[align=center]نبأ / أعلن البروفسور الألماني هيربرت كاباوف ، أن الشفاء التلقائي للأورام السرطانية موجود ولاحظه معظم الباحثين في الأمراض السرطانية، غير ان خوفهم علي مستقبلهم المهني جعلهم لايخضعونه للبحث والتمحيص، وذلك لوجود اعتقاد راسخ في الطب بأن الشفاء الذاتي للأورام السرطانية متعذر، وعندما يختفي الورم السرطاني ذاتياً، دون تدخل علاجي خارجي، يلقي باللائمة علي التشخيص الخاطئ أو على الخلل في الأجهزة المستخدمة في الكشف.
وقد يكون ذلك سببا مقنعا في انعدام الابحاث الطبية في ظاهرة "الشفاء الذاتي" للأمراض السرطانية رغم وجودها، مع التسليم بندرتها.
ويتطلب الامر بحث الأسباب البيولوجية والنفسية والجسدية التي تؤدي الى تدمير الخلايا السرطانية "ذاتيا" دون أي تدخل علاجي خارجي.
وأشار كاباوف في حديث له مع مجلة "الطبيب الألماني" إلي أن البروفسور "كارل هاينريش باور" ذكر في كتابه الشهير عن الأمراض السرطانية أنه "لا وجود لشفاء ذاتي من السرطان" وهو ما اعتبره الباحثون الألمان من المسلمات التي تمنعهم من البحث في هذه الظاهرة رغم وجودها.
غير أن "كاباوف"، المتخصص في الأبحاث السرطانية في جامعة هامبورغ، تتبع تلك الظاهرة وبحثها وسجل ملاحظاته والحالات التي رصدها في كتاب جديد اسمه "المعجزة ممكنة" عن دار"هيردر" في ميونيخ.
ثلاثون حالة وثقها "كاباوف" وتابعها في مشفى هامبورغ خلال السنوات العشرين الماضية وتأكد من عدم عودة المرض اليهم. منها حالة تعود إلى رجل عمره 61 سنة كان يعاني من سرطان في الرئة امتد أيضا إلى الكلية. ويقول كاباوف انه منح الرجل سنتين ليعيش فقط، لكنه كان بكامل صحته بعد سنتين. وأصاب الطبيب الوجوم والخجل حينما أثبتت الأشعة اختفاء الأورام، الأمر الذي جعل زملائه الأطباء يظنون أن تشخيصه كان خاطئا. وقد مات الرجل بعد سنوات بسبب امتداد السرطان إلى دماغه، لكن الأشعة والتشريح الطبي المختص بعد الوفاة أثبتت خلو رئته وكليته من الأورام السرطانية.
وهناك حالة رجل آخر عمره 60 سنة كان يعاني من سرطان الغدد اللمفاوية الذي انتقل سريعا إلى الرئة والأمعاء والمعدة. وقد رفض الرجل العلاج الجراحي والكيميائي بسبب رغبته في قضاء بقية حياته من دون علاج. اختفى السرطان تلقائيا من جسده بعد سنتين، وعاش حتى بلغ التسعين من العمر.
وكانت حالة "هارالد. ج"، 76عاما، أكثر إحراجا بالنسبة لطبيبه "فالتر فيبر" اذ أن الأشعة وأجهزة الرنين المغناطيسي كشفت عن وجود ورم في القصبات الهوائية يعتبر من أكثر الأورام السرطانية سرعة في قتل المرضى، إلا أن هارالد ما زال على قيد الحياة ولا يعاني من أي سرطان. وقد اختفى السرطان تماما بعد الجولة الثانية من العلاج الكيميائي، أعاد الطبيب الأشعة عدة مرات ولم ير أي ورم. لم يصدق الأشعة وأمر باستئصال فص الرئة المصاب. ولم تثبت الفحوصات المختبرية على الفص المستأصل وجود أية علامة على وجود خلايا سرطانية.
ويعتقد "كاباوف" بأن شفاء الحالة الأخيرة لم يكن بسبب العلاج الكيميائي، ويرجع حالات "الشفاء الذاتي" إلى عملية بيولوجية نفسية لا بد للعلم من سبر غورها. وربما يكمن السبب في عملية "الموت المبرمج للخلايا" التي يعتقد أنها العملية التي توازن نمو الخلايا في جسم الإنسان. فأي خلل في هذه العملية في خلية واحدة قد يؤدي إلى نشوء سلسلة انقسامات تسبب نمو الخلايا غير الطبيعية. وربما تعكس العملية نفسها لهذا السبب أو ذاك وتسبب الانتحار المبرمج للخلايا السرطانية.
ويعتقد الباحث الألماني أن البحث الذي نشره الاميركي "ديف سانديب" وزملاؤه في مجلة "نيو انغلاند جورنال اوف مديسن" قد يلقي الضوء على بعض مسببات "الشفاء الذاتي" للأورام السرطانية. وقد كشف "سانديب" عن أسباب الفرق في العدوانية بين نفس النوع من أورام الغدد الليمفاوية حينما ألمح الى دور الخلايا المناعية "الليمفوسايت" في هذه العملية، فبعض المصابين بورم الغدد اللمفاوية يعيشون سنتين فقط، في حين يعيش آخرون فترة عشرين سنة. تبين من الدراسة أن العملية تعتمد إلى حد بعيد على تركيز "الليمفوسايت" قرب موقع الإصابة السرطانية. واستنتج "سانديب" من ذلك وجود بنية بيولوجية عضوية خاصة لهذه الخلايا تقرر سرعة نمو وانقسام الخلايا السرطانية.
وعلى أية حال، يرمي "كاباوف" من خلال أبحاثه إلى الكشف عن أسباب "الشفاء الذاتي" للأورام السرطانية كي يستطيع توظيفها في إيجاد معادلة تدفع الخلايا السرطانية للانتحار. وعلى هذا الأساس فقد قرر كسر "المحظور" والبدء في أول دراسة علمية حول هذا الموضوع . [/align]
01-02-05, 01:53 PM
العرض العادي
