___________________________________
(1) الفضل بندكين الكوفى واسم دكين عمرو بن حماد بن زهير التيمى مولاهم الاحول، مشهور بكنيته، قال في التذهيب: الحافظ العلم، وحكى عن أحمد بن حنبل أنه قال: ثقة يقظان عارف مات سنة 219.
وقال ابن حجر: ثقة ثبت.ويعنى بفطر فطر بن خليفة.
(2) راجع صحيح مسلم كتاب الامارة ح 4 و 5 و 6 و 7 و 8 و 9 و 10، وصحيح البخارى كتاب الاحكام، وسنن الترمذى كتاب الفتن، ومسند أحمد ج 1 ص 398 و 406.وج 5 ص 86 و 90 و 93 و 98 و 99 و 101 و 106 و 107.ثم اعلم أنا نقلنا ترجمة هؤلاء الرجال من مصادر أهل السنة لتكون أقوى للحجة.
(*)
[108]
فإنما معنى قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) في الاثنى عشرالنص على الائمة الاثنى عشر الخلفاء الذى هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقونه حتى يردوا عليه حوضه.
والحمد لله على إظهار حجة الحق وإقامته على البراهين النيرة حمدا يكافئ نعمه، وله الشكر على طيب المولد والهداية إلى نوره بما يستحق من الشكر أبدا حتى يرضى.
ويزيد باذن الله تعالى هذا الباب دلالة وبرهانا وتوكيدا تجب به الحجة على كل مخالف معاند وشاك ومتحير بذكر ما ندب إليه في التوراة وغيرها من ذكر الائمة الاثنى عشر(عليهم السلام) ليعلم القارئ لهذا الكتاب أن الحق كلما شرح أضاءت سرجه، وزهرت مصابيحه، وبهر نوره فمما ثبت في التوراة مما يدل على الائمة الاثنى عشر(عليهم السلام) ما ذكره في السفر الاول فيها من قصة إسماعيل بعد انقضاء قصة سارة وما خاطب الله تعالى به إبراهيم(عليه السلام) في أمرها وولدها قوله عزوجل: " و قد أجبت دعاءك في إسماعيل، وقد سمعتك ما باركته وسأكثره جدا جدا، وسيلد اثنى عشر عظيما، أجعلهم أئمة كشعب عظيم " أقرأنى عبد الحليم بن الحسين السمري - رحمه الله - ما أملاه عليه رجل من اليهود بأرجان(1) يقال له الحسين بن سليمان من علماء اليهود بها(2) من أسماء الائمة(عليهم السلام) بالعبرانية وعدتهم، وقد أثبته على لفظه، وكان فيما قرأه أنه يبعث من ولد إسماعيل - في التوراة اشموعيل - يسمى " مامد "(3) يعنى محمدا(صلى الله عليه وآله) يكون سيدا، ويكون من آله اثنا عشر رجلا أئمة وسادة يقتدى بهم وأسماؤهم " تقو بيت، قيذوا، ذبيرا، مفسورا، مسموعا، دوموه مثبو، هذار، يثمو، بطور، نوقس، قيدموا(4) ".
___________________________________
(1) " أرجان " بشد الراء المهملة هى مدينة كبيرة كثيرة الخير، بها نخل وبينها وبين البحر مرحلة وهى من كورة فارس.كما في المراصد.
(2) أى بأرجان.
(3) في بعض النسخ " مابد ".
(4) النسخ في ضبط هذه الاسماء مختلفة وفي بعضها " بوقيث، قيذورا، ذبير، مقشون، مسموعا، ذوموه، مشتو، هذار، ثيمو، بطون، يوقش، فتدموا ".
وفى بعضها " بقونيث، قيدودا، رئين، ميسور، مسموعا، دوموه، شتيو، هذار، يثمو بطور، توقش قيدموا ".
وفى البحار: " قلت: فانعت لى هذه النعوث لاعلم علمها، قال: نعم فعه عنى وصنه الا عن أهله وموضعه ان شاء الله اما " تقوبيت " فهو أول الاوصياء ووصى آخر الانبياء.
وأما " قيذوا " فهو ثانى الاوصياء، وأول العترة الاصفياء.
وأما " دبيرا " فهو ثانى العترة وسيد الشهداء، وأما " مفسورا " فهو سيد من عبدالله من عباده.
وأما " مسموعا " فهو وارث علم الاولين والاخرين. وأما " دوموه " فهو المدرة الناطق عن الله، الصادق.
وأما " مثبو " فهو خير المسجونين في سجن الظالمين.
وأما " هذار " فهو المنخوع بحقه النازح الاوطان الممنوع.
وأما " يثمو " فهو القصير العمر الطويل الاثر.
وأما " بطور " فهو رابع اسمه.
وأما " نوقس " فهو سمى عمه.
واما " قيدموا " فهو المفقود من أبيه وأمه، الغائب بامر الله وعلمه والقائم بحكمه ".
ونقله العلامة المجلسى عن كتاب مقتضب الاثر.
[109]
وسئل هذا اليهودي عن هذه الاسماء في أى سورة هي؟ فذكر أنها في مشلى سليمان يعنى في قصة سليمان(عليه السلام) وقرأ منها أيضا قوله " وليشمعيل شمعتيخا هنيى برختي اوتو وهيفريتى اوتو وهيريتى أتو بميئد مئد شنيم عاسار نسيئيم يولد ونتتيو لغوي غادل.
وقال تفسير هذا الكلام: أنه يخرج من صلب إسماعيل ولد مبارك عليه صلاتي وعليه رحمتى، يلد من آله اثني عشر رجلا يرتفعون ويبجلون(1) ويرتفع اسم هذا الرجل ويجل ويعلو ذكره، وقرء هذا الكلام والتفسير على موسى بن عمران ابن زكريا اليهودي فصححه، وقال فيه إسحاق بن إبراهيم بن بختويه اليهودي الفسوى مثل ذلك، وقال سليمان بن داود النوبنجاني مثل ذلك.
فما بعد شهادة كتاب الله عزوجل ورواية الشيعة عن نبيها وأئمتها، ورواية العامة من طرقها عن رجالها، وشهادة الكتب المتقدمة وأهلها بصحة أمر الائمة الاثنى عشر - لمسترشد مرتاد طالب، أو معاند جاحد - من حجة تجب، وبرهان يظهر، وحق يلزم، إن
___________________________________
(1) بجله من باب التفعيل أى عظمه.
(*)
[110]
في هذا كفاية ومقنعا ومعتبرا ودليلا وبرهانا لمن هداه الله إلى نوره، ودله على دينه الذي ارتضاه وأكرم به أولياءه وحرمه أعدائه بمعاندتهم من اصطفاه وإيثار كل امرئ هواه وإقامته عقله إماما وهاديا ومرشدا دون الائمة الهادين الذين ذكرهم الله في كتابه لنبيه(صلى الله عليه وآله) " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد "(1) في كل زمان إمام يهدى به الله من اتبعه واقتدى به دون من خالفه وجحد واعتمد على عقله ورأيه وقياسه وأنه موكول إليها بإيثاره لها، جعلنا الله بما يرتضيه عاملين، وبحججه معتصمين، ولهم متبعين، ولقولهم مسلمين، وإليهم رادين، ومنهم مستنبطين، وعنهم آخذين، ومعهم محشورين، وفى مداخلهم مدخلين، إنه جواد كريم.
39 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمن ابن عقدة قال: حدثنا محمد ابن سالم بن عبدالرحمن الازدي في شوال سنة إحدى وثمانين ومائتين، قال: حدثنا عثمان بن سعيد الطويل، عن أحمد بن سير(2)، عن موسى بن بكر الواسطي، عن الفضيل(3) عن أبى عبدالله(عليه السلام) في قوله " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " قال: كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم "(4).