مقالات من هنا و هناك عن الصوفية و الرد عليها

[الهاوي]

===================
أقول:
===================

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أحب أن أضع لكم بعض المقالات التي قرأتها في الصحف اليومية

و التي فيها بعض الشبهات و الرد عليها



في رده على الصوفية

الشيخ فيحان الجرمان: رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من لبس الصوف ولم تطلق عليه هذه التسمية

ضمن ردود الفعل المتواصلة التي تناولت موضوع الصوفية والرد عليهم كان هذا الرد من الشيخ فيحان بن سرور الجرمان والذي ضمن رده وقفات عدة نعرضها كما أرادها عملا بحرية النشر.

طالعتنا جريدة «الوطن» على ما قاله وقرره دعاة التصوف بدءا

بالمنشد الصوفي فوزي عابدين

ومرورا بعبدالله نجيب سالم

ثم ختمت «الوطن» بيوسف هاشم الرفاعي. ولي معهم وقفات عدة.

الوقفة الأولى:

قال هؤلاء الثلاثة ان التصوف مأخوذ من الاسلام بل قال يوسف هاشم الرفاعي وهو أكثرهم جرأة (ان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الصوفي الأول)
ولكن لا تعليق على هذه الجملة وكلمة التصوف كلمة دخيلة على الاسلام ولم تثبت لا في القرآن ولا في السنة
ولم تظهر في القرون المفضلة من الصحابة والتابعين الا في أواخر القرن الثاني الهجري،
ولم يدركها أبو حنيفة ومالك رضي الله عنهما، واما الشافعي فقد ادرك شيئا من التصوف وكان من أشد الناس انكارا عليهم،
فالتصوف أو الصوفي كلمة دخيلة على الاسلام ومن قال غير ذلك فليأت بالدليل.

الوقفة الثانية

قال دعاة التصوف: (إنما سموا صوفية أو نسبة لوقوفهم في الصف الأول)
وقالوا ايضا: (نسبة الى لبس الصوف) وقالوا أيضا: (نسبة الى أهل الصفة) وهذا كلام باطل من وجهين:

الوجه الأول: ان اللغة لا تقتضي هذه النسبة الى الصف أو الصفاء أو الى الصفة.

الوجه الثاني: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد لبس الصوف وكذلك الصحابة ويوجد منهم فقراء
وقد صفت قلوبهم ونفوسهم وهم أحرص الناس على الصف الأول مع وجود هذه الأوصاف فيهم لم تطلق هذه التسمية عليهم بل لم تعرف أصلا في عهدهم.

الوقفة الثالثة:

الصوفية تتضمن ترك الدنيا بالكلية حتى قال يوسف الرفاعي:
(المتصوفة أناس زهاد يبغون الاستزادة في العبادة للترقي الروحي)
وقال ايضا: (الصوفية المقبلون على الله والتاركون الدنيا وراء ظهورهم)،

وقال عبدالله نجيب سالم: (التصوف مرتبط بالرغبة في الزهد ورفض الانغماس في ملذات الحياة واختاروا البعد عنها).
سبحان الله ان هؤلاء الذين ينتسبون الى الصوفية ويدعون اليها هم أبعد الناس عن تطبيقها لا سيما في الزهد.

الوقفة الرابعة

بعض أوجه الخلاف بين الاسلام والتصوف:

أولا: ان الاسلام منهج رباني يدعو أتباعه ان يصرفوا جميع العبادات لله وحده لا شريك له كالدعاء والتوكل والانابة والاستعانة والاستغاثة والذبح والنذر والطواف وغير ذلك من أنواع العبادات.

أما التصوف: فهو منهج صادر من جهد بشري يدعو اتباعه الى وحدة الوجود ودعاء الأموات والأولياء من دون الله والتبرك بالقبور والطواف حولها فهو منهج مشوب بشوائب الشرك والبدع.

ثانيا: ان الاسلام حث على الزهد ورغب فيه فهو منهج سلوكي مبني على الكتاب والسنة الصحيحة أما الزهد فعبارة عن ترجيح الآخرة على الدنيا
لقوله تعالى: (وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا).
أي مما أباح الله منها من المآكل والمشارب والملابس والمناكح، والزهد هو تجنب الحرام والاقتصار على الحلال والتمتع بنعم الله على الوجه المطلوب
قال تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق).

أما التصوف فهو أمر زائد على الزهد وهو اسم لترك الدنيا والإعراض عنها تماماً،
وهو اسم لتحريم الحلال والإعراض عن الطيبات وعن الزواج ومعاشرة الأهل والأخوان وتعذيب النفس بالجوع ونحوه،
فالتصوف منهج زائد عن العقيدة والزهد، قال الشيخ أبو بكر الجزائري:

(إن التصوف إما أن يكون هو الإسلام أو يكون غيره، فإن كان غيره فلا حاجة لنا به، وإن كان هو الإسلام فحسبنا الإسلام فإنه هو الذي تعبدنا الله به).

وقد قال الشافعي رحمه الله تعالى عندما سافر الى مصر منكرا على صوفية عصره (تركت بغداد وقد أحدث الزنادقة شيئا يسمونه السماع)

يعني الغناء والرقص وما زال الى يومنا هذا ولعلك ايهاالقارئ رأيتهم على صفحات الجرائد والفضائيات وهم يترنحون ويتمايلون بأذكار غير شرعية وبأناشيد في بعض ألفاظها شرك مع ضرب الدفوف وآلات الموسيقى كالمزامير وغيرها وخروج اللعاب والزبد من اشداقهم والدخول في النار وضرب الشيش.. الخ مما تأباه الشريعة المطهرة.

الوقفة الخامسة

قال عبدالله نجيب سالم: (ذكر الله لا خلاف فيه بل هو من أفضل العبادات وأحبها الى الله).

أقول: هذا الكلام طيب وحسن ولكن كما يعلم من له أدنى معرفة بالعلم الشرعي ان العبادة مبنية على التوقيف والاتباع لا على الهوى والابتداع

قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)

قال شيخ الاسلام ابن تيمية: (وإنما تعبدهم لطاعته وطاعة رسوله، فلا عبادة الا ما هو واجب أو مستحب في دين الله، وما سوى ذلك فضلال عن سبيله، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد رواه البخاري ومسلم) أ. هـ. ومما يدل على ان العبادات توقيفية مما جاء في البخاري ومسلم عن عمر بن الخطاب انه قبل الحجر الأسود وقال والله اني أعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله قبلك لما قبلتك).

فالأصل في العبادات التوقيف فلا يشرع منها الا ما شرعه الله تعالى في كتابه أو على رسوله والا دخلنا في معنى قوله: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله).
ثم ناقض عبدالله نجيب سالم نفسه حينما قال: (أما التمايل فليس سنة ولم ينه عنه فلا يوجد نص يمنعه أو يبطله)
قلت هذا شطط في القول وتناقض في الطرح ولو أخذنا ما يقوله لأدخلنا الكثير من البدع والمحدثات في الاسلام عن طريق قوله لم ينه عنه ولا يوجد نص بمنعه أو ببطلانه!!!
وماذا يقول عبدالله نجيب سالم في هذه المسألة وهو مداومة الجهر في صلاة الظهر أسنة أم بدعة؟ مع انه لم ينه عنه ولا يوجد نص يمنع أو يبطله عن النبي صلى الله عليه وسلم فهل نقول انه يجوز مداومة الجهر لعدم المنع أليس العبادة مبناها على التوقيف أي على الكتاب والسنة فالتمايل من البدع لعدم وروده في الشرع مع القدرة على فعله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا قائما في الشمس قال ما هذا؟ قالوا هذا ابو اسرائيل يريد ان يقوم في الشمس ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مروه فليتكلم وليجلس وليستظل وليتم صومه) رواه البخاري.

قال شيخ الاسلام ابن تيمية: (فهذا لو فعله لراحة أو غرض مباح لم ينه عنه لكن لما فعله على وجه العبادة نهى عنه).
وكل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف

الوقفة السادسة:

قال يوسف هاشم الرفاعي: (السفارة الروسية في مصر على عهد الرئيس جمال عبدالناصر عانت من وجود حية فشل في إخراجها الدفاع المدني وعندما أتوا بأحد الفلاحين الرفاعية نجح في إخراجها).
قلت: لماذا لا يخرج الرفاعية اسرائيل من المسجد الأقصى الذي هو أطهر من السفارة الروسية!!!
وقال ايضا: (ان خبراء الروس أتوا بشيخ الطريقة الرفاعية، هنالك اشترط ان يدخل هؤلاء الروس في الاسلام في حال نجاحه في القيام بإحدى الكرامات وطلب من أحدهم تصويب الرصاصة الى قلبه فلم يضره شيئا)
قلت: لماذا لا يجتمع مشايخ الطرق الرفاعية ويقومون بقتل اليهود وإخراجهم من فلسطين اذا كان الرصاص لا يؤثر بهم!!!
وقال الرفاعي ايضا: (وكان التتار قوم همج وبربر حيث كانوا يلقون المسلمين في النار ويقتلونهم بالسيوف ولم يكن ليجدي معهم المنطق أو النقاش فارتأى اتباع السيد أحمد الرفاعي ان يبطلوا سلاحهم عن طريق مسك النار وضرب السلاح وهذه الكرامات يجب ألا تستعمل الا عند التحدي).
أقول سبحان الله: يوسف الرفاعي يرى ان الدخول في النار ومسكها وضرب الشيش أو السلاح وادخالها في البطن أو في أي موضع من الجسم يعتبر من الكرامة واين هذه الكرامة عن أصحاب الأخدود؟؟؟ واين هذه الكرامة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين فقد أوذوا واضطهدوا وأخرجوا من ديارهم وهم خير من الرفاعية ومن غيرهم.
وقد ثبت في الحديث الصحيح الوارد في بيان بعض علامات الساعة ان الدجال يقول للسماء امطري فتمطر ويقول للأرض اخرجي نباتك فيخرج ويضرب الرجل بالسيف فيفلقه نصفين ثم يعيده فهل هذه كرامة أم انها دجل وفتنة يفتن الله الناس بها؟!!!
وأنصح القارئ الكريم بالرجوع الى كتاب قيم لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الذي اسماه (الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان).

تاريخ النشر: الجمعة 23/2/2007

http://www.alwatan.com.kw/default.as...8&mgdid=472084

/////////////////////////////////////////////////