العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-02, 01:05 AM   رقم المشاركة : 1
النعمان





النعمان غير متصل

النعمان is on a distinguished road


لماذا لم تكن آمنة آمنة الشيخ حامد العلي

لماذا لــم تكـــن آمنــــــة آمنــــــــة ؟! (الشيخ / حامد العلي )
التاريخ : 1-06-2002


حامد بن عبدالله العلي

*** في الأسبوع الماضي ، اقترفت عصابــــــــــة من الأشقياء ـ ثلاثة فتيان وفتاة ـ جريمة شنيعة اقشعرت منها جلود الناس ، وكادت قلوبهم أن تنفطر من هولها .

***فقد اختطفوا طفلة صغيرة ، لم يكن لها ــ وا أسفا ــ من اسمها نصيب فقد كان اسمها آمنة ، لم تتم السابعة من عمرها ، وفعلوا فيها الفاحشة عدة مرات ، ثم طعنوها عدة طعنات في بطنها ، وفي قلبها الصغير المفزوع ، ثم ذبحوها ذبحا ، كما تذبح الشاة ، وألقوها في الصحراء ، ثم ولوا عنها مدبرين ، كأن شيئا لم يكن ,

***فلما لبثوا إلا يوما أو يومين حتى أحيط بهم ، فجيء بهم يساقون ، وعلى وجوههم ظلمة الإرتكاس في الشر ، وانتكاس الفطرة ، عياذا بالله تعالى .

***وقد شاهد عملية الخطف ، شخص أصم أبكم ، كان على سطح منزله ، ولم يفقه الناس ما كان يحاول إخراجه من مكنون صدره ، حتى استدلوا على قوله بلغة الإشارة ، فلما أحيط بالمجرمين ، اقروا بجريمتهم النكراء .

*** وعلت أصوات الناس حينئذ بالصياح ... أقيموا عليهم حكم الله تعالى ... لا أمان إلا بشريعة الرحمن ... غير أن تلك الأصوات لم تجد آذانا صاغية ، فعادت من حيث أتت ، عادت خائبة وهي حسيرة .

*** عندما ترتكب جريمة تنتهك فيها حدود الله تعالى في أي مجتمع ، يحصل من جرائها أثران سيئان :

*** أحدهما : على الجاني نفسه ، وهو تلطخه بقذر السيئات ، وما تفعله من إفساد في فطرة الإنسان ، و اندساس نفسه في الخطيئة ، كما قال تعالى ( قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها ) .

*** والثاني : أثر عام على المجتمع وهو فقدان الأمان ، وشعور أفراد المجتمع بالجزع والفزع ، وخوف كل فرد منهم على نفسه وولده و عرضه ، وهذا الأثر أخطر من الأول بكثير .

***ومن حكمة تشريع الله تعالى للحدود ، أنها تأتي على الأثرين فتمحوهما ، فالحد إذا أقيم على المجرم محا عنه أثر الجريمة ، فعاد إلى مجتمعه طاهرا بعد أن استزله الشيطان بالذنب ، فإن كان جرمه لا ينفع معه التطهير بتـــر بتـــرا ، من باب التضحية بالجزء حفاظا على الكل ، كما يفعل بالزاني المحصن .

*** كما أن الحد الشرعي يمحو أيضا أثر الجريمة السيء على المجتمع ، فيلبسه لباس الأمن بعد الخوف ، وينشر الاطمئنان على كل نفس فيه .

*** ولم يتفطن لهذه النقطة الأغبياء الذين يعترضون على شريعة خالق الأكوان ، عندما ظنوا أن حد الحرابة ، أو رجم الزاني ، أو قطع يد السارق عقوبات قاسية ، ولم ينتبهوا إلى أن هدفها إعادة لباس الأمن ، الذي يزيله كل واحد من هؤلاء عن المجتمع ، وليس فقط عقوبة الجاني .

***فالسارق في الحقيقة ـ على سبيل المثال ـ يسرق من شخص متاعه في جنح الليل ، ولكنه يسرق أيضا من كل المجتمع أمنه ، ولهذا جاء حد السرقة رادعا ، لان القطع يقع على اليد التي سرقت الشعور العام بالأمن ، قبل أن تسرق المتاع.

*** ولهذه الحكمة العظيمة جاء في الشريعة أنه لا يقطع إلا السارق من حرز ، لان عامة الناس يحرزون أموالهم طلبا للأمن ، فإذا شعروا أنها مع ذلك ليست في أمان ، ساد الشعور بالخوف في ذلك المكان ، وهجره الناس ، وشاعت الفوضى ، وتراجعت مشاريع التنمية ، وتدهور الاقتصاد ، وتهاوى المجتمع وتفكك .

*** وكذلك الزناة يسرقون أمن الناس على أعراضهم وأنسابهم وشرفهم ، ويشيعون في المجتمع الفاحشة والفساد ، فغلظت العقوبة عليهم لاعادة الأمن إلى المجتمع .

***والجريمة الشنيعة التي اقترفها شياطين الإنس الأسبوع الماضي ، لم تكن الجناية فيها على آمنة فحسب ، بل كانت علينا كلنا ، على كل من له بنت صغيرة تذهب إلى المدرسة ببراءة الأطفال ، وتعود مشتاقة إلى أسرتها ، فهي بعد يوم آمنة الأسود ، ، غير آمنة على نفسها ، ونحن جميعا غير آمنين على أولادنا ، لأنهم وجهوا طعناتهم الغادرة إلى كل أسرة في الكويت ، وليس إلى أسرة آمنة فقط .

***وليعلم الذين يحكمون في هؤلاء الشياطين الذين فعلوا في آمنة ما فعلوا ، أن تركهم حكم الله فيهم أعظم جرما ، وأشد إثما ، وأشنع عند الله تعالى ، من جريمة أولئك الأشقياء ، وأننا جميعا معنيون بحكمهم الذي سيصدرونه ، فهو حكم لكل أب ، ولكل أم ، ولكل أسرة في الكويت ، وأن حقنا جميعا الذي لا يرضينا سواه هو إنزال العقوبة الإلهية الرادعة فيهم ، ، ذلك أن حق المجتمع أن يرجع إليه لباس الأمن الذي اتسع خرقه ، يوم مزقت طهارة تلك الطفلة المسكينة ، واغتيلت براءتها .

*** والحكم فيهم أن يقتلوا ويصلبوا ويشهد عذابهم الناس ، وإلا يكن هذا الحكم فيهم ، فكفوا أيها الآباء والأمهات أولادكم في بيوتكم ، وأوصدوا عليهم الأبواب ، واحكموا الأقفال ، واحبسوهم السنين الطوال ، فليس في بلدكم أمن بعد اليوم ، فآمنة إنما لم تكن آمنة ، لان حكم الشريعة معطل ، قد أوثـــــــــــــــق بالأغلال ، فهم ـ واحسرتا ـ يجادلون في أحكام الله تعالى ، وهو شديد المحال .

*** قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى مبينا أصناف المعترضين على حكم الله تعالى ( ومنهم أهل الاعتراض بالسياسات الجائرة التي لأرباب الولايات التي قدموها على حكم الله ورسوله ، وحكموا بها بين عباده ، وعطلوا بها شرعه وعدله وحدوده ، وقالوا : إذا تعارضت السياسة والشرع قدمنا السياسة فجعلت كل طائفة قبالة دين الله تعالى وشرعه طاغوتا يتحاكمون إليه ) مدارج السالكين 2/65


http://www.h-alali.net/show.php?id=57







التوقيع :
منتدى الدفاع عن السنة شوكة في حلوق الروافض

http://www.d-sunnah.net
من مواضيعي في المنتدى
»» اعتراف شيخ رافضي بلعن ابو بكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم ؟! ( صورة )
»» أمينة السعيد تسخّر حواء للهجوم على الإسلام وبناته
»» قيام دولة بني بويه الشيعية – بداية النهاية
»» استمع للاستغاثة والغلو في علي بن ابي طالب (( لطمية وفلاش ))
»» ماذا تعرف عن ملصق يا قائم آل محمد في زجاج السيارة الخلفي
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:44 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "