العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-02-05, 12:08 AM   رقم المشاركة : 1
مسمار 19
عضو نشيط





مسمار 19 غير متصل

مسمار 19 is on a distinguished road


Post مقال يجب قراءته 1

الكل يتعاون على السنه فى لبنان

ما استطاع اللبنانيون بعد، والمسلمون من بينهم على الخصوص، الإفاقة من هول اغتيال الحريري، في وعيهم ولا في تصرفاتهم. فعلوا كلَّ ما بوسعهم لجعل ذاك الحدث غير عادي وغير طبيعي، ساروا جميعاً في جنازته، دفنوه بجوار الجامع وسط أكبر ساحةٍ في بيروت عاصمة لبنان. حوَّلوا قبره إلى مزار تُنثرُ عليه الزهور كلَّ يوم، وتُضاء من حوله الشموع، ويصلي عليه الشيوخ والشبان، والسافرات والمخدَّرات. وتظاهروا حاملين صُوَر قتلاهم الطائفيين، وضحايا حروبهم المتكاثرة؛ كأنما يطمح كلٌّ منهم أن يحوِّل قتيله إلى "شهيد" بمجرد تقريب صورته من صورة الحريري. وترافق ذلك كلُّه مع لعنٍ لا يتوقف لنظام الحُكْم في سوريا؛ لا يُهمُّ إن أثبتت ذلك التحقيقات النزيهة والشفّافة التي يطالبون بها أو لم تُثبتْ. فكلُّ الناس يعرفون أنّ الحريريَّ عانى منذ الثمانينيات من شكوك المسؤولين السوريين به، ومن إقبالهم على ابتزازه مادياً وسياسياً وإنسانياً. وصحيحٌ أنّ نصْف الذين يطالبون بتطبيق الطائف الآن كانوا ضدَّه، لكنهم لا يرون في أعماقهم سبيلاً لإخراج السوريين من لبنان إلاّ الطائف الآن. والواقع أنّ سائر الفُرقاء تجاهلوا دستور الطائف في فترة من الفترات. تجاهله السوريون أولاً عندما جدَّدت لهم الولاياتُ المتحدة التكليف والغطاء بعد مشاركتهم لها في الحرب على العراق بعد احْتلال الكويت. الطائف يطلب منهم الخروج إلى منطقة البقاع بعد أول انتخاباتٍ، وأول حكومة عام 1992، وهم لم يخرجوا حتى الآن. وتجاهل المسيحيون من حول البطرك الطائف بعد سجن سمير جعجع، واعتبار البطرك أنّ القوى السياسية المسيحية جرى تجاهُلُها لصالح مسيحيين هامشيين في أكثرهم. قال البطرك أولاً إنّ الطائف أُسيء تطبيقه أو أنه لم يطبق، وصولاً إلى القول بسقوطه. وذهب الشيعةُ، الحلفاء الاستراتيجيون لسوريا، إلى تجاهُل الطائف، لأنه لا يعطيهم من الامتيازات ما استطاعوا انتزاعه بمساعدة السوريين، وبابتزاز الحريري. وما اهتمَّ السُنّةُ والدروزُ كثيراً لعدم تطبيق الطائف لاكتفائهم بالحريري، وبما كسبوا من ضخامة حجمه. إنما سرُّ الأسرار يكمن في أسباب تسليم الحريري بهذه الغَلَبة السورية؛ وبالأجهزة الأمنية التابعة لهم في لبنان، وعلى الأخصّ للرئيس لحود الذي تجاهل الدستور، وعطَّل مجلس الوزراء، واخترق بالأمن وبالعسكر وبالقضاء غير النزيه المؤسَّسات والحُرُمات. كان الحريري يأمُلُ أنه بالنهوض اللبناني والاحتضان العربي والدولي، يمكن الوصول إلى نظام ديمقراطي في الداخل، وعلاقات نِدّيّة مع سوريا: فهل كان رهانه خاطئاً؟!

تركَّز نشاطُ الحريري الإنقاذي والإعماري والاجتماعي والخيري في بيروت وصيدا وطرابلس في السنوات العشر الأولى من اهتمامه بالساحة اللبنانية. وهذه المُدُن هي مَوَاطنُ الأكثرية السُنّية، التي تخربتْ بالاقتتال فيها وعليها في الحرب الأهلية، من جانب الطوائف والأقليات الأخرى، ومن جانب الاجتياح الإسرائيلي في العام 1978 وفي العام 1982. وما ابتُلي السنيون بأطراف الحرب الأهلية وبالإسرائيليين فقط؛ بل ابتُلوا أيضاً بالدخول السوري إلى لبنان. فقد اصطدم السوريون بالفلسطينيين، وبالحركة الوطنية، واستطاعوا حتى أواسط الثمانينيات، الانتهاء من الطرفين بخروج الفلسطينيين من لبنان بعد معارك مع الإسرائيليين ومع السوريين في بيروت وصيدا وطرابلس. أما الحركة الوطنية فقد تشرذمت بإخراج الفلسطينيين، وبقتل كمال جنبلاط زعيمها إلى جانب ياسر عرفات. وفي أثناء ذلك تفرغ السوريون، وتفرّغت أجهزتُهم للإجهاز على القوى السنية الحية: تارةً لأنهم رجعيون (صائب سلام وتقي الدين الصلح والمفتى حسن خالد)، أو لأنهم عرفاتيون (سائر القوميين العرب وتقليديو السُنّة من أنصار جمال عبد الناصر سابقاً، والثورة الفلسطينية لاحقاً). وجاء الحريري والسُنّة في خرابٍ في كل لبنان فجَدَّد بناءهم الاجتماعي، وأرسل أولادَهم للمدارس والجامعات من جديد، ورمَّم وجودَهم في الحياة المصرفية والأعمال. والأهمّ من ذلك أوقف بعلاقاته الجديدة والمتنامية مع السوريين الحملة السورية عليهم، وشارك باسمهم في سائر الشؤون وعلى رأسها الطائف؛ فصان بذلك وجودَهم السياسيَّ المتناميَ أيضاً. والسنةُ تقليدياً هم الامتداد العربي في لبنان، أو أنهم وجهه العربي. هكذا نظر إليهم العرب دائماً، وهكذا كان إيمانُهُم هم. في العام 1918 أعلنوا حكومةً عربيةً في بيروت بعد خروج الأتراك، وأعلنوا تبعيتهم لدولة الملك فيصل الأول في سوريا. وفي الثلاثينيات اتفقوا في "الساحل" أي في صيدا وطرابلس وبيروت على النضال من أجل تحرير بلادهم من فرنسا، والعودة للتوحُّد مع سوريا العربية (مسألة الأقضية الأربعة التي ضمَّها الفرنسيون إلى لبنان الكبير). وانزعجوا أشدَّ الانزعاج عندما جاءت الحركة الوطنية السورية فاتفقت مع البطرك الماروني (دون مشاورتهم) لفصل النضالين، وفصل الحركتين الوطنيتين، وإقامة الدولتين عملياً. وفي الخمسينيات شكَّلوا جبهةً لمقاتلة حلف بغداد في الداخل اللبناني، ومناصرة جمال عبد الناصر ضدَّ الحلف، وضدّ حرب السويس. وأسـلموا قيادهم للناصرية حتى كان سفير مصر عبد الحميد غالب يقيم حكوماتٍ ويُسقطُها في الستينيات. وعندما انهزمت مصر عام 1967 وضعُفت زعامتُها العربية، سارعوا للانضواء تحت عروبةٍ أُخرى هي العروبة الفلسطينية. واندلع النزاع اللبناني لوقوف المسلمين مع الفلسطينيين في وجه الهجمة ضدَّهم من جانب إسرائيل وأنصارها من حزب الكتائب. وما كاد السنيون يخرجون من كابوس الغزو الإسرائيلي والخروج الفلسطيني من لبنان، حتى دخلوا في الاستنزاف السوري، وتسليط الشيعة والدروز على بيروت.. إلى أن ظهر رفيق الحريري، بالمواصفات وبالأعمال السالفة الذكر. في الثمانينيات أوقف النزيف، وفي التسعينيات أطلق في بيروت حركة الإعمار والنهوض الاقتصادي والمالي، بحيث صارت مدينةَ العرب والشرق الأوسط: فكيف لا يقدّسُه السنة، ويحبه اللبنانيون؟!

يَصلُ سكانُ بيروت إلى حوالي المليون ونصف المليون. لكنّ الذين ينتخبون أو يصوّتون في بيروت لا يزيدون على نصف المليون، ومنهم 350 ألف سُنّي. وقد عرف لبنانُ رؤساءَ سنُيّين للحكومة من غير بيروت، مثل عبد الحميد كرامي، وابنه رشيد كرامي، وابنه الآخر الآن عمر كرامي، من طرابلس- لكنّ بيروت باعتبارها العاصمة، والأكثرية السنية، يُضطرُّ كلُّ الطامحين لرئاسة الوزارة للانتقال إليها وأحياناً نقل "صوتهم" أو تسجيلهم كما فعل رئيس وزراء لبنان الأول في الاستقلال: رياض الصلح الصيداوي، ورئيس الوزراء قبل الأخير، والصيداوي هو الآخر: رفيق الحريري؛ وهما أهمُّ رئيسي حكومة عرفهما لبنان منذ الأربعينيات من القرن العشرين. وكلا الرجلين كان قومياً عربياً، وكلا الرجلين كانت له علاقاتُهُ العربيةُ العميقة والشامخة. والمشتركاتُ بينهما كثيرةٌ كما الفروق. رياض الصلح ورث الزعامة كابراً عن كابر. بينما صنع الحريري، ابن الأُسرة الفقيرة، نفسهُ بنفسه. ورياض الصلح كان يستطيع تولّي الوزارة في لبنان وسوريا والأردنُ والعراق، لوثاقة صِلاته بالحركة العربية من حول الهاشميين. وهو قُتِلَ بسبب الصراع بين المحور الهاشمي، والمحور المصري- السعودي، واعتقاد الأخيرين أنه متحزبٌ لصالح الهاشميين. وضاع آلُ الصلح بعدها لصعود مصر ثم سوريا في لبنان. وقُتل الحريري لضخامة شخصيته العربية والدولية، ولبروز قوته أضعاف ما بلغه رياض الصلح. وطورد صائب سلام من جانب السوريين فهاجر من لبنان لعشر سنوات، وما عاد إلاّ بعد أن بلغ التسعين. وبسبب تواري الزعامة السياسية السنية مع غروب الفلسطينيين وصعود النفوذ السوري، برز المفتي الشيخ حسن خالد زعيماً دينياً وسياسياً للسنة، فقُتل أيضاً عام 1988. وكان رشيد كرامي قد قُتل وهو رئيسٌ للوزراء عام 1987؛ وهذه المرة على أيدي القوات اللبنانية. وقد حاولوا اغتيال الرئيس سليم الحصّ أيضاً. وهكذا فرؤساء الحكومات السنة يُقتلون أو يطارَدون إذا ضعُفت العروبة في لبنان، أو سيطر طرفٌ عربيٌّ فيه، وأراد مَنْعَ الآخَرين من التدخل، أو مَنْع رئيس الوزراء اللبناني من تشكيل زعامةٍ منفصلة عنه.

لقد تلقّى السنيون ضربةً قاسيةً في لبنان باغتيال الحريري، بعد الضربة القاصمة التي أصابتهم بالعراق. بيد أنّ شمولية الحريري، حوَّلت اغتياله إلى مسألةٍ وطنية. وربما كان في ذلك نوعٌ من الإنقاذ لوجود السنة ودورهم باعتبارهم شركاء رئيسيين في التوازن الداخلي. لكنْ ما لم تبرزْ لهم قيادة، ويعود العربُ في مصر والسعودية والخليج إلى العناية بهم؛ فإنّ التحديات ستتناوشُهُم من كل جانب.


منقول طبعا







التوقيع :
http://www.alayam.com/Archive/Pictur...-2005_last.jpg
من عهد كسرى وذات الحقد في دمها -- لم يأل خلف قناع الدين يلتهب
هذي الخمينية الصـــــــفراء نعرفها -- من قبل ألف ونبـــلوها ونجتنب
هم الغزاة البويهيون ياوطنــــــي -- وإن تغيرت الالقـــاب والــــرتب
من مواضيعي في المنتدى
»» يأاخوان اللى عنده قصه او موقف حدث معه عند نقاشه للرافضه يذكره هنا
»» اكذوبة الهلكوست الشيعي
»» قس إيطالي يشهر إسلامه عقب مشاهدة جنازة الملك فهد
»» اخر اخبار المتعه
»» من هو صاحب هذه الصورة
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:45 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "