ّ
الحمد لله .. اللهم ارنا الحق حقا ورزقنا اتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .
يقول الله تعالى :
(لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة : 117 )
فالله تعالى قد ذكر الصحابة رضي الله عنهم في غزوة تبوك .
وذكر المنافقين وأنهم قعدوا عن القتال وفضحهم الله تعالى .
ومن تأمل سورة براءة علم ذلك العلم الذي لا يخفى إلا على أعمى القلب .
قال تعالى :
(انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (التوبة : 41 )
(لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاَّتَّبَعُوكَ وَلَـكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (التوبة : 42 )
فالله تعالى يذكر المنافقين وانهم لهم صفات ليست هي صفات الصحابة الذين خرجوا مع رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم .
سؤالنا :
الصحابة رضي الله عنهم يخرجون في آخر حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلي حرب وقتال الروم يعني إلي الموت إلي الخروج من الدنيا .
زد على ذلك أن الثمار يانعة والقعود أشهى إلي النفس من الخروج في الحر الشديد الذي ذكره الله تعالى في القرآن .
ما فائدة الصحابة رضي الله عنهم من هذا الخروج والطاعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
ما الشئ الذي جعلهم يخرجون إلي تلك المهالك والموت والقتل غير الإيمان بالله تعالى والتصديق برسوله صلى الله عليه وآله وسلم وطلب ما عند الله ؟
هل من ذهب كل هذه المسافات الشاسعة والصحاري والقفار حتى إن أحدهم ليسير على قدميه حتى تورت .
هل يكفر بالله تعالى من أجل ولاية ؟
هل يعقل أن يأمرهم صلى الله عليه وآله وسلم بالخروج إلي الموت والقتل . فيخرجون كلهم إلا ثلاثة .. ثم يأمرهم بالولاية لعلي فيرفضون كلهم إلا ثلاثة ؟ .. !
ثم بعد تلك المعركة كلها يقول الله تعالى عنهم :
(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة : 100 )
فيذكر الله تعالى رضاه عنهم .. وحب عملهم ...
من رضي الله عنه فلا يغضب عليه .
ويقول تعالى :
(لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة : 117 )
(وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (التوبة : 118 )
فالقرآن يذكر توبة الله عنهم ورضاه وحبه لهم ..
فهل يليق بمن هذه صفاته أن ينتكس عن أمر بسيط وهو الخلافة والولاية ؟ .!
ومع ذلك الصحابة أقاموا كل شرائع الإسلام .. من صلاة وزكاة وصيام وحج
رسالة إلي ذي عقل .
مؤدب