الحمد لله وبعد ..
اللهم إني لا أحتكر الحق ولكنني أسعى إليه .
في الحقيقة تعجبني هذه الضجة العالية الرفيعة في من سب النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
قام المسلمين في كل الارض بالتنديد والإستنكار .
وهذا شئ محمود .
ولكن ومع الأسف الشديد . المسلمين يجهلون من هو أخطر على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهم في الحقيقة أهل الرفض والباطنية المجوسية والذين وقعوا في عرضة صلى الله عليه وآله وسلم في كل مكان ومحفل .
ولماذا لم يقم المسلمين صفا واحداً للإستنكار على ما سمعناه ويسمعه الكثير من أبناء الاسلام وبنات الاسلام من أفواه الروافض .
في شريط عبد الله السلفي كفاية ووفاية خصوصا الشريط الثاني . وهذا رابطه .
http://www.ashefaa.com/files/sharit/salafi.html
فإن ما قيل من الرافضة في هذا الشريط هو أعظم من ما قال الدنمرك .
بل إشد من وجوه .
فالدنمرك عداوتهم للإسلام واهل الإسلام واضحة جليه . والرافضة يقعون بعرضة وهم يدعون الاسلام .
الثاني . أن الرافضة يعتبرون الوقوع في عرضه صلى الله عليه وآله وسلم التنقص منه هو الاسلام وهو الموصل للجنة وهم يتعبدون الله تعالي بمسبة الصحابة الكرام وهذا أعظم مما يفعله الدنمرك .
والثالث . أن الدنمرك غير مجمعين على ما قام به بعضهم . مع كرههم للإسلام .. بعكس الروافض فهم مجمعون قاتلهم الله على ذم الصحابة وتكفيرهم والنيل منهم . فهم بذلك أعظم كفرا من الدنمركيين أنفسهم .
والرابع . أن الدنمركي قد لا يكون وصله الحق الذي هو الاسلام والاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة. فيكون بذلك معذوراً ولكن الرافضة يعلمون الحق ويتبعون الباطل ويعلمون الباطل ويتبعونه وهم قد قامت عليهم الحجة ولكنهم قوم استكبروا عن الحق .(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (النمل : 14 )
والكلام يطول
فقد روى ابن سعد والبيهقي وأحمد وغيرهم بأسانيد عن جمع من الصحابة دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا: وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن حذافة السهمي، وهو أحد الستة، إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام وكتب معه كتابا، قال عبد الله: فدفعتُ إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم أخذه فمزَّقه، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (( اللهم مزِّق ملكه ))، وكتب كسرى إلى باذان عامله على اليمن أن ابعث من عندك رجلين جلْدين إلى هذا الرجل الذي بالحجاز فلْيَأتياني بخبره، فبعث باذان قهرمان ورجلا آخر، وكتب معهما كتابا، فقدِما المدينة، فدفعا كتاب باذان إلى النبي صلى الله عليه و سلم ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم ودعاهما إلى الإسلام وفرائصهما ترعد، وفي رواية: فلما رأى شَواربهما مفتولة وخدودهما محلوقة، أشاح عنهما وقال: (( وَيْحَكُما مَن أمركما بهذا )) قالا: أمَرنا ربنا ـ يعنيان كسرى ـ فقال النبي صلى الله عليه و سلم : (( ولكني أمرني ربي أن أُعفِيَ لحيتي وأن أُحفي شاربي ))، وقال:
(( ارجعا عني يومكما هذا حتى تأتياني الغد فأخبركما بما أريد ))، فجاءاه من الغد فقال لهما: (( أَبْلغا صاحبكما أن ربي قد قتل ربه كسرى في هذه الليلة ))، فوجدوه كما قال.
وفي هذه القصة أن النبي صلى الله عليه و سلم علِم هلاك كسرى لَمّا تجرَّأ على رسالته، ولم يُراع له حرمته؛ لأن الله قضى بقطع دابر شانيء رسوله وتعجيل بتره فقال: {إنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}. ومن حسن الموافقة أن قاتل كسرى ابنُه، كما ذكر ذلك الحافظ في » الفتح «
وقارن قصة كسرى هذه بقصة قيصر التي رواها البخاري وغيره، وفيها قول قيصر لأبي سفيان في رسول الله صلى الله عليه و سلم : "... فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدميّ هاتين، وقد كنتُ أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخْلُص إليه لتَجَشَّمْتُ لقاءه، ولو كنتُ عنده لغسلتُ عن قَدمه ...".
قال حبيبي ابن تيمية: رحمه الله واسكنه فسيح جناته وجعله في عليين .
" وقد كتب النبي صلى الله عليه و سلم إلى كسرى وقيصر، وكلاهما لم يُسْلم، لكن قيصر أكرمَ كتاب النبي صلى الله عليه و سلم وأكرم رسوله، فثبَت ملكُه، فيقال: إن الملك باقٍ في ذريته إلى اليوم، وكسرى مزَّق كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم واستهزأ برسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقتله الله بعد قليل ومزَّق ملكه كل ممزق ولم يبق للأكاسرة ملك، وهذا ـ والله أعلم ـ تحقيق لقوله تعالى: {إنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر}، فكلُّ مَن شنَأه وأبغضه وعاداه فإن الله يقطع دابره ويمحق عينه وأثره، وقد قيل: إنها نزلت في العاص بن وائل أو في عقبة بن أبي معيط أو في كعب بن الأشرف، وقد رأيتَ صنيع الله بهم، ومن الكلام السائر:
( لحوم العلماء مسمومة )، فكيف بلحوم الأنبياء عليهم السلام؟!"
وقال ابن تيمية: " ونظير هذا ما حدّثَناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جرَّبوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصَر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس، إذ تعرَّض أهله لسبّ رسول الله صلى الله عليه و سلم والوقيعة في عرضه فعجلنا فتحه وتيسر، ولم يكد يتأخر إلا يوما أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا حتى إن كنّا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظا عليهم بما قالوه فيه، كما حدّثني بعض الأصحاب الثقاة أنّ المسلمين من أهل الغرب حالهم مع النصارى كذلك، ومن سنّة الله أن يعذّب أعداءه تارة بعذاب من عنده، وتارة بأيدي عباده المؤمنين "( ).
وقال ابن تيمية: " سورة الكوثر: ما أجلّها من سورة! وأغزر فوائدها على اختصارها! وحقيقة معناها تُعْلم من آخرها، فإنه سبحانه وتعالى بَتَر شانيء رسوله من كل خير، فيَبتر ذكره وأهله وماله فيخسر ذلك في الآخرة، ويبتر حياته فلا ينتفع بها، ولا يتزوّد فيها صالحا لمعاده، ويبتر قلبه فلا يعي الخير، ولا يؤهِّله لمعرفته ومحبته والإيمان برسله، ويبتر أعماله فلا يستعمله في طاعة، ويبتره من الأنصار فلا يجد له ناصرا ولا عونا، ويبتره من جميع القرب والأعمال الصالحة فلا يذوق لها طعما ولا يجد لها حلاوة، وإن باشرها بظاهره فقلبه شارد عنها، وهذا جزاء من شنَأ بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم وردَّه لأجل هواه أومتبوعه أو شيخه أو أميره أو كبيره، كمن شنأ آيات الصفات وأحاديث الصفات، وتأوَّلها على غير مراد الله ورسوله منها، أو حملها على ما يوافق مذهبه ومذهب طائفته، أو تمنَّى ألا تكون آيات الصفات أنزلت، ولا أحاديث الصفات قالها رسول الله صلى الله عليه و سلم ... ومن أقوى علامات شناءته لها وكراهته لها أنه إذا سمعها حين يَستدل بها أهلُ السنة على ما دلت عليه من الحق اشمأز من ذلك، وحاد ونفر من ذلك، لِما في قلبه من البغض لها والنفرة عنها، فأي شانيء للرسول أعظم من هذا ... وكذا مَن آثر كلام الناس وعلومهم على القرآن والسنة، فلولا أنه شانيء لِما جاء به الرسول ما فعل ذلك، حتى إن بعضهم لينسى القرآن بعد أن حفظه، ويشتغل بقول فلان وفلان ...
قلتُ أنا مؤدب :
رحمك الله يا حبيبي . والله لكأنك تتكلم عن الرافضة اليوم وهم يعترفون ويعترف كبارهم وعلمائهم عن بعدهم عن القرآن . ولكأنك تتحدث عن الدنمرك والرافضة وهما وجهان لعملة واحدة ..
مؤدب