الكتاب العاشر من سلسلة كتب أهل السنة ....( كتاب الإمامة والرد على الرافضة )

[محمد العيد]

الكتاب العاشر من سلسلة كتب أهل السنة التي ردت على الرافضة

كتاب الإمامة والرد على الرافضة

تأليف :

الحافظ أبو نُعيم الأصبهاني – رحمه الله - ( 336 – 430هـ )

سبب التأليف :

لم يذكر المؤلف سببا للتأليف ونستطيع أن نتلمس سببا وهو أن أصبهان قبل قيام الدولة الصفوية عام 908هـ كانت بلاداً سٌنية ويغلبون عليها سوى ما كان من ظهور الشيعة والزيدية بين فينة وأخرى – في زمن المؤلف – مما حدا به إلى تصنيف هذا الكتاب.

مضمون الكتاب :

ذكر المؤلف في المقدمة محتوى الكتاب ومنهجه فيه بصفة مختصرة نجملها في الآتي :

1 ركز المؤلف في كتابه على أمرين رئيسيين هما :

أ‌- إمامة الخلفاء الأربعة رضوان الله عليهم .
ب‌- الشبهات المثارة عليهم وعلى غيرهم من بقية الصحابة .

2 جمع في كتابه ما مدح به الله سبحانه الصفوة من صحابة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
3 وكذلك ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في مناقبهم وفضائلهم ودل على مراتبهم وسوابقهم .
4 كذلك ما اجتمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم بعده ، حيث إنهم هم الممدوحون على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالخصال الحميدة والفضائل الكريمة .
5 ثم بدأ بذكر الآيات من الكتاب العزيز ، والأحاديث الثابتة عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ثم الخصال والمسائل المجمع عليها .
6 ذكر في الكتاب أكثر من مائتين وثلاثة مابين حديث وأثر .
7 يُعقب بعد بعض الأحاديث والآثار ببيان الإشكال الذي فيها ، كما يرد على شبهات الرافضة التي احتجوا بها من خلالها .

نموذج من الكتاب :

قال المؤلف : ( خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه
فإن اعترض المخالف فقال : لم يكن له(1) أن يفوض أمر الخلافة إلى عمر دون المسلمين .
قيل له : لما علم الصديق رضي الله عنه من فضل عمر رضي الله عنه ونصيحته وقوته على ما يقلده وما كان يعينه عليه في أيامه من المعونة التامة .
لم يكن يسعه في ذات الله ونصيحته لعباد الله تعالى أن يعدل هذا الأمر عنه إلى غيره ، ولما كان يعلم من أمر شأن الصحابة رضي الله عنهم أنهم يعرفون منه ما عرفه ولا يشكل عليهم شيء من أمره فوض إليه ذلك فرضي المسلمون له ذلك وسلموه ، ولو خالطهم في أمره ارتياب أو شبهة لأنكروه ولم يتابعوه ، كإتباعهم أبي بكر رضي الله عنه فيما فرض الله عليه الاجتماع وإن إمامته وخلافته ثبتت على الوجه الذي ثبت للصديق ، وإنما كان كالدليل لهم على الأفضل والأكمل فتبعوه على ذلك مستسلمين له راضين به .
فإن عارض بأنه قد أنكر ذلك على أبي بكر رضي الله عنه . قيل له من المنكر له سني .
فإن قال : طلحة بن عبيد الله واعتل بحديث زبيد اليامي(2) .
قيل له : زبيد لم يلق من الصحابة المتقدمين أحدا وأرسل هذا الحديث ، ومن أسنده فلا يثبت .
ولو ثبت لكان وجه الحديث ظاهرا أن إنكاره ليس عن جهالة تفضيله وكماله واستحقاقه فإنما خاف خشونته وغلظته لم يتهم قوته وأمانته .

62- حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا خلّاد بن يحيى ، ثنا هارون بن إبراهيم ، عن عبد الله بن عبيد يعني ابن عمير قال قال أبو بكر رضي الله عنه : إني أخاف أن أفوتكم بنفسي قبل أن أعهد إليكم وإني أمرت عليكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاسمعوا له وأطيعوا قال فتخلف رجل من القوم قال : ما تقول لربك إذا لقيته وأنت تعلم من فظاظته وغلظته ما تعلم . قال بربي تخوفني أقول له : اللهم أمرت عليهم خير أهلك.

63- حدثنا عبدالله بن جعفر عن إسماعيل بن علي له ثنا يزيد بن محمد الأيلي ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، أن القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله عنه ، أخبره أن أسماء بنت عميس وهي تحت أبي بكر رضي الله عنه حين اشتد به وجعه الذي توفي فيه قال : ( ... ).
يا أبا بكر أذكرك الله واليوم الآخر فإنك قد استخلفت على الناس رجلا غليظا على الناس ولا سلطان له ، وإن الله سائلك .
قالت أسماء فقال أبو بكر رضي الله عنه : اجلسوني فأجلسناه ، فقال : هل تعرفوني إلا بالله وإني أقول استخلفت عليهم أظنه قال : خير أهلك .
ورواه محمد بن اسحاق عن الزهري وسمى الرجل طلحة بن عبيدالله .
فإن قال : لِمَ لَمْ يجعلها شورى ؟
قيل له : إنما الشورى عند الاشتباه وأما عند الاتضاح والبيان فلا معنى للشورى ، ألا تراهم رضوا به وسلموه وهم متوافرون .
فإن قال : فإن استصلح عمر رضي الله عنه للخلافة لما بان به آلات الخلافة ، فما الذي يوجب تفضيله وتخييره وتقديمه ؟
قيل له : اجتماع الصحابة على أنهم لايقدمون إلا أفضلهم وأخيرهم مع قول أبي بكر وعلي رضي الله عنهما .
فأما قول أبي بكر رضي الله عنه فيه فيما تقدم أنه قال استخلفت عليهم خير أهلك ) ( 274 – 277 ).

حواشي :

(1) أي لأبي بكر رضي الله عنه .
(2) أخرج حديث زبيد ابن أبي شيبة في المصنف / الفضائل ( 12/36235ح12062 ) ونصه : أنه لما حضرت أبا بكر الوفاة أرسل إلى عمر ليستخلفه ، قال : فقال : الناس استخلف علينا فظا غليظا ، فلو ملكنا كان أفظ وأغلظ ، ماذا تقول لربك إذا أتيته وقد استخلفته علينا ، قال : اتخوفوني بربي ، أقول اللهم أمرت عليهم خير أهلك.

طبعات الكتاب :

أفضل طبعة للكتاب هي ما قام بتحقيقه الدكتور علي بن محمد الفقيهي وصدرت عن مكتبة العلوم والحكم بالمدينة النبوية ومنها الطبعة الرابعة عام 1425هـ وتقع في 408 صفحات ولا أعلم أن هذا الكتاب طبع سابقا بل كان في عالم المخطوطات .

تتمة :

1 اتهم بعض الروافض الحافظ أبو نعيم بأنه رافضي وممن ذكر ذلك الخوانساري في روضات الجنات 1/273 – 274 طبعة عام 1390هـ دار المعرفة بيروت ، ويكفي لدفع ذلك كتابه الذي نٌعد عنه هذه القراءة .

2 تميز الكتاب بعرض الكثير من الإشكالات ثم الإجابة عليها وهو قريب في طريقة عرضه لكتاب منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحم الله الجميع .

3 زاد من جمال الكتاب ونفاسته تعليقات الدكتور المحقق ودراسته التي قدم بها للكتاب وأحث كل من أراد الإطلاع على قدرة علماء السلف على مناظرة المبتدعة وخاصة الروافض وإفحامهم وإبراز دلائل الكتاب والسنة مطالعة هذا الكتاب .

[محمد العيد]

للرفع ليطلع عليه أحبابنا السنة

[ياكريم]

بارك الله فيك ...

وجزاك الله خيراً على ما تبذله من إعداد لهذه السلسلة المباركة...

أتمنى أن نجد هذه السلسلة بعد الإنتهاء منها على شكل كتاب لعل الله أن ينفع به...

[محمد العيد]

وفيك أخي الكريم