الزميل الفاضل :
أولاً : ألآية المذكورة واضحة الدلالة بأنها خاصة في الصحابة رضوان الله عليهم , وذلك لأساباب سنذكرها هاهنا على عجالة .
1- شهادة الرسول عليهم ومعلوم أن الشاهد يكون حاظر ومعاين للمشهود لهم , ودليليلى ذلك قول الحق على لسان عيسى : {
وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد}. فهذا هو عيسى ينفي شهادته على قومه بعد رفعه .
2- أن الله أخبر أن المراد بهم هم من أتبع الرسول في تغيير القبلة , وهذا خاص بالصحابة رضوان الله عليهم .
أقول : لو تطلعت يا زميلي الفاضل للآية المذكورة والآيات التي أتيت بها سترى عجباً :
أنظر بالله عليك إلى قول الحق : {
جعناكم }. وهي فعل ماضي , تدل على وقوع الحدث والعدالة فهي قطعية الثبوت , بعكس الآيات السابقة التي تقول : {
وجعلنا }, {
وابعث فيهم }. فهي تدل على الطلب لا القطع بالوقوع , وسوف نعرج على تبيان الآيات التي جلبها الزميل لاحقاً .
إضافة فضيلة من الآية :
أقول : معلوم أن الصحابة رضوان الله عليهم كلهم أطاعوا الرسول في تغيير القبلة ولم نرى منهم مخالف , وقد وصفهم الله بأنه هداهم فقال : {
على الذين هدى الله }.
فهل هناك عدالة أعظم من هداية الله .
أنظر يا متطلع إلى قول الحق : {
وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم }.
والله قطعاً لن يضلهم لقوله : {
إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين }. فمن كتب الله عليه الهداية فإنه لن يضله الله لأن الله لن يهية بدايةً قطعاً كما اخبر الله بذلك .
الله سبحانه وتعالى أخبر [
أن الذين هداهم الله أي الصحابة كما أوضحنا سالفاً] أنهم يتبعون أحسن القول ومعلوم أن أحسن القول هو القرآن وأقوال الرسول قال الحق في ذلك : {
الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله }.
ولأنهم يستمعون القول فيتبعون أحسنه وجب على الرسول أن يبشرهم بالجنة فقد قال الحق : {
فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه }.
سؤال هل بشرهم الرسول بذلك أم لا ؟!
يجيب على هذا السؤال قول الحق : {
لا يستوي من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى }.
أقول : فهذه آية قد شملت الصحابة كلهم , وقد وعدهم الله بالجنة بقوله : {
وكلا وعد الله الحسنى } .
وقد سمّى الله الجنّة بالحسنى فقد قال : {
للذين أستجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم مافي الأرض جميعاً ومثله معه لا فتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد }.
وأيضاً قوله في الرد على المشركين الذين زعموا أنهم سيدخلون الجنة : {
يجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار }.
الله يصف المؤمنين بأن الهم الحسنى أي الجنة {
وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى }.
الله يصف أهل الحسنى أي الجنة بأنهم مبعدون عن النار فقال : {
إن الذين سبقت لهم منى الحسنى أولئك عنها مبعدون }.
نعرج للآيات التي جلبها الميل الفاضل :
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
قال تعالى:
"ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم " سورة البقرة آية 128
ياترى هذه الآية عن ماذا تتكلم ؟
هل تتكلم ايضا عن الصحابة ؟
وهل هناك امتان مسلمتان تكونان شهداء على الناس ويكون الرسول شهيدا عليهم ام ماذا؟ |
|
|
|
|
|
أقول : معلوم أن الآية تتحدث عن أبراهيم وإبنه إسماعيل بدلالة رفعهما القواعد عن البيت ,
كما أن الآية الأولى كانت خاصة بالصحابة رضوان الله عليهم , أما قولك هل هناك أمتان مسلمتان .
أقول وبالله التوفيق : لا تدل هذه الآية على شهادة نبي الله أبراهيم وابنه إسماعيل على أحد , بل تدل على دعائهم لله بأمور .
2- معنى مسلمين : أي مخلصين لك
أنظر لسان العرب مادة سلم .
ويقول الزميل :
|
اقتباس: |
|
|
|
|
|
|
|
|
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)
الكلام هنا نبى الله ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)
وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ
هل هذه الأمة المسلمة هى امة الصحابة ؟
ومن ذريتنا ما المقصود من ذلك؟
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129)
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ
من هم هؤلاء ؟ |
|
|
|
|
|
أقول وبالله التوفيق :
أما عن ذريته فنعم هم الصحابة من قبيلة قريش والدليل بعث الله محمد منهم .