قال تعالى
" وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " الأحزاب 33
فجاء الرافضة الى شطر الآية الأخير وأنتزعوه
ليستدلوا به على عصمة أصحاب الكساء وأئمة الرافضة من بعدهم
و أستدلوا بأحاديث كثيرة ماصح منها
لا يمكن أن يدل على أكثر من دعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
لأصحاب الكساء رضي الله عنهم بمضمون الآية بعد نزولها في زوجاته رضي الله عنهن
وفي هذا الموضوع سنناقش بعض الأمور حول الآية الشريفة
وسنظهر ان شاء الله اختصاصها بزوجات الرسول لايدخل معهن أحد غيرهن
وساعرض في كل مشاركة نقطة واحدة فقط توضح ذلك
أولا :
يبدأ شطر آية التطهير الذي يقصده الرافضة بكلمة ( إنما ) وهي أداة حصر
فماذا تحصر إنما في عرف الرافضة ؟
لهم فيما تحصره قولان
القول الأول : أنها تحصر ارادة الله في اذهاب الرجس عن أهل البيت
وهذا كفر صريح ونزع لإرادة المولى عز وجل
فكأنه ليس لله ارادة غيرها حاشاه سبحانه
والقول الثاني : أنها تحصر أرادة الله اذهاب الرجس في أهل البيت
وهو قول متهافت أيضا
إذ كيف يجوز أن تحصر إرادة الله إذهاب الرجس فيهم دون غيرهم من خلقه
( ادعاء على الله وانتقاص له)
اذ يكون معنى ذلك أن الله تعالى لايريد أن يذهب الرجس عن غيرهم
وكأنه تعالى يريد الرجس لعباده ماعداهم حاشاه سبحانه
هذا حمق وعدم تنزيه لله تعالى من الرافضة
وقد جمع شيخهم الطبطبائي هاتين الحماقتين في تفسيره
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي ج 61 ص 309
قوله تعالى : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) كلمة ( انما ) تدل على حصر الارادة في اذهاب الرجس والتطهير وكلمة أهل البيت سواء كان لمجرد الاختصاص أو مدحا أو نداء يدل على اختصاص اذهاب الرجس والتطهير بالمخاطبين بقوله : ( عنكم ) ، ففى الاية في الحقيقة قصران قصر الارادة في اذهاب الرجس والتطهير وقصر اذهاب الرجس والتطهير في أهل البيت .
وحيث بطل القولين لأن فيهما كفر وعدم تنزيه للذات الإلهية
فلا بد لنا من البحث عن ما تحصره أداة الحصر إنما
نقول
الآداة إنما تحصر سبب ورود الأوامر والنواهي السابقة لها
في ارادة الله اذهاب الرجس عن أهل البيت
أي أنه تعالى لم يأمر وينهى أمهات المؤمنين في الاية وماسبقها
الا لأنه يريد أن يذهب عنهن الرجس ويطهرهن منه
وهذا هو الحق الذي لامحيص عنه
اذ لايمكن أن يكون في الآية محصور ومحصور فيه الا ماذكرنا
بعد أن سقط ادعاء القوم
الذين أظهروا أن عصمة أئمتهم أهم عندهم من تنزيه الله تعالى عن النقص
يتبع لاستكمال النقاط حول آية التطهير
اللهم اهدنا واهد بنا