هذه من القضايا التي يدندن حولها الرافضة كثيراً ... ولا تزال موضع أخذ وردّ إلى الآن ، مع وضوح كل الحقائق المحيطة بها ، ولكنّهم أناس يجهلون ....
نكمل ما سبق :
4 - المشهور أنّ بيوت النبي بعضـها من جريد مطين بالطين ، وسقفها جريد ، وبعضها من حجارة مرضومة بعضها على بعض ، مسقفة بالجريد أيضا ، وكان لكل بيت حجرة ، وكانت حجره عليه السلام أكسية من شعر مربوطة من خشب عرعر ، وفي تاريخ البخاري أن بابه صلى الله عليه وسلم كان يقرع بالأظافير أي لا حلق له. ولما توفي أزواجه صلى الله عليه وسلم خلطت البيـوت والحجر بالمسجد ، وذلك في خلافة عبد الملك بن مروان ، فلما ورد كتابه بذلك ضج أهل المدينة بالبكاء كيوم وفاته . [
انظر]
أقول : بيوت بهذه المواصفات ، ما بُنيَت من الخرسانة والصلب والحديد والرخام والسيراميك والحجر الصلد ، كما هي بيوت اليوم (!!!) فكم تتوقّع أن تدوم ؟
ثم : كم مضى على بنائها ؟ ألم يمضِ أكثر من ألف عام ؟
ثم : ألم تكن في مكة والمدينة أحداث وحروب ومعارك ونزاعات وخلافات مختلفة الأسباب متنوّعة النتائج ؟
أليس من المحتمل أن تتأثّر هذه البيوت المتواضعة جداً (شرّفها الله) أن تتأثّر بما يجري حولها من حروب ونزاعات ، مما يؤدي إلى تغيّر هيكلها العامّ وجدرانها ومواقعها - على افتراض أنّها بقيت بعد وفاة أزواج النبي عليه وعليهنّ السلام - ؟
ثم : ألم يذكر الإمام البخاري رحمه الله أنه لما توفى الله أزواجه صلى الله عليه وسلم خلطت البيـوت والحجر بالمسجد، وذلك في خلافة عبد الملك بن مروان ، مما يدلّ على أنّ البناء الأصلي بموقعه وأحجاره و جريده قد تغيّرت منذ زمن طويل ، هو زمن عبدالملك بن مروان ؟
فلماذا يدندن الرافضة الأغبياء حول هذه المسألة وكأن التاريخ الإسلامي قد خضع للحكومة السعودية منذ ألف عام أو تزيد ؟؟؟؟؟
لماذا لا يحاكمون التاريخ كلّه منذ عصر النبوّة وإلى اليوم ؟
لماذا لا يحاكمون جميع الدول والحكومات والولايات والإمارات التي حكمت مكّة والمدينة طوال ألف عام ؟
5 - أريد دليلاً واحداً يُثبت أنّ "الحكومات" التي أشرفت على مكّة والمدينة طوال ألف وأربعمائة عام لم تقم بتغيير البيوت الأثريّة المحيطة بالحرمين .
من يستطيع أن ينفي قيام واحدة من هذه الحكومات بهدم بيوت الصحابة والصحابيّات سواءً حول الحرمين أو بعيداً عنهما . فضلاً عن بيوت النبي عليه السلام .
فإن كان ذلك صعباً أو غير ممكنٍ لقدم هذه الأزمنة ، فإنّه من الظلم أن يشار إلى الحكومة السعوديّة بالمسئوليّة عن كل شيء وكأنها هي سبب كل مصائب العالم طوال أزمنة التاريخ !!!
ومن الظلم أن نترك الجهود العظيمة الجبّارة التي يبذلها ولاة الأمر في السعودية لخدمة الحرمين وما يتعلّق بهما ، وأن نصدّق دعايات الرافضة المغرضة التي نعرف تماماً أنّها وليدة خلاف عقائدي طويل بدأ منذ أن همّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بإحراق أولئك الغلاة الذي جعلوه إلهاً ، ولا زالوا يتناسلون إلى اليوم ، ويُعرفون باسم الرافضة !!
6 - أقول : ومع كل هذا ... إلا أنّنا دائماً وأبداً نقول الحق ، ولا يعنينا إن فرح به العدوّ الرافضي أم لا ... ومن هذا المنطلق أقول :
قضيّة سدّ باب الذريعة إلى الشرك و الوثنيّة ، بهدم بعض الآثار حول الحرم ، أو بغيرها من الأقوال والأفعال ، هي قضيّة يختلف فيها حتى السلفيين أنفسهم ، فهناك كثير من السلفيين في السعودية وخارجها ، يرى أنّه باب توسّع فيه البعض أكثر مما يجب ، وأنّ الهدم ليس آخر الحلول ، وعلى هذا الأساس فمن المغالطة أن يقال : الوهابيّة يرون كذا ، ويفعلون كذا ، لأنّ المسألة ليست محسومة عند "الوهابيّة" كما يشيع الرافضة ، بل هي موضع خلاف وتنوّع ....
ولا تغفل أخي الكريم أنّ الآثار التي أقصدها هنا هي تلك الآثار الموجودة حول الحرمين وأكثرها لا يزيد عمرها عن قرنين أوثلاثة ، و لا صلة لها ببيوت النبي ولا بالصحابة ولا حتى التابعين (!!) وإنما هي آثار عثمانيّة أو قبلها بقليل ، وأمّا عدد البيوت التي تعود إلى زمن قبل ذلك فهي قليلة جداً جداً ، وهي إمّا أزيلت بسبب توسعة الحرم ، وهذا سبب منطقي لا يجادل فيه العقلاء ، أو أنّها كانت قائمة ببعض أجزائها فقط وليست أبنية كاملة ، فلم يكن هناك بناء بيت قائم بتمامه كما بُني طوال كل هذه القرون (!!) و هذه قد سقطت من نفسها بالضعف الشديد للبناء .....
إن بقي شيء لم أجب عليه - أخي الكريم - فلا تتردّد بالسؤال ...