سبحـــــــان الله ,, تعرف على صيام البوم ,, سبب هروبه الى الخراب ,,
1 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بنِ الوليد ؛ وجماعةُ مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، عن صفوانَ بن يحيى ، عن الحسين بن أبي غُنْدَر ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال: سمعتُه يقول في البومة ، قال: هل أحدٌ منكم رآها بالنّهار ، قيل له : لا ، تَكاد تظهر بالنّهار ولا تظهر إلاّ ليلاً ، قال: أما إنّها لم تزل تأوي العمران أبداً ، فلمّا أن قتل الحسين عليه السلام آلت على نفسها أن لا تأوي العُمْران ابداً ولا تأوي إلاّ الخراب ، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتّى يجنّها اللّيل فإذا جنّها اللّيل(كذا) فلا تزال ترنّم على الحسين عليه السلام حتّى تصبح» . 2
ـ حدَّثني حكيم بن داودَ بنِ حكيم ، عن سَلَمة بن أبي الخطّاب ، عن الحسين بن عليِّ بن صاعد البَربَريِّ قيّماً لقبر الرّضا عليه السلام قال : حدَّثني أبي «قال : دخلتُ على الرّضا عليه السّلام فقال لي : تَرى هذه البوم ما يقول النّاس؟ قال: قلت : جُعِلتُ فِداك جِئنا نَسألك ، فقال : هذه البومة كانت(4) على عهد جدِّي
____________
1 ـ في بعض النّسخ: «صفوان».
2 ـ قرقرت الحمامة والدّجاجة : ردّدت صوتها.
3 ـ البوم طائر الظّلام ، وهي بالفارسية : «جغد».
4 ـ في البحار: «دخلت على الرّضا عليه السلام فقال لي : ما يقول النّاس؟ قال : قلت : جعلت فداك جئنا نسألك ، قال: فقال لي : ترى هذه البومة كانت ـ إلخ» .
--------------------------------------------------------------------------------
( 106 )
رَسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تأوي المنازل والقصور والدُّور ، وكانت إذا أكل النّاس الطّعام تطير وتقع أمامهم ، فيرمى إليها بالطّعام وتسقي وترجع إلى مكانها ، فلمّا قتل الحسين عليه السلام خرجت من العُمران إلى الخراب والجبال والبراري ، وقالت : بئس الاُمّة أنتم ! قتلتم ابن بنت نبيّكم ، ولا آمنكم على نفسي» . 3
ـ حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال ـ عن رجل ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنّ البوم لتصوم النّهار فإذا أفطرت تدلّهت(1) على الحسين بن عليٍّ عليهما السلام حتّى تصبح» .
4 ـ حدّثني عليُّ بن الحسين بن موسى ، عن سعد بن عبدالله ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن الحسن بن عليِّ ، الميثميِّ(2) «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : يا يعقوب(3) رأيت بومةً بالنّهار تنفّس قطّ ، فقال : لا ، قال : وتدري لم ذلك؟ قال: لا ، قال: لأنّها تظلُّ يومها صائمة على ما رزقها الله ، فإذا جَنّها اللّيل أفطرت على ما رُزقت ، ثمَّ لم تزل ترنّم على الحسين بن عليّ عليهما السلام حتى تصبح» .
المصدر :
كتاب كامل الزيارات -
الباب الحادي والثّلاثون
(نَوح البوم(3) ومصيبتها على الحسين عليه السلام) ص 93 - ص 115
تأليف :أبي القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي
المتوفى 368 هـ . ق
صححه وعلق عليه : بهراد الجعفري
بإشراف
الأستاذ : علي أكبر الغفاري
نشر ـ صدوق
ع ـ غفاري
ملاحظة : محتوى الكتاب في غاية الإتقان ، وألفاظه كشقائق النعمان ، لو تجسمت معارفه لكانت بدرا زاهراً ، ولو تنسمت مطالبه لكانت مسكا ذافراً ، ولو قبست كلماته لكانت شهابا ثاقبا ، لأنه يهدي إلى عرفان الأئمة الأعلام عليهم السلام وإلى دينهم الحق في كل عصر وزمان ، وكل صقع ومكان.
فبإحياء هذا الأثر القيم ونشره بصورة عالية بهية منقّحة قد تشرق شموس مطالبه الآفاق ، وتبصر شمائل أوراده وأسراره جميع الأطباق بلا شك فيه ولا ارتياب . فرحم الله عز وجل مؤلفه الفذ العبقري في كل العشية والإشراق.
غرة ج1 1417 ـ ق على أكبر الغفاري
تطابق 25|6|1375 ـ ش ايران ـ طهران