يا أخي لا تزعجنا وتزعج نفسك, والله إنك داويه الله يهداك
الجنس هدفه حفظ النسل, الأكل والشرب هدفه حفظ النسل, الغضب هدفه حفظ النسل, وذلك واضح في دفاع الكائن الحي عن نفسه وأولاده, ولكن:
الجنس له ضوابط أوضحها الأنبياء جميعا بما فيهم محمد صلى الله عليه وسلم, و التغذية كذلك, والغضب كذلك, و ذلك على النحو التالي:
الجنس في الحيوان والنبات ليس له ضوابط إلا بقدرة الخالق الذي جعله موسمي "موسم التزاوج", و أما النبات فمعلوم كذلك.
الغذاء في الحيوان والنبات ليس له ضوابط إلا بقدرة الخالق الذي جعله في الجوع والشبع, والجوع مؤلم والشبع مؤلم و كلاهما لا يستويان إلا بالإعتدال.
الغضب في الحيوان ليس له ضوابط إلا بقدرة الخالق الذي جعله دفاعا عن حياته و إلا انقرض, وأما النبات, فهو ينمو بسرعة تعوض نقصه, ولذا فهم لا يألم.
و لكن الإنسان لأنه يعقل, فقد استغله في اشباع رغباته, وهي نيران تحرقه, أطلق عليها الحكماء نار ما بين الزيادة والنقص, فإن مال عن الإعتدال للنقص اشتعلت النار في صدره, وإن مال عن الإعتدال للزيادة اشتعلت النار في صدره أيضا, وأما الغضب فهو عبارة عن حرارة في داخل الجسم تثير طاقته و قوته تجاه نذير يتهدده.
لم أسمع صراحة من علماء المذاهب عموما ما يقول أن الزواج هدفه تناسلي بالمقام الأول, وأن تلك الشهوة لغاية لا يدركها إلا من كان فكره و عقله نظيفا, فيتخيل نفسه مع زوجته بلا شهوة!!!!!!! فهي أمر عرضي لا أساسي وضع لأن معظم الإنس يتبعون بالقوة فقط, والشهوة قوة, وقد ضبطها الشارع للخاصة المسلمين الذين أكرمهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وكذا الغذاء, فنصف العافية في قلة الأكل, وأن لا تقوم من الأكل إلا وأنت تشتهيه, ولو اسعفني الوقت لسردة أخطار الشبع و فوائد الجوع الروحية والجسدية, يكفي الممتلئ بطنه أن بهيميته تثيره إلى الجنس, توه ماكل.
الغضب كذالك, فلو تخيلت أنه غير موجود لحكمة على الحكيم بالجهل, ولكن حاشاه, وهم منزه عن الذين يستغلونه في إطفاء نيران الحقد الكره والبغضاء, و ليس يحترق لأنه يتمنى أن يمتلئ العالم محبة وسلاما فيكون إنسانا, وخير الغضب من غضب لله, و لتعلم أن الغضب الذي تعتقد أنه لله أنت تتوهمه في مخيلتك, فالله منزه عنك و عن جهلك, و لكنه هابيل الذي لم يقتل قابيل, بل غضب عليه قابيل لحقده, و قد ورث بني آدم من جدهم قابيل هذا الحقد, و قد سمعت أنه قبل تلك الحادثة كانت الكائنات جميعها تعيش في سلام و نظام يحكمه خليفة الله في أرضه, الإنسان, فما أجهله من إنسان, إلا من رحم الله.
فمن أدعى أن الشهوة الجنسية, أو الغذائية أو الغضبية هدفها التشهي أو التشفي بغير وجه حق, فقد باء بغضب من الله و لعنه الله و أعد له عذابا أليما....
والسلام عليكم