بغداد – سمير حداد-وكالات- إسلام أون لاين.نت/ 23-12-2005
الدليمي يتوسط متظاهرين ببغداد
شهد عدد كبير من المدن العراقية مظاهرات حاشدة احتجاجا على النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية التي أشارت إلى فوز لائحة الائتلاف العراقي الموحد (الشيعية) في بغداد وتسع محافظات في الجنوب.، واعتبر المتظاهرون هذه النتائج مزورة مطالبين بإعادة العملية الانتخابية.
وجاءت التظاهرات عقب صلاة الجمعة 23-12-2005 استجابة لنداء جبهة التوافق العراقية السنية التي تضم الحزب الإسلامي العراقي بزعامة طارق الهاشمي ومؤتمر أهل العراق الذي يتزعمه عدنان الدليمي وجبهة الحوار الوطني التي يتزعمها خلف العليان.
ففي العاصمة بغداد وتحديدا في منطقة اليرموك تجمع الآلاف من العراقيين رافعين شعارات تندد بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات وبالحكومة العراقية، معتبرين أن النتائج الجزئية التي أعلنت تمثل وصمة عار في جبين المفوضية والحكومة. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإلغاء هذه النتائج وإعادة الانتخابات.
وشارك النساء في المظاهرات مرددين "أحلف والله الجعفري مو عربي" و"يا صولاغ ياجبان يا عميل الأمريكان" في إشارة إلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته إبراهيم الجعفري ووزير داخليته بيان باقر صولاغ.
وفي تكريت (180 كلم شمال بغداد) انطلق مئات المتظاهرين من مسجد صدام الكبير باتجاه مقر مجلس المحافظة وسط المدينة بينما حملوا لافتات كتب عليها "نطالب بإقالة المفوضية اللاعراقية".
إلغاء الانتخابات
وفى مدينة سامراء شمال بغداد قال الشيخ محمود العباس وهو مرشح على قائمة جبهة التوافق السنية مخاطبا مئات المتظاهرين "لن تذهب أصواتكم سدى وإن ما قامت به المفوضية هو بيع للعراق بأبخس الأثمان لإيران".
واتهم المفوضية العليا للانتخابات بأنها "تدار من قبل رموز ذاعنة لقم وطهران جاءت إلى العراق بحجة النزاهة والحيادية". متهما إيران بمحاولة إيصال الشيعة الموالين لها إلى الحكم.
وكانت المفوضية العليا للانتخابات أعلنت أن النتائج الأولية تشير إلى تقدم لائحة الائتلاف العراقي الموحد (الشيعية) في بغداد وتسع محافظات في الجنوب.
وفي الموصل (شمال) انطلقت مظاهرة مماثلة من جامع الخضر، وسط المدينة، لأنصار جبهة التوافق العراقية وعدد من القوى والكيانات السياسية الأخرى، مطالبين أيضا بإلغاء نتائج الانتخابات.
وقال مصدر في الحزب الإسلامي العراقي في الموصل: "إن أهالي المدينة صدموا عندما سمعوا بالنتائج".
وأشار إلى أن لدى مراقبي جبهة التوافق العراقية أرقاما تؤكد أن الجبهة فازت بنحو 75 في المائة من مقاعد البرلمان في الموصل، وأنهم صدموا عندما أظهرت النتائج أن الجبهة فازت بنحو 36 في المائة من نسبة مقاعد الموصل.
بدعم الخطباء
تظاهرات ببغداد احتجاجا على نتائج الانتخابات
وقد دعم عدد من خطباء المساجد في بغداد هذه المظاهرات حيث حثوا المصلين في خطب الجمعة على المشاركة فيها، ففي مسجد أم القرى (غربي بغداد) قال الشيخ مهدي الصميدعي إمام المسجد: "شعب العراق الذي كان يتطلع إلى قيام حكومة وطنية تضم كافة الأطياف تفاجأ بعملية تزوير الانتخابات وهذا ما لا يرضاه شعب العراق أبدا".
وفي مسجد العساف بالأعظمية السنية قال الشيخ أحمد الجبوري: "قمنا اليوم بتعبئة للجماهير من أجل أن تقول لا لتهميش العراق لا لتجزئة العراق لا لإلغاء دور العراق والذي صوت كي ينتخب عراقا جديدا حرا".
وطالب الجبوري من المجتمع الدولي أن تعطى كل من جبهة التوافق والقوى الوطنية المحتشدة معها دورها الحقيقي وأن تأخذ مقاعدها التي تستحقها في التمثيل النيابي.
دعوة للعصيان المدني
كما هدد صالح المطلك زعيم الجبهة العراقية للحوار الوطني باستمرار التظاهرات والدعوة إلى العصيان المدني، في حال إذا لم ترضخ المفوضية والحكومة لتلك النداءات، مشيرا إلى "أن ما حصل في الانتخابات كان تزويرا مخيفا لإرادة الشعب العراقي".
وكانت القوى والكيانات السياسية المشاركة في الانتخابات الأخيرة أعلنت يوم الخميس 22-12-2005 عن تشكيل كتلة تضم 35 كيانا سياسيا، أطلقت على نفسها اسم "مؤتمر رافضي الانتخابات المزورة" (مرام) للطعن في شرعية الانتخابات التي جرت يوم 15-12-2005 والنتائج الأولية التي أعلنتها المفوضية، ودعا إلى تشكيل مؤتمر وطني ينبثق عنه "جمعية وطنية شعبية" ما لم يتم الاستجابة لمطالبه.
كما شكلت جماعات سنية وعلمانية الأربعاء 21-12-2005 جبهة موحدة لرفض نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة وطالبت بإعادتها، وهددوا بمقاطعة البرلمان الجديد الذي سينبثق عنها إذا لم يتم التحقيق في مزاعم التلاعب الواسع التي تقدموا بها، كما طالبوا بحل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.