العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-11-05, 12:19 AM   رقم المشاركة : 1
سلطان التميمي
عضو فعال





سلطان التميمي غير متصل

سلطان التميمي


الأنوار الرّحمَانية لهداية الفرقة التيجانية

هذا بلاغ للناس وليُنذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب }

{ قل إن كنتم تحبون الله ورسوله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم }

{ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً }

{ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون }

{ من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً }

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به )) .


بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله عز وجل : { قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً } .


سبب تأليف هذا الكتاب

اعلم أيها المسلم : أنه لا ينبغي للعاجز التعرض لمركب صعب إلا إذا تعذر عليه وجود مسلك إلا ذاك ، فليستعن بالله ، إنه هو المعين .

وذلك أن طائفة من الإخوان وقعت بيني وبينهم مذاكرة علمية ، حتى ذكرنا البدعة ، فقلت : جميع ما لم يكن ديناً في الصدر الأول لا يكون اليوم ديناً ، فطلبوا مني الدليل على ذلك ، وخاصة على إنكار أهل السنة على التيجانية ، ولما رأيت الطلب قد توجه إلي ، تَطَفَّلت تحت دوح علماء السنة بذكر أقوالهم في تفسير بعض الآيات والأحاديث في ذم البدعة وأهلها .

وأقول كما قال المحدث العلامة الشيخ محمد بن عبد العزيز الفارسي الجاركي في التحفة المكية ، حيث قال :

أجبته محتسباً للأجر مع أنني لست لذاك الخطر

تطفلاً بالعلماء الفضلا مقتفياً آثارهم والسبلا

فقلت : فاعلم أيها الخل الودود حماك ربي من بوائق الحسود

من يرد الله به خيراً يُرى مستمسكاً بهدى سيد الورى

ألهمه الله لكل الطاعة حياته ألزمه القناعة

يرزقه تفقهاً في الدين عضده بالصدق واليقين


وإلا فلست أتعرض ولا أرتقي إلى هذا المحل المنيف ، لأني لم أكن لذاك ولا أقل منه بأهل .

وأرجو الله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ، نافعة لجميع الإخوان المؤمنين والمسلمين ، إنه الهادي إلى الصراط المستقيم .

عبد الرحمن بن يوسف الإفريقي
10-6 / سنة 1356 هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

نحمده ونصلي على رسوله الكريم

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، القائل في كتابه العزيز : { ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون } ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله النزل عليه من الله عز وجل { يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الروسل ولا تبطلوا أعمالكم } أي بمخالفتكم سنة نبيه الذي سنها لكم ، وبارتكابكم المنكرات والبدع ، وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين .

أما بعد :

فيا أخي المحترم ، قد وصلت إلي وثيقتكم ، وقرأتها ، وفهمت ما ذكرتموه ، وها أنا أكتب لكم جوابها إن شاء الله تعالى ، وبه نستعين .


قواعد الإسلام

اعملموا أن الله تعالى قرر القواعد لكل مسلم ، وقال : { وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب } ، وقال : { ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين } ، وقال : { ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً } ، ، وقال : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } ، وقال : { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً } .

ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به )) [رواه البغوي في شرح السنة والنووي في الأربعين بسند صحيح] .



المسلم الحقيقي

علم بتلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية : أن المسلم لا يكون مسلماً ولا مؤمناً إلا إذا اعتصم بالكتاب والسنة في العقائد والفرائض والسنن والأقوال والأعمال والأفعال والأذكار ، على وجه التسليم والرضا والإخلاص ، ظاهراً وباطناً .

خاصة عند المعارضة والمقابلة ، يُقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم على أقوال جميع أهل الأرض كائناً من كان ، وأذكاره صلى الله عليه وسلم على جميع الأذكار الواردة عن المشايخ أهل الطرق وغيرهم ، ويعرض تلك الأوراد على الكتاب والسنة ، لإإن وافقتهما عمل بها وإلا فلا ، ويقف على الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

فحينئذ يكون المسلم مسلماً حقيقياً ، طائعاً لله ورسوله ، قال تعالى : { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء } ، وقال تعالى : { ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم } .



تعريف السنة والبدعة

من ضروريات الدين : أن يعلم المسلم صفة السنة والبدعة والفرق بينهما .

فليعلم الأخ الكريم : أن السنة لغة : الطريق ، وشرعاً : هي ما بينَّ وفسر بها النبي صلى الله عليه وسلم كتاب الله تعالى قولاً وفعلاً وتقريراً ، وما سوى ذلك بدعة .

والسنة هي الطريق المتبع ، وهي دين الإسلام ، التي لا يزيغ عنها إلا جاهل هالك مبتدع .

والبدعة : أصل مادتها الاختراع على غير مثال سابق ، ومنه قوله تعالى : { بديع السموات والأرض } ، أي مخترعهما من غير مثال سابق ، وهذا لا يليق في الدين إلأا من الله تعالى ، لأنه فعال لما يريد ، وهو الذي شرع لنا الدين ، قال تعالى : { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً } .

أما البدعة شرعاً : فهي الحدَث في الدين بعد الإكمال - أي بعد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين -

وقد جعلها أهل البدع ديناً قويماً ، لا يجوز خلافها ، كما في زعم التيجانيين وغيرهم .



تقسيم البدعة

والبدعة تنقسم إلى دنية ودنيوية ، فكل بدعة في الدين ضلالة ، كما نص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فلا يجوز لمسلم أن يغير ويؤول ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو يعمل عملاً ، أو يقول قولاً ، أو يأخذ ورداً ليس عليه أمره صلى الله عليه وسلم ، أو يدخل في طريق غير طريق النبي صلى الله عليه وسلم ، فذلك كله بدعة ضلالة ، وصاحبها في النار بلا شك ، بدليل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث يقول : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) [رواه مسلم عن عائشة] ، وقال أيضاً : (( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )) ، اي صاحبها .

وأما البدعة في المصالح الدنيوية فلا حرج في ذلك ما دامت نافعة غير ضارة في الدين ولا فيها ارتكاب محرم او هدم أصل من أصول الدين ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رافع بن خَديج الذي في مسلم ، قال في آخره : (( إنما أنا بشر ، إذا أمرتكم بشيء من أمر دينكم فخذوه ، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر )) .



ورد التيجانية وما شاكله بدعة

الآن يا أخي ، تأمل في أي قسم تجعل ورد التيجانية ؟

فإن جعلتها في القسم الأول - وهو المتبادر عندكم - ، فقد قال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } ، وما لم يكن يومئذ ديناً لم يكن اليوم ديناً .

قال ابن الماجشون : سمعت مالكاً رحمه الله يقول : ( من ابتدع بدعة في الإسلام يراها حسنة ، فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ) ، ذكره الشاطبي .

وقال صلى الله عليه وسلم : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه ، فهو رد )) [رواه مسلم] ، أي رد على الرسول صلى الله عليه وسلم بأن دينه ناقص ، وأن المبتدع هو أتمه ببدعته ، أو أنه مردود على صاحبه .

وقال صلى الله عليه وسلم : (( ستفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة ، كلهم في النار إلا واحدة )) ، قالوا : من هي يا رسول الله ؟ ، قال : (( ما أنا عليه اليوم واصحابي )) [رواه أحمد وأبو داود وغيرهما] .

ومعلوم بالضرورة : ان الطريقة التيجانية وما شاكلها لم تكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمن الخلفاء الراشدين ، وكل من عبد الله بشيء غير ما جاءت به النبوة فهو داخل في الفرق النارية بلا شك ، بدليل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث قال : (( من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً - أي طرق كثيرة - فعليكم بسنتي - اي طريقتي - وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور - أي الطرق المحدثة - فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار )) [رواه أبو داود والنسائي وغيرهما] .



إن الله لا يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدعها

اعلم أخي : أن البدعة لا يقبل الله معها عبادة - من صلاة وصيام وحج وزكاة وغير ذلك - ويخرج صاحبها من الدين كما تخرج الشعرة من العجين ، ومجالس صاحبها تنزع منه العصمة ويوكل إلى نفسه ، والماشي إليه وموقره معين على هدم الإسلام ، كذا ذكر الشاطبي في الاعتصام .

وروى عن الأوزاعي أنه قال : ( كان بعض أهل العلم يقول : لا يقبل الله من ذي بدعة صلاة ولا صياماً ولا صدقة ولا جهاداً ولا حجاً ولا عمرة ولا صرفا ولا عدلا ) .

وقد رواه ابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فروى عن ابن عباس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته )) ، وذكر مثل هذه الأحاديث الشيخ عبد القادر الجيلاني البغدادي في كتابه " غنية الطالبين " .

وكان ايوب السختياني يقول : (( ما ازداد صاحب بدعة اجتهاداً إلا زاد من الله بعداً )) .

وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه : (( ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ... الحديث )) ، فتأملوا كيف جعل ترك السنة ضلالة ، وفي رواية : (( لو تركتم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم لكفرتم )) ، وهو اشد في التحذير .

وفي رواية ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إني تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله ، فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن أخطأه ضل )) ، وفي رواية : (( من اتبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة )) .

وقال أبو هريرة : إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (( سيكون في أمتي دجالون كذابون ، يأتونكم ببدع من الحديث لم تسمعوه أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم ، لا يفتنونكم )) .

وفي الترمذي أنه عليه الصلاة والسلام قال : (( من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ولا رسوله كان عليه مثل وزر من عمل بها ، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً )) [قال الترمذي حديث حسن] .

وفي حديث معاذ مرفوعاً : (( إذا حدث في أمتي البدع ، وشتم أصحابي ، فليظهر العالم علمه ، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )) [ذكره الآجري من طريق الوليد بن مسلم في كتاب السنة] .

وعن الحسن قال : ( صاحب البدعة لا يزداد اجتهاداً ، صياماً وصلاة ، إلا ازداد من الله بعداً ) .

وقال الفضيل بن عياض : ( اتبع طريق الهدى ، ولا يضرك قلة السالكين ، وإياكم وطرق الضلالة ، ولا تغتر بكثرة الهالكين ) .

وعن أبي قلابة : ( ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف ) .

وخرج ابن وهب عن سفيان ، قال : ( كان رجل فقيه يقول : ما أحب أنى هديت الناس كلهم وأضللت رجلاً واحداً ) .

وقال ابن سيرين : ( أسرع الناس ردة أهل الأهواء ) .

وعن يحيى بن أبي كثير قال : ( إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في طريق آخر ) .

وعن بعض السلف : ( من جالس صاحب بدعة نزعت منه العصمة ووكل إلى نفسه ) .

وقال الفضيل بن عياض : ( من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة ) .

كذا ذكره الشاطبي في كتابه الاعتصام عنهم .

والبدعة : هي السبب في إلقاء العداوة والبغضاء بين الناس ، لأن كل فريق يرى أن طريقته خير من طريقة صاحبه ، ويبغض بعضهم بعضاً ، حتى قال التيجانيون : لا يجوز زيارة من ليس على طريقتهم ، وأنكروا في ذلك قول الله تعالى : { إنما المؤمنون إخوة } ، وأنكروا الأحاديث الواردة في زيارة الإخوان ، أفتترك العمل بالآية الكريمة والأحاديث الواردة في ذلك لقول أحد كائناً من كان ؟ اللهم لا .

والفرقة من أخس أوصاف المبتدعة ولوازمها ، لأنه خروج عن حكم الله ، وتفريق لجماعة أهل الإسلام .







التوقيع :
أنا أحب الشيخ العلامة ابن جبرين @@
من مواضيعي في المنتدى
»» الشرك عبادة القبور ونحن لا نعبد القبور
»» سؤال في علي بن أبي طالب لشيخ الإسلام
»» اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم
»» فضائح الصوفية
»» يا أخوان ماذا تعلمون عن قناة الخير؟
 
قديم 06-11-05, 12:21 AM   رقم المشاركة : 2
سلطان التميمي
عضو فعال





سلطان التميمي غير متصل

سلطان التميمي


صاحب البدعة ملعون وممنوع من الشفاعة المحمدية


والنبي صلى الله عليه وسلم بريء منه ، لما روي انه صلى الله عليه وسلم قال : (( حلت شفاعتي لأمتي ، إلأا صاحب بدعة )) [ذكره الشاطبي في الاعتصام] .

والبدعة رافعة للسنن التي تقابلها ، وليس لصاحبها توبة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الله حجر التوبة عن كل صاحب بدعة )) [كذا في الشاطبي] .

وهو ملعون شرعاً لقوله عليه السلام : (( من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )) [ذكره الشاطبيعن مالك] ، ومعلوم لكل ذي لب : أن هذه الطرق كلها محدثة ، لأن ما لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم دينا فهو بدعة باتفاق السلف والخلف .

ويبعد صاحبها عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم لحديث رواه مالك في الموطأ ، ولفظه : (( فليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال ، أناديهم : ألا هلم هلم ، فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك ، فاقول : فسحقا ، فسحقا ، فسحقا )) .

وقد تبرأ الله ورسوله من أصحاب البدع ، وقال تعالى : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء )) ، وفي الحديث : (( أنا برئ منهم ، وهم برآء مني )) [ذكره الشاطبي في الاعتصام] .

وعن يحيى بن أبي عمر الشيباني ، قال : ( كان يقال : يأبى الله لصاحب بدعة بتوبة ، وما انتقل صاحب بدعة إلا إلى شر منها ) .

وقال عمر بن عبد العزيز سن رسول الله صلى الله عليه وسلم سننا ، وسن ولاة الأمر من بعده سنناً الاخذ بها تصديق لكتاب الله واستكمال لطاعتة الله وقوة على دين الله ، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها ، من عمل بها مهتد ومن انتصر بها منصور ، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً ) .

ومما يعزي لأبي إلياس الألباني : ( ثلاث لو كن في ظفر لوسعهن ، وفيهن خير الدنيا والآخرة ، اتبع ولا تبتدع ، اتضع ولا ترتفع ، ومن ورع لا يتسع ) .

كذا في الشاطبي عنهم ، والآثار هنا كثيرة جداً ، حاصله ان صاحب البدعة لا توبة له ، لأنه إذا خرج عنها إنما يخرج إلى ما هو شر منها ، كما في حديث أبي ذر ، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( سيكون من أمتي قوم يقرؤن القرآن لا يجاوز حلاقيمهم ، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ، ثم لا يعودون فيه ، هم شرار الخلق والخليقة )) .

فهذه شهادة ان المبتدع لا توبة له ، وسبب بعده عن التوبة أن الدخول تحت أوامر الشريعة صعب على النفس ، لأنه أمر يخالف الهوى ، ويصد عن سبيل الشهوات ، فيتقل عليها جداً ، لأن الحق ثقيل والنفس غنما تنشط بما يخالف هواها لا بما يخالفه ، وكل بدعة فللهوى فيها مدخل لأنها راجعة إلى نظر مخترعها ، لا إلى نظر الشارع ، فكيف يمكنه الخروج عن ذلك ؟! ودواعي الهوى تحسن له ما تمسك به ؟ فتراه منهمكاً في أوراده ليلاً ونهاراً ، لا يفتر عن ذلك ، ومع ذلك فمثواه النار ، قال تعالى : { وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية } ، وقال : { هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً } ، وما ذاك إلا لخفة يجدونها في ذلك الالتزام ، ويرى أن أعماله أفضل من أعمال غيره ، أفيفيد البرهان مطلباً { كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء } .

علم مما تقدم أن المبتدع لا توبة له ، وحينئذ يخاف عليه سوء الخاتمة والعياذ بالله ، لأنه مرتكب إثماً عاص لله تعالى ، فيخشى عليه عند موته أن يستفزه الشيطان ، ويغلبه على قلبه ، حتى يموت على التغيير والتبديل ، حيث كان مطيعاً له فيما تقدم من زمانه .

فلنقتصر على ما ذكرنا وبالله التوفيق .


قد أتم الله هذا الدين قبل الطريقة التيجانية وغيرها


قال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما ، كتاب الله وسنة رسوله )) [رواه مالك في الموطأ] .

وقال الإمام مالك رحمه الله : ( قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تم هذا الدين واستكمل ، وإنما ينبغي أن نتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ) [ذكره الشاطبي في الاعتصام] .

فكل من أحدث بدعة - وكان ممن يعقل - يعلم علماً ضرورياً أنه ما آمن بقول الله تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم ... الآية } إذ لو آمن بها ما ابتدع بدعة .

وذكر وهب عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( سكون في أمتي دجالون كذابون ، يأتونكم ببدع من الحديث لم تسمعوه أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم لا يفتنونكم )) [رواه ابن وضاح] .

وعن عائشة رضي الله عنها ، قال : ( من أتى صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام )) .

وروى مسلم نحو الأول : وعن ابن مسعود رضي الله عنه : ( انه رأى جماعة يجلسون في المسجد وبينهم رجل يقول لهم : سبحوا الله كذا وكذا ، واحمدوا الله كذا وكذا ، وكبروا الله كذا وكذا ، فقال لهم : والله لقد جئتم ببدعة ظلماً ، أو فقتم محمداً وأصحابه علماً ، إنكاراً عليهم ) [رواه الدارمي] .

وهذا عين الطريقة التيجانية وغيرها من الطرق الصوفية ، إنما أنكر عليهم لأنهم اشتقوا لأنفسهم صفة في الذكر لم تكن في زمن النبوة .

فعليكم باتباع نبيكم ، وترك كل ما أحدثه المحدثون ، لأن الإيمان لا يكمل إلا بالقول ، ولا قول إلا بالعمل ، ولا عمل إلا بالنية ، فلا إيمان ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بموافقة السنة النبوية .

كما قال ابن ابي زيد القيرواني في رسالته ، فسبحان الله العظيم ، تقرأون في الرسالة ليلاً ونهاراً ولاتفهمون معناها ، بماذا تفسرون قوله : ( إلا بموافقة السنة ) ؟ وهل هذه الطريقة التيجانية كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فإن لم تكن في زمانه كانت مما احدثه المحدثون ، ومن ادعى أنها كانت في زمن النبوة فليأت بالبرهان ، وتاريخ موت صاحبها الذي ابتدعها لدينا محفوظة .

وإن الله لم يكلف نبيه بعد الموت بشيء ما ، ولم يترك شيئاً مما أمر بتبليغه إلا بلغه في حياته ، انظر تفسير سورة النصر ، لا كما يزعم التيجانيون .


تبرؤ أهل البدع بعضهم من بعض يوم القيامة


قال الله تعالى : { إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب } ، معناه : تبرأ الذين يزعمون أنهم يتبعونهم في الدنيا لما رأوا العذاب ، وتقطعت بهم الاسباب : يعني المحبة التي كانت بينهم في الدنيا ، كذا قاله ابن عباس ، فلما رأوا ذلك قالوا : { لو ان لنا كرة } أي رجعة في الدنيا { فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا } .

أيها الأخوان : انبذوا هذه الطريقة التيجانية وغيرها وراء ظهوركم ، قبل نزول هذه الندامة ، التي قال الله في اصحابها { وما هم بخارجين من النار } لأن كل من اتبع أحداً في شيء ما أنزل الله به من سلطان - أي من حجة - تبرأ المتبوع منه يوم القيامة ، وأنى لهم الكرة ؟! هيهات ، هيهات .

أخبر الله سبحانه وتعالى عن قولهم يوم القيامة : { ربنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب وألعنهم لعناً كبيراً } ، قال الشوكاني في تفسيره : ( المراد بالسادة والكبراء : هم الرؤساء والقادة الذين كانوا يمتثلون أمرهم في الدنيا ويقتدون بهم ) اهـ

وفيه وعيد صريح لكل من يتبع أحداً في البدع والضلالات ، لأن قولهم هذا لا ينفعهم يوم القيامة .

إخواني : امعنوا النظر ، واستعملوا عقولكم في معنى هذه الآية ، ولا أظن يفهم معناها عالم غيور في دينه راغب في سنة نبيه ثم يتمسك ببدعة ، مستدلاً بقوله : " لو كانت باطلاً ما فعلها فلان " !! وهذا عين قوله تعالى : { ربنا أطعنا سادتنا وكبراءنا ... الآية } ، ولا نفع لهم في ذلك ، والعالم الحقيقي لا يأخذ بقول أحد إلأا بعد عرض ما يقول على الكتاب والسنة .

قال ابن كثير عند تفسيره هذه الآية : ( قال طاووس : سادتنا يعني أشرافنا ، وكبراءنا يعني علماءنا ، رواه ابن ابي حاتم ، أي اتبعنا السادة ، وهم الأمراء والكبراء من المشيخة ، وخالفنا الرسول ، واعتقدنا أن عندهم شيئاً وأنهم على شيء فإذا هم ليسوا على شيء { ربنا آتهم ضعفين من العذاب } أي بكفرهم وإغوائهم إيانا { والعنهم لعناً كبيراً } ) اهـ قوله .


الامتثال للعلماء في غير أمر الله عبادة لهم


قال الله تعالى : { اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله } ، قاله رداً على اليهود والنصارى ، وكل من فعل فعلهم فالآية حجة عليه .

وجاء تفسيرها في الحديث عن عدي بن حاتم رضي الله عنه : انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية ، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنا لسنا نعبدهم ! ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ، ويحلون ما حرم الله فتحللونه ؟)) فقلت : بلى ، قال : (( فتلك عبادتهم )) [رواه أحمد والترمذي] .

تفكروا يا اخواني في معنى هذه الآية ، فإنها عبرة لكل من اتبع سادته وكبراءه في حدث وباطل ، فلا بد من التفكير والتفقه في الدين (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )) ، وهو نظير قوله تعالى : { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام } أي يفهمه أمور دينه ليفرق بين السنة والبدعة ، { ومن يرد أن يضله يجعل صدره حرجاً ضيقاً كأنما يصعد في السماء } أي يجعل على قلبه أكنة لا يقبل شيئاً من أمور الإسلام الصحيح .

والذي نرشدكم إليه هو الصراط المستقيم ، جعلنا الله وإياكم ممن سمع الحق واتبعه ... آمين .


الشروع في تفصيل ما ينكره أهل السنة على التيجانية وغيرها


ساذكر لكم يا إخواني بعض ما أنكرناه في هذه الطريقة التيجانية ، مع بيان مأخذ كل مقالي ، والإشارة إلى رقم الصحيفة من كتب التيجانية ، ليتبين لكل مسلم غيور على دينه كفريات التيجانية وبدعهم وضلالاتهم ، وجميع ما أنقله من كتبهم : أما كفر أو كذب على الله وعلى النبي صلى الله عليه وسلم ، والعياذ بالله من الخذلان وعمى البصيرة .

العقيدة الأولى :

قال في جواهر المعاني : ( إن هذا الورد ادخره لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يعلمه لأحد من أصحابه ) ... إلى أن قال : ( لعلمه صلى الله عليه وسلم بتأخير وقته ، وعدم وجود من يظهره الله على يديه ) [ص91] .

ففي قوله : ( ادخره لي ولم يعلمه لأحد من أصحابه ) : رد على قوله تعالى : { يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك } ، ومعلوم أن الكتمان محال على الأنبياء والرسل ، لأنه خيانة للأمانة .

وقال ابن عاشر المالكي في توحيده :

يجب للرسل الكرام الصدق أمانة تبليغهم بحق

محال الكذب والمنهى كعدم التبليغ يا ذكي


ولا شك أن نسبة الكتمان إليه صلى الله عليه وسلم كفر بإجماع العلماء .

وفي قوله : ( عدم وجود من يظهره الله على يديه ) : نفضيل لنفسه على أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، حيث لا يقدر أن يحمل هذا الورد ، وهذا كلام في غاية الفساد ، بل في غاية الوقاحة .

العقيدة الثانية :

قال في جواهر المعاني : ( إن المرة الواحدة من صلاة الفاتح تعدل كل تسبيح وقع في الكون ، وكل ذكر ، وكل دعاء كبير أو صغير ، وتعدل تلاوة القرآن ستة آلاف مرة ) [ص96/ طبع مطبعة التقدم العلمية/ الطبعة الأولى] .

وهذا كفر وردة وخروج عن الملة الإسلامية ، وهل يبقى في الدنيا مسلم لا يُكفر قائل هذا القول ، بل من لم ينكر عليه ورضي به فهو كافر في نفسه ، يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل .

أليس الله قد جعل لكم عقولاً تعقلون بها ؟ أفلا تتفكرون ؟ وأي شيء يكون أفضل من القرآن ؟ وهل ينزل الله على رجل شيئاً بعد النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فضلاً ان يكون خيراً من القرآن ؟ إن هذا لشيء عجاب !

وأظن قائل هذا القول ما درى دين محمد صلى الله عليه وسلم ، وما درى بما جاء محمد ، ولم يدرك لم بعث محمد صلى الله عليه وسلم !!

فداك أبي وأمي يا رسول الله ، لقد أديت الأمانة ، وبلغت الرسالة ، وجاهدت في الله حق جهاده حتى أتاك اليقين ، جزاك الله عنا أفضل ما جزى نبياً عن أمته ، أشهد أنك خاتم الأنبياء ، وشريعتك ناسخة لكل شريعة ، ولن تنسخ إلى يوم القيامة ، ولم يأت بعدك أحد قط بمثل ما جئت به ، واشهد أن من ادعى أن هناك وحياً ينزل أو يوحى إليه فقد أعظم الفرية على الله { إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع قليل ولهم عذاب أليم } .

أفلا تعظمون كتاب ربكم ؟

أيها الناس : أتركوا هذه الطريقة الكفرية التي هي أفضل من القرآن في زعم قائلها ، فنعوذ بالله من كل شيطان مارد آمر بمثل هذا .

وهل أنتم تعبدون الله بشيء أفضل من القرآن ؟ إذن والله فقد فُضلتم على النبي صلى الله عليه وأصحابه ، ولقد صلى الله عليه وسلم يجعل لنفسه ورداً كل ليلة من القرآن وهكذا أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .

وقال صلى الله عليه وسلم : (( أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي " لا إله إلا الله " ... الحديث الخ )) ... وقد ثبت أنه قال : (( فضل كلام الله على كلام الخلق كفضل الله على خلقه )) [رواه الترمذي وغيره] .

أليس هذا صداً للجهال العوام عن القرآن ؟ وهل يتمسك بهذه الطريقة - بعد ما سمع أنها أفضل من القرآن - إلا جاهل بكتاب الله وسنة رسوله ؟

وهل يستقر في عقل صحيح كون مرة واحدة من صلاة الفاتح أفضل من ذكر واحد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فضلاً عن جميع الأذكار التي وقعت في الكون ؟ أفلا تعقلون ؟

أيها الناس : أما كان آدم ونوح وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام أجمعين يذكرون الله ؟ وهل يكون مبتدع هذه الطريقة أفضل من هؤلاء الأنبياء ؟ كلا وحاشا ، فانا لله وإنا إليه راجعون .

العقيدة الثالثة :

قال في الإفادة : ( من لم يعتقد أنها - أي صلاة الفاتح - من القرآن لم يصب الثواب فيها ) [ص80] .

ونحن نقول : من اعتقد أنها من القرآن فقد كفر كفراً ظاهراً ، لأن كلام الله لا ينزل بالوحي إلا على الأنبياء ، وهذه الصلاة لم نجدها في كتاب الله ، ولا حتى في حديث موضوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهل الذي نزلت عليه صلاة الفاتح نبي أو ولي ؟ فإن كان ولياً ، فالولي لا ينزل عليه الوحي .

الناس في هذه الطريقة فرقتان :
فرقة : اعتقدت أنها من القرآن ، خرجت من الملة الإسلامية .
والثانية : إن اعتقدت أنها ليست من القرآن ، خرجت عن طريقتهم ، لأنها ليس لها ثواب فيها .

العقيدة الرابعة :

قال في الإفادة الأحمدية [ص74] : ( يوضع لي منبر من نور يوم القيامة ، وينادي مناد حتى يسمعه كل من بالموقف : يا أهل الموقف هذا إمامكم الذي كنتم تستمدون منه من غير شعوركم ) ، وذكره أيضاً في كتابهم بغية المستفيد [ص173] .

وهذا القائل قد نصب نفسه في مقام النبوة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو خطيبهم يوم القيامة ، كما ذكره الترمذي عن أنس بن مالك ، وفي قوله تصريح بأن الأنبياء والرسل كانوا يستمدون منه ، لأنهم شملهم الموقف ، وهذا محال ولا يقوله إلا من ادعى الربوبية .

العقيدة الخامسة :

قال في جواهر المعاني [ص105] : ( لا تقرأ جوهرة الكمال إلا بالطهارة المائية ) .

اقول : هذا كتاب الله تجوز قراءته بالطهارة وبغيرها ، كما كان صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقرؤون القرآن على غير وضوء .

وهذا تشريع جديد لم يأذن به الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفساد هذا القول يغني عن الخوض فيه .

العقيدة السادسة :

قال في الإفادة الأحمدية [ص57] : ( نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التوجه بالاسماء الحسنى ، وأمرني بالتوجه بصلاة الفاتح ) .

وهذا عين الضلال والكفر ، كيف ينهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء أمر الله تعالى به في قوله : { ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ) ، وهذا أيضاً كذب على رسول الله وجرأة على الشريعة المحمدية .

العقيدة السابعة :

قال في جواهر المعاني [ص145/2] : إن ولياً - ذكر اسمه - كان كثيراً ما يلقى النبي صلى الله عليه وسلم ويعلمه الشعر .

كيف ؟ وقد قال الله تعالى : { وما علمناه الشعر وا ينبغي له } ، وهذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافتراء عليه .

العقيدة الثامنة :

قال في جواهر المعاني [ص170] : ( من حصل له النظر فينا يوم الجمعة أ, الأثنين يدخل الجنة بغير حساب ولا عقاب ) .

وفي بغية المستفيد : ( ولو كان كافراً يختم له بالإيمان ) .

انظر يا أخي إلى سخافة هذا القول وجرأته ، قال تعالى : { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم } .

جعل نفسه أفضل من الأنبياء ، فقد قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب سنين ومع ذلك مات كافراً ، ونظر أبو جهل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك مات كافراً ، ومات ابن نوح عليه السلام كافراً ، ومات أبو ابراهيم عليه السلام كافراً ، ولم ينفع أحداً منهم نظر ولا صحبة .

وقال في الإفادة الأحمدية [ص40] ما نصه : ( طائفة من أصحابنا لو اجتمع أكابر أقطاب هذه الأمة ما وزنوا شعرة من أحدنا ) .

وفي شرح منية المريد [ص172] :

طائفة من صحبه لو اجتمع أقطاب أمة النبي المتبع

ما وزنوا شعرة من فرد منها فكيف بالإمام الفرد


أنظر يا أخي إلى هذا القول الشنيع والجرأة العظيمة ، حيث فضل أصحاب بدعته على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكابر هذه الأمة ، نعم لا يقول هذا إلا جاهل بقدر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أئمة الهدى ومصابيح الأنام رضي الله تعالى عنهم أجمعين .

العقيدة التاسعة :

قال صاحب الرماح - الذي بهامش جواهر المعاني - في الفصل الثاني والعشرين [ص153] ما نصه : ( إنهم لا ينطقون إلا بما يشهدون ، ويأخذون عن الله وعن رسوله الأحكام ، الخاص للخاصة لا مدخل فيها للعامة ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يلقي إلى أمته الأمر الخاص للخاص ، قاله شيخنا أحمد التيجاني كما في جواهر المعاني ) اهـ

تباً لهذه المقالة ، وبئس قائلها أو مفتريها ، وسواد ظلامها يغني عن الخوض فيها .

أقول : تفكر أيها العالم في هذه المقالة ، هل أهل الطرق كانوا أنبياء ؟
وانظر إلى التناقض في كلامهم ، لأنهم - بزعمهم الكاذب - بعد ما أخذوا عن الله تعالى لا يحتاجون إلى الرسول ، لوجود التساوي بينهم في الدرجة ، أو يزيدون على الأنبياء - بزعمهم - لأن الرسل كانوا يأخذون عن الله تعالى بالوحي ، وأرباب الطرق يأخذون عن الله - بزعمهم - بغير واسطة ، لوجود من يقول منهم : إنه ينظر إلى اللوح المحفوظ إذا اراد أن يأخذ حكما من الأحكام ، وما ذاك إلا لوح الشيطان { يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً } .

وقال في الرماح - في الفصل المذكور - : ( إن الكامل منهم ينزل عليه الملك بالأمر والنهي ) .

أقول : أما كان يكفيهم أوامر القرآن ونواهيه ؟! والله سبحانه وتعالى يقول : { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء * ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله * ولو ترى الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون } .

العقيدة العاشرة :

قال في الرماح - الفصل الثاني والثلاثون - [ص211] : ( أن الشرط في طريقتهم أن لا يلقن لمن له ورد من أوراد المشايخ ، إلا إن تركه وانسلخ عنه ، لا يعود إليه أبداً ) ... إلى أن قال : ( فلا بد له من هذا الشرط ، ولا خوف عليه من صاحبه أيا كان من الأولياء الأحياء والأموات ، وهو آمن من كل ضرر يلحقه في الدنيا والآخرة ، لا يلحقه ضرر لا من شيخه ولا من غيره ، ولا من الله ولا من رسوله ، بوعد صادق لا خلف فيه ) اهـ

أقول : تفكر أخي واستعمل قريحتك في فهم هذا الكلام ، لأن فيه التحريض على الأمن من مكر الله ، وقد قال تعالى : { افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون } .

ومعناها كما قال ابن كثير في تفسيره : ( { أفأمنوا مكر الله } : أي بأسه ونقمته وقدرته عليهم وأخذه إياهم في حال سهوهم وغفلتهم ، { فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون } : ولهذا قال الحسن رحمه الله تعالى : " المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائف ، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن " ) اهـ

وفيه أيضاً الحث على التفريق بين المسلمين ، والحال أن ربهم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد ، ففيم التفرق ؟ وقد نهاهم الله عنه في قوله تعالى : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات أولئك لهم عذاب عظيم } .

أنظر يا أخي إلى هذا التشريع الجديد ، والافتراء على الله بما لا مزيد ، والمسارعة إلى نار عذابها شديد ، ومع ذلك يوقنون أن القصد من ذلك الاختلاف دخول الجنة بغير حساب ولا عقاب ، قال تعالى : { قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً * أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً * ذلك جزاؤهم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزواً } .

وتفسيره كما في الجلالين : ( قوله { هل أنبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا } بطل عملهم { وهم يحسبون } يظنون { أنهم يحسنون صنعاً } عملا يجازون عليه { أولئك الذين كفروا بآيات الله } بدلائل توحيده من القرآن وغيره { ولقائه } أي بالبعث والحساب والثواب والعقاب { فحبظت أعمالهم } بطلت { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً } أي لا نجعل لهم قدراً { ذلك } أي الأمر الذي ذكرت من حبوط أعمالهم وغيره { جزاؤهم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزواً } أي مهزوءاً بهما ) .

قال الشاطبي في الاعتصام [1/94] : ( قال الله تعالى : { قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً } وما ذاك إلا لخفة يجدونها في ذلك الالتزام ، ونشاط بداخلهم يستسهلون به الصعب بسبب ما دخل النفس من الهوى ، وإذا بدا للمبتدع ما هو عليه رآه محبوباً عنده لا ستعباده للشهوات ، وعمله من جملتها ، ورآه موافقاً للدليل عنده ، فما الذي يصده عن الاستمساك به والازدياد منه ، وهو يرى أن أعماله أفضل من أعمال غيره ، واعتقاداته أوفق وأعلا ، أفيفيد البرهان مطلباً ، { فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء } ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة " ، قلنا : لمن ؟ ، قال : " لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " [رواه مسلم] ) .

إخواني : لا تستبعدوا التوبة ، ولاتأنفوا من الاستغفار ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يستغفر كل يوم مئة مرة ، وشروط التوبة مذكورة في قوله تعالى : { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً ثم اهتدى } .

وقال تعالى : { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } ، وما جمعت هذه العجالة إلا رغبة في أن يهدي الله تعالى بها فرداً من المسلمين ، لقوله صلى الله عليه وسلم لعلي : (( لان يهدي الله بك رجلاً واحداً خي لك من حمر النعم )) .


وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هذا حاصل ما جمعته لكم من كتبهم ، نصيحة لكم ، والسلام







التوقيع :
أنا أحب الشيخ العلامة ابن جبرين @@
من مواضيعي في المنتدى
»» سؤال تاريخي عن عقيدة الروافض ؟
»» أخذ العلم عن الأشاعرة
»» سأل الإمام محمد بن عبدالوهاب عن علي و الحسن والحسين وفاطمة والباقر والنفس الزكية
»» ثلاثة أمور كشفت الوجه الحقيقي للروافض
»» عاشوراء في الأحساء (صور)
 
قديم 06-11-05, 01:41 AM   رقم المشاركة : 3
محب السنه
عضو





محب السنه غير متصل

محب السنه


اخي سلطان اختيار جميل وطيب جعله الله في موازين حسناتك







 
قديم 06-11-05, 04:39 PM   رقم المشاركة : 4
سلطان التميمي
عضو فعال





سلطان التميمي غير متصل

سلطان التميمي


جزاك الله أخي الكريم محب السنة وبارك الله فيك.







التوقيع :
أنا أحب الشيخ العلامة ابن جبرين @@
من مواضيعي في المنتدى
»» الفرقة الناجية لا يضرها من خالفها حتى يأتي أمر الله
»» التحذير من الطرق الصوفية وعقائدهم الباطلة
»» لم يمد الرسول صلى الله عليه وسلم يده لأحد من قبره
»» خطبة الشيخ نبيل العوضي : إلا رسول الله
»» بعمل القباب على الأضرحة
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:36 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "