العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-06, 02:07 PM   رقم المشاركة : 1
المرسال
مشرف






المرسال غير متصل

المرسال is on a distinguished road


حزب الله .. سراب من جنوب لبنان!

الأمة الإسلامية في عصورها المتأخرة تفتن في كل عام مرة أو مرتين، ثم لا تعتبر ولا تتعظ، وكأن طوفان النسيان قد أحاط بها من كل جهة، وكأنها كتب عليها أن تنسى عدوها، وأن تصافح بيدها اليمنى من قطع يدها اليسرى، وكل هذه التنازلات التاريخية والعقدية والسياسية من أجل خطب وعظيَّة، أو عنتريات وهميَّة!


لقد أصاب كبد الحقيقة من وصف بعضَ الأمة العربية بأمهم (ظاهرة صوتية) تستجيب لنداء القلب والعاطفة في خضم الأحداث السياسية والعسكرية الحرجة، وتؤمن بالأحلام والرؤى كوحي منزل أو كواقع محتوم، وتنجرف وراء كل ناعق يلبس مسوح الأبطال.


ما أسرع نسيان الأمة؟

فقبل قرن واحد فقط، انجرف الناس وراء (الرجل الصنم) كمال أتاتورك، وخُدع به فضلاء من العلماء والأدباء، حتى قال عنده شاعرهم: يا خالد الترك جدد خالد العرب!

ثم تبيّن لهؤلاء الفضلاء أن بطلهم ومجددهم إنما هو سراب. لكن الأمة لم تُعدم النسيان السريع، فقد ظهر بطل جديد، وهو (جمال عبدالناصر) الذي سوف يحرق نصف إسرائيل، فصفق له الفضلاء والأدباء، وخرج الشارع العربي يصيح بفداء الزعيم العربي العظيم!

ثم تبيّن لهؤلاء الفضلاء أن بطلهم إنما هو سراب. وجر المنطقة كلها للدمار وللاحتلال، لكن الأمة زودت نفسها بحقنة كبيرة من النسيان، فظهر لها بطل جديد من أرض فارس، إنها (روح الله الخميني) فخرج الإخوان المسلمون مرحبين ببطلهم الإسلامي الذي سيقيم دولة الخلافة الراشدة، وخرج الشارع العربي يهتف باسم الخميني!



ثم تبيّن لهؤلاء الفضلاء أن بطلهم ليس سراباً بل الموت الأحمر، حيث إن هدفه الأول هو مكة والمدينة، وعدوه الأول ليس الشيطان الأكبر بل النواصب!
لكن الأمة وبفضل مخزونها العظيم من النسيان اكتشفت بطلاً جديداً، آتٍ من أرض العظماء أرض العراق، ألا وهو (صدام المجيد) فصفقوا له، ووصفه شاعر العرب بأنه: (سيف العروبة)، ثم خرج الشارع العربي –وخصوصاً الفلسطيني- يفدي بطله العربي بدمه وروحه، وفعلاً لم يخيب البطل ظن الجماهير، حيث أرسل صواريخه إلى إسرائيل ودكت بعض مدنها، وإسرائيل صامتة صابرة متظاهرة بالضعف، لعلمها أن أمها أمريكا سوف تنظف المنطقة وفق سياسة الشرق الجديد.

ثم تبيّن لهؤلاء الفضلاء أن بطلهم إنما هو سراب!



التاريخ العربي مليء بالدماء، لكن الذاكرة العربية أعظم نسياناً من كل حدث، ففي العام 1970م سيطر العلويون الشيعة على سوريا بقيادة حافظ الأسد، وفي 1984م أصبحت بيروت الغربية السنية منطقة شيعية، وفي 2003م أصبحت الدولة السنية في العراق دولة شيعية، وأصبح أهل السنة هناك حمى مستباحاً للميليشيات الإيرانية، يُقتل منه بالمئات يومياً وبصورة غير متناهية في الوحشية، ومع كل ذلك لا تفيق الذاكرة العربية إلا على صوت البطل (حسن نصر الله الإيراني) !



يقول شيخ الإسلام ابن تيمية واصفاً حال الناس أيام الفتن، ويتحدث فيها عن أحداث شبيهة بأحداثنا الحالية:

قَالَ: (وَنَزَلَتْ فِتْنَةٌ تَرَكَتْ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ وَأَنْزَلَتْ الرَّجُلَ الصَّاحِيَ مَنْزِلَةَ السَّكْرَانِ وَتَرَكَتْ الرَّجُلَ اللَّبِيبَ لِكَثْرَةِ الْوَسْوَاسِ لَيْسَ بِالنَّائِمِ وَلَا الْيَقِظَانِ وَتَنَاكَرَتْ فِيهَا قُلُوبُ الْمَعَارِفِ وَالْإِخْوَانِ، وَمَيَّزَ اللَّهُ فِيهَا أَهْلَ الْبَصَائِرِ وَالْإِيقَانَ مِنْ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَوْ نِفَاقٌ وَضَعْفُ إيمَانٍ وَرَفَعَ بِهَا أَقْوَامًا إلَى الدَّرَجَاتِ الْعَالِيَةِ كَمَا خَفَضَ بِهَا أَقْوَامًا إلَى الْمَنَازِلِ الْهَاوِيَةِ.

وَبُلِيَتْ فِيهَا السَّرَائِرُ. وَظَهَرَتْ الْخَبَايَا الَّتِي كَانَتْ تُكِنُّهَا الضَّمَائِرُ. وَتُبَيِّنُ أَنَّ الْبَهْرَجَ مِنْ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ يَخُونُ صَاحِبَهُ أَحْوَجَ مَا كَانَ إلَيْهِ فِي الْمَآلِ.

وَكَانَتْ هَزِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبِ ظَاهِرَةٍ وَخَطَايَا وَاضِحَةٍ : مِنْ فَسَادِ النِّيَّاتِ وَالْفَخْرِ وَالْخُيَلَاءِ وَالظُّلْمِ وَالْفَوَاحِشِ وَالْإِعْرَاضِ عَنْ حُكْمِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَعَنْ الْمُحَافَظَةِ عَلَى فَرَائِضِ اللَّهِ وَالْبَغْيِ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ.فَلِذَلِكَ اسْتَوْلَتْ الْحِيرَةُ عَلَى مَنْ كَانَ مُتَّسِمًا بِالِاهْتِدَاءِ وَتَرَاجَمَتْ بِهِ الْآرَاءُ تَرَاجِمَ الصِّبْيَانِ بِالْحَصْبَاءِ
).

إخوتي الكرام..

دار حديث بين الأخوة حول الأحداث الأخيرة في لبنان، وتركز الحوار حول حزب الله ومناصرته من عدمها، وكانت القضية المهمة هي: هل حزب الله أداة إيرانية؟ وهل حزب الله يعمل لمصلحة لبنان أم إيران؟

وسينصب بحثي هذا حول مجموعة نقاط، وسأحاول أن اختصر حسب الطاقة، فبين يدي الكثير من المعلومات والتوثيقات، ولا أحب –بطبعي- الكلام الإنشائي، بل حاولت أن أرجع كل معلومة إلى مصدرها الإخباري، وأن اعتمد تصريح أهل الشأن والاختصاص، وأن ألزم الناس بكلامهم، رافضاً مبدأ (ملكي أكثر من الملك).



أولاً: أهل الفكر والاختصاص يتنبئون بحرب الجنوب اللبنانية!

ليس غريباً أن يتنبأ بعض أهل الاختصاص والفكر بالحرب الحالية، لأنهم رؤوا معطياتها واضحة، ولأنهم يعلمون اللاعب الأساسي فيه، ويعلمون الأرض التي يتحرك فيها، وكيف يعمل في الأزمات، وكيف يصنع الأزمات البعيدة لحماية حدوده وأمنه القومي على حسب أمننا القومي نحن العرب!

فقد استطلعت "الوطن العربي" بتاريخ 5/5/2006 آراء عدد من المثقفين والخبراء الإيرانيين المتابعين لتطورات الملف النووي، وسألتهم عن تصوراتهم لمستقبل الجمهورية الإسلامية في ظل التصعيد الحاد مع المجتمع الدولي الرافض امتلاكها التكنولوجيا النووية وكيف تستعد إيران حكومة وشعباً لاحتمالات التصعيد في المواجهة مع الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية؟

فجاءت الإجابة من هؤلاء الخبراء، بطرح خيارات العمل الإيراني، ومنها:

(1) استخدام عمليات الاغتيال والاختطاف.

(2) استخدام "حزب الله" في لبنان ضد إسرائيل كورقة للضغط في مثل هذه الظروف.

(3) تخريب الوضع العراقي[1].



وبيَّن وليد جنبلاط -بتاريخ 2/5/ 2006 م- الإستراتيجية الإيرانية وهدفها من إشعال حرب في المنطقة العربية بعيدة عن حدودها كرسالة للغرب على مدى قدرتها على التحكم في مصير المنطقة.

يقول: (هناك في إيران من يقول أريد أن استخدم لبنان لحماية المفاعل النووي تحت شعار مزارع شبعا. ونبهتُ إلى الخطر على لبنان بسبب التدخل الإيراني، وأنا أرى أن المشروع الإيراني قد يكون مشروعا، لكن تدخلها وسياستها التوسعية في المنطقة يشكلان خطراً علينا كحركة استقلالية، كما يشكلان خطرا على السعودية)[2].


أما الكاتبة (هدى الحسيني) وبتاريخ 12/2/2006 فتنبأت في مقالٍ لها بأن إيران سوف تتوقى الضربة الأميركية بتفجير لبنان أو البحرين، لإرباك أمريكا، وفتح جبهات أخرى للقتال!

تقول هدى لحسيني عن القيادة الإيرانية: (يسعون إلى تفجير ما في منطقة الشرق الأوسط يربكون عبره أي مخطط أميركي. ومن المؤكد أن الساحة الأخصب لأي محاولة تفجير إيرانية هي الأضعف، وهنا يبرز إما لبنان أو البحرين وما يجرّه كل منهما)[3].



ويشاطر الكاتب (رياض علم الدين) هؤلاء الرأي حيث يقول بتاريخ 30/9/ 2005م وهو يتحدث عن تقرير بهذا الصدد:

(مشروع الفدراليات جزء من إستراتيجية الملالي الجديدة لتصدير الثورة، ومن هنا لم يستبعد هذا التقرير أن يكون جنوب لبنان والبقاع، حيث الغالبية الشيعية، وتحت هيمنة حزب الله هو المرشح للتحول إلى الإقليم الشيعي الثاني المشتعل بعد جنوب العراق)[4].



إذن .. نحن أمام مشروع إيراني لضرب المنطقة وبكل من فيها وما فيها، لحساب مصلحة إيران الخاصة، ووسيلتها في ذلك هم العملاء والوكلاء الشيعة الذين يؤمن حتى العظم بالولاء للمرجعية الإيرانية (ولي الفقيه) الذي تجب طاعته، لأنه نائب للإمام المعصوم عند الشيعة‍!



ثانياً: إيران ليست ضد الاستعمار الغربي و الاستعمار الغربي ليس ضدها.

لا أبالغ أذا قلتُ إن إيران –من منطلقات عقائدية وسياسية- ترى أن الغرب واليهود أقرب لها من العرب ومن أهل السنة، والذين تنظر لهم إيران عدو استراتيجي قديم (نواصب).

إيران مستعدة للتحالف مع الشيطان الأكبر ضد العرب وضد أهل السنة، ومستعدة لتيسير أمر الدول الاستعمارية في المنطقة العربية والسنية وفق حساباتها المصلحيَّة المذهبيَّة، ولديها الاستعداد –وهذا واقعاً ما تفعله- أن تبيد أهل السنة جملة واحدة في حملات منظمة للتطهير العرقي كما يحدثُ في العراق.

وقد صرح الشيخ حارث الضاري في مؤتمر «علماء المسلمين» بتاريخ 12/07/2006 بأن العراق أصبح ساحة حرة للمخابرات الإسرائيلية والمخابرات الإيرانية والأميركية، إضافة إلى ما تقوم به مرجعيات دينية شيعية ضد أهل السنة في العراق.

وقال: (في عهد الجعفري قتل 100 ألف عراقي من السنّة)[5].

وحقيقة التحالف الإيراني الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية السنية يقر بها الموافق والمخالف، لأنها مسألة حسيَّة واقعية تشاهد يومياً، بل ويعترف بها قادة إيران ويفتخرون بها، كما يتعرف بها قادة الشيعة.

فهذا (محمد علي ابطحي) نائب الرئيس الإيراني، وفي ندوة عقدت في دبي في مطلع عام 2004م يصرح ويقول: (لولا مساعدة إيران لما نجحت أمريكا في غزو العراق وأفغانستان)!



ويقول (صبحي الطفيلي) الأمين العام الأول لحزب الله: (حتى لا نخدع أنفسنا، أقول لا شك في أن هناك حواراً أميركياً ـ إيرانياً بدأ قبل غزو العراق. وأن وفداً من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية المؤيد لإيران زار واشنطن لهذه الغاية.

والتيارات الإيرانية في العراق هي جزء من التركيبة التي تضعها الولايات المتحدة في العراق. حتى إن أحد كبار خطباء الجمعة في العاصمة الإيرانية قال في خطبة صلاة الجمعة: إنه لولا إيران لغرقت أميركا في وحل أفغانستان. فالإيرانيون سهلوا للأميركيين دخول أفغانستان ويسهلون بقاءهم الآن
)[6].



وفي الشأن العراقي نفسه يقول (صبحي الطفيلي): (إن معظم التيارات الدينية السياسية منضوية تحت راية التيار الإيراني المتواطئ مع الأميركيين، وهو الذي يأمر القيادات السياسية الشيعية بقبول مجلس الحكم وأن تكون أعضاء فيه)[7].



فإيران هي التي مكنت أمريكا من احتلال العراق وأفغانستان، وهي نفسها الآن تعيث فساداً في العراق، وتستهدف أبناء السنة بالقتل، وتدرب الميليشيات الطائفية، وتدعمها مالياً ولوجستياً، لتنفيذ مخطط التطهير العرقي في العراق، وإفراغ بغداد من أهل السنة!

والأمريكان يعلمون ذلك، ويشاهدونه، ويصمتون ويعلمون أن إيران تدرب الخلايا الإرهابية الشيعية في داخل إيران والبعض في جنوب لبنان تحت تدريب حزب الله!

يقول الجنرال (جورج كايسي) أكبر قائد عسكري أميركي في العراق: (أنا واثق تماماً من أن الإيرانيين من خلال قوات العمليات الخاصة السرية يقدمون أسلحة وتكنولوجيا قنابل وتدريب لجماعات شيعية متطرفة في أنحاء جنوب العراق، والتدريب يجري في إيران وفي بعض الحالات في لبنان)[8].

وقالت الوطن العربي: (كشف تقرير غربي عن ظهور ميليشيات شيعية جديدة في العراق تحمل أسماء دينية مثل: كتائب الإمام الحسين، وكتائب الإمام علي، وكتائب الإمام الهادي. ووصف التقرير هذه الميليشيات بأنها ذات تمويل وإشراف إيرانيين مباشرين يفوقان ما يحصل مع فيلق بدر وجيش المهدي)[9].

وهذا الكاتب الشيعي الأمريكي المعروف (فؤاد عجمي) يميط اللثام عن العلاقة الأمريكية الشيعية في العراق، وذلك في مؤتمر عُقد في واشنطن بعنوان: (صعود الهلال الشيعي وانعكاساته على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط) طرح فيه (ريتشارد هاس) رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، الذي طرح العديد من الأسئلة عن الشيعة وإيران، فأجابه (فؤاد عجمي) بما نصه: (إنني شيعي، أو على الأقل ولدتُ شيعياً في لبنان، وأنقل عن كتابي القادم ما قاله الرئيس جورج بوش لبريمر –الحاكم الأمريكي السابق للعراق- في 4 يونيو حزيران 2003 عندما التقاه في قاعدة جوية في قطر.

قال جورج بوش: هل سيقدر الشيعة على حكم بلد حر في ظل تشكيك بعض القادة السنة في المنطقة في ذلك بقولهم: إن الشيعة كذابون؟

فأجابه بريمر: لا أوافق على ذلك، لأنني قابلت العديد من الشيعة الشرفاء والمعتدلين، وإنني واثق من أننا يمكننا التعامل معهم
)[10]!



هذا ما يفعله الشرفاء الشيعة مع الشيطان الأكبر! فماذا أبقوا لغير الشرفاء؟



ثالثاً: مرجعيّة حزب الله العقائديَّة والسياسيَّة هي إيران!

اتضح لكل عاقل أن إيران -وشرفاء الشيعة في العراق طبعاً- يساندون أمريكا في مخططاتها الاستعمارية في المنطقة العربية والسنيَّة، وكلاهما يستخدم الآخر لمصالحته، ويستمتعون ببعضهم البعض، لأنهم يرون بعضهم أقرب لبعض من عدوهم المشترك أهل السنة والعرب في المنطقة.



ولم تعد شعارات (الموت للشيطان الأكبر) التي تطلقها إيران -وشرفاء الشيعة طبعاً- تخدع إلا المغفلين من عامة الناس، إذ تحطمت تلك الشعارات الزائفة على صخرة الواقع المرير والمليء بالمؤامرات والتحالف مع الأعداء في العراق وأفغانستان.

ولم يبق لإيران من الشعارات -غير المحروقة- سوى ورقة (حزب الله) و(قناة المنار)، والتي استطاعت بنجاح خداع السذج من أهل السنة والعرب، فراهنت إيران على تلك الورقة، ورمت بثقلها كله على جنوب لبنان، لتحسين الصورة القبيحة في العراق ولتشييع المنطقة انطلاقاً من جنوب لبنان، مهمة صعبة أن تقنع الناس بأنك شريف وضد الاستعمار وأنت غارق في وحل العمالة كلياً، كما أنها مهمة صعبة –أيضاً- على أنصارك وأتباعك. لكن لا تحزن، ودع القلق وأبدأ بالمزايدات، فهناك من السذج من هم على أتم الاستعداد لتقبل كل شيء!



يقول صبحي الطفيلي: (الإيرانيون يقولون للأمريكيين أن تعالي نتعاون، ما هو دورك؟! منسق تتوسل بالغازي تعالي أصير في خدمتك)[11].

[12] ويقول –أيضاً- : (تحولت إيران إلى منسق للشؤون الأميركية في المنطقة).

ويقول الكاتب (حسن صبرا) موضحاً الحرج الذي يتعرض له حسن نصر الله بسبب عمالة مرجعيته، وخيانة وليه الفقيه، ومع ذلك يبقى متخذاً له إماما : (ليس أدل على أزمة حسن نصر الله أن الرجل الذي يحارب أميركا وإسرائيل في لبنان، يجد نفسه أسير مرجعيته الإيرانية التي تلتقي مع إسرائيل في تفتيت العراق، وتعقد صفقة مع أميركا يُلزم بها حلفاء وزملاء السيد نصر الله في العراق، مثل عبد العزيز الحكيم، وفرقة بدر المقاتلة، وإبراهيم الجعفري وحزب الدعوة الذي يرأسه)[13].

نعم، فعلاً.. صورة سخيفة وتدعو للامتعاض، إيران مرجعية حزب الله السياسية والعقائدية تصرح بعمالتها للمستعمر الأمريكي-الغربي، وحزب الله يعلن محاربته لنفس المستعمر!

إنها أدوار السياسة الإيرانية القذرة، التي تُقدم المصالح القومية الفارسية على كل شيء، ولا تجد غضاضة في محاربة أهل السنة والتحالف مع العدو في كل مكان، وفي نفس الوقت تقدم عملاءها في المنطقة كأبطال محررين. إنها السياسة الإيرانية المزدوجة!



نكرر القول ونؤكده: إن المرجعية الدينية العليا، السياسة وولاية أمر حزب الله هي المتمثلة في (ولي الفقيه) مرشد الثورة الإيرانية (الخميني) ومن بعده (الخامنئي) ولذا يُسمى أمين عام حزب الله (حسن نصر الله) نفسه بالوكيل الشرعي لآية الله خامنئي، ومن ينظر إلى حزب الله خارج هذا الإطار فإنما يخدع نفسه، ويغش غيره.

إن حزب الله مجرد أداة وعميل في المنطقة ينفذ قرارات القيادة الإيرانية، مثله مثل أي حركة أو منظمة مدعومة من إيران (حزب الله الحجاز، حزب الله الكويتي، حركة حزب الله العراقي) كلها أسماء وأشكال متعددة لحقيقة واحدة هي المرجعية المطلقة لولي الفقيه (إيران)!
ومن المؤسف له أننا نجد أنفسنا مضطرين لإثبات الثابت، وتوضيح الواضح، والبرهنة على البرهان، والتدليل على الدليل نفسه، وكما قيل:

وليس يصح في الأذهان شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل!



ومع ذلك أقدم الأدلة الواضحة – لك أخي القارئ الكريم- على تابعيَّة حزب الله لإيران، وعلى أنه مجرد أداة لتنفيذ المخططات الإيرانية في المنطقة العربية، وطليعة إيران لنشر الثورة الشيعية في العالم العربي، فمنذ نشأته وحتى هذه اللحظة وهو أداة إيرانية.



(1) من أسس حزب الله؟

يعلم القارئ المطلع أن حزب الله هو نبتة إيرانية (خمينية) في المنطقة العربية، غرسها الخميني بيده، وظل يتعهدها بنفسه، وتعهد أعضاء حزب الله بالولاء المطلق لولي الفقيه، وظلت إيران تدعم وتوجه وتقرر مصالحها من خلال تلك اليد الشيعية في جنوب لبنان.



يقول نائب الأمين العام لحزب الله الحالي (قاسم نعيم) مبيناً تاريخ تأسيس حزب الله ومن أسسه: (مجموعة من المؤمنين تفتحت أذهانهم على قاعدة عملية تركز على مسألة الولي الفقيه والانقياد له كقائد للأمة الإسلامية جمعاء، وذهبت هذه المجموعة المؤلفة من تسعة أشخاص إلى إيران ولقاء الإمام الخميني (قدس) وعرضت عليه وجهة نظرها في تأسيس و تكوين الحزب اللبناني، فأيد هذا الأمر وبارك هذه الخطوات)[14].



ويقول الشيخ صبحي الطفيلي لأمين العام الأول لحزب الله، والمؤسس الأهم لهذا الحزب:
(أتحدث عن بداية 1982م. كنا في زيارة إلى الجمهورية الإسلامية، التقيت ببعض المسئولين الإيرانيين حينها واتفقنا على عمل لإقامة مقاومة، وتحدثنا عن مجيء بعض الإخوة الإيرانيين من الحرس الثوري، فبدأنا في حينها الاستعدادات ثم جاء الأخوة الإيرانيون بآلاف اللي ساعدونا في التدريب، جزاهم الله خيراً، طبعاً جزاه الله خير الإمام الخميني وبدأت المراحل الأولى للتأسيس)[15].



(2) إعلان ولاء حزب الله المطلق لإيران.

جاء في البيان التأسيسي لحزب الله ما نصه: (أننا أبناء أمـّة حزب الله التي نصر الله –أي أن الله نصر إيران- طليعتها في إيران، وأسّـست من جديد نواة دولة الإسلام المركزيّة في العالم. نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة، تتمثّل بالولي الفقيه الجامع للشرائط، وتتجسَّـد حاضراً بالإمام المسدّد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني، دام ظلّه، مفجّر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة)[16].



وهذا البيان واضح ومحدد، حيث أعلن حزب الله ولاءه المطلق للولي الفقيه –إيران- والتزامه بأوامر القيادة الإيرانية، وهو إعلان واضح لا يحتاج إلى مزيد بيان!

ويكرر الأمين العام الحالي لحزب الله الشيخ (حسن نصر الله) هذا الالتزام فيقول: (إن المرجعية الدينية هناك –في إيران- تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا)[17].

ويؤكد حسن نصر الله مراراً وتكراراً -حتى لا يظن ظانٌ خلاف ذلك- التزامه بمرجعية الخميني وأنه هو الإمام المطاع، حيث يقول: (إن الإمام الخميني من وجهة نظرنا هو المرجع الديني والإمام والمرشد بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني)[18].

ويؤكد –أيضاً- (حسين الموسوي) وهو مسئول وقيادي بارز في حزب الله، ذلك المعنى المهم، وأن مرجعية الخميني ليست دينية فقط، بل سياسية وعقائدية!

يقول: (إننا نتبع الإمام الخميني على مستوى الفكر السياسي والعقائدي والديني)[19].



وقال الشيخ صبحى الطفيلى الأمين العام والأول لحزب الله: (حزب الله ملتزم بالسياسة الإيرانية، وقيادة حزب الله هي ولاية الفقيه أي السيد خامنئي)[20].

وهذا هو –أيضاً- نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، يبين من الذي يحدد قواعد اللعبة لحزب الله، ومن الذي يعدد الأعداء والأصدقاء لهم، هذا وهو يحاول عدم إظهار الحجم الحقيقي للدور الإيراني على حزب الله!

يقول: (الولي الفقيه يعطي القواعد العامة، ولا يتدخل في التفاصيل المختلفة، فهو يحدد الأعداء من الأصدقاء، ويقول مثلاً، إسرائيل محتلة، وواجبكم أن تواجهوا الاحتلال ويكتفي بهذا المقدار)[21].

وتتحدث أهم الشخصيات الشيعية في لبنان –وهو السيد فضل الله- بكلام واضح وصريح يؤكد فيها أن مرجعية حزب الله هي إيران المتمثلة بالخامنئي، ثم يبين تعصب حزب الله ومعارضته لمرجعية فضل الله، بل عداء حزب الله لمرجعية فضل الله وتشددهم في مواجهة مرجعيته بمختلف الأساليب لصالح مرجعية إيران.

يقول السيد محمد حسين فضل الله: (حزب الله تبنّوا المرجعية الإسلامية في إيران المتمثلة بالسيد الخامنئي، ولذلك فهم يعارضون المرجعية المتمثلة بنا، وربّما يشتدون في مواجهة هذه المرجعية بمختلف الأساليب، لأنهم يرون أن المرجعية في إيران هي التي يجب أن تشمل العالم)[22].





و يقول السيد حامد حسيني : (أن أبرز سمات حزب الله والتي تميزه عن غيره من الجماعات ذات الميول الإسلامية الأخرى في العالم الإسلامي أنه الحزب الوحيد الذي يقبل نظرية ولاية الفقيه المطلقة للإمام الخميني، وكذا أتباعه اليوم أيضاً لمرشد الثورة الإيرانية)[23].



وهذا الولاء المطلق من قبل حزب الله لإيران هو الذي ضمن تدفق المساعدات المالية والأسلحة له، وحول الشيعة في لبنان من أقلية ضعيفة إلى قوة عسكرية مهيمنة!

ويقدر الباحث (زين حمود) دخل "حزب الله" المالي النقدي من إيران بثلاثة ملايين دولار ونصف المليون في الشهر الواحد، وذلك منذ 1990م. أما علي نوري زاده فذهب إلى أن دخل الحزب الخميني بلغ عشـريــن مليون دولار في عام 1992م، وخمسين مليون عام 1991م، وقُدِّر بمائة وعشرين مليوناً في 1992م، ومائة وستين في 1993م[24].

وهذا (حسن نصر الله) يعترف بأن إيران هي من دربت حزب الله ودعمته، يقول: (أتت قوات إيرانية إلى سوريا ولبنان للمساعدة، وهذه القوات هي التي تولت تدريب مقاتلينا)[25].

وقد عين مرشد الثورة السيد (علي خامنئي) الشيخ (محمد يزبك) -وهو إيراني- عضواً شورياً لحزب الله والمدرس بحوزة الإمام المنتظر ببعلبك، والسيد (حسن نصر الله) أمين عام الحزب، "وكيلين شرعيين" عنه في لبنان، ويعينان الوكلاء من قِبَلِهِمَا[26].



(3) جزاء التمرد على الإرادة المطلقة لإيران في لبنان.

تبين فيما سبق أن حزب الله ليس إلا صنيعة إيرانية، ووكيل للعمل ومنفذ للمخطط الإيراني، وأن إيران لا ترضى إلا بالطاعة العمياء والتسليم المطلق لها، والتزام أوامرها قلباً وقالباً.

ولذلك فإن أي لبناني يفكر في الخروج عن هذه الدائرة فمصيره القتل أو الاغتيال، أو التصفية الجسدية أو السياسية.

وهذا ما حصل بالفعل للأمين العام الأول والمؤسس لحزب الله الشيخ (صبحي الطفيلي) الذي كان وما يزال أداة مطواعة لإيران في لبنان أيام إمامه (الخميني)، وحينما حاول التحرك قليلاً خارج الدائرة الإيرانية في عهد (خامنئي) كان عقابه وخيماً، حيث تم تدبير حادثة لقتله واغتياله، فنجا منها، ثم طرد بعد ذلك من أمانة حزب الله، وهو اليوم يختبئ خائفاً طريداً شريداً في بلده لبنان، لأنه خالف القيادة الإيرانية!!

فإيران لم ترض عن عميلها السابق الشيخ صبحي الطفيلي -الأمين العام الأول لحزب الله، والمؤسس لحزب الله- لأنه لم يقدم والولاء 100% كغيره!


يقول صبحي الطفيلي: (خلال ولايتي كان للقيادة المركزية في إيران موقعها في القرار. لكن حينها كان هناك انسجام في المواقف والقرارات. ولم نكن نعتبر أن القرارات تملى علينا، بل هي قناعاتنا. وحين يأتي أمر من الإمام الخميني أو غيره ممن يعينهم يقول لنا قاتلوا إسرائيل، فنحن لا نعتبره أمراً بل هو من قناعاتنا)[27].



لكن مع هذا لم يرض عنه الإيرانيون لأنهم يريدون طاعة عمياء، يريدون أميناً عاماً –كحسن نصر الله- يعتبر طاعتهم ديناً وعقيدة!



يقول صبحي الطفيلي مبيناً النهج الإيراني داخل لبنان بل داخل حزب الله لكل من يعترض على تنفيذ مخططات إيران ألاستخباراتي: (بذل الإيرانيون جهداً كي يفصلوا بيني وبين الشباب. سنوات طويلة مارسوا خلالها كل أنواع الأعمال السيئة لتحقيق هذا الفصل الذي اعتبروه إنجازاً، ولهذا لا اعتقد أنهم سيتراجعون عن هذا الانجاز بسهولة)[28].



ويقول: (قلت مراراً للإيرانيين انه عندما تصطدم مصلحتهم مع قناعتي سأغلب الأخيرة، ولن أكون أبداً عميلاً لإيران ولسياستها، أنا أخوكم وشريككم لا أكثر ولا أقل)[29].



ثم يقول معرضاً بزميله حسن نصر الله ولماذا اختارته إيران لزعامة حزب الله: (لكن في كل العالم، الأقوياء لا يرغبون بالشركاء، بل يفضلون الضعفاء الذين يدينون لهم بالولاء الأعمى)[30].



أخي القارئ: تأمل هذا وأنت تعلم أن صبحي الطفيلي نفسه كان من أشد الموالين والمتابعين بعمياء للقيادة الإيرانية أيام الخميني، لكنه تغير شيئاً قليلاً بعد رحيل الخميني ومجيء خامنئي، حيث حاول الاستقلال في مسائل صغيرة، فطرد من حزب الله، وحوصر وهو اليوم ملاحق أمنياً داخل لبنان، لأنه لم يوافق على أن يكون عميلاً إيرانياً 100%!



ويقول صبحي الطفيلي مبيناً نظرة إيران إلى لبنان: (إنهم يعتبرون أن الشيعة في لبنان مزرعة لهم)[31].

ويقول –أيضاً- صبحي الطفيلي: (من يقول في لبنان أن إيران لا تتدخل كاذب. القرار ليس في بيروت وإنما في طهران)[32].



أقول: أخي القارئ الكريم.. هذه شهادات موثقة –اقتصرت على بعضها- من أهل الاختصاص بل أهل الشأن نفسه، يبينون بالأمر اليقيني القاطع أن حزب الله ليس إلا وكيل وعميل لتنفيذ مخططات إيران في منطقتنا العربية، ليس على حساب مصلحة لبنان فحسب، بل على حساب المنطقة كلها، ثم يأتي من يجعل نفسه: ملكياً أكثر من الملك، أو لبنانياً أكثر من اللبنانيين أنفسهم!


رابعاً: حزب الله يعمل لمصلحة لبنان أم لمصلحة مرجعيته في إيران وإمامه ولي الفقيه؟


كان من أهم محاور الحوار الذي دار بيننا وبين بعض الأخوة هو : هل حزب الله يعمل ضمن الأجندة اللبنانية أو ضمن الأجندة الإيرانية؟ هل حزب الله يتماها مع مصالح لبنان؟ أم يتماها مع مصالح إيران؟

وكنت أحسبُ أن القضية واضحة لا تحتاج إلى بيان! لكن حساباتي أخطأت! وظهر أن هناك من إخوتنا من يعتقد أن حزب الله هو لبناني الولاء!

ولكي يكون الحديث علمياً موثقاً وبعيداً عن الرجم بالهوى والأوهام والإنشائية، أقدم للقارئ الكريم هذه الشهادات الموثقة، حسب القدرة والطاقة.



لا يخجل حزب الله من إعلان عمالته لإيران، فهذا إبراهيم الأمين، أحد مسئولي حزب الله يرد على اتهامهم بأنهم جزء من إيران، بقوله: (نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران). [33].



حزب الله .. وأين تقف مصلحة لبنان ؟


لا نبالغ إذا قلنا: إن لبنان شكل ويشكل خير بوابة لإيران على العالم العربي، كما يشكل خير منطلق لإدارة الصراع مع العالم العربي ومع أمريكا حين تتعارض مصلحة إيران مع مصلحة أمريكا. وشكل لبنان منذ زمن الساحة المناسبة لإدارة (الأزمات السياسية) وهو (المطبخ السياسي) لشؤون الشرق الأوسط.



يقول المفكر الغربي (أ.ر. نورثون): (لبنان هو ضحية اللعبة السياسية القذرة للمعسكرين الشرقي والغربي. كل المنظمات الفاعلة على الساحة اللبنانية ارتبطت بإحدى الدول العربية، أو بإحدى القوى الخارجية، وكل هذه المجموعات والمنظمات تورطت بشكل عميق وكثيف في لبنان، وكافة التطورات التي جرت فيه). [34].



هذه حقيقة يعرفها الغرب، كما يعرف الشرق، ويدرك أهل الخبرة أن لبنان ساحة مناسبة لبث الأفكار، واستقطاب الأنصار، وعينة مصغرة أو حلبة للمصارعين الكبار. ومن هؤلاء إيران التي دخلت بقوة كلاعب أساسي في لبنان، واستغلت الوجود الشيعي، واستثمرته لمصالحها الخاصة، ونقلت إلى لبنان أزماتها الخاصة!

يقول الكاتب (وضاح شرارة) : (كان لبنان ساحة مهمة لعمل الحركة الخمينية، وكان على لبنان أن يصطلي بنار أرادت الحركة أن تستمر إلى أن تحقق أهدافها). [35].

هذه الحقيقة –المرة- يعترف بها ساسة إيران عرضاً أو مباشرة، فهذا حجة الإسلام فخر روحاني -سفير إيران في لبنان- في مقابلة أجريت معه، يقول روحاني عن لبنان:

(لبنان يشبه الآن إيران عام 1977، ولو نراقب ونعمل بدقة وصبر، فإنه إن شاء الله سيجيء إلى أحضاننا، وبسبب موقع لبنان وهو قلب المنطقة، وأحد أهم المراكز العالمية، فإنه عندما يأتي لبنان إلى أحضان الجمهورية الإسلامية، فسوف يتبعه الباقون). [36].


وقال السفير


روحاني نفسه - أيضاً-: (لبنان يشكل خير أمل لتصدير الثورة الإسلامية). [37].
وفي إحدى الاحتفالات التأبينية التي تقام في لبنان قال إمام جمعة مسجد الإمام المهدي، الشيخ المفتي الشيعي آية الله (حسن طراد) أحد الشخصيات الشيعية الهامة في لبنان، والمقرب من حزب الله، ينقل عن أحد الشخصيات الإيرانية الكبيرة قوله: (إننا سندعم لبنان كما ندعم مقاطعاتنا الإيرانية سياسياً وعسكرياً). [38].

ويؤكد هذه الحقيقة (صبحي الطفيلي) الأمين العام السابق لحزب الله، الذي بين أن الإمام الخميني وجد الفرصة مواتية للعمل داخل لبنان لأنها أرض خصبة تنتج مصالح كبيرة لإيران!

يقول: (المقاومة الإسلامية لعبت دور أساسي كبير، خلى هناك إحساس وشعور لدى الأمام الخميني وغيره من المسئولين في إيران، أن هذه أرض خصبة، الاهتمام بها لا يذهب عبثا بل هو منتج).[39].

وهنا يصرح (حسن نصر الله) إلى أن لبنان تُقام من قبل إيران، وأن ما حصل من انتصار، يرجع سببه إلى العقيدة الشيعية التي يؤمن بها الخميني، والتي قادت لبنان إلى الاتجاه الصحيح!

يقول: (إننا لا نعتبر إيران شريكة حقيقية لنا في هذا النصر بسبب نموذج الإمام الذي قاد بفكره المقاومة في لبنان، ليس بسبب دعمها المستمر، وإنما بسبب فكرها الديني والعقلي الذي قاد كل لبناني إلى اتخاذ الموقف الصحيح وفي الاتجاه الصحيح). [40].

ولهذا نفذ وكلاء إيران (حزب الله) هذه السياسة، وحرصوا على إبقاء لبنان بؤرة للصراع، ورحى الحرب تطحن أهل لبنان، وتقتلهم وتشردهم، لكن المستفيد هو (ولي الفقيه) التي أوامره نافذة، وتعليماته لازمت التطبيق.

يقول (إبراهيم السيد) الناطق باسم حزب الله : (إن الأساس في لبنان بالنسبة إلينا أن يبقى ساحة وموقعاً للصراع مع إسرائيل، إن مصلحة الإسلام أن يكون لبنان كذلك). [41].

ويقول إبراهيم -أيضاً-: (إن الأجهزة الإيرانية كافة، من حوزات قم إلى حرس الثورة، ومن الدعاة، إلى وزارة الداخلية، سهرت على الشأن اللبناني، وأعملت فيها رأيها وآلاتها). [42].

ولأن مصلحة إيران هي الأهم، ومصلحتها هي في بقاء الصراع في لبنان، لهذا يقوم وكلاء إيران بكل وسائلهم لإدامة حالة الصراع، ولا يهم إن أصاب أهل لبنان الجوع والفقر والقتل، فالمصلحة العليا لإيران في لبنان هي مواجهة القيادات السياسية العربية!

يقول حسن نصر الله : (يجب أن نعمل على إنضاج الممارسة الجهادية، فعندما يكون في لبنان مليون جائع، فإن مهمتنا لا تكون في تأمين الخبز، بل بتوفير الحالة الجهادية حتى تحمل الأمة السيف في وجه كل القيادات السياسية).[43].

وإيران تفهم جيداً ما يشكله لبنان لها، فهو ورقة ضغط كبيرة، ومصلحة إيران تستلزم السيطرة والهيمنة والتحكم بلبنان وأيضاً سوريا، فـهـذا وزير الخارجية الإيراني (كمال خرازي) في محادثات مع نظيره السوري (فاروق الشرع) يقــــــول: (إن مصير إيران وسوريا ولبنان في مجال السياسات التي يتخذها البلدان الثلاثة مترابط بعضهم مع بعض).[44].

وكذلك صـــرح السفير السوري في واشنطن (وليد المعلم) أن حزب الله حركة مقاومة وطنية (!!) ولن تكون عـقــبــة فـي طـــريق السلام إذا كان يلبي المصالح السورية واللبنانية، إن قيادة الحزب تدرك بأن أي اتفاق مقـبـول من سورية ولبنان يكون ملزماً لها على السواء[45]!!



هذه الحقائق.. جعلت لبنان مسرحاً للعبث الإيراني والسوري، وجعلت حزب الله حارساً لهذا العبث، فمصلحة لبنان تهدر وتدمر من قبل إيران وسوريا، بل لبنان محتل من سوريا، والحاكم الحقيقي في كثير من إدارات لبنان هي سوريا، ومع ذلك (حزب الله) هو أول داعم لهذا الاحتلال ولهذا الاغتصاب السوري على لبنان، وهو الذي يضفي عليه الشرعية، ويدافع عن الوجود السوري بكافة الوسائل.
بعض السذج يظن أن تمسك (نصر الله) بالوجود السوري إنما هو من أجل مساندة لبنان في وجه أي اعتداء إسرائيلي محمتمل. ويغفل هؤلاء عن أن نصر الله يعلم يقيناً أن سوريا لا يمكن أن تورط نفسها في أي مواجهة مع إسرائيل. وخير شاهد على ذلك تخاذل السوريين عن مواجهة الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982م.



وإذا كان حزب الله تهمه مصلحة لبنان واللبنانيين:

فلماذا لم يطالب بإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين من سجون سوريا؟

لماذا يقوم حزب الله بتعليق صور (حافظ الأسد) و (بشار الأسد) حتى ملأ بها شوارع، وهو يعلم الفساد الكبير الذي تقوم به سوريا في لبنان؟

لماذا عندما خرج اللبنانيون إلى الشوارع يهتفون ضد الاحتلال السوري، أخرج حزب الله أنصاره وأهله ليهتف لسوريا ولحافظ ولبشار الأسد؟

مئات اللبنانيين تم خطفتهم من قبل عناصر مخابرات سورية، ومع ذلك لم ينبس (حسن نصر الله) ببنت شفة بشأنهم، لماذا؟

مليارات الدولارات نهبها الضباط السوريون من لبنان، لكن حزب الله دافع عن نزاهة سوريا، وقدم عشرات البرامج التلفازية للدفاع عنهم، لماذا؟

منذ زمن يحاول اللبنانيون أن يستقلوا عن سلطة سوريا، فلماذا تقفون في وجوههم؟



هل هذا كله من أجل مصلحة لبنان؟
أم أن الحقيقة تقول غير ذلك! أي أنتم مجرد وكلاء لمصلحة إيران وتابعتها الصغيرة سوريا!



يقول صبحي الطفيلي -الأمين العام السابق لحزب الله- معبراً عن هذه الحقائق: (فوجئت بورثة الخميني "حزب الله" يقفون إلى جانب سارقي المال العام وناهبي ثروات الدولة والمعتدين على الشعب).[46].



ويقول صبحي الطفيلي –أيضاً- مبيناً حقيقة نظرة إيران إلى لبنان: (إنهم يعتبرون أن الشيعة في لبنان مزرعة لهم)[47].



هذه هي الحقيقة، يشهد بها أهل الشأن والاختصاص، وأهل الواقع الذي عاشوه وشهدوه، بل شاركوا في صنعه، إيران هي التي تعمل داخل لبنان من خلال وكلائها (حزب الله) فالقرار هو قرارها وحدها، هذه هي الحقيقة!

يقول صبحي الطفيلي: (من يقول في لبنان أن إيران لا تتدخل كاذب. القرار ليس في بيروت وإنما في طهران)[48].



وفي مقابلة -مهمة جداً- مع الأمين العام لـ "جمعية بني هاشم العالمية" السيد محمد علي الحسيني وهو من القيادات الشيعية اللبنانية.

يقول: (عقيدتنا ونظريتنا هي أن المحتل هو واحد سواء كان من أي جهة كانت أو من أي طرف كان, سواء كان من الجهة الأخوية أي سورية أو من غيرها فلذلك نحن كلبنانيين لا نفرق بين محتل وآخر، فكما نحن نطالب بتحرير مزارع شبعا كذلك نحن لدينا أكثر من سبع قرى لبنانية لا بد من تحريرها ومن حقنا نحن كلبنانيين العمل على تحرير هذه الأراضي).[49].



ثم يقول: (حقوقنا هي التالية: أولاً: تحرير سائر الأراضي اللبنانية من سورية. ثانياً: تحرير الأسرى اللبنانيين في السجون السورية. ثالثاً: وضع حد للقرصنة ولسرقة المياه اللبنانية المُسيطر عليها من الحكومة السورية. رابعاً: ترسيم الحدود بين لبنان وسورية بإشراف جهة دولية. خامساً: إزالة كل ما يسمى بالاستخبارات أو الأتباع أو الحلفاء لسورية من داخل هذا الوطن).[50].



ثم يقول: (أنني أعتبر أن سورية سرطان خبيث داخل الوطن اللبناني, ولبنان إذا أراد أن يُعافى من كل الأمراض والجراثيم لا بد من إزالة رأس الجرثومة ألا وهو سورية).[51].





ويقول: (إن الإسرائيلي وحد اللبنانيين، والسوري فرق اللبنانيين، فالإسرائيلي عندما دخل اجتمع اللبنانيون على مقاومته، لكن السوري دخل بشكل سرطاني خبيث وبدا بتفريق الناس).[52].



وعندما سُئل الأمين العام لـ "جمعية بني هاشم العالمية" السيد محمد علي الحسيني عن موقفه هذا، وأنه يتصادم مع موقف (حزب الله) الشيعي الموالي لسوريا، والداعم لوجودها، والذي أخرج آلافاً من أنصاره للوقوف بجانب الوجود السوري، قال:

(عندما أتكلم لبنانياً فإن اللبنانية فوق الطائفية, أنا أتكلم باسم اللبنانيين ولا أتحدث عن طائفة معينة أو مذهب معين. أنا أسبح مع التيار الوطني المخلص للبنان والموالي للبنان وكذلك فإن الطائفة الشيعية أكبر من أن تحجم وأن تقَوقَع في حزب معين أو في فئة معينة إنما الطائفة الشيعية أعم من أن يختصرها حزب معين. فكما هو شيعي لبناني فأنا شيعي لبناني وكما لديه موقف فانا لدي موقف إنما الفرق بين الأمرين فهو أنني ليس لدي مصلحة لا لحزبي ولا لفئتي إلا المصلحة اللبنانية التي اعتبرها فوق الطائفية والمذهبية والعائلية والمناطقية. بينما الآخرين فقد يصرحون بأن ولاءهم أو اتجاههم لدولة معينة)[53].





وحين سُئل الأمين العام لـ "جمعية بني هاشم العالمية" السيد محمد علي الحسيني: هل هذا يعني بأن (حزب الله).ينفذ مخططات ومشاريع غير لبنانية؟

قال بالحرف الواحد: (يُقال: بأن الحقيقة واضحة، والشمس طالعة، وهي كالنار على المنار, لا داعي لأبين المبين، وأوضح الموضح)[54].



أقول: نعم، والله لقد صدق الرجل! فالمسألة واضحة لا لبس فيها، وما كنا نتوقع أن ندخل في حوار مع إخوة لنا يجادلوننا في ولاء حزب الله وعمالته لإيران، لكن الشكوى إلى الله وحده!



كما سُئل أيضاً عن الحلف الإستراتيجي المُعلَن بين سورية وإيران, وما هو مواقفه من إيران?

فقال: (بالنسبة للموضوع الإيراني فيُرثى له, لأن عندما نقول سورية لا نستبعد إيران فأنا أقول سورية يعني إيران وإيران يعني سورية والكلام يجر نفسه ولكن نحن نتكلم بالأقرب باعتباره المصداق الحقيقي. ولكن هذا لا ينفي بأن التدخلات الإيرانية هي أكبر وأخطر وأكثر من التدخلات السورية).[55].



وحين سُئل:هل تخشون على حياتكم وهل تلقيتم تهديدات نتيجة لمواقفكم?

قال: (أنا أطلقت هذه المواقف عندما كنت في إيران وأنا سُجنت هناك, وقد صادرت الاستخبارات الإيرانية جواز سفري وهددتني واعتقلتني, وكانت التهديدات تصلني عبر الخارجية السورية التي كانت تتصل بالخارجية الإيرانية التي اعتبرتني مصدر إزعاج لها وللحكومة السورية. وعندما اغتيل الشهيد رفيق الحريري احتجزت في إيران ومُنِعت من العودة إلى لبنان).[56].



هذا الاحتلال السوري والإيراني والمدعوم من وكلاء إيران (حزب الله) جعل الكثير من القوى الوطنية اللبنانية –كما يسمونها- تقف بقوة ضد توجهات التدخل في لبنان.

يقول وليد جنبلاط: (نبهت إلى الخطر على لبنان بسبب التدخل الإيراني، تدخلها وسياستها التوسعية في المنطقة يشكلان خطراً علينا)[57].



وانتقد (جنبلاط) إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله : (أن لبنان يخوض معركة الأمة شاء اللبنانيون أم أبوا). !!
وقال الزعيم الدرزي: (إن لبنان لا يزال ديمقراطيا بحيث لا يستطيع نصر الله ان يتخذ القرار وحده ومن حقنا مناقشة القرار)..

وقال جنبلاط: (حسن نصر الله أساساً ليس عربياً هو إيراني)[58].



وبسبب هذا الضغط الوطني اللبناني، تلونت الحرباء الإيرانية، وأمرت عملاءها ووكلاءها بالتلون الحربائي مثلها، وأن يعزفوا على الوطنية اللبنانية، حتى يستطيعوا الاندماج في المجتمع اللبناني، وإيران فهمت أن قواعد اللعبة تغيرت، ولا بد من استخدام الشعارات الوطنية للابتزاز، وللأسف خدم بعض الفضلاء بهذا النهج الحربائي (التقيَّة الشيعية)!



وهذه الحقيقة بينها الكاتب (دانييل سوبلمان) في كتابه (قواعد جديدة للعبة) وبيّن الانعطاف في المسار الإيراني في لبنان المعتمد على المخادعة والشعارات الوطنية، كما بيّن محاولات حزب الله اختراق إسرائيل والتواصل مع حماس والجهاد في فلسطين، وإمدادهم بالخبرة العسكرية مما يساهم في تنفيذ الأجندة الإيرانية السورية في المنطقة، القائمة على توريط الفلسطينيين و لبنان والأردن في مواجهات مع إسرائيل، مع بقاء الساحة الإيرانية والسورية خارج رد الفعل[59]!



ويعتبر حزب الله أن أمنه القومي والاستراتيجي هو أمن إيران، وحماية إيران هو الأصل!

يقول (رياض علم الدين): (إن الخطة التي قدمها حزب الله كإستراتيجية دفاعية لحماية لبنان هي في الواقع جزء من إستراتيجية الدفاع عن إيران. وهي إستراتيجية أعدت في بعض أجزائها بالتعاون مع سورية، وبمشاركة الأمين العام لحزب الله أثناء لقائه مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في دمشق قبل أشهر).[60].



ولما مُني (حزب الله) بضربة قوية إثر انسحاب سوريا الشكلي من لبنان تم إنشاء جهاز مخابرات مشترك يضم شبكة المخابرات التي كانت تابعة للواء جميل السيد، وعناصر مخابرات من حراس الثورة الإيرانية، وعناصر أمن حزب الله[61].

وإن انسحاب وزراء حزب الله وأمل من جلسة مجلس الوزراء، لأجل مصالح سوريا في لبنان يدل دلالة قطعية على أن هذا الحزب لا يفكر في مصلحة لبنان.

قال (طارق مصاروة): (يبدو أن دمشق تشن هجوماً معاكسا بدأه الرئيس الأسد بخطابه الساخن، وأكمله انسحاب وزراء حزب الله وأمل من جلسة مجلس الوزراء، وإعلان الطائفة الشيعية بأن التحقيق الدولي بشأن اغتيال الحريري، ورفع الوصاية السورية، لا يمكن أن يكونا مبرراً للاصطفاف ضد نظام دمشق).[62].



والسؤال الجوهري هو:إذا كان حزب الله يرفض الوصاية الأجنبية، فلماذا لا يرفض الوصاية إيران وسوريا، وهي وصاية أجنبية؟ ولماذا لا ليعود إلى التغريد في سرب الشعب اللبناني إذا كان يحسب أنه جزء لا يتجزأ من هذا الشعب؟

قال جهاد الخازن: (السيد حسن نصر الله يقول: إن المهم مصلحة لبنان. هو لا يريد أن يصبح لبنان معبراً لتغيير النظام في سورية).[63].



أما على المستوى الأخلاقي لحزب الله ومصلحة لبنان، فالجميع يعلم أن من أهم روافد حزب الله المالية هي (المخدرات والحشيش) وقد حصل بين حزب الله والحكومة اللبنانية خلاف حاد بسبب اتجار حزب الله بالمخدرات!

حيث نشر موقع (BBC) بتاريخ الأربعاء 22 يونيو 2005 : خبراً مفاده الإيقاع بشبكة مخدرات كانت "تمول" حزب الله اللبناني!

جاء في الخبر: وقد أوقعت الشرطة في إكوادور بشبكة دولية لتهريب المخدرات كانت "تمول" جماعة حزب الله، وأن هذه العصابة ترسل ما يصل إلى 70% من أرباحها لحزب الله. وقال المسئولون في إكوادور إن مدير الشبكة هو صاحب مطعم لبناني في العاصمة كويتو.

وبالإضافة إلى اعتقال صاحب المطعم الذي يدعى راضي زعيتر في كولومبيا الأسبوع الماضي، القي القبض على ستة أشخاص آخرين مشتبه بهم في الإكوادور.

وتقول شرطة الاكوادور إن كل شحنة من المخدرات تبلغ قيمتها مليون دولار أمريكي، وان 70% من المكاسب كانت تذهب لحزب الله[64].

كما نشرت صحيفة الحياة معلومات مثيرة عن تورط حزب الله بتجارة المخدرات، وقيامه بتزوير قوائم أسماء مشمولة بالحصول على تعويضات من الحكومة اللبنانية، وسرقة للمال العام[65].

وقد اقترح رئيس مجلس التخطيط في حزب الله (حسين الموسوي) على الدولة اللبنانية شراء محصول الحشيشة من المزارعين اللبنانيين، حيث يحمي حزب الله زارعة المخدرات في جنوب لبنان.

وقال حسين الموسوي: (مستعدون للتفاهم مع وزير الداخلية ورئيس الحكومة ووزارة العدل، إذا أردتم شراء الحشيشة، فأهلنا لا يستحقون الإهانة بل التكريم وهو أشرف من غيرهم). [66].

ومعلوم أن المرجع الشيعي الكبير آية الله الخوئي يبيح بيع المخدرات، فقد ُسئل الخوئي السؤال التالي:
هل تجوز زراعة الترياق والهيروئين وبيعهما، خصوصاً مع فرض إمكان الانتفاع بهما ببعض الفوائد؟
فأجاب الخوئي: لا مانع من ذلك في حدّ نفسه، ما لم يترتب عليه مفسدة
[67]!!



بقيت همسة أخيرة في هذا الباب، وهي:

حينما كانت الجبهة اللبنانية هادئة لماذا سعى حزب الله –بأمر إيراني- إلى تسخين الجبهة عبر أسر جنديين إسرائيليين (وهما من العرب الدروز) والإعلان عن المطالبة بتحرير الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، والذين تشير المصادر اللبنانية المطلعة إلى أنهم لا يجاوزون بضعة عشرات من اللبنانيين[68]!

وبحساب رياضي يسير يتضح أن حزب الله دفع ـ حتى اللحظة ـ 50 قتيلاً لبنانياً، و1000 جريح، و10000 مشرد ونازح عن كل أسير لبناني (نحو أكثر من 1200 قتيل لبناني وآلاف الجرحى، وأكثر من مليون طريد ومشرد) ولا تنس تدمير لبنان كله!

مع العلم أن الحكومة اللبنانية أصدرت بياناً مساء يوم الأربعاء في 12/7/2006م، قالت فيه: (لا علم للحكومة اللبنانية بهذه العملية التي قام بها حزب الله)؟!

فلمصلحة من قامت هذه الحرب.. مصلحة الشعب اللبناني أم إيران؟


خامساً: إيران والولي الفقيه والعميل حزب الله.. والسعودية وجهاً لوجه!



قدمنا بما لا يقبل التشكيك استناد مرجعية حزب الله (السياسية والعقدية والفكرية والمالية) إلى ولي الفقيه الإيراني، وأن عقيدة أمين حزب الله (حسن نصر الله) هي عقيدة إمامه الخميني شبراً بشر، وأن مواقع الخميني العقائدية يتمثلها حسن نصر الله، لأن الإمام والقائد والولي الفقيه بالنسبة له هو إمامه الإيراني الخميني.

ومن ثم .. فإن كل ما تعرفه -أخي القارئ الكريم- من عقائد باطلة ومواقف مشينة مخزية للخميني تجاه الأمة الإسلامية وتجاه الصحابة وتجاه القرآن الكريم، فإنها كلها معتبرة عند حسن نصر الله، لأن أمامه الديني والفكري والسياسي هو الخميني ومن بعده الخامنئي، وحسن نصر الله يفتخر بأنه هو الوكيل الشرعي للخامنئي بلبنان!



ولذلك –ومع شدة تقية وحربائية حسن نصر الله- أراد أن أن يكشف حقيقة هذا الرجل، فظهر في شريط مصور يعلم كفر بعض الصحابة علانية!

ومع مخادعته ومخاتلته وتلونه، ألا أنه لم يستطع أن يخفي عقيدته تجاه المسلمين، فقد أفتى بكفر الوهابية أو السلفية، والجميع يعلم ن لعبة التفريق بين الوهابية وأهل السنة لعبة تكتيكية لضرب أهل السنة كلهم.


فقد سُئل


حسن نصر الله عن الوهابية فقال: (نقول للباحثين: لا نقبل أن تحسبوا الحركة الوهابية على الإسلام)[69].


أقول: فحسن نصر الله يرانا كفاراً غير مسلمين، ونحن نعرف من يقصد بالوهابية، فأهل الحرمين الشريفين وسكان بلاد الجزيرة العربية –السعودية- عنده كفار!



وهذا الموقف ينسجم مع ما يعتقده إمامه (ولي الفقيه) الخميني عن المسلمين جميعاً، حيث قال الخميني: (غيرنا ليسوا بإخواننا وان كانوا مسلمين.. فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم). [70].



ثم أورد الخميني هذه الرواية: (عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت له: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم. فقال: الكف عنهم أجمل. ثم قال: يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغاة –أي أولاد زنا- ما خلال شيعتنا). [71].

فقال الخميني معلقاً على تلك الرواية: (الظاهر منها جواز الافتراء والقذف عليهم). [72]!



هذا من ناحية انسجام المواقف العقدية من المخالفين بين الخميني وتلميذه حسن نصر الله، أما المواقف السياسية تجاه السعودية فهي كذلك واحدة، حيث أن حسن نصر الله يرضع مواقفه العقدية والسياسية من ثدي الخميني!



يقول حسن نصر الله عن السعودية: (مؤخراً عمدت القوى الشيطانية الكبرى –بهدف محو القرآن وتثبيت الأهداف الشيطانية للقوى المتجبرة- ومن خلال الحكومات المنحرفة الخارج عن تعاليم الإسلام ناسبة نفسها زوراً إلى الإسلام، عمدت إلى طبع القرآن بخط جميل.. ونرى الملك فهد يبذل سنوياً مبلغاً كبيراً من ثروات الناس الطائلة على طبع القرآن الكريم، وعلى الدعاية للوهابية -هذا المذهب الخرافي الذي لا أساس له على الاطلاق- الذي يسوق الناس والشعوب الغافلة نحو القوى الكبرى، ويستغل الإسلام العزيز والقرآن الكريم لهدم الإسلام والقرآن). [73].



هذا الموقف السياسي من حسن نصر الله تجاه السعودية وتكفيرهم وتكفير أهل الإسلام هو نفس موقف إمامه الخميني والخامنئي، ونفس الموقف الإيراني المعادي للسعودية.



يقول الخميني: (آل سعود خونه الحرم الإلهي العظيم لعنة الله وملائكته ورسله عليهم، ينبغي التذكير بذلك وبصورة قارعة وإرسال اللعن والدعاء عليهم)[74].



ويقول الرئيس رفسنجاني معلقاً على أحداث مكة الإجرامية التي قام بها الشيعة في أرض الحرم الشريفة: ( لقد اتخذت قرارات سرية على أثر أحداث مكة وسوف يعلن عنها عندما تطرح للتنفيذ). [75].

ويقول الخميني مهدداً خدام الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله: (سوف نحاسبهم بعون الله في الوقت المناسب، وسوف ننتقم لأبناء إبراهيم من النماردة والشياطين وأبناء قارون). [76].

ويهدد الرئيس رفسنجاني السعودية باحتلال الحرمين الشريفين ، حيث صرح بما نصه: ( إذا كان علماء المسلمين في العالم غير مستعدين لتقبل مسئولية إدارة مكة المكرمة فإن جمهورية إيران الإسلامية لديها الاستعداد للحرب من أجل تحرير هذا المكان المقدس)[77].

ويقول الخميني ما نصه: ( سوف نزيل آلام قلوب شعبنا بالانتقام من أمريكا وآل سعود إن شاء الله في وقت مناسب، وسنضع وسم حسرة هذا الجرم الكبير على قلوبهم، ونضع حلاوة في حلق أسر الشهداء بإقامة حفل انتصار الحق ، وبتحرير الكعبة من يد الآثمين ، سوف نحتل المسجد الحرام)[78].



أقول: هذا قليلٌ من كثيرٍ، ولا بد أن نتذكر ونحن نقرأ الأحداث في المنطقة هذا الموقف الإيراني تجاه السعودية وتجاه دول الخليج وتجاه العرب وأهل السنة، هذا التهديدات ليست أقوالاً بل أفعال، والقادة الإيرانيون يخططون منذ زمن لاستيعاب والهيمنة على المنطقة كلها، عند طريق تخريبها ونشر الفوضى فيها، وما لبنان إلا حالة واحدة فقط.

وليتذكر الغافلون أن الخميني كان يطلق مثل هذه التهديدات في الوقت الذي كان نصر الله ورفاقه يعلنون أن الخميني هو ولي أمرهم ومرجعهم الروحي وقيادتهم السياسية.



وهنا أقدم للقارئ الكريم بعض الشواهد على الحرب الإيرانية التي تشنها ضد بلادنا العربية والسنية، مستخدمة كل الأساليب المتاحة والمباحة والمحرمة لا فرق، فمن التآمر مع (الغرب) ضد العرب، إلى التحالف مع (القاعدة) ضد السعودية وضد مصالح الخليج!



(1) موقف إيران من احتلال العراق وأفغانستان واضح لا يحتاج إلى بيان.

(2) تحالف إيران مع القاعدة ضد السعودية:

قد يعارض البعض هذا الأمر، لكنه حقيقة واقعة يعلمه من له اطلاع ومتابعة للواقع، فمنذ هزيمة الطالبان في أفغانستان، وهروب أكثر قيادات (القاعدة) وكوادرها إلى إيران، تم احتضانهم ورعايتهم ودعمهم وإرسالهم للجبهات التي تخدم مصالح إيران، كضرب الأمريكان في العراق، أو الضرب في العمق السعودي!

ويعلم الكثير بأن أحد قادة القاعدة الفاعلين المسمى (سيف العدل المصري) يقبع في إيران دولة الشيعة، وهو الذي يتولى كبر العمليات وتنفيذ المخططات الإرهابية في السعودية، وتحت حماية رجال الثورة الإيرانية، وبمباركة ولي الفقيه!



وأنقل لكما شهادة حقيقة من (شاهدين عدلين) عندي على الأقل، شاهدوا هذه الحقائق بأنفسهم وعادوا يقصون علينا ما جرى لهم، وأقسم بالله أن أحكي لكم ما وصلني عنهما!



الشاهد الأول: شاب تورط بالفكر التكفيري، وسافر لأفغانستان أيام الحرب الأخير، قبيل سقوط طالبان، حتى إذا ما وصلها سقطت طالبان، وحصل ما تعرفون، وانسحبت كثير من قيادات القاعدة وشبابها إلى إيران، ومنهم هذا الشخص.

يقول: فتم استقبالنا في إيران وكأننا أبطال، وينادوننا بالمجاهدين (!!). يقول: وتم توزيع كتب علينا من قبل الحرس الثوري الإيراني تثبت كفر الدولة السعودية، وتحث على الجهاد في السعودية!

يقول: فعلمت أننا خدعنا، وكان هذا السبب في توبته ورجوعه إلى وطنه، ولله الحمد.



الشاهد الثاني: أيضاً شاب في بداية شبابه تورط في هذه المصائب، ثم من الله عليه بالرجوع عن ذلك كله ولله الحمد.

يقول بالحرف الواحد، وأنقل لكم كلامه بالنص –يعلم الله ذلك- : (أني ممن ذهب إلى أفغانستان قبيل سبتمبر، ثم خرجنا بعدها بعد أن ضاقت علينا الأرض هناك، ودخلنا إيران، وكنت ممن قبضت عليهم المخابرات الإيرانية، وقد حققوا معنا، ومن ثم عرضوا عليّ عرضاً غريبا، وهو التعاون مع دولة إيران في توفير معلومات عن بيوت الأسرة الحاكمة، الوزارات المهمة، مصافي البترول، وغيرها. وكان المقابل عدة أمور منها: التدرب في معسكرات حزب الله في لبنان).



هذه هي إيران، وهذه هي حقيقة معسكرات حزب الله في جنوب لبنان!



وهذه دراسة للباحث السعودي نواف عبيد ، مستشار الأمن والطاقة الخاص للأمير تركي الفيصل و مدير مشروع تقييم الأمن القومي السعودي ، وقد نشرها مركز الدراسات السياسية والدولية بواشنطن دي سي، وقد ترجمها إلى العربية محمد عباس ناجي، وجاء فيها:

(طبقاً لقول قائد قوات القدس قاسم سليماني " فإنه كلما اتجهت الحالة نحو الفوضى كلما ضعف الموقف الأمريكي وتدعم الموقف الإيراني، إن ثورة إيران ستسود العراق ".

وتعتبر السعودية التي تقع فيها الأماكن المقدسة الممثل الشرعي للجالية المسلمة السنية بشكل عام، وتدرك القيادة الإيرانية أن المملكة هي الدولة الوحيدة التي يمكن أن تعيق طموحاتها الإقليمية، وطبقاً لقول مسئول رفيع المستوى في وزارة الاستخبارات الإيرانية، فإن "إيران تعتبر السعودية هي منافسها الرئيسي ليس فقط في المنطقة، ولكن في العالم الإسلامي ككل، ومن ثم فإن عملياتنا في العراق وفي الخليج تمثل وسائلنا الأساسية لموازنة ذلك".

كما يجد أعضاء حزب الله الشيعي السعودي الفارين ملجأ في إيران حتى اليوم، ويقود هذه الوحدة جنرال متهم في تفجير الخبر.

ومؤخراً، أصدر مجاهدون في البيوت الآمنة تحت حماية قوات القدس تعليمات مباشرة على زعماء القاعدة السعوديين الكبار لبدء الهجمات الإرهابية داخل المملكة.

وقد بدأت هذه الهجمات بقصف الرياض في مايو 2003، وقد اعترف قائد تنظيم القاعدة بالسعودية الذي استسلم أنه كان بتدخل من منظمة بدر في تنظيم القاعدة، كما أن الأوامر التي صدرت قبل الهجوم الأول على الرياض عام 2003، صدرت من طهران واستخدمت فيها هواتف نقالة سويسرية، لأن المخابرات الإيرانية اكتشفت أنها الوحيدة التي تعرض بطاقات مقدمة بقدرات عالية في الوقت نفسه). [79].



(3) إيران وثورة اليمني الحوثي .. ودور حزب الله اللبناني.

لقد صدق (صبحي الطفيلي) حينما وصف الشيعة في لبنان بأنهم مجرد مزرعة لإيران، وتتجلى تلك الحقيقة في تحول الجنوب اللبناني إلى بؤرة لتصدير الإرهاب لدول الجوار، فحركات حزب الله الخليجية تتلقى التدريب في جنوب لبنان، وثورة حسين الحوثي أيضاً!

ففي منتصف عام 2004، وتحديداً في 18 يونيو/ حزيران، اندلعت في اليمن "فتنة الحوثي" بقيادة حسين الحوثي، مكبدة اليمنيين الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات.
وبدأ حسين بدر الدين الحوثي بتأسيس حزب الحق سنة 1990م، ثم انتخابه سنة 1993 عضواً في مجلس النواب اليمني كممثل للحزب، هو وصديقه عبد الله عيظة الرزامي، الذي أصبح فيما بعد عضواً في تنظيم (الشباب المؤمن).
وحزب الحق حزب طائفي، أسسه عدد من المنتسبين إلى المذهب الزيدي، وبعضهم من المتأثرين بالمذهب الشيعي الاثنى عشري، بل إن حسين الحوثي نفسه اعتنق عقيدة الأنثى عشرية.
سافر حسين الحوثي إلى سوريا، ومنها إلى إيران، ومكث هناك مع أبيه عدة أشهر في مدينة قم، يتعلم ويتدرب، ثم قام بزيارة لحزب الله في لبنان، وتلقى تدريبات خاصة هناك.
يقول مؤلف كتاب (الحرب في صعدة) : (لم يظهر التعصب المذهبي إلى أن ذهب مع والده إلى إيران وأقاما هناك عدة أشهر، ثم قيامه بزيارة حزب الله في لبنان، ثم قدوم مجموعة من الشيعة العراقيين إلى مراكزه التي أقامها، للتدريس فيها، وقد أدّى ذلك إلى التأثير عليه وعلى أتباعه). [80].


(4) حزب الله الكويتي!

تأسس هذا الحزب بعد الثورة الإيرانية على يد مجموعة من الشيعة الكويتيين الذين تلقوا دراستهم في حوزة قم، والمرتبطين بالحرس الثوري الإيراني، وقد أنشأ الحزب "المركز الكويتي للإعلام الإسلامي" الذي كان يصدر مجلة النصر.

استغل النظام الإيراني مشاعر الشيعة الساخطة في المنطقة، والكويت خصوصاً لتنفيذ مخطط تصدير الثورة، وعمل على "تنظم تجنيد عدد من الشيعة الكويتيين في تنظيمات إرهابية كان هدفها الأساسي زعزعة الاستقرار السياسي في الكويت ردّاً على مساعدات الكويت للعراق".

وشهدت الساحة الكويتية من عام 1980 حتى عام 1988 موجات من أعمال العنف السياسي تمثلت في انتشار العمليات الإرهابية وتوزيع المنشورات التي تحرض على القضاء على النظام السياسي في الكويت، وإقامة جمهورية إسلامية على النمط الإيراني، ومحاولة اغتيال الأمير في عام 1985، وارتبطت أسماء بعض الشيعة الكويتيين بالتفجيرات التي حدثت في عام 1986، وتفجيرات يناير، ومايو، ويوليو عام 1987، والاضطرابات السياسية التي شهدتها منطقة مشرف في 30/1/1987م.

وكان وراء هذه العمليات الإرهابية عدة منظمات شيعية مؤيدة للنظام الإيراني مثل "طلائع تغيير النظام للجمهورية الكويتية" و "صوت الشعب الكويتي الحر" و "منظمة الجهاد الإسلامي" و "قوات المنظمة الثورية للرسول محمد في الكويت".

ويعتقد أن هذه المنظمات وهمية، وأن مجمل الحوادث كان وراءها (حزب الله ـ الكويت)[81].





أقول: وبعد هذا العرض، يتبين لك أخي القارئ أن حزب الله اللبناني ليس إلا أداة في يد إيران التي تحالفت مع كل الشياطين في العالم، وأنه حزب الله ينفذ مخططاتها، مثله مثل حزب الله الحجاز، وأن إيران لا تريد إلا السوء والشر بالمنطقة، وتستخدم في ذلك كل الوسائل، وأنهم يستهدفون أهل السنة ودول الخليج العربي -الذي يسمونه فارسي- فالأسماء تتعدد، لكن الحقيقة واحدة وراء كل الأسماء.. وهي إيران، إذا تبيَّن لك ذلك، فحينها تعلم أين ستضع قدمك!








--------------------------------------------------------------------------------

[1] محمود صادق - الوطن العربي 5/5/2006 م.

[2] جريدة القبس 2/5/2006 م.

[3] صحيفة الشرق الأوسط 12/2/2006م.

[4] الوطن العربي 30/9/2005م.

[5] الحياة - 12/07/2006م.

[6] مقابلة صبحي الطفيلي مع صحيفة الشرق الأوسط25/ 9/ 2003 وعدد: ( 9067)، وأعادت نشرها الوكالة الشيعية للأنباء تاريخ25/9/2006م.

[7] لقاء موثق مع الأمين العام لحزب الله صبحي الطفيلي بقناة الجزيرة 30 / 7/2004 برنامج (زيارة خاصة – الجزء الثاني) .

[8] رويترز 23/6/2006م

[9] الوطن العربي - 26/5/2006 م

[10] الوطن العربي 5 /7 /2006م

[11] لقاء موثق مع الأمين العام لحزب الله صبحي الطفيلي بقناة الجزيرة 30 / 7/2004 برنامج (زيارة خاصة – الجزء الثاني) .

[12] مقابلة مع صبحي الطفيلي في صحيفة الشرق الأوسط : 25-9-2003- العدد 9067.

[13] الشراع 24/4/2006م.

[14] كتاب المقاومة في لبنان - أمين مصطفي ، دار الهادي ص 425.

[15] لقاء موثق مع الأمين العام لحزب الله صبحي الطفيلي بقناة الجزيرة23 / 7/2004 برنامج (زيارة خاصة- الجزء الأول) .

[16] بيان صادر عن الحزب في 16 فبراير 1985، عند تأسيس الجانب السياسي للحزب تحت عنوان (من نحن وما هي هويتنا) .

[17] مجلة المقاومة، العدد: 27، ص 15 ـ 16.

[18] مجلة مختارات إيرانية السنة السادسة العدد 69ـ أبريل 2006م.

[19] مجلة مختارات إيرانية السنة السادسة العدد 69ـ أبريل 2006م.

[20] مقابلة مع قناة العربية بتاريخ 4 مايو 2006م.

[21] مجلة المجلة 29 /4/2006م.

[22] حوار مع قناة (أم بي سي) الفضائية - 21 شوال 1423هـ الموافق 24-1-2003م.

[23] مجلة مختارات إيرانية السنة السادسة العدد 69ـ أبريل 2006م.

[24] حزب الله من الداخل، أسرار وخفايا، زين حمود، مجلة الشراع، 14/8/1995.

[25] مجلة المقاومة، العدد: 31، ص 6.

[26] جريدة السفير اللبنانية، 18/5/1995م.

[27] مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط: 25-9-2003- العدد 9067، وأعادت نشرها الوكالة الشيعية للأنباء تاريخ 25/9/2006م.

[28] مقابلة مع صحيفة صدى البلد - 18 أبريل 2006م

[29] مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط 25-9-2003- العدد 9067، وأعادت نشرها الوكالة الشيعية للانباء تاريخ 25/9/2006م.

[30] مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط 25-9-2003- العدد 9067، وأعادت نشرها الوكالة الشيعية للانباء تاريخ 25/9/2006م.

[31] مقابلة مع صحيفة صدى البلد - 18 أبريل 2006م.

[32] مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط: 25-9-2003- العدد 9067، وأعادت نشرها الوكالة الشيعية للأنباء تاريخ 25/9/2006م.

[33] جريدة النهار 5/3/1987م.

[34] أمل والشيعة، نضال من أجل كيان لبنان، أ.ر. نورثون، ترجمة: غسان الحاج عبد الله، (ص 139) دار بلال، الطبعة الأولى، 1408هـ ـ 1988م.

[35] دولة حزب الله، ص 336.

[36] صحيفة إطلاعات الإيرانية في نـهاية الشهر الأول من عام 1984م.

[37] صحيفة النهار اللبنانية 11/1/1984م.

[38] جريدة النهار اللبنانية/11/12/1986م.

[39] لقاء موثق مع الأمين العام لحزب الله صبحي الطفيلي بقناة الجزيرة23 / 7/2004 برنامج (زيارة خاصة- الجزء الأول) .

[40] مجلة مختارات إيرانية السنة السادسة العدد 69ـ أبريل 2006م.

[41] دولة حزب الله، ص 336.

[42] الحرس الثوري الإيراني نشأته وتكوينه ودوره، كينيث كاتزمان، ترجمة: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، (ص 104) الطبعة الأولى، 1996م.

[43] جريدة النهار، 27/1/1986م.

[44] جريدة الأنباء- العدد: (8302) 14/2/1420هـ .

[45] جريدة الأنباء، العدد: 8305/1/7/1999م.

[46] مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط: 25-9-2003- العدد 9067، وأعادت نشرها الوكالة الشيعية للأنباء تاريخ 25/9/2006م.

[47] مقابلة مع صحيفة صدى البلد - 18 أبريل 2006م.

[48] مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط: 25-9-2003- العدد 9067، وأعادت نشرها الوكالة الشيعية للأنباء تاريخ 25/9/2006م.

[49] جريدة السياسة – 15/7/2006م.

[50] جريدة السياسة – 15/7/2006م.

[51] جريدة السياسة – 15/7/2006م.

[52] جريدة السياسة – 15/7/2006م.

[53] جريدة السياسة – 15/7/2006م.

[54] جريدة السياسة – 15/7/2006م.

[55] جريدة السياسة – 15/7/2006م.

[56] جريدة السياسة – 15/7/2006م.

[57] جريدة القبس-02/05/2006

[58] جريدة القبس-02/05/2006

[59] كتاب (قواعد جديدة للعبة) إسرائيل وحزب الله بعد الانسحاب من لبنان- تأليف: دانييل سوبلمان، ترجمة: عماد الشعيبي.

[60] الوطن العربي 2/6/2006م.

[61]الوطن العربي 9/12/2005م.

[62]الرأي 16/11/2005 م.

[63]الحياة 6/12/2005م.

[64] http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/midd...00/4118594.stm



[65] صحيفة الحياة 9/1/ 2005م.

[66] صحيفة الحياة عدد: 13989.

[67] صراط النجاة ج3 ص417، سؤال رقم 1286.

[68] صحيفة السفير اللبنانية: 14 مايو 2001م.

[69] مجلة الأمان في لبنان عدد 149 تاريخ: 31- 3- 1995م.

[70] المكاسب المحرمة - الخميني (1 / 251) الطبعة الثالثة 1410هـ، مطبعة إسماعيليان، قم.

[71] المكاسب المحرمة (1 / 251).

[72] المكاسب المحرمة (1 / 251).

[73]موقع حسن نصر الله على الإنترنت، تحت عنوان (الحكومات المنحرفة وطباعة القرآن(.

[74] كتاب زلال ما قبل الظهور- الآصفي (ص 433).

[75] صحيفة جمهوري إسلامي بتاريخ ( 12/9/1987م ).

[76]جريدة كيهان بتاريخ ( 4/8/1987م(.

[77] جريدة أطلاعات بتاريخ (14/12/ 1987م ).

[78]علني مشهور بثته إذاعة طهران بتاريخ ( 20/7/1988م(.

[79] مجلة مختارات إيرانية العدد 71 ـ يونيو 2006م.

[80]كتاب (الحرب في صعدة من أول صيحة إلى آخر طلقة(. انظر: مجلة الراصد.

[81]كتابه (الحركة الشيعية في الكويت( الصادر عن دار قرطاس للنشر في الكويت سنة 1999،تأليف: د. فلاح عبد الله المديرس.







التوقيع :
استودعكم الله اخواني واخواتي
من مواضيعي في المنتدى
»» فضيحه الحشره الحقير الرافضي مكافح الشيعه
»» على بن ابي طالب رضي الله عنه بيقول عن الرافضه ؟؟؟؟
»» انهياااااااااار المذهب المجوسي
»» الدور الشيعي في سقوط بغداد
»» هل هذا معقول
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:04 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "