الزملاء الامامية هذه تصريحات مراجعكم فهل تاتوننا بتصريح يماثلها من اقوال علمائنا ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على عبادة الذين اصطفى ثم اما بعد:
لا يخفى على كل من له معرفة بدين الامامية مدى تضافر الروايات التى تثبت القول بتحريف القران
ولا نكون مبالغين اذا قلنا ان الروايات قد بلغت حد التواتر المعنوى مما يؤيد القطع بان التحريف عقيدة اساسية من عقائد القوم
واذا اضفنا اقوال العلماء والمراجع الى هذه الروايات فان القول بتحريف القرآن يعد ضرورة من ضروريات دين الامامية
ولا يتصور احد اننى اتجنى عليهم بهذا القول فقد صرح به عدد من مراجعهم , و سواء كان القول بالزيادة أو النقصان
ولعل ظاّن يظن اننى بصدد سرد واستقصاء لروايات التحريف فى كتب القوم فاقول له اخطا ظنك
فروايات التحريف قد كفانا عناء البحث عنها الكثير من علماء الامامية انفسهم حين جمعوها وخصصوا لها ابواب متفرقة من كتبهم
ولم يكتفوا بذلك بل صنفت مصنفات خاصة باثبات التحريف وكتاب فصل الخطاب للطبرسى خيرشاهد على ذلك
و مشاركتى هذه مبناها الاساسى على اثبات التصريحات لا الروايات
فلا يخفى عليكم ان سياسة انت ليش التى ينتهجها الان اكثر من نحاورهم اصبحت بمثابة المخرج
من اى قضية او مسالة يعجزون عن الرد عليها بالحجة والبرهان ,اضف الى ذلك شماعة التضعيف
التى تعلق عليها الروايات بلا قيود ولا ضوابط بخلاف التصريحات التى هى بمثابة الاعترافات والادلة الدامغة
على اعتقاد قائليها وكما قيل : الاعتراف سيد الادلة , فحين حاورنا بعضهم وسردنا عليهم اقوال مراجعهم
كان ردهم موحد مع تعدد المشاركات واختلاف المتحاورين وهو ان من علماء اهل السنة ايضا من صرح بوقوع التحريف فى القران
فاذا الزمناهم اثبات ذلك بدا التقاعص والهروب من مواصلة الحوار وهذا لعمرى مصداقا للمثل القائل رمتنى بدائها وانسلت
ولاختصار الوقت ساضع بين ايديهم على سبيل المثال لا الحصر مجموعة تصريحات لعلمائهم ومراجعهم ثم بعدها ابين المطلوب
فابدا مستعينة بالله
اعترف القمى في مقدمة تفسيره بوقوع التحريف فى القرآن فقال :
(أما ما هو حرف مكان حرف فقوله تعالى :
( لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم ) يعني ولا للذين ظلموا منهم
وقوله : ( يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم ) يعني ولا من ظلم
وقوله : ( ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ ) يعني ولا خطأ
وقوله : ( ولا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم) - يعني حتى تنقطع قلوبهم
انظر تفسير القمي ( 1 / 36 ) دار سرور بيروت .
وقال أيضاً : ( وأما ما هو على خلاف ما أنزل الله فهو قوله :
( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )
فقال أبو عبدالله عليه السلام لقارئ هذه الآية ( خير أمة ) يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي عليهم السلام ؟
فقيل له : وكيف نزلت يا ابن رسول الله ؟ فقال ( إنما نزلت : كنتم خير أئمة أخرجت للناس )
ألا ترى مدح الله لهم في آخر الآية : ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )
ومثله آية قرئت على أبي عبدالله عليه السلام
( الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً )
فقال أبو عبدالله عليه السلام : لقد سألوا الله عظيماً أن يجعلهم للمتقين إماماً ، فقيل له : يا ابن رسول الله كيف نزلت ؟
فقال : إنما نزلت : ( الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة عين واجعل لنا من المتقين إماماً )
وقوله : ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )
فقال أبو عبدالله : كيف يحفظ الشيء من أمر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه فقيل له : وكيف نزلت يا ابن رسول الله ؟
فقال : إنما نزلت : ( له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله ) .
انظر تفسير القمي نفس الصفحة السابقة .
وقال أيضاً : ( وأما ما هو محرف فهو قوله :
( لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون )
وقوله : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي فإن لم تفعل فما بلغت رسالته )
وقوله : ( إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم )
وقوله : ( وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون ) .
انظر تفسير القمي ( 1 / 37 ) .
وقد صرح القمى فى مقدمة تفسيرة بصحة جميع مروياته وشهد بذلك الخوئى وغيره
الشيخ محمد بن محمد النعمان الملقب بالمفيد مؤسس
المذهب الامامى الاثناعشرى قد نقل إجماعهم على التحريف ومخالفتهم لسائر الفرق الإسلامية في هذه العقيدة فقال :
( إن الأخبار جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه الظالمين فيه من زيادة من الحذف والنقصان )
أوائل المقالات ص91
وقال ايضا
واتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة , وإن كان بينهم في معنى الرجعة اختلاف
واتفقوا على إطلاق لفظ البداء في وصف الله تعالى , وإن كان ذلك من جهة السمع دون القياس ,
واتفقوا أن أئمة الضلال ! خالفوا في كثير من تأليف القرآن
وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأجمعت المعتزلة والخوارج والزيدية والمرجئة وأصحاب الحديث على خلاف الإمامية في جميع ما عددناه... .
أوائل المقالات ص48-49دار الكتاب الإسلامي - بيروت
معنى الاتفاق معلوم للجميع فلا ياتى متنطع ويقول انها لا تدل على راى الاغلبية
الفيض الكاشانى الذى مهد لكتابه " تفسير الصافى " باثنتي عشرة مقدمة
خصص المقدمة السادسة منها لإثبات تحريف القرآن ثم عنون لها بقوله :
( المقدمة السادسة في نبذ ما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويل ذلك ) الصافي ص40
وبعد ان ذكر الروايات التي استدل بها على تحريف القرآن والتي نقلها من أوثق المصادر المعتمدة عند الامامية قال :
( والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام
أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله
ومنه ما هو مغير محرف وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع
ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وسلم غير مرة , ومنها أسماء المنافقين في مواضعها
ومنها غير ذلك وأنه ليس أيضاً على الترتيب المرضي عند الله , وعند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )
راجع تفسير الصافي1/49
الهاشمي الخوئي الذى صرح ببعض الايات التى وقع فيها التحريف
نقص سورة الولاية (منهاج البراعة في شرح نهج البلاغه مؤسسة الوفاء - بيروت ج 2 المختار الاول ص214).
نقص سورة النورين (المصدر السابق ص 217).
نقص بعض الكلمات من الآيات (المصدر السابق ص 217).
ثم قال ان الامام علياً لم يتمكن من تصحيح القرآن في عهد خلافته بسبب التقيه ،
وأيضاً حتى تكون حجة في يوم القيامه على المحرفين، والمغيرين (المصدر السابق ص 219).
ثم قال ان الأئمة لم يتمكنوا من اخراج القرآن الصحيح خوفاً من الاختلاف بين الناس ورجوعهم الى كفرهم
الأصلي (المصدر السابق ص 220).
محمد باقر المجلسي : الذى يرى أن أخبار التحريف متواترة ولا سبيل لإنكارها وان روايات التحريف تسقط أخبار الإمامة المتواترة .
فيقول في كتابه (( مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول)) الجزء الثاني عشر ص 525 في معرض شرحه لحديث هشام بن سالم
عن أبي عبد الله قال : إن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد سبعة عشر ألف آية قال عن هذا حديث صحيح
(مرآة العقول للمجلسي ص 525 ح 12 دار الكتب الإسلامية ـ ايران).
ثم علق قائلا :ولا يخفي أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى
وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا ، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الامامة فكيف يثبتونها بالخبر؟ ))
أى كيف يثبتون الإمامة بالخبر إذا طرحوا أخبار التحريف ؟؟ وأيضا يستبعد المجلسي أن تكون الآيات الزائدة تفسيراً (المصدر السابق)
وأيضا بوب في كتابه بحار الأنوار بابا بعنوان
(( باب التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله )) بحار الانوار ص 66 كتاب القرآن
النوري الطبرسي : صاحب كتاب
( فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب )
" والذى يعد بمثابة مرجع جامع للروايات والاقوال وقد هلك سنة1254هـ
يقول في ص2 من هذا الكتاب :
( هذا كتاب لطيف , وسفر شريف , عملته في إثبات تحريف القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان ) .
وسميته ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب )
وقد أورد في كتابه هذا كل ما وقف عليه من أخبار وأقوال ونصوص بلغت المئات، كلها في إثبات مسألة التحريف .
يقول الطبرسي
لما انتقل سيد البشر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم من دار الفناء وفعل صنما قريش ما فعلا -( يعني بصنمي قريش أبا بكر وعمر)
- من غصب الخلافة الظاهرية , جمع أمير المؤمنين عليه السلام القرآن كله , ووضعه في إزار
وقال ايضا
( إن الأخبار الدالة على ذلك ـ (التحريف) ـ تزيد على ألفي حديث وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد والمحقق الداماد والعلامة المجلسي وغيرهم
واعلم أن الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية والآثار النبوية
( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب 227 /النوري الطبرسي)
وكما نقل المفيد ونعمة الله الجزائرى وغيرهم الاجماع على وقوع التحريف كذلك نقله الطبرسى فقال (إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القران)( فصل الخطاب ص 30)
أبو الحسن العاملي الذى قال :
اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها
أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله شيء من التغييرات
وأسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والآيات
وأن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى
ما جمعه علي وحفظه الى أن وصل الى ابنه الحسن.
تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص 36
يوسف البحراني : بعد أن ذكر الأخبار الدالة على تحريف القرآن قال:
"لا يخفى ما في هذه الأخبار من الدلالة الصريحة والمقالة الفصيحة على ما اخترناه ووضوح ما قلناه
ولو تطرق الطعن إلى هذه الأخبار على كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعة كلها كما لا يخفى
إذ الأصول واحدة وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقلة ولعمري ان القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج من حسن الظن بأئمة الجور
الدرر النجفيه يوسف البحراني ص 298 مؤسسة آل البيت لاحياء التراث
كريم الكرماني الملقب " بمرشد الأنام
قال:
" ان الامام المهدي بعد ظهوره يتلو القرآن ، فيقول أيها المسلمون هذا والله هو القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد والذي حرف وبدل "
( ارشاد العوام" ص 221 جـ3 فارسي ط ايران نقلا عن كتاب الشيعة والسنه للشيخ احسان الهى ظهير صـ115)
الخميني : الذى قال في معرض كلامه عن الإمامة والصحابة
(فإن أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة, كانوا يتخذون من القرآن وسيلة لتنفيذ أغراضهم المشبوهة
ويحذفون تلك الآيات من صفحاته, ويُسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد, ويلصقون العار ـ وإلى الأبد ـ بالمسلمين وبالقرآن
ويُثبتون على القرآن ذلك العيب الذي يأخذه المسلمون على كتب اليهود والنصارى)
(ومعروف ان العيب الذى يؤخذ على كتب اليهود والنصارى هو التحريف)
كشف الأسرار /الخميني ص131
نعمة الله الجزائري : الذى قال في كتابه ( الأنوار النعمانية ) :
( إن تسليم تواترها ( القراءات السبع ) عن الوحي الإلهي وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة
بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كاملاً ومادةً وإعراباً )
انظر الأنوار النعمانية ( 2 / 357 ، 358 )
هذا غيض من فيض ولو ذهبنا لسرد جميع الاقوال لطال بنا المقام
اعود واذكر مشاركتى ليست لاستقصاء الروايات انما التصريحات
اما سؤالى الذى اتحدى به جميع الزملاء الامامية
فاقول : قد عرضت عليكم تصريحات واضحة الدلالة لكبار علمائكم ومراجعكم
واريد قولا صريحا لعالم من علماء اهل السنة المعتبرين يصرح فيه ان القران قد وقع فيه التحريف
سواء بزيادة او نقصان بشرط ان يكون تصريحه قطعى الدلالة على المقصود اى لا يحتمل معنا اخر...!!!!!
انتهى ما عندى ونسال الله لنا ولكم الهداية والرشاد
وبانتظار الردود العلمية
وافدة النساء