بسم الله الرحمن الرحيم
(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)
في هذه الاية يعلن الله سبحانة وتعالى بشهادة رسوله الكريم وعبادة المخلصين عن رضاه التام عن صحابة
رسوله والذين بايعوه بيعة الرضوان وكانوا آنذاك قرابة 1400 صحابي فرضي الله عنهم رضاً بسابق علمٍ عما
سيعملونه في المستقبل فهو العليم الخبير..
فهنا يحق لنا ان نسأل عقلاء الشيعة هل يعلن رب العالمين عن رضاه التام بدون استثناء عن اشخاص
سيكفرون ويرتدون على اعقابهم بعد وفاة نبيه
الكريم ولم يثبت منهم عدا بضعة اشخاص اواقل,,وينزل فيهم قرانا يتلى الى يوم القيامة !!؟؟
وهنا ليس امام الشيعة القائلين بارتداد الصحابة ونكوصهم على اعقابهم بعد وفاة رسول الله سوى خيارين
للإجابة
الأول: ان الله(,وتعالى الله عن هذا القول ) لم يكن يعلم أن هؤلاء الأشخاص سيرتدون ويصبحون الدَ الأعداء
الله ولرسوله,,
وهذا القول كفربواح وباطل عظيم وضلال مبين فالله سبحانه تعالى عالم الغيب ومقدر الأقدار قبل وقوعها .
عن حمدان بن سلمان قال:كتبت الى الرضا عليه السلام أسأله عن أفعال العباد : أمخلوقه أم غير
مخلوقة؟فكتب :أعمال العباد مقدرة في علم الله تعالى قبل خلق العباد بألفي عام)(بحار الأنوار29/5)
وقد أخبرسبحانه بعد إعلانه برضاه عن أصحاب نبيه في البيعة بأنه قد علم مافي قلوبهم ويزعم البعض بأن
رضاه عنهم كان في ظرف معين وهو في أثناء
البيعة وهنا نقول بأنه تعالى قد كرر رضوانه عنهم في سورة اخرى بقوله(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة : 100 )
إذاً "رضاه تعالى عنهم كان عن علم مطلق وليس مقيد بظرف معين فهو يعلم مقادير الخلق وماسيؤول اليه
حالهم وماستكون
عاقبتهم فهذا ابولهب وزوجته يخبرالله انهم من اهل النار في سورة المسد وذلك قبل ان يتوفاهم وقد كان
ماأخبر الله عنهم فلم يدينوا بدين الحق قبل موتهم وماتوا على الكفر واستحقوا ماوعدهم الله به.
فكلام الله لايتناقض ابداً ولايتبدل البته قال تعالى(مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)
إذاً فالله سبحانة لايقول الا عن علم مسبق فهو يعلم ماسيكون قبل أن يكون ولاتخفى عليه خافية في
الأرض ولا في السماء.
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)
عن ابي عبد الله عليه السلام قال:اول ماخلق الله القلم فقال له اكتب ,فكتب ماكان وماهو كائن إلى يوم
القيامة(بحار الأنوار(366/54)(تفسير القمي(198/2)
وبهذا يتبين ان رضى الله عن اصحاب نبيه الكريم كان عن علم سابق منه سبحانه بما سيصدر عنهم مستقبلا.
وهنا لم يبق امام من يدعي ذلك الا الخيار الاخروهو
ان الله كان يعلم بأن هؤلاء الصحابة سيرتدون ويكفرون بعد وفاة نبيه الكريم ولكنه اخفى ذلك عن نبيه وأنزل آيات تتلى في مدحهم
والثناء عليهم فنتج عن ذلك ان اتخذهم نبي الله اصحابا له يَحِلونَ معه ويرتحَلون معه ويجاهدون معه والله يعلم بذلك فيكون بذلك
قد ناقض رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية الكريمة
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ..) بعلم من
الله ويكون قد قاتل مع الكفار والمنافقين بدل ان يقاتلهم
وتعدى الأمر لمصاهرة النبي لإثنين منهم وهم ابا بكرالصديق,,وعمر ابن الخطاب وهم كما يزعم الشيعة أشد
كفراً ونفاقاً
بل ونتج عن ذلك ايضا
ان زوج رسول الله ابنتيه واحدة تلو الأخرى لأحد من يدعي الشيعة بأنه كفر وفجر وهو عثمان ابن عفان
ويصبح بذلك قد زوج ابنتيه من كافر
واستمر رسول الله مخدوعاً بهؤلاء الكفرة يصاحبهم ويحادثهم ويواليهم مع ان الله قال
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ
أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً)
فهل يعقل ان يأمر الله المؤمنين باجتناب أمر ويرتضيه لنبيه وهو يعلم بذلك ثم يستمر النبي على هذا الحال الى ان توفاه الله وهو على صحبتهم ويتوقف الوحي ويكتمل الدين وماتزال
آيات المدح والثناء في حقهم لم تنسخ ولم تبدل .
ولا يخفى على الجميع انه وبعد وفاة النبي الكريم تولى هؤلاء الصحابة الكرام
الخلافة بعده بعلم
الله وهم بزعم الشيعة كفار فكيف يرضى العزيز المتعال بذلك وهو لم يبعث نبيه الا لإقامة دين الله الذي
ارتضاه لعباده
فهنا نقول اكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه المنزلة الوضيعة من ربه بحيث يعلم الله بأن رسوله
يصاحب ويصاهر ويزوج بناته من منافقين وكفار وزناة (حاشاهم عن ذلك) ثم هو لايخبر رسوله بهذا؟؟
اليس هذا تناقض وطعن في عدالة الخالق جل وعلا اذ انه يخبر برضاه عن اصحاب نبيه في حياته
ومغفرته لهم وانه أعد لهم جنات خالدين فيها ابدا ثم بعد موته يقدر لهم الكفر والرده والنفاق ومن ثم الخلود في النار.
وبعد هذا أريد من الشيعة أن يأتوا لنا بخيار ثالث يدعم إدعائهم بكفر الصحابة وردتهم بالأدلة لا يناقض كلام
الله ولا رسوله إن كانو صادقين .
فإن لم تستطيعوا ياشيعة فاعلموا انما تتبعون أهوائكم(........ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى
مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }