انتهى.
وذكر لهذا سبعة أَمثلة.
(3- ومن عجائبه: اهتبال التصحيف أَو الغلط الواقع في بعض الكتب إِذا وافق غرضه) انتهى.
وذكر سبعة أَمثلة.
(4- ومن غرائبه: تحريف نصوص أَئمة الجرح والتعديل, تجيء عن أَحدهم الكلمة فيها غض من الراوي بما لا يضره, أَو بما فيه تليين خفيف لا يعد جرحاً, فيحتاج الكوثري إِلى الطعن فيمن قيلت فيه, فيحكيها بلفظ آخر يفيد الجرح) انتهى.
وذكر ستة أَمثلة.
(5- ومن فواقره: تقطيع نصوص أَئمة الجرح والتعديل, يختزل منها القطعة التي توافق غرضه, وقد يكون فيما يدعيه من النص, ما يبين أَن معنى ما يقتطعه غير المبادر منه عند انفراده) انتهى.
وذكر اثني عشر مثالاً.
(6- ومن عواقره: أَنه يعمد إِلى جرح لم يثبت, فيحكيه بصيغة الجزم, مُحتجاً به) انتهى.
(7- ومن تجاهله ومجازفاته: قوله في المعروف الموثق ((مجهول)) أَو((مجهول الصفة)) أَو((لم يوثق)) أَو نحو ذلك) انتهى.
وذكر له سبعة أَمثلة.
(8- ومن أَعاجيبه: أَنه يطلق صيغ الجرح مفسرة, وغير مفسرة بما لا يوجد في كلام الأَئمة ولا له عليه بينة) انتهى.
وذكر له ستة أَمثلة.
ثم قال – رحمه الله تعالى -: (فهذه ثمانية من فروع مغالطات الكوثري ومجازفاته, وبقي بعض أَمثلتها, وسترى ذلك في التنكيل, وكذلك بقيت فروع أُخرى سترها في ((التنكيل)) ) انتهى.
لَقَدْ عَبَثَ الكوثري في (273) ترجمة, في كتاب واحد هو: ((تأْنيب الخطيب)). فهذه نصيب كتاب واحد, فما هو الموجود في كتبه الأُخرى؟! .
المرجع:
كتاب: ((تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال)).
تأْليف الشيخ
بكر بن عبد الله أبو زيد – حفظه الله تعالى -