هذا حوار أجرته جريدة الأهرام المصرية في يوم الجمعة 19 ديسمبر 1975 مع فضيلة الدكتور محمد محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف رحمه الله، فدحض من خلاله ردوده بدع المتنطعين ووهم الواهمين من منتسبي التصوف يرفض فيه إقامة المولد، ويدحر الخرافات والبدع.
ومن ضمن الأسئلة التي وجهت إليه :
متى يبدأ إلغاء الموالد ما دام الرأي الصحيح أن هذه الموالد لا يقرها الإسلام ؟
فأجاب: يحتاج الأمر إلى جرأة ، لأن الذي يتقدم لإلغاء هذه الموالد سوف يواجه بعاصفة قوية جداً من المعارضة من المنتفعين بهذه الموالد والمروجين للبدع والمدافعين عنها.
الأمر إذن أن البدعة تنتصر على الحقيقة؟
هو كذلك، فالعادات إذا استحكمت أصبحت جزءً من عقائد الناس، والعادة يمكن أن تصبح عند الناس ضربا من ضروب العبادة، وهناك جماهير واسعة تتحمس لهذه الموالد، ومواجهتها ليس بالأمر الهين، المسألة تحتاج إلى سياسة حكيمة، وهذا ما نرجو أن نصل إليه حتى نقضي على هذه المظاهر التي تشوه الإسلام.
إذا كانت الخرافة تنتصر على الحقيقة، فكيف نسكت وكيف نرضى بذلك ؟
أقول لك قصة مما في كتب التراث الصحيح تكفي لتفهم ما أريد أن أقول:
فقد سافر عامر الشعبي، وهو من التابعين، من العراق إلى الشام، وفي طريقه دخل مسجداً، فوجد رجلاً يقص على الناس مجموعة من الخرافات، منها مثلاً أن لله عز وجل صورين يُنفخ فيها يوم القيامة، وبعد انتهاء الدرس قال له عامر الشعبي: كيف نقول هذا، ولله صور واحد وفي القرآن: ((يوم ينفخ في الصور))، فصاح الرجل فيه أمام العامة: يا هذا، أقول لك لله صوران فتقول صور واحد، استكثرت ذلك على الله.
يقول عامر الشعبي: فقام الناس يضربونني فما أنجاني منهم إلا أن قلت لهم: والله، إن لله سبعين صوراً.
هكذا تنتصر الخرافة على الحقيقة، وينتصر الضلال على الهدى، ولو قامت الوزارة بمنع هذه الموالد بصورتها الشائعة لوجدت مقاومة من العامة الذين يسمونهم الأدعياء.
ولهذا أقول: إنني أشهد هذه الموالد، وكذلك يشترك فيها رجال الدين ليقولوا كلمة الحق ويقاوموا الانحراف بقدر الإمكان.
انتهى كلامه رحمه الله.