[align=center]يقول ابو سعيد الخراز : بينما انا عشية في عرفة نازعتني نفسي بأن اسأل الله تعالى فسمعت هاتفاً يقول : أبعد وجود الله تسال غير الله ) وكان من اتباع الحلولية
يقول الغزالي ( ضاع لبعض الصوفية ولد صغير ثلاثة أيام لم يعرف له خبر فقيل له لو سألت الله أن يرده عليك فقال : اعتراضي عليه فيما قضى أشد علي من ذهاب ولدي )
ويقول الطوسي الصوفي ( أصلنا السكوت والاكتفاء بعلم الله )
وقال القشيري : سئل الواسطي أن يدعو فقال : أخشى إن دعوت أن يقال إن سألتنا مالك عندنا فقد اتهمتنا وإن سألتنا ماليس لك عندنا فقد أسأت الينا وان رضيت اجرينا لك الامور ماقضينا لك في الدهر )
ونجدهم في المقابل يصرفون هذه العبادة الى اوليائهم ومشايخهم
يقول معروف الكرخي لاتباعه : ان كان لكم الى الله حاجة فأقسموا عليه بي ولا تقسموا عليه به سبحانه فقيل له لم : فقال هؤلاء لايعرفون الله فلم يجبهم ولو انهم عرفوه لاجابهم
ويكون يقول لابن اخيه يعقوب : يابني اذا كان لك الى الله حاجة فسله بي
وقال ابو الحسن الشاذلي : اذا عرضت لكم الى الله حاجة فتوسلوا اليه بالامام ابي حامد الغزالي
وروى السراج الطوسي انه استأذنه رجل واسطي في ركوب بحر الهند بتجارة فقال : اذا وقعت في شدة فناد باسمي
يقول عز وجل ( واذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان )
ويقول عز من قائل ( أمن يجيب المضطر اذا دعاه )
ويقول عز شأنه ( ان الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم إن تدعوهم لايسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ماأستجابوا لكم )
ورد عليهم ابو محمد اليمني رحمه الله بقوله : اما قول الصوفية ان دعاء الله لاينفع فإن هذا محال لان الله تعالى يقول ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا ربنا أنك رءوف رحيم )
والدليل الثاني ( مانبه الله تعالى به الولد أن يدعو لوالديه ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) فلو كان الدعاء لاينفع لما أمره ان يدعو لوالديه
والدليل الثالث ( ان الله نهى رسوله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء للمنافقين ( ولا تصل على احد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره )
ومعلوم ان الصلاة في اللغة هي الدعاء بالرحمة ولو علم الله ان الدعاء لاينفع لما نهاه عن ذلك
وكذا نهاه ان يستغفر لوالدته بقوله ( ماكان للنبي والذين أمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ماتبين لهم انهم اصحاب الجحيم وماكان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه ان ابراهيم لاواه حليم )
والدعاء اقرار بالربوبية واشغال الهمة بذكر الحق عز وجل وقيام الهيبة لله وحده والزيادة في الطاعات والانقطاع عن المعاصي وفيه اظهار العبودية والاقرار بالفقر وتحقيق التوحيد والتبرؤ من الحول والقوة وكما قيل ( موقف ذليل بين يدي عزيز )
والحمدلله رب العالمين[/align]