السلام عليكم ,,
بسم الله الرحمن الرحيم .
ينقل النبهاني عن مصطفى البكري شيخ الطريقة الخلوتية أنه حكى عن محمد الحنفي الحكاية التالية :
(أن محمد الحنفي فرش سجادته على البحر وقال لمريده : قل يا حنفي وامش . فمشى المريد خلفه فخطر له لم تقول ياحنفي هلا قلت يا الله ؟
فلما قالها غرق فأمسك الشيخ بيده وقال له : أنت الحنفي تعرفه فكيف بالله فإذا عرفت الله فقل يا الله ) شواهد الحق "للنبهاني ص747.
وقد يكذب بني صوفان لإخفاء عورة عقيدتهم النخرة بأنهم لا يعتقدون في المدعو والمستغاث من دون الله نفع أو ضر , وهذا أمر مردود .
لأن بطون كتبهم تنفي ذلك بل تعتقد في الولي مطلق التحكم في الكون والإغاثة .
ومن ذلك :
قال النبهاني في جامع كرامات الأولياء " 2/275"
(ومنهم الشيخ عبد الله أحد أصحاب سيدي عمر النبيتي كتب لي أنه رآني بحضرة رسول الله وهو يقول للإمام علي بن أبي طالب ألبس عبد الوهاب الشعراني طاقيتي هذه وقل له يتصرف في الكون فما دونه مانع )
أقول أنا أبو عبيدة :والشاهد في النص كما هو واضح ولا يحتاج إلى شرح وإيضاح وهو أن رسول الله قال لشعراني :
تصرف في الون وأنه ليس هناك أي مانع يمنعه من التصرف فيه ومعنى ذلك أن المتصوفة يعتقدون ان الأولياء يتصرفون في هذا الكون وهذا شرك بالله تعالى لم يصل إليه المشركون الأوائل الذين بعث إليهم رسول الله "
وقال النبهاني أيضاً : (ومن جملة القصص المشهورة أن الفقيه إسماعيل الحضرمي رضي الله عنه أنه قال يوماً لخادمه وهو في سفر يقول للشمس تقف حتى يصل إلى منزله وكان في مكان بعيد وقد قرب غروبها فقال لها الخادم ماتطلق ذلك المحبوس فأمرها الخادم بالغروب فغربت وأظلم الليل في الحال ) نشر المحاسن الغالية ص33.
ثم ذكر بأن بعض المتصوفة قال :
( لا يكون الشيخ شيخاً حتى يمحو خطيئة تلميذه من اللوح المحفوظ وقال آخر منهم منكراً لهذا القول المذكور : (لو كان شيخاً ما غفل عن تلميذه حتى وقع في الخطيئة ) نشر المحاسن الغالية ص 68.
أقول أنا فهَّاد أبو عبيدة : والشاهد من النصين السابقين واضح جداً حيث إن الولي الأول أوقف الشمس عن السير ثم أطلق سراحها ولم يوقفها بنفسه بل أمر تلميذه أن يقول لها إن الشيخ يأمرك أن تقفي , فوقفت وهذا اعتقاد تصرف لغير الله في هذا الكون .
أما النص الثاني فالشاهد فيه أن المتصوفة يعتقدون بأن الأولياء لهم التصرف الكامل حتى أنهم يستطيعون ان يمحو الخطايا والذنوب التي وقع فيها أتباعهم من اللوح المحفوظ ورأى أحد المتصوفة ان وقوع المريد في الذنب يعتبر نقصا في شيخه وذلك لأنه لو كان شيخاً حقيقة لما وقع مريده في الخطيئة ومعنى ذلك أن الولي يحفظ مريده من الوقوع في المعاصي ويعصمه وهذه عقائد فاسدة وذلك لأن فيها دعوى بأن البشر لهم الحق في التصرف في الكون .
وقال النبهاني :
(عبيد أحد أصحاب الشيخ حسين كان له خوارق مدهشة ومنها أنه يأمر السحاب أن يمطر فيمطر في ولوقته وكل من تعرض له بسوء قتله في الحال دخل مرة الجعفرية فتبعه نحو خمسين طفلان يضحكون عليه فقال : يا عزرائيل إن لم تقبض أرواحهم لأعزلنك من ديوان الملائكة فأصبحوا موتى أجمعين وقال له بعض القضاة : اسكت فقال له : اسكت أنت فخرس وعمي وصم وسافر في سفينة فوحلت ولم يمكن تقويمها فقال : اربطوها بخيط في بيضي ففعلوا فجرها حتى خلصها من الوحل ) جامه كرامات الأولياء 2/286.
وقال أيضا : (ى زين العابدين بن عبد الرءوف المناوي من أكابر الأولياء واعيان الأصفياء ..... حدث الحمصاني وهو أحد المشايخ العارفين قال : رأيت طعمية الصعيدي المصري وهو من أكابر الأولياء في علم الأرواح وأمامه إنسان كالنور أو نور كالإنسان قلت : ما هذا قال زين العابدين المناوي وقد وكل بأرواح البرزخ ) جامع كرامات الأولياء 2؟84.
وقال أيضا : ( عبد الرحمن بن احمد الجامي , ومن كراماته انه جلس في زمن الربيع على شاطئ نهر ملآن وإذا بقنفذة ميتة قد أقبلت على وجه الماء فأخذها مولانا الجامي ومسح بيده ظهرها فظهر اثر الحياة فيها ثم لما توجهة المدينة أقبلت تسعى خلفنا ) جامع كرامات الأولياء 2/254.
أقول أنا فهَّاد : والشاهد في النصوص السابقة واضح جدا فقد زعم النبهاني في النص الأول أن ذلك الولي الصوفي كان يأمر بنزول المطر فتمطر وأنه كان يقتل فورا كل من يتعرض له بسوء حالاً وأنه أمر ملك الموت أن يقتل أربعين طفلاً [ غير مكلف مرفوع عنهم القلم ]. ضحكوا عليه فقبض أرواحهم بتهديده ملك الموت و:انه هو من أوكل الأمور للملائكة .
أما النص الثاني فقد زعم النبهاني ان زين العابدين موكل بأهل البرزخ .
ومعلوم أن الأنبياء والمرسلين ومن ضمنهم الحبيب المصطفى من أهل البرزخ فمعنى هذا أن الرسول يكون تابع لزين العابدين في حياة البرزخ , نسأل الله السلامة .
وأما النص الثالث فقد زعم النبهاني أن الجامي الولي الصوفي أحيا الميت .
وهذه كلها نخـرج منها بنتيجة واحدة وهي ان المتصوفة يعتقدون بأن الأولياء لهم التصرف المطلق في هذا الكون وذلك لأن هذه الأمور التي وردها النبهاني لا تكون إلا لله سبحانه وتعالى اما غيره من المخلوقات فليس هذا من اختصاصهم ومن ادعى ان المخلوق له التصرف مع الله في هذا الكون فقد وقع في الشرك الذي لا يغفر لصاحبة إلا إذا تاب منه .