يقول الرسول صلى الله عليه وسلم"لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى"
هذا الحديث عظيم جدا..
لقد منّ الله علي فصليت في هذه البقاع المقدسة الثلاث..وأنقل إليكم طرفا من مشاعري في كل مسجد منها:-
أولا-مكة المكرمة..شرفها الله..
لمجرد أن تقع عينك على الكعبة يأخذك جلال المنظر إلى استحضار جلال الله وقدسه وعظيم ملكوته في مشهد مهيب ينقلك إلى العالم الفوقي..مستحضرا بهاء الأنس بمعية الله..وأن ماخلاه باطل
ثم ما يلبث شعورك أن يلين بعدما اقشعر جلدك..فيستذكر خطوات خليل الله الإمام..إبراهيم عليه السلام..الذي جعله الله أبانا بل أبا الأنبياء..وأمر نبيه الخاتم باتباع ملته..
وفي الحديث"أنا دعوة أبي إبراهيم"..
وما يكتنف هذه "الذكريات" من قصة هاجر وابنها إسماعيل عليه السلام..الذي فجر الله تحت قدميه ما نزال ليومنا هذا نتنعم به في معجزة مهيبة تجهش في تفكرها القلوب المؤمنة وتجيش بها العواطف السوية
ثانيا-المسجد النبوي:-
أول ما تستشعره هناك..عزة الإسلام!..نعم يكاد يكون العنوان العريض الأكبر..مع ما توحيه لك هذه العزة من أسماء زكية
أبو بكر..عمر ..عثمان..علي
مصعب بن عمير..سعد بن أبي وقاص..
عبد الرحمن بن عوف
أم عمارة..أم سليم..خولة ..بل أم المؤمنين عائشة..
مهاجرون تآخوا مع الأنصار..بدر.. أحد..دماء الكفار هنا..وأشلاؤهم هناك..ما بين العدوة الدنيا والعدة والقصوى..ونصر الله مازالت معالمه لائحة في الأفق لتذكرنا بالمجد التليد..عسى أن يكون لنا باتباعهم مجد طارف..
المسجد الأقصى:-
في المسجد الأقصى ينتابك شعور ببركة الأرض..التي من أهم علائمها..سلسلة طويلة من الأنبياء جابوا هذه البقعة المباركة..
وكان مسك الختام فيها خيرهم صلوات الله عليهم أجمعين وسلامه
وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم
ما أجمله من شعور أن تستذكر خطى إبراهيم وموسى وعيسى وإسماعيل ويعقوب ويوسف..عليهم السلام
ثم رحيل المصطفى إلى ربه!..والموئل في طريق العودة الأقصى نفسه
كلهم جاءوا بدعوة واحد"أنه لا إله إلا أنا فاعبدون"..
وليس يغيب عن المشهد ذكرى عمر الفاروق..الذي مازالت آثاره شاهدة على عظمته..فكان ثاني خير وارث للنبوة..يمر هناك يوما..ليرفع راية التوحيد..لتكتمل رابطة الأخوة بين المساجد المباركة..في عقد فريد ماله مثيل
في المسجد الأقصى..حديث الذكريات يطول..لأنه ثاني مسجد..كأنه حلقة بين المسجدين..فخطى الأنبياء يسمعها السائرون على دربهم هناك..وخشخشة الصحابة يدركها المجاهدون في جنبات الأقصى..
اللهم فك أسر الأقصى ومتعنا بالصلاة فيها وقد تحرر من دنس اليهود