الفرصة السانحة ... تحت عباءة الشيطان الأكبر

[انسان حر]

لا شك أن الاحتلال الأمريكى للعراق يفتقد الشرعية على أى مستوى من المستويات كما يفتقد المحتلون المصداقية فى كل المواقف والتصريحات بداية من اعلان مبررات الحرب ومرورا بفضيحة سجن أبى غريب وانتهاء بالبحث عن أبى مصعب الزرقاوى فى الفلوجة ... ولسنا الان بصدد تفنيد تلك المبررات أو ادانة تلك الاعتداءات وانما نحاول قراءة مواقف ورصد اتجاهات ... كيف نفسر مواقف الذين دخلوا تحت عباءة الشيطان الأكبر وأظهروا أو أخفوا الشماتة بالمسلمين ... وهل يظن هؤلاء أن هذه هى نهاية التاريخ ?

ان الدخول تحت عباءة الشيطان الأكبر لابد وأن تكون قد سبقته حسابات وموازنات ... كما أن المجازفة بالوقوف فى وجه تلك الحملة الصليبية الاجرامية لا يمكن أن تكون مبنية على العواطف والأمنيات ...

هناك ثلاثة مواقف متباينة تظهر على الساحة ازاء الاحتلال :

1- ركوب الموجة بالانحناء والدخول تحت عباءة الشيطان الأكبر

2- مقاومة جهادية تبتغى احدى الحسنيين

3 - حياد منافق وشيطنة خرساء أوادانة جوفاء

حسابات الذين اختاروا الدخول تحت عباءة الشيطان الأكبر مبنية على ( لا طاقة لنا .. ) ... ( نخشى أن تصيبنا دائرة .. ) ... وكذلك على تحقيق مصالح وقيادة حكومة كارتونية ... حتى ولو كانت تلك الحكومة محكومة فى حقيقة الأمر من قبل المحتل الصليبى وهذا أمر غير مشرف على الاطلاق ولا يمت للشرف بصلة ... فتلك المصالح الانية سرعان ما تنقلب بعد انكشاف الغمة الى وصمة عار تاريخية خصوصا اذا كان لها سوابق لم يمحى من التاريخ ذكرها وتتناقض مع شعارات يقوم عليها البناء العقدى ولافتات صيغت عباراتها وصبغ نسيجها بمعاداة الظلم والاستكبار ... وخلاصة الأمر أن هذه الحسابات تفترض أن هذا المحتل جاء ليبقى وقد أسقطت تلك الحسابات امكانية مقاومته أو طرده ...

اذا ألقينا نظرة سريعة على معطيات التاريخ نرى أن الحملات الصليبية السابقة قد باءت بالفشل وانتهت الى الاندحار وان طال أمدها واستطار شرها ... ( قد خلت من قبلكم سنن فسيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ) ... وقد يقول قائل ان هذه الحملة تمتلك من أنواع الأسلحة المدمرة ما لم تمتلكه سابقاتها فلا يمكن مقاومتها ... وهذه حجة يضحدها التاريخ البعيد والقريب ... فأسلحة المجاهدين الذين طردوا الغزاة السوفييت لم تكن لتصمد أمام ترسانات العدو لولا أنها كانت فى أيدى مجاهدين مؤمنين يحرصون على الموت فوهبت لهم الحياه ... ولم يكن خروج السوفييت الذليل من أفغانستان بسبب انتهاء ذخيرتهم أو قلة عدتهم وانما بسبب ادراكهم أنهم فى طريقهم الى الافلاس بعد أن طال أمد الحرب التى استنزفت مواردهم حتى بدأ التململ والغليان فى الداخل وانتهى الأمر الى سقوط الامبراطورية السوفيتية وانهيار السلطة المركزية وتفتتها الى دول ودويلات ... وكذلك فان العدو الأمريكى لم يكن يتوقع أن تكون المقاومة الاسلامية فى العراق بهذه الشراسة ثم أدرك بعد ذلك أنه قد وقع فى مستنقع يصعب الخروج منه ... ولكنه مازال يكابر ويناور ويجرم ويدمر وينفق ويقامر ... ( فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ) ... ولعلنا لا ننسى ما كان العدو الأمريكى يتوقعه من استقبال بالورود فلما بدأت المقاومة أطلقوا عليها اسم فلول النظام السابق ... ولكن الأيام أثبتت أنه من العبث تضخيم البعث و عملقة العفالقة ...

ان حسابات الذين ركبوا الموجة ودخلوا تحت العباءة قد أغفلت امكانية انحسار تلك الموجة وتمزق عباءة الشيطان الأكبر وانكشاف سوءته وهروب علوجه ... حينها سيقول لهم الشيطان الأكبر : ( انى أرى ما لا ترون ) ... فماذا هم قائلون وبأى عذر سيعتذرون ؟ ... قد يبدو ذلك فى أعين البعض وهما كبيرا كما بدا فى أعين غيرهم ابان الغزو السوفيتى ... ( تشابهت قلوبهم ) ... ما أضعف حججهم خاب فألهم وخسر سعيهم ... فبدلا من أن يتخذوا موقفا رساليا حسينيا أو زيديا فينضموا للمقاومة الاسلامية الأسطورية التى أذهلت العدو وأدهشت الصديق اذا بهم يمضون فى غيهم متهمين الشرفاء المقاومين تارة بالعمالة وأخرى بالوحشية ... ممنين أنفسهم بانتخابات صورية كرزاوية تعطيهم دفة الحكم تحت الوصاية الأمريكية والهيمنة الصهيونية ... فما سدنة الحكم فى أمريكا الا كهان ديمقراطية المحافظين الجدد يأتمرون بأوامر حكماء و أحبار يهود ... اذن فالذين دخلوا تحت العباءة قد ربطوا مصيرهم بأعداء الأمة وتنكروا لشعارات التبرؤ من الظلم والظالمين وموالاة المستضعفين التى كانوا يرفعونها ونسوا قول الله تعالى :

( فعسى الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا فى أنفسهم نادمين )