فلما كان الليل ارسل معاوية إلى عبيدالله بن العباس ان الحسن قد راسلني في الصلح وهو مسلم الامر إلي فان دخلت في طاعتي الآن كنت متبوعا وإلا دخلت وأنت تابع ولك إن جئتني الآن ان أعطيك الف الف درهم ، يعجل لك في هذا الوقت النصف وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر ، فانسل عبيدالله ليلا فدخل عسكر معاوية فوفى له بما وعده فأصبح الناس ينتظرون ان يخرج فيصلي بهم فلم يخرج حتى اصبحوا فطلبوه فلم يجدوه فصلى بهم قيس بن سعد بن عبادة ثم خطبهم فقال : أيها الناس : لا يهولنكم ولا يعظمن عليكم ما صنع هذا الرجل الوله الورع أي الجبان إن هذا واباه واخاه لم يأتوا بيوم خير قط ، إن أباه عم رسول الله صلى الله عليه وآله خرج يقاتله ببدر فأسره أبو اليسر كعب بن عمرو الانصاري فأتى به رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأخذ فداءه فقسمه بين المسلمين ، وإن اخاه ولاه علي امير المؤمنين على البصرة فسرق مال الله ومال المسلمين فاشترى به الجواري وزعم ان ذلك له حلال وإن هذا ولاه على اليمن فهرب من بسر بن ارطاة وترك ولده حتى قتلوا وصنع الآن هذا الذي صنع
مقاتل الطالبيين- ابو الفرج الاصفهاني ص 43
هو أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد ولد بأصفهان سنة 284 ثم انتقل إلى بغداد، ونشأ فيها وترعرع، وبلغ المناصب، مات سنة 356، وصار مقرباً محبباً إلى بني بويه، ولعل من أسباب تلك الحظوة اتفاقهم في التشيع، وله مصنفات كثيرة مشهورة في الأدب والشعر، ومن أشهرها "الأغاني" و"مقاتل الطالبين" ذكره محسن الأمين في طبقات الشعراء من الشيعة وفي طبقات المؤرخين. (أعيان الشيعة ج1 ص175)
8075 علي بن الحسين بن محمد القرشي :
قال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين ( 548 ) : " علي بن الحسين بن محمد القرشي ، أبوالفرج الاصبهاني : صاحب الاغاني ، إصبهاني الاصل ، بغدادي المنشأ ، من أعيان الادباء ، وكان عالما ، روى عن كثير من العلماء ، وكان شيعيا خبيرا بالاغاني ، والآثار ، والاحاديث المشهورة ، والمغازي ، وعلم الجوارح ، والبيطرة ، والطب ، والنجوم ، والاشربة ، وغير ذلك .
له تصانيف مليحة ، منها الاغاني ، وحمله إلى سيف الدولة بن حمدان فأعطاه ألف دينار واعتذر ، وكان الصاحب بن عباد يستصحب في سفره ثلاثين حمل كتب للمطالعة ، فلما وجد الاغاني لم يستصحب سواه ، وكان منقطعا إلى الوزير المهلبي ، وله فيه مدائح فمنها : ولما انتجعنا لائذين بظله * أعان وما عنى ومن ومامنا وردنا عليه معتفين فراشنا * وردنا نداه مجدبين فأخصبنا وله يهنئه :
أبا محمد المحمود يا حسن ا * لا حسان والجود يا بحر الندى الطامي حاشاك من عود عواد إليك ومن * دواء داء ومن المام الآم قاله ابن خلكان في تاريخه " .
وقال الشيخ في الكنى ( 896 ) : " أبوالفرج الاصبهاني : زيدي المذهب ، له كتاب الاغاني كبير ، وكتاب مقاتل الطالبيين ، وغير ذلك من الكتب ، وكتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين وأهل بيته عليهم السلام ، وكتاب فيه كلام فاطمة عليها السلام في فدك ، وغير ذلك من الكتب : أخبرنا عنه جماعة منهم : أحمد بن عبدون ، بجميع كتبه ورواياته ، وروى عنه الدوري
رجال الخوئي