السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موضوع متميز جدا ...جزاك الله خيرا يا صاحب الموضوع
بعد قراءة "منطقية" لنص النزاع أعلاه بين محمد بن علي و علي بن الحسين, استفدت بعض القضايا سأقدم لها بأسئلة تستكنه بعض ما تضمنه هذا النص من لوازم تقدح في ضروريات مذهب الإمامية.
السؤال الأول
- سبحان الله !! إذا كان أقرب المقربين لا علم له بخرافة النص و التعيين هذه ...فكيف يكفر هؤلاء النوكى من أنكر إمامة واحد من الذين زعموهم أئمة ؟؟ و أين بداهة المنصب الإلهي المزعوم و قيام الحجة إن لم تقم حتى على أقرب المقربين ؟؟؟
السؤال الثاني
- ثم إن سلمنا لكم جدلا الفصل الفلسفي المتأخر بين "الخلافة" و "الإمامة" , باعتبار أن المنصب الأول - حسب زعمكم - متضمن في الثاني ( دون أن يكون العكس صحيحا ) . فلماذا يطالب إذن بالإمامة و ليس فقط بالخلافة السياسية ؟ ألم يكن يعلم الفرق بين المنصبين و هو سليل بيت الأئمة ؟؟
السؤال الثالث
- ثم ألستم من يشاغب على أهل السنة بقولكم أن العقل يستشنع ترك النبي (صلى الله عليه و سلم) الأمة دون تعيين وصي لها يكون معلوما بحيث ترجع إليه في أمورها و يرفع خلافها في أمر من يخلف المعصوم السابق ؟؟ . فكيف لم تكن إمامة علي بن الحسين معلومة لأقرب المقربين ؟؟ ألا يلزم عن هذا نسبة عين هذه الشناعة المزعومة للإمام السابق ( الحسين رضي الله عنه ) الذي صار بهذا مقصرا أيما تقصير في التوصية الرافعة للخلاف ؟؟
السؤال الرابع
- طيب تنزلنا و سلمنا لكم - وهذا صعب تقديره منطقيا لما تقدم أعلاه - أن محمدا ابن علي لم يجهل منصب الإمامة و لا مفهومها العام و إنما قصد الخلافة السياسية و استعمل مصطلح الإمامة و هو يريد القيادة السياسية فقط لا غير . لكن على تقدير هذا كيف يجهل سليل الأئمة ما يقتضيه مفهوم الإمامة من عصمة في القول ؟؟ بل كيف يجهل أن الراد على الإمام كالراد على الله ؟؟ لا بل و ينازع المعصوم , صراحة , في نقله للنص عن أبيه عن جده عن الرسول ...الخ السلسلة الذهبية ؟؟
الخلاصة
- يلزم عن ما سبق أن مفاهيم الإمامة و النص و التعيين و الحجة و العصمة, مفاهيم طارئة و متأخرة اخُتلقت بشكل بعدي. فجُعلت مذهبا نُسقت أقواله و اخُترعت الروايات التي تخدم مسلماته . فبعض الروايات و الوقائع التاريخية تفضح غياب هذه المفاهيم حتى عند المعنيين بالأمر من نسل علي رضي الله عنه . و النص أعلاه ما اختلق إلا لتبرير هذا الغياب في التاريخ الفعلي لأتباع النسل العلوي ( كمحمد بن علي و غيره الذي لم يكن يعلم طبعا بكل هذه المختلقات البعدية و المتأخرة ) ...
- إن أوساط الغلاة الشيعة التي ابتدعت هذه المفاهيم بشكل بعدي, هي بالنسبة لآل البيت كالأوساط الغنوصية البولصية بالنسبة للمسيح و المسيحية الأصلية . و في كلتا التجربتين التاريخيتين, طغت , في فترة من الفترات التاريخية المتأخرة , مقولات المذهب المختلق و عظم شأنها حتى غطت و ذوبت مقولات المذهب أو الدين الأصلي . فأعيدت قراءة الأحداث السابقة من خلال المفاهيم الجديدة المختلقة, وُطوعت النصوص و حرفت بل و اختلقت لتتوافق مع مسلمات المبتدعات المفاهيمية المتأخرة . لاحظ أن تنسيق المذهب مر عبر مراحل يعد المفيد أحد أهم حلقاتها . كما لا يخفاكم أن مراحل التنسيق هذه نجد مثلها في تاريخ المسيحية البولصية.
و عليه فكما لا نسلم للنصراني ادعاءه اتباع المسيح, لا نسلم للرافضي ادعائه اتباع أهل البيت لأن غاية ما يتبعانه مختلقات بعدية.
و دمتم سالمين