قال الرافضي : روى الدارمي (م255هـ) في مسنده، ج1، ص43، باب اكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم بعد موته، عن ابي الجوزاء، قال قحط اهل المدينة قحطا شديدا فشكوا الى عائشة رضى الله عنها فقالت انظروا الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا كرة الى السماء حتى لايكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا فمطروا، الحديث .
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : ( وما روي عن عائشة t من فتح الكوة من قبره إلى السماء لينزل المطر فليس بصحيح، ولا يثبت إسناده، ومما يبين كذب هذا أنه في مدة عائشة لم يكن للبيت كوة، بل كان باقياً كما كان على عهد النبي r، بعضه مسقوف وبعضه مكشوف، وكانت الشمس تنزل فيه، كما ثبت في الصحيحين عن عائشة أن النبي r كان يصلي العصر والشمس في حجرتها، لم يظهر الفيء بعد ، ولم تزل الحجرة كذلك حتى زاد الوليد بن عبد الملك في المسجد في إمارته لما زاد الحجر في مسجد الرسول r . ومن حينئذ دخلت الحجرة النبوية في المسجد، ثم إنه بني حول حجرة عائشة التي فيها القبر جدار عال، وبعد ذلك جعلت الكوة لينزل منها من ينزل إذا احتيج إلى ذلك لأجل كنس أو تنظيف. وأما وجود الكوة في حياة عائشة فكذب بين، ولو صح ذلك لكان حجة ودليلاً على أن القوم لم يكونوا يقسمون على الله بمخلوق، ولا يتوسلون في دعائهم بميت، ولا يسألون الله به، وإنما فتحوا القبر لتنزل الرحمة عليه، ولم يكن هناك دعاء يقسمون به عليه.
فأين هذا من هذا ؟ والمخلوق إنما ينفع المخلوق بدعائه أو بعمله، فإن الله تعالى يحب أن يتوسل إليه بالإيمان والعمل والصلاة والسلام على نبيه r ومحبته وطاعته وموالاته، فهذه هي الأمور التي يحب الله أن نتوسل بها إليه ... )
قال الرافضي : ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا لذنوبهم واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما )
و الآية لم تحدد كون هذا الاستغفار في حياة الرسول صلى الله عليه و آله وسلم أو بعد مماته ..
كذلك حينما طلب أبناء يعقوب (ع) أن يستغفر لهم ربهم
( يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنّا خاطئين
وهذا في حال حياته .. فلا بـأس .!
وفي التفسير : (وَلَوْ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ وَصَفَ صِفَتهمْ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ , الَّذِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى حُكْم اللَّه وَحُكْم رَسُوله صَدُّوا صُدُودًا , إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسهمْ بِاكْتِسَابِهِمْ إِيَّاهَا الْعَظِيم مِنْ الْإِثْم فِي اِحْتِكَامهمْ إِلَى الطَّاغُوت وَصُدُودهمْ عَنْ كِتَاب اللَّه وَسُنَّة رَسُوله , إِذَا دُعُوا إِلَيْهَا جَاءُوك يَا مُحَمَّد حِين فَعَلُوا مَا فَعَلُوا مِنْ مَصِيرهمْ إِلَى الطَّاغُوت رَاضِينَ بِحُكْمِهِ دُون حُكْمك , جَاءُوك تَائِبِينَ مُنِيبِينَ , فَسَأَلُوا اللَّه أَنْ يَصْفَح لَهُمْ عَنْ عُقُوبَة ذَنْبهمْ بِتَغْطِيَتِهِ عَلَيْهِمْ , وَسَأَلَ لَهُمْ اللَّهَ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْل ذَلِكَ . وَذَلِكَ هُوَ مَعْنَى قَوْله : { فَاسْتَغْفَرُوا اللَّه وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُول } .
وهذا مختص بحياة النبي .. وهذا واضح من سياق الآية .. لكون الإستغفار من النبي لا يكون إلا في حياته .!!
ثم أتى رافضـي ثائر .. ومن جملة ما قال : عن الهيثم بن حنش قال كنا عند عبدالله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله فقال له رجل اذكر احب الناس اليك فذكر محمدا فكانما نشط من عقال وعن مجاهد رحمه الله قال خدرت رجل رجل عند ابن عباس رضي الله عنهما فقال اذكر احب الناس اليك فقال محمد فذهب خدره
والرد على هذه الشبهة المثارة :
اما عن «كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فخدرت رجله، فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك، فقال : يا محمد! فكأنما نشط من عقال » , فسنده ضعيف لوجود أبو نعيم النخعي , فقد قال عبدالله بن أحمد بن حنبل عن ابيه أنه : ليس بشئ , وقال عنه أبو داود : ضعيف , وزاد ابن معين وقال : كذاب (1) تهذيب الكمال 4/484 , وقال عنه الدار القطني في علله : متروك (2) 5/50 , ومرتبته عند ابن حجر أنه صدوق له أغلاط (3) التقريب 1/105 , وقال الألباني عن الحديث : ضعيف (الكلم الطيب : 236)
ولو فرضنـا جدلاً صحته , فهو مخالف لما ورد في القرآن الكريم ﴿فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ ومخالف لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين والأئمة من بعدهم , وكلٌ يأخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد فَهِم أهل العلم والدراية أنه كان معروفا عند العرب ذكر الحبيب عند الخدر , فجاءت أشعارهم وقصائدهم بهذا , فكان يتذكرون الحبيب الذي ملأ فؤادهم وسكن جوراحهم فيذهب عنهم الخدر ..
وأما الياء , فهي ياء النداء , وهي ليست بإستغاثة أبداً , لأننا عرفنا فيما سبق أن الإستغاثة هي طلب الغوث لإزالة ضر ودفعه , وجلب منفعه , وهذه ليس لطلب المنفعه ولا لدفع مضرة , وليس بشرك , وللتوضيح أكثر , نرى أن فاطمة الزهراء رضي الله عنها قالت لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يـا أبتاه , أجاب رباً دعاه , يا أبتاه جنة الفردوس مأواه , يا أبتاه الى جبريل ننعاه » , فتبين الحق واتضح ولله الحمد , ثم زيادة على ما ذُكر فإن ابن عمر رضي الله عنه أُصيب بالعمى , ولم يستغث بالنبي صلى الله عليه وسلم , أفيستغيث إن اصابت رجلاه خدر ؟ , هذه حواجز صعبه لا أظنهم قادرين على إختراقها , إن فُرضت صحة الأثر وإلا فهو ليس بصحيح . ) ..
قال الرافضي : من قال لك بأن كل دعاء هو عبادة ...
هل عندما تدعو شخصاً ( يعني تطلب من شخصٍ ) أن يؤدي لك عملاً ما تسمي هذا عبادةً له
اقول : ما أجهلك .. وما أعظم جهلك .!!
المقصود من الدعاء الذي صرفه شرك ( دعاء المسألة .. ودعاء العبادة ) .!!
سـؤال برئ : لمـاذا تقولون يا حسين يا علي .. تدعون الأئمة .. لماذا لا تقولون يا نـوح ؟ يا إبراهيم .. يا اسماعيل ؟ ؟
أليس قدرهم أكبر وأعظم وأجل من الأئمة أجمعين ؟
وأقرب الى الله منهم .!؟
وأقول : من يصرف شيئاً من العبادة لغير الله .. كالدعاء والصلاة و( الذبح ) فهو أّله من صرفها له ..!!
قال الرافضي : هل يسمعنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هو في قبره ؟
هل هناك اتصال بين الله عز و جل و بين الرسول صلى الله عليه و آله وسلم و هو في البرزخ ؟؟
أما قضية السماع انظر الى الأعـلى لترى الرد .!!
أما إتصال بين الله وبين رسوله .. فالبرزخ من أمر الغيب .. ونحن لا نقول بما لا نعلم .. خاصة في امور عقدية .. ولو كان هناك اتصال .. فلا يجيبكم رسول الله ولن يجيبكم .!!
قال الرافضي : إلا لما هربتَ عن موضوع ( الذبح لغير الله ) ..
اقول سآتيك .. لا تخف