[align=center] الحمد لله رب العالمين
((الطائفتان كلاهما على الأخوّة والإيْمان بشــــَـــــهادة القُــرآن))
وأقصد بهذا العنوان الطيّب
الصحابة الكرام
علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه من الصحابة -رضوان الله عليهم -
ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ومن معه من الصحابة- رضوان الله عليهم-
في معركتي ( الجمل ) و (صفّين)
يقول القاضي ابن العربي في تفسير قوله تعالى :
( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما
فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله
فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين (9)
إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون(10)
سورة الحجرات
فلم يُخرجهم من الإيمان بالبغي والتأويل
ولا سلبهم اســـم الأخوّة بقوله بعده :
" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم "
فهذه كلها أمور جرت على رسم النزاع ولم تخرج عن طريقٍ من طُرُق الفقه)
العواصم من القواصم 169- 171
ويقول النووي رحمه الله :
(...واعلم أن الدماء التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم
ليست بداخلة في هذا الوعيد -يعني قوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
" إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ")
شرح النووي على مسلم 18/11
قلتُ : صدق ورب الكعبة لأن قتالهم لم يكن من أجل الدنيا الفانية الزائلة لأن لهذا الحديث رواية أخرى توضّحه وتبيّنه
فقد أخرج البزّار في حديث " القاتل والمقتول في النار" زيـــــــــادة تُبيّن المُراد وهي:
" إذا اقتتلتم على الدنيا فالقاتل والمقتول في النار"
فتح الباري لابن حجر 13/34
..................................
( الله سبحانه وتعالى يأمُرنا بالأدب مع الصحابة أجمعين أنصاراً ومهاجرين )
قال تعالى:
" والذين جاؤوا من بعدهم يقولون
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان
ولاتجعل في قلوبنا غِلّا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوفٌ رحيم"
سورة الحشر 10
فتدبّر أمر الله لنا بأن نستغفر لأنفسنا و للصحابة الكرام والإقرار بإخوتهم لنا في الإيمان وسابقتهم في الإسلام
وأن ندعوا ربنا بأن يُخلّص قلوبنا من الغِلّ والحقد والبغضاء لهم لأنهم مؤمنون صادقون مفلحون
فالله بنا وبهم رؤوف رحيم
.................................
(ألفان من الخوارج يحاصرون عثمان رضي الله عنه ومعظم الصحابة في موسم الحج والثغور والأمصار)
كثيرٌ من الصحابة رضوان الله عليهم أو كُلّهم
لم يكونوا يظنون أن يبلغ الأمر بالخوارج أن يتجرأوا على قتل عثمان رضي الله عنه
وظنوا أنها شدّة وضيْقة وستزول عمّا قريب
خصوصاً أن المسلمين قد جاءوا للحج من كل فجّ
وبعض الصحابة مرابطون في الثغور وبعضهم قد سكنوا الأمصار
ومع نهي عثمان رضي الله عنه أن يدافع عنه أحد صبراً منه واحتساباً
إلا أن الحسن والحسين وعبد الله بن عمر رضوان الله عليهم كلهم شاكي السلاح وقد انطلقوا حتى دخلوا الدار فقال عثمان :
" أعزم عليكم لما رجعتم فوضعتم أسلحتكم ولزمتم بيوتكم "
تاريخ خليفة بن خياط 174
وروى ابن عساكر بإسناده إلى جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن عليّاً أرسل إلى عثمان :
إن معي خمسمائة دارع فأْذن لي فأمنعك من القوم فإنك لم تحدث شيئاً يُستحلّ به دمك
قال -أي عثمان - جُزيْت خيراً ما أُحبُّ أن يُهراق دمٌُ بسببي "
تاريخ دمشق 403
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلت لعثمان :
اليوم طاب الضرب معك قال : أعزم عليك لتخرجن"
تاريخ خليفة بن خياط 174
وأخرج بن أبي شيبة عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان يوم الدار
اخرج فقاتلهم فإن معك من قد نصر الله بأقل منه والله قتالهم لحلال
قال : فأبى"
في المصنف 5/204
وأخرج أيضاً عن ابن سيرين قال:
جاء زيد بن ثابت إلى عثمان فقال: هذه الأنصار بالباب قالوا :
إن شئت أن نكون أنصار الله مرتين قال: أمّا قتالٌ فلا "
في المصنف 5/204
وفي رواية خليفة في تاريخه 174 :
" لاحاجة لي في ذلك كُفُّوا "
...............................................
( فاجعة مقتل عثمان -رضي الله عنه - عظيمة على الصحابة رضي الله عنهم أجمعين)
روى الطبري وغيره أن عليّاً رضوان الله عليه حين أتاه الخبر بمقتل عثمان رضوان الله عليه قال:
" رحم الله عثمان وخلف علينا بخير "
وقيل له : ندم القوم -أي قتلة عثمان- قال:
" كمثل الشيطان إذ قال للإنسان أكفُر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين"
تاريخ الطبري 4/392
وأخرج أحمد في فضائل الصحابة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
" رأيتُ عليّاً رافعاً حُضنيه يقول:
" اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان "
فضائل الصحابة 1/452
وروى ابن سعد في الطبقات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
سمعت عليّاً يقول حين قُتل عثمان :
" والله ما قتلتُ ولا أمرتُ بقتله ولكن غُلبت يقول ذلك ثلاث مرات "
الطبقات 3/82 ومصنف عبد الرزاق 11/450
وروى ابن شبّة عن قيس بن أبي حازم قال سمعت سعيد بن زيد يقول :
" والله لوأن (أُحُدَاً) انقضّ فيما فعلتم -يعني القتلة-في ابن عفّان كان محقوقاً أن ينتقض"
ابن شبه في تاريخ المدينة 4/1242 ومصنف ابن أبي شيبة 15/204
وروى ابن سعد عن ميمون بن مهران قال: لما قُتل عثمان قال حُذيفة هكذا وحلّق بيده وقال:
" فُتِقَ في الإسلام فتْقٌ لايرتُقه جبل "
طبقات ابن سعد 3/80 ومصنف ابن أبي شيبة 15/210 و211
وروى البلاذري من طريق عروة عن أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها قالت:
" ليتني كنت نسياً منسيّاً قبل مقتل عثمان فوالله ما أحببتُ له شيئاً إلا مُنيتُ بمثله حتى لو أحببت أن يُقتل لقُتلت"
أنساب الأشراف 1/596 وفضائل الصحابة 1/462
روى ابن شبة عن طلق بن خُشّاف قال قلتُ لعائشة :
فيم قُتل أمير المؤمنين عثمان ؟
قالت : قُتل مظلوماً لعن الله قتلته"
ابن شبه في تاريخ الدينة 4/1244
ورُوي عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنّهُنّ قُلن حين قُتل عثمان :
" هجم البلاء وانكفأ الإسلام "
ابن عساكر في تاريخ دمشق 539
وقالت أم سُليم الأنصاريّة رضي الله عنها لما سمعت بمقتل عثمان :
" رحمه الله أما إنه لم يحلبوا بعده إلا دماً"
ابن كثير في البداية والنهاية 7/195
وروى ابن كثير في البداية عن أبي بكرة رضي الله عنه قال:
" لأن أخرَّ من السماء إلى الأرض أحبُّ إلىَّ من أن أُشْرك في قتل عثمان"
تاريخ دمشق 7/194
عن أبي عثمان النهدي قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه :
" إن قتل عثمان رضي الله عنه لو كان هُدىً احتلبت به الأمّة لبناً ولكنه كان ضــلالاً فاحتلبت به دماً"
ابن شبة في تاريخ المدينة 4/1245
وعن أبي مريم قال رأيت أبا هريرة يوم قتل عثمان وله ضفيرتان وهو ممسك بهما وهو يقول :
" قتل والله عثمان على غير وجه الحق"
ابن عساكر في تاريخ دمشق 493
وسأل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عمار بن ياسر رضي الله عنه :
يا أبا اليقضان أعدوت على أمير المؤمنين عثمان قَتَلَته ؟ فقال: لم أفعل
ابن كثير في البداية 7/236
روى ابن سعد في الطبقات بإسناده إلى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال:
" لو أجمع الناس على قتل عثمان لرموا بالحجارة كما رُمي قوم لوط"
ابن سعد في الطبقات 3/80 وابن معين في التاريخ 2/295
وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما
لمّا سأله قُرط بن خيثمة فيم قُتل أمير المؤمنين عثمان؟
قال: قُتل مظلوماً"
ابن شبة في تاريخ المدينة 4/1245
يتبــــــــــــع بإذن الله[/align]