العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-04-04, 05:06 PM   رقم المشاركة : 1
مهند الخالدي
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية مهند الخالدي







مهند الخالدي غير متصل

مهند الخالدي is on a distinguished road


Thumbs up مقتطفات مهمة من مناظرة إنتصار الحق

[ALIGN=CENTER][/ALIGN]

المتكلم أولا :
دعك عن هذا ، أنا أسألك : أنت تثق في البخاري أم لا ؟

العبد لله :
صحيح البخاري أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى وهو يحوي كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تلقت الأمة كتابة بالقبول العام ، وكل ما فيه من الأحاديث مقبولة .

نفس الشخص :
أنا أقول لك : البخاري أخرج أحاديث تكفر الصحابة وتجعلهم مرتدين ، وأنت تقول كل ما في البخاري صحيح ، وهذا البخاري يحكم بكفر الصحابة وارتدادهم .

ثم يقوم ليحضر كتابا من المكتبة وأظنه البخاري .

العبد لله :
يا جماعة اتقوا الله في البخاري ، البخاري هو خادم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحاشاه أن يكفر أصحاب النبي ، وهو الذي ملأ كتابه بالفضائل والمناقب عن الصحب الكرام صاحبا بعد صاحب .

نفس الشخص :
يفتح البخاري على علامة أظنه حددها قبل المناظرة ثم قال : اسمع إلى ما يقوله البخاري : " هذا صحيح البخاري تفضل تأكد منه " .

العبد لله :
اقرأ ، وأنا أسمع منك ما تقرأ .

نفس الشخص :
اسمع الرواية الأولى : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم ، فأقول : إ،هم مني ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا لمن غير بعدي " .
واسمع الرواية الثانية . . .

العبد لله مقاطعا :
لا تتعجل ، حديث ، حديث ، حتى نتبين الأمر ، ثم لي إن شاء الله تعالى توضيح على جملتها جميعها .
انظر إلى هذا الحديث ، هل قال النبي : " فأقول إنهم أصحابي " ؟ أم قال : " فأقول إنهم مني " ؟
الرجل ينظر في الحديث ثم يقول : قال : " فأقول إنهم مني " .

العبد لله :
هذا الحديث حجة عليكم أنتم إن أبيتم إلا أن تفهموا الحديث فهما خاطئا مقلوبا ، فإن الحديث يقول : " فأقول : إنهم مني " ومعلوم لكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : أنت مني ، وفاطمة مني ، وقال عن الحسن والحسين : إنهما مني أو ولداي . أو من هذا القبيل .
فأقول : لو أصررتم على فهم الحديث فهما مقلوبا خاطئا فإن قوله صلى الله عليه وسلم : " فأقول : إنهم مني " أقرب إلى آل البيت منه إلى الصحابة .
هذا مني تماشيا في الحديث على أسلوبكم ، وإلا فأنا وكل أهل السنة نجل ونحب ونود آل البيت عليهم الصلاة والسلام ونترضى عنهم جميعهم ، وليس كما تفعلون ، أنتم تغالون في البعض غلوا مقيتا ، وتنقصون من حق البعض من آل البيت نقصانا مهينا .


والحديث ليس على هذا ولا ذاك ، وحاشاه من الانتقاص في ق الأصحاب الكرام ، وحاشاه من الانتقاص من أهل البيت الأطهار .
بل الثابت عندنا وعند البخاري نفسه الذي يودر نصوصا تفيد أن أئمة الصحابة في الجنة لا سيما العشرة المبشرين بالجنة ، ومنهم الإمام علي رضي الله عن الجميع ، وتفيد بأن أهل بيت النبوة في الجنة لا سيما زوجاته أمهات المؤمنين ، ولا سيما بناته المطهرات العفيفات ، وعلى رأسهن الزهراء سيدة نساء أهل الجنة ، والسبطين الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .

فالحديث لا يحمل - أبدا - معنى الانتقاص من الأصحاب ولا من آل بيت النبوة الأطهار ، وإنما هو من باب الترهيب والتنبيه والتحذير ، حتى لا يغتر الأصحاب بصحبتهم وسابقتهم ، فيميلوا إلى الدنيا عن الآخرة ، وإلى الأموال والأولاد عن الجهاد في سبيل الله ، وحتى لا يغتر أله البيت بقرابتهم ، فيتكلوا بها عن العمل والاجتهاد في العبادة والطاعة .
وهكذا حتى يظل الجميع على الرغبة والرهبة ، وعلى الخوف والرجاء وهما جناحا الإيمان ، وركنا العبودية الخالصة للرحمن .
وإن حمل الحديث على أحد ، فلا يمكن مطلقا حمله على المبشرين بالجنة ولا على أهل بدر ، ولا على أهل بيعة الرضوان ، ولا على المهاجرين الذين شهد الله تعالى لهم بالصدق والإخلاص ، ولا على الأنصار الذين شهد الله تعالى بالفلاح ، ولا على الذين هاجروا من قبل الفتح وقاتلوا ، ولا على الذين هاجروا من بعد الفتح وقاتلوا ، لأن الله وعد الطائفتين بالحسنى .
لا يمكن حمل الحديث على أولئك الكرام البررة ن لأن هناك نصوصا تعارض ذلك ، وينبغي فهم الحديث ضمن إطار تلك النصوص حتى لا يحدث الغلو والشطط والانحراف والضلال .

نفس الشخص :
دعنا من هذا الحديث ، واسمع الحديث الثاني فإنه يصرح بذكر الأصحاب .

العبد لله :
تفضل اقرأ الحديث .

نفس الشخص :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحالون عن الحوض ، فأقول : يا رب أصحابي ، فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى " .
ثم يعقب صاحبنا على الحديث بقوله : أظن الحديث واضحا فيه ذكر الصحابة وأنهم ارتدوا وكفروا ، والحديث كما ترى لا يحتاج إلى تعليق ، وهو حجة عليك .
والحاضرون يؤازرون صاحبهم :
فأحدهم يقول : الحديث نص على ارتداد الصحابة .
وآخر يقول : الحديث يا جماعة موجود في البخاري
وثالث يقول لي : أظن ما راح تعرف تلف وتدور .
ورابع يقول : ما قولك الآن على هذا الحديث الواضح ؟
وخامس يبتسم لأصحابة . . . وهكذا .

والعبد لله - بحمد الله وتحثا بنعمته - كان رابط الجأش ممتلىء الثقة بالله ، تغمره بحمد الله السكينة ، فجعلت أنظر إليهم كما ينظر الأسد إلى قرود تتهارج ، فتركهم على لهوهم وباطلهم هنيهة ، ثم زأر عليهم زأرة فانقلبوا خائبين ، وولوا هاربين ، وارتدوا على أدبارهم خاسئين ، فالحمد لله رب العالمين .

العبد لله :
ماذا تفهم من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى " .

نفس الشخص :
الذي أفهمه أنهم كفروا وارتدوا عن دين الإسلام إلى الكفر .

العبد لله :
من تقصدون بالأصحاب الذين ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم .
قال : صحابة النبي كلهم إلا الإمام علي عليه السلام وشيعته .
قلت : وكم كانت شيعته ؟
قال : كانوا كثرين .
قلت : وكم كان عددهم تقريبا ؟
قال : لا أدري بالضبط ، وكلنهم كانوا كثيرين .
قلت : كذبت ، والروايات عندكم تدل على أنهم ثلاثة : المقداد وأبو ذر وسلمان ، وأن عماراً حاص حيصة ثم عاد ، فهؤلاء أربعة وخامسهم الإمام علي ، ولقد تتبعت كتبكم فوجدتهم في أحسن الأحوال لا يزيدون عن بضعة عشر رجلا .

نفس الشخص :
لا أدري ما علاقة ذلك بالحديث .

العبد لله :
ستعرف الآن ، ولكن قل لي : من كانوا أئمة المرتدين ؟

نفس الشخص :
أئمتهم هم ، أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير ومعاوية .

العبد لله :
هذا هو الذي فهمتموه من حديث البخاري .

نفس الشخص :
نعم .

العبد لله :
هذا الذي فهمتموه من حديث البخاري لمي فهمه البخاري نفسه فها هو ذا يخرج في صحيحة في كتاب " فضائل الصحابة " الأحاديث الكثيرة الصحيحة التي تبين فضائل المهاجرين وفضائل الأنصار ومناقب أبي بكر ومناقب عمر ومناقب عثمان ومناقب علي ومناقب الزبير ومناقب طلحة ومناقب أبي عبيدة ومناقب سعد ومناقب خالد بن الوليد .
وها هو ينقل قول النبي صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم " ، وهو يصدق صريح القرآن " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ويصدق صريح القرآن الصحب الكرام وتعتبرهم صادقين مفلحين فائزين .
وها هو البخاري نفسه ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في أبي بكر – الذي تجعلونه من أئمة الكفر والإلحاد ، وهو عند الله وعند رسوله وعند المؤمنين إمام الصدق والإخلاص والإيمان والتقوى – يخرج البخاري ، قول النبي صلى الله عليه وسلم في حق أبي بكر : " لو كنت متخذا في الإسلام خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخي وصاحبي " .
وها هو البخاري يثبت الأفضلية لأبي بكر على كافة الصحابة حيث يقدمه الرسول صلى الله عليه وسلم للصلاة في مرضه الذي توفي فيه ، فيخرج قوله صلى الله عليه وسلم : " مروا أبا بكر فليصل بالناس " .
ويخرج قوله صلى الله عليه وسلم في مرضه الأخير لعائشة رضي الله عنها : " ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلى أبا بكر " .
وها هو البخاري يثبت فضل عمر رضي الله عنه والذي تجعلونه من أئمة الكفر وتقولون إن أبا بكر وعمر هما الجبت والطاغوت ، وحاشاهما من ذلك .
فيخرج قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر " .
وها هو البخاري يثبت فضل عمر رضي الله عنه ، فيخرج قول النبي صلى الله عليه وسلم : " بينا أنا نائم شربت " يعني اللبن " حتى أنظر إلى الري يخرج من أظفاري ، ثم ناولت عمر . قالوا : فما أولته يا رسول الله ؟ قال : العلم " .
وها هو البخاري يثبت فضائل الصحابة من المهاجرين والأنصار، فيملأ كتابه بمناقبهم وفضائلهم ، ويترضى عنهم كافة . وعلى ذلك فالبخاري يفهم من حديثه ما لم تفهموه أنتم .

نفس الشخص :
أحاديث البخاري ليست حجة علينا ، ونحن لا نثق فيها ، وإنما أنتم تثقون فيها ، ونحن نحتج بها عليكم أنتم .

العبد لله :
سبحان الله ! يا قوم إنما مثلكم كمثل اليهود يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ، يا قوم إما أن تكذبوا بأحاديث البخاري كلها ، وإما أن تأخذوها كلها ، وإلا كنتم كما قول تعالى : " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب " .

نفس الشخص :
نحن عندنا رواياتنا وأحاديثنا الخاصة بنا والتي رواها علماؤنا والمأخوذة من علم آل البيت عليهم سلام الله ، وهي مدونة في كتبنا التي نثق فيها .

العبد لله :
أين هي كتبكم الموثوقة ، وهذه الكتب روت أكثر من ألفي رواية مكذوبة على القرآن نفسه ، فهل نستبعد أن يروى مثلها على أصحاب النبي الكرام البررة ؟ وهل نستبعد أن يروى مثلها في حق زوجات النبي الطاهرات المطهرات رضي الله عنهن ؟ وهل نستبعد أن يروى مثلها زورا وبهتانا وغلوا في حق أمير المؤمنين علي رضي الله عن وآل بيته الأطهار ؟
يا قوم ، إن الذي يكذب على القرآن يكذب على كل شيء ، ويكذب في كل شيء ، وإذا لم تستحوا من الكذب على القرآن فللذي بعده أنتم أقل حياء ، وفي الحديث : " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " .

أحد الجالسين ( موتورا ) :
ترى والله يا أخ احنا للحين موسيعن صدورنا معاك ، ومراعين حق الضيافة معاك ، وترى إحنا للحين نجاملك ، ولكنك لا تراعي مجاملتنا لك ، وأسلوبك مو ( ليس ) أسلوب نقاش .

العبد لله :
ما الذي حدث ؟ ! يا جماعة نحن لسنا في هوشة ، وإنما ظننت أننا في مجلس علمي نتناقش فيه حول الحق ، وكل ينافح عما يراه الحق ، وكل يدلو بدلوه ويؤيد حقه ويدحر باطل مخالفه ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
ولسنا هنا للضيافة أو المجاملة ، وإنما لإظهار الحق من خلال المناقشة والمناظرة وقرع الحجة بالحجة والدليل بالدليل .
وصاحبك يستدل مرة بالبخاري ، ومرة يقول : ليس هو حجة علي ، ويأخذ ببعض ، ويكفر ببعض ، وكأن الشرع على هواه ، فأينا يكون أسلوبه غير علمي وأينا يكون أسلوبه ليس أسلوب نقاش ؟ !

نفس الشخص :
دعنا من هذا ، أنت للحين ما ذكرت ردك على الحديث الذي ذكرته لك والذي يدل على أن الصحابة حرفوا وبدلوا وارتدوا على أدبارهم كفارا مرتدين .







 
قديم 16-04-04, 05:08 PM   رقم المشاركة : 2
مهند الخالدي
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية مهند الخالدي







مهند الخالدي غير متصل

مهند الخالدي is on a distinguished road


العبد لله :
نعم نعود إلى البحث العلمي ، ارجع إلى الحديث وانظر نصه وقل لي : هل قال النبي : " يرد علي يوم القيامة أكثر أصحابي " ؟ أم قال : " يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحالون عن الحوض " ؟

هو ينظر في البخاري ثم يقول :
بل نص الحديث : " يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحالون عن الحوض ".

العبد لله :
أتدري كم الرهط ؟

فقال :
لا أعرف .

فقلت :
الرهط في اللغة من ثلاثة إلى عشرة ، فدل ذلك على قلة الذين يمنعون عن الحوض ، وأنت تزعم أن أكثر الصحابة ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، ونصوصكم تثبت أن الذي ثبت على الإيمان ثلاثة وعلي ، أو أربعة وعلي ، أو على أحسن تقدير اثنا عشر رجلا وعلي .
هذا على العلم أن الصحابة في حجة الوداع بلغ عددهم تقريبا مائة ألف ، منهم أكثر من عشرة آلاف من الأعلام ، وألفان من كبار الصحابة وأهل الرأي والأمر فيهم .
فالحديث يبين أن رهقا يحالون عن الحوض ، وأنت تدعي أن رهطا هم الذين سيصلون إلى الحوض من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وشتان بين الأمرين ، فأنت بهذا الفهم تقلب معنى الحديث وتنكسه وتغالط فيه فهم معناه وما يرنو إليه .
وعاصمة أخرى من فهم خطأ للحديث ، وهي : ارجع إلى نص الحديث فأخبرني هل قال النبي : " إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ؟ أم قال : " إنهم ارتدوا على أدبارهم كفارا " ؟

ينظر في البخاري ثم يقول :
نص الحديث : " إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى " .

فقلت : " ارتدوا القهقرى " لها معنى في اللغة يخالف معنى الارتداد بالكفر ، فالارتداد القهقرى – أو الرجوع إلى الخف - وهو يأتي بمعنى التعاون أو التنازل عن بعض الحق ، ويأتي أحيانا بمعنى التنازل عن الفضل والنزول من مرتبة عالية إلى مرتبة أقل منها ، والصحابة لموضعهم من دين الله وسابقتهم لا ينبغي من أمثالهم ذلك ، ولذلك كان التنازل عن شيء يسير يعتبر في حقهم ارتدادا على الأدبار إلى الخلف .

ولعلك ترى في الحديث تشديد النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه من باب أفضليتهم وسابقتهم ، وهذا كمثل تشديد الله تعالى على أمهات المؤمنين من باب فضلهن ومنزلتهن وموضعهن من دين الله تعالى ، فقال عز وجل : " من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف بها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا " ، وهذا كما يقال : حسنات الأبرار سيئات المقربين ، وهي عند التحقيق حسنات ولكنها في حق المقربين كانت أقل مما ينبغي أن تكون عليها حالتهم

نفس الشخص :
انظر هذه الرواية الثالثة عند البخاري وهي أشد وضوحا في ارتداد الصحابة أجمعين إلا قليلا .

العبد لله :
يستحيل أن تخالف روايات البخاري الصحيحة صريح القرآن ، لأن السنة خرجت من مشكاة النبوة ، والنبي لا ينطق عن الهوى إلا هو إلا وحي يوحى ، وعلى ذلك فالسنة والقرآن لا يتعارضان وإنما يتوافقان وكلاهما يترضى عن الأصحاب البررة ويثني عليهم . ومع ذلك تفضل اقرأ الروايات كلها ، وأسأل الله أن يظهر على لساني الحق .

نفس الشخص :
أخرج البخاري عن رسول الله قوله : " بينا أنا نائم فإذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم ، فقلت : إلى أين ؟ فقال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، ثم إذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم ، ، قلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم "
ثم يعقب على ذلك بقوله :
انظر قوله صلى الله عليه وسلم : " فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم " ، فهذا معنا أن أقل القليل هو الذي ينجو وهم علي عليه السلام وشيعته .

العبد لله :
لا حول ولا قوة إلا بالله ، إن الهوى يجري من أصحابه مجرى الدم في العروق ، حتى إنهم يؤولون كل قول على هواهم الذي استعبدهم ، مصداقا لقول الحق تعالى : " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون " .
يا قوم ، إن صريح القرآن ينص على صدق الصحابة وفلاحهم وفوزهم وأن لهم الحسنى ، وأن لهم العقبى ، وأن لهم التمكين في الدنيا والرضوان في الآخرة .

اسمعوا إلى قول الله تعالى : " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم " ، فمن هم السابقون إن لم يكن منهم أبوبكر وعمر وعثمان وطلحة وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد رضي الله عنهم ؟ !
ومن هم السابقون إن لم يكونوا أهل الهجرة الأولى إلى الحبشة والثانية إلى الحبشة ؟ ! ومن هم السابقون إن لم يكونوا أهل الهجرة إلى المدينة ، وأهل بدر المشهود لهم بالإيمان ، وأهل بيعة الرضوان الذين شهد الله لهم بالرضوان ؟ !
ومن هم السابقون إن لم يكونوا أنصار النبي " والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " ؟ !
ومن هم الذين اتبعوهم بإحسان إن لم يكونوا المهاجرين بعد الفتح ، وكلا وعد الله عز وجل الحسنى ؟ !
يا قوم ، إن التدبر في هذه الآية مع التجرد للحق وسلامة الصدر للخلق يؤول بنا إلى أن نفهم أن الآية تشهد لمجمل الصحب الكرام بالإيمان والإحسان والرضوان ، وقد وعدتهم بالجنان وبالفوز العظيم .

يا قوم كيف يعقل مع هذه الآية أن نصدق قول من قال : إن الصحابة ارتدوا جميعا سوى خمسة أو مثل ذلك ؟
ثم ، هل هذا هو جزاء من جاهد في سبيل الله وفتح البلدان ورفع راية الإسلام ؟ أم جزاؤهم التولي والدعاء لهم بأن يغفر الله لنا ولهم ويلحقنا بهم في جنان الرحمن ؟







 
قديم 16-04-04, 05:10 PM   رقم المشاركة : 3
مهند الخالدي
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية مهند الخالدي







مهند الخالدي غير متصل

مهند الخالدي is on a distinguished road


ويا قوم ، اسمعوا إلى قول الله تعالى وهو يصف المهاجرين بالصدق والأنصار بالفلاح ، ويطالب المسلمين على مر العصور بالاستغفار لهم :

قال عز وجل : " الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون * والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم " .

ففي الآية الأولى : وصف الله عز وجل المهاجرين عامة بالصدق ، فهل الذي يشهد الله تعالى له بالصدق يكذب أو يخون أو يرتد أو يؤثر الدنيا على الآخرة ؟ ! إن ذلك كله نقيض الصدق ، والله الذي يعلم السر وأخفى ، والذي يعلم ما كان وما سيكون شهد لهم بالصدق وهو علام الغيوب .
وفي الآية الثانية وصف الله عز وجل الأنصار بالفلاح ، والفلاح في الإسلام والموت عليه ، فهل الذي يشهد الله تعالى له بالفلاح ويعده به يكفر ويرتد ويموت كافرا ؟ ! فأي فلاح يؤول إليه ؟ !
وفي الآية الثالثة يثني الله عز وجل على أهل السنة الذين قولون : ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ، ويبرأ من الذين يسبون ويلعنون ويكفرون المهاجرين والأنصار الذين وصفهم الله بالصدق والفلاح ، ووعدهم بالجنة والرضوان .

ويا قوم ، اسمعوا إلى قول الله عز وجل وهو يعد الأصحاب جميعا بالحسنى ، فيقول جل وعلا : " لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى " .
فالله عز وجل يعد الأصحاب جميعهم بالحسنى ن سواء من أنفق من قبل الفتح وقاتل ، وسواء من أنفق من بعد الفتح وقاتل . ومعلوم أن الأصحاب جميعا سواء من هاجر قبل الفتح أو بعد الفتح ، كلهم جاهدوا في سبيل الله تعالى بأموالهم وأنفسهم ، وباعوا أنفسهم ابتغاء مرضات الله .

فبالله عليكم ، كيف يعد الله هؤلاء الأصحاب بالحسنى سواء السابقون منهم واللاحقون ، ثم تريدون أنتم أن تجعلوا دينكم سبهم ولعنهم وتكفيرهم ؟ فبالله عليكم أأنتم أعلم أم الله ؟
ويا قوم اسمعوا إلى قول الله تعالى " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا " .
أتدرون ماذا سميت هذه البيعة ؟ لقد سميت بيعة الرضوان ، لكون الله تعالى رضي الله عن أصحابها وكانوا ألفا وأربعمائة صحابي .
أفترون الله عز وجل يترضى عن أهل بيعة الرضوان ثم أنتم تكفرون هؤلاء ؟ أأنتم أعلم أم الله ؟ أفلا تعقلون ؟
ويا قوم اسمعوا إلى قول الله تعالى : " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا " ، فالمتدبر لهذه الآية يعلم يقينا أن الله تعالى وعد المؤمنين الصالحين الذين ارتضى الله لهم دينهم بالتمكين في الأرض
والناظر إلى الصحب الكرام يجد أن الله تعالى مكن لهم في الأرض تمكينا عظيما ، حيث فتحوا البلدان شرقا وغربا ، ودانت لهم الأرض كلها ، يعبدونها لله وحدة ، ويرفعون عليها رايات التوحيد ، فدل ذلك على أن الله تعالى ارتضى دينهم فمكن لهم في الأرض بإيمانهم وصالح أعمالهم .
ويا قوم ، انظروا إلى كتاب الله الكريم ، كم آية تصدرت بقول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا "
(1) .

ـــــــــــــــــــــ
(1) هناك أحاديث لا حصر لها كلها يثني على الصحب الكرام ، ولكن القوم لا يؤمنون بها ، ولكني للفائدة أذكر بعضها ها هنا :
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أبوبكر في الجنة ، وعمر في الجنة وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبدالرحمن بن عوف في الجنة ، وسعد بن أبي وقاص في الجنة ، وسعيد بن زيد في الجنة ، وأبوعبيدة في الجنة " رواه أحمد والترمذي وصححة الألباني .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أبوبكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة " رواه أحمد والترمذي وصححة الألباني .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخي وصاحبي " رواه البخاري ومسلم .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لو كان من بعدي نبي لكان عمر " رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة ( 498) ، و(519) ، و(694) وقال محققه : إسناده حسن لغيره .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه " أخرجه الترمذي .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " متفق على صحته .
ويقول صلى الله عليه وسلم : " النجوم أمنة للسماء ، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ، وأنا أمنة لأصحابي ، فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون ، وأصحابي أمنة لأمتي ، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون " أخرجه مسلم .







 
قديم 16-04-04, 05:11 PM   رقم المشاركة : 4
مهند الخالدي
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية مهند الخالدي







مهند الخالدي غير متصل

مهند الخالدي is on a distinguished road


إن هذه الآيات وقت نزولها كانت تخاطب أصحاب النبي الكرام رضي الله عنهم ، وما دامت الآيات تخاطبهم بصفة الإيمان ، فهم بشهادة الله تعالى المؤمنون .
فبالله عليكم ، كيف يخاطبهم الله بصفة الإيمان ، وأنتم تكفرونهم وتسبونهم وتلعنونهم وتستندون في ذلك لروايات مكذوبة وضعها أولئك الذين كذبوا على القرآن بروايات تصل إلى ألفي رواية ملحدة آثمة مكذوبة ؟ !
وأعود إلى حديث البخاري فأقول : إن فهم أي حديث لا بد وأن يكون في إطار النصوص العامة القرآنية والنبوية ، وقد دل القرآن على أن الصحابة هم الصادقون وهم المفلحون ، وهم الذين وعدهم الله الحسنى والتمكين ، والبخاري نفسه أورد أحاديث تدل جميعها على مناقب الصحابة ومآثرهم وفضائلهم - سواء في ذلك المهاجرين والأنصار - .

ونظرة سريعة إلى صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة نعرف منها كيف كانت منزلة الأصحاب العظيمة عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وسلم .
وهذا الاعتقاد العام في عدالة الصحابة وسابقتهم وفضلهم هو الأصل الأوحد الذي يفهم داخل إطاره كافة النصوص التي توحي بالتعارض في الظاهر ، وعند التحقيق الرصين الواعي للنصوص نجد التوافق التام بين كافة الآيات الكريمات والأحاديث الصحيحة .

فإن قال قائل : فما تفعل في قوله صلى الله عليه وسلم : " فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم "؟
فأقول : الإجابة على ذلك من أيسر اليسر وأسهل السهل ، ولها وجوه عديدة أظهرها أننا عندما ننظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم : " منهم " نجد أنهم عند التمعن في الحديث والتحقيق في سياقه ومعناه ، نجد أنها تعود على الذين ارتدوا على أدبارهم ، ومعنى ذلك أن الذين ارتدوا على أدبارهم فئة قليلة وسط الكم الغفير من الأصحاب ، وهؤلاء الذين ارتدوا على أدبارهم لا يخلص منهم إلا مثل همل النعم ممن يعذره الله تعالى ويغفر له ويعفو عنه .

فإن قال قائل : فمن هم هؤلاء الذين ارتدوا على أدبارهم ، قلت : الصحابة رضي الله عنهم بنص القرآن ونص الحديث أبرار أطهار صادقون مفلحون موعودون بالحسنى والرضوان ، وكلنا يعلم أنه قد بلغ عددهم في حجة الوداع مائة ألف من المسلمين تقريبا ومن الطبيعي أن يتفاوت إيمانهم ، فلربما تخفف أقوام منهم عما كانوا عليه أيام النبي صلى الله عليه وسلم ، وهؤلاء المتخففون المرتدون على أدبارهم القهقرى – أي الراجعون إلى الخلف في الطاعة والإيمان – لا يخلص منهم إلا أقل القليل ، والباقي يأخذ جزاءه في النار ثم يخرج بفضل التوحيد إلى الجنة ، إلا أننا نجزم أن أكابر الأصحاب – وهم قريب من الألفين – أجل من أن نعتقد فيهم التخفف والرجوع عن حالهم الذي كانوا عليه أيام النبي صلى الله عليه وسلم .

وعموما فإن النادر يأخذ حكم الملغي ، والغالب يأخذ حكم الكل ، وحيث لا تعيين لأحد بالتقهقر ، وجب الترضي عن الجميع والنادر يأخذ حكم الملغي عند الشيوع وعدم التعيين .

وأمر ينبغي أن نلفت إليه الأنظار : وهو أننا لا ينبغي أن ننسى أن غالب العرب ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم سوى المدينة ومكة (1) حفظهما الله من الردة ، فوقف أبوبكر لتلك الردة وجاهد فيها جهادا لا يقوم به بعد الأنبياء أحد سوى الصديق نفسه ، وقد قتل في تلك الردة أعداد كثيرة من المرتدين ، وأكثر ذلك كان في جهاد الصحابة لبني حنيفة أتباع مسيلمة الكذاب حتى سميت الحديقة التي قتل فيها حديقة الموت لكثرة من قتل فيها .


ـــــــــــــ
(1) اطلعت فيما بعد على كتاب قيم هو : ( الثابتون على الإسلام زمن الردة ) للدكتور مهدي رزق الله أحمد ، فظهر لي أن الثابتين على الإسلام في الأماكن الأخرى كثير ، وليسوا في مكة والمدينة فقط .

أضف إلى ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم مات وهناك من يظهر إسلامه وصحبته لكنه منافق كافر في الباطن لم يعلم به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فلربما هو المعني في الحديث ، أما أن نفهم من الحديث تكفير الصحابة ، لا سيما أبا بكر وعمر وعثمان وبقية العشرة المبشرين بالجنة ومن ورائهم الألوف المؤلفة من أصحاب النبي الكرام البررة الذين زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم ورباهم على القرآن والحكمة وعلى الصدق والإخلاص فهيهات هيهات ، إن هذا الفهم لهو الكفر بعينه ، ولهو الردة بعينها ، نعوذ بالله من الضلال والكفر وعمى البصر والبصيرة .

وبعد أن قلت هذا الكلام ، أغلق صاحبنا كتاب البخاري ، وعلى وجهه حسرة وكآبة ، وعلى القوم وجوم وسكون تحكي وجوههم الهزيمة ، يصدق فيهم قول الله تعالى : ( وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) ، وتذكرني بقول الله تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) .

وقام صاحبنا ليضع صحيح البخاري في المكتبة وجميعهم صامتون حتى قطع سكوتهم أححد الدهماء قائلا :
الصحابة كلهم علهيم الرضوان حتى معاوية عليه الرضوان ؟
( والرجل يقول هذا الكلام مستهزئا وتعلوه سخرية واضحة ) .

العبد لله :
دعك عن هذا ، ولكن أريد أن أسألك سؤالا ،

فقال : تفضل .

قلت : هل ترضى مثلا أن يشتم أبوك ؟ " عفوا " ،

فقال : لا .

فقلت : هل ترضى أن يشتم عمك ؟

قال : لا .

قلت : هل ترضى أن يشتم خالك وأخو أمك ؟

قال : لا ، قلت قف عند هذه .

ثم نظرت إلى الحاضرين وقلت :
إن أحدا منا لا يرضى بأن يشتم خاله وأخو أمه وهو يسمع ، ومعاوية - رضي الله عنه - الذي يستهزىء منه صاحبنا هو خال المؤمنين جميعا ، لأنه أخو زوجة النبي وأم المؤمنين أم حبيبة ورملة بنت أبي سفيان ، رضي الله عنهم جميعا .
ومعاوية - رضي الله عنه - كان من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان مضرب الأمثال في الحلم والعقو والكياسة والفطانة والحزم ، وكان بحق خير ملوك الإسلام قاطبة ، في عهده أكرم الله الأمة بالعزة والقوة والغلبة حتى ركبت جيوشه البحر غزوا في سبيل الله ، وأصبحت دولة الإسلام في عهده أقوى دول العالم قوة وعتادا حتى خشيها جميع الأعداء وظلت كلمة الله عالية وظهر الدين على الدين كله .

الرجل المستهزىء سابقا يشتط غضبا ويقول :
يا جماعة ما يصير نسكت على هذا الكلام ، معاوية ! يترضى على معاوية ، ترضى يا أخ عن يزيد بعد ، سمعني الترضي عن يزيد ، والله صارت فوضى ، يا أخ أكملت ترضى عن يزيد الحين .

العبد لله :
الحق أحق أن يتبع .

الرجل السابق صارخا :
أي حق إنت ما خليت فيها حق .

العبد لله :
اصبر ، اتركني أكمل كلامي وبعد ذلك قاطعني بما تشاء من الحجج ، الحق أحق أن يتبع ، أقصد من ذلك أن الحق كان مع علي رضي الله عنه وكان هو أقرب الطائفتين للحق ، وأدناهما للصواب ، وكان الحق معه ويؤيده ، ولكن كانت هناك شبهات قوية أحاطت بالظروف المحيطة بالإمام علي رضي الله عنه ، وهي التي سببت في خروج طلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة من قبل ، ولولا أصحاب الفتنة من الهمج والرعاع لما حمل صحابي سيفه على صحابي .
وأنا أقول هذا الكلام لأقرر حقائق :
الحقيقة الأولى : أن الخليفة الراشد الرابع بعد مقتل عثمان رضي الله عنه هو الإمام علي رضي الله عنه ، وقد كانت له الوجهة الشرعية وكان الحق معه ، ولو عاد الزمان لكنت أنا " أقصد نفسي " في جيشه وأفتخر بذلك (1) ، ولكن ليس معنى هذا الكلام أن مخالفيه كانوا على الباطل وعلى النقيض تماما ، لا ، فقد كانت هناك شبهات قوية جعلت المخالفين للإمام علي على وجه من الحق ، لهم فيه اجتهاد لا نفسقهم فيه ولا ننتقص من شأنهم أبدا ، بل نقول لهم أجر الاجتهاد الخاطىء إن شاء الله تعالى .


ـــــــــــــــــــ
(1) كل أهل السنة يرى الحق مع علي ، ولكن كثير من علمائهم رأى العزلة عن الفتنة أفضل من القتال مع إحدى الطائفتين .







 
قديم 16-04-04, 05:13 PM   رقم المشاركة : 5
مهند الخالدي
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية مهند الخالدي







مهند الخالدي غير متصل

مهند الخالدي is on a distinguished road


الحقيقة الثانية : أن أقوى تلك الشبهات هي وجود رؤوس الشر وقادة الفساد والساعين إلى الفتنة في جيش الإمام علي ، وهم الذين كانوا وراء كل قتال وكل خلاف .
والإمام علي رضي الله عنه معذور في وجودهم ، لأنهم كانوا على قوة وعتاد ولم يمهلوه حتى يتفرغ لهم ، بل كانوا يسوقون الأحداث نحو الفتنة والقتال .

الحقيقة الثالثة : كل من خالف عليا رضي الله عنه كان له اجتهاد ، وهو من باب الاجتهاد نسأل الله تعالى أن يؤجروا عليه أجرا واحدا ، وأن يؤجر الإمام علي عليه أجران ، بموجب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الحقيقة الرابعة : الصحابة لم يسعوا إلى قتال أبدا ، وهم أجل وأعلى من ذلك ، وكلما جلسوا تصافوا وتصالحوا ، وكادت تعود الأمور إلى نصابها ، ولكن رؤوس الفتنة وقتلة عثمان رضي الله عنه لا يرضون بذلك ، فينشبون القتال ليلا حتى يظن الفريق الثاني بالخيانة ، فينتصر لحقه ويظن الإمام علي أنهم بدءوا القتال فيقاتلهم ، فالصحابة في تلك الفتن أبرأ من الذئب من دم نبي الله يوسف عليه السلام ، هذا هو ظننا فيهم ، وهذه هي حقيقة الأمر .
الحقيقة الخامسة : أن أصل الشر والفتنة في هذه الملاحم هم أتباع عبدالله ابن سبأ " السبئية " الذين بدءوا القتنة بقتل عثمان ثم بقتل الزبير وطلحة ، ثم بذروا بذرتين : إحداهما التشيع ، والأخرى الخروج ، والشيعة غالوا في الإمام علي والخوارج قتلوه . ولا دخل للأصحاب في تلك الفتن مطلقا .

الحقيقة السادسة : أن أهل السنة يرون الحق أدنى إلى علي ، وعلي أقرب إلى الحق ، ويرون أن خلافه مع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كالزبير وطلحة ، وهما من المبشرين بالجنة وكمعاوية خال المؤمنين ، لا يوجب عليهم فسقا أبدا - ، وإنما هذا من صنيع الروافض والخوارج والغلاة والملاحدة - ، وذلك لكونهم خالفوا عن اجتهاد له وجه من الحق تمسكوا به فنعذرهم لهذا الحق ، وعلي كان أقرب إلى الحق منهم .

الحقيقة السابعة : أن أهل السنة يترضون عن جميع الأصحاب دون استثناء ويرون لهم الفضل والكرامة " كافتهم " ، وكلهم في الحشر مرحومون مغفور لهم ، نسأل الله أن يحشرنا في زمرتهم جميعهم . وأهل السنة سليمو الصدر لكل صحابي ، كرامة لصحبته واحتراما لسابقته .

الرجل السفيه :
وما تقول في يزيد بن معاوية - والفاجر يلعن يزيدا ويسبه - ؟ أنا بقولك ترضى عن يزيد حتى نعرف حقيقتك .

العبد لله :
أما يزيد فإني لا أخوض في أمره ولا أرضى بسبه ، وهو قد اختلفت عليه اقوال أعلام عصره المعاصرين له ، وقد امتدحه ابن عباس رضي الله عنهما ، وامتحده كذلك محمد ابن الحنفية ابن علي رضي الله عنه ، والعلماء منهم من وثقه وحسنه حتى لقبه بأمير المؤمنين يزيد وكذب كل ما قيل في حقه من الفجور والظلم ، ومنهم من توقف في شأنه وقال : له ما كسب وعليه ما اكتسب ولا نسأل عما كان يفعل – تأويلا لقول الله تعالى : " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " - والذين طعنوا فيه على حد علمي لم يجيزوا لعنه وسبه ، وإنما هذا فعل المغرمين باللعن والسباب والشتم لكل أصحاب النبي الكرام البررة .

الرجل السفيه :
والله ما أدري كيف أنا صابر عليك ، هذا قتل الحسين عليه السلام ، كل شيء كنت أتوقعه إلا ها الكلام هذا .

العبد لله :
الحسين رضي الله عنه أكرمه الله تعالى بالشهادة ، ولكن من الذين قتلوه ؟ إن الذين قتلوا الحسين هم الذين خدعوه وأغروه وبعثوا إليه أن أقدم على جند لك مجند ، وأرسلوا إليه عشرات الكتب ثم باعوه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين .

وأما يزيد فعلى حد علمي لم يأرم بقتل الحسين ، بل حزن حزنا شديدا لمقتله ، وإنما قتله أحد الرعاع المجترئين على آل البيت الأطهار يدعى ابن الجوشن ، وما قتله إلا طمعا في الوجاهة والمنصب دون أمر من أحد ، ولكن تزلفا إلى عبيدالله بن زياد عامل يزيد على الكوفة ، وغير ابن الجوشن هذا فالغالب كان يتحاشى قتل الحسين رضي الله عنه .

وإنما خرجوا لقتاله متأولين قول جده المصطفى صلى الله عليه وسلم : " إنه ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان " ، ومتأولين قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما " .

فهم خرجوا لمنعه ، وكان قدره رضي الله عنه الشهادة ، وهو في أعلى عليين في الجنة مع جده المصطفى صلى الله عليه وسلم ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، سيد شباب أهل الجنة ، فهنيئا له الشهادة وهنيئا له الجنة .
ولا أملك إلا أن أقول في حق الفتن الحادثة آنذاك إلا قول الله تعالى : " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " .

والله عز وجل أعلم بهؤلاء ونياتهم ، وأهل الهوى والضلال هم الذين يعيشون على أكاذيب نسجت حول هذه الفتن حتى جعلوها عقائد من صلب الدين وأساسه .

ويا قوم ، دعوني أسألكم ما الفائدة من تجديد تلك الآلام والفتن التي لم نحضرها ولم نعلم بحقيقة الأمر فيها ؟ إن الله عز وجل لم يلزمنا بالبحث عنها ، بل أمرنا بعبادته وحده واتباع نبيه ، واتباع سبيل أصحابة ، وحب ومودة آل بيته ، فهل يمكن أن يجمعنا ذلك بدلا من الفرقة والاختلاف الذي لا يأتي إلا بشر وفساد وفتنة ؟

أحدهم :
لا يصلح هذا الأمر ، فالولاء لآل بيت النبوة عليهم السلام يوجب البراءة من أعدائهم ، ولا تصح المحبة إلا ببغض أعدائهم ، وأعداؤهم هم الصحابة الذين تترضى أنت عنهم .

العبد لله :
أتدرون من أعداؤهم ؟ هم المغالون فيهم والمغرورون بهم ، والذين ملهم من قبل الإمام علي رضي الله عنه ، والذين طعنوا وجرحوا من قبل الإمام الحسن رضي الله عنه ، والذين أغروا الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما أن يقدم إليهم ، ثم باعوه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه الزاهدين .
أتدرون من أعداؤهم ؟ إنهم الذين يشتمون ويلعنون أخص أل بيت النبوة : الصديقة عائشة والصوامة القوامة حفصة رضي الله عنهما ، وهما من زوجات النبي وأهله وحرماته .

أتدرون من أعداؤهم ؟ إنهم الذين يسبون ويكفرون الأصحاب الذين أحبوا آل البيت وودوهم وكانوا جميعا يدا واحدة لبناء مجد الدين ونشر رسالته .
هؤلاء يا قوم هم أعداؤهم ، وإني أبرأ إلى الله تعالى من هؤلاء الأعداء المتسترين بلباس الحب والمتسربلين بشتى خصال الكذب والنفاق والسباب واللعن .

أحد الجالسين :
لقد وصلنا إلى طريق مسدود لا يجدي مع النقاش ، احتملنا منك كل شيء ، ولكن ترضى عن معاوية وعن يزيد وعن بني أمية ، معناه إنه لا حاجة للنقاش أصلا ، والأمور كلها أصبحت واضحة .

العبد لله ( وقد أحسست أن الوقت ضاق وأن الفجر قد اقترب موعده وأنه ينبغي أن أحزم بعض الأمور ) فقلت :
يا قوم ، ليست القضية الأصلية في يزيد وحال يزيد ، ولكن موقفكم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يثر في نفسي الشك (1) في مدى التزامكم بدين الإسلام كله .


ــــــــــــ
(1) موقفهم من الصحابة هو عين الكفر والضلال ، وماذا يكون الكفر إن لم يكن تكفير أصحاب النبي ورد الآيات والأحاديث التي تثني عليهم كفرا ، ولكني قلت ذلك من باب الاستمرار في المناقشة .







 
قديم 16-04-04, 05:15 PM   رقم المشاركة : 6
مهند الخالدي
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية مهند الخالدي







مهند الخالدي غير متصل

مهند الخالدي is on a distinguished road


إن المتواتر عندنا وعندكم أن الذي جمع المصحف هم : أبو بكر وعمر وعثمان ، وأنتم تجعلون هؤلاء هم أئمة الكفر والضلال والردة ، وهذا يجعلنا عند مفترق الطرق ، ويجعلنا أمام قضيتين متناقضتين لا تتلاءم إحداهما مع الأخرى .

العبد لله يقف على قدميه - وذلك بعد أن كان جالسا - ولربما فعل ذلك ليثير اهتمام الحاضرين إلى الكلام التالي :
القضية الأولى : هي الموقف من الصحب الكرام .
والقضية الثانية : هي الموقف من القرآن الكريم .
والقضيتان متداخلتان لا تنفك إحداهما عن الأخرى بحال ، وذلك لأن القضيتين متداخلتان ، تبنى إحداهما على الأخرى ، وتنبثق إحداهما من الأخرى .
فإما أن نجزم بكفر الصحابة وارتدادهم ، وفي نفس الوقت نجزم بتحريف القرآن ، وذلك لأنهم هم الذين جمعوا القرآن وكتبوه في المصحف ، ولا يؤتمن الكفار على كتاب الله ، فالحاصل أن هؤلاء المرتدين - وحاشاهم من ذلك - حرفوا وبدلوا وأتوا بآيات تذكر فضلهم وتؤيد الثناء عليهم ، وألغوا من القرآن كل ما فيه ذكر فضل غيرهم ، وآنذاك يكون الصحابة كفارا - وحاشاهم من ذلك - والقرآن الكريم محرفا - وحاشاه من ذلك - (1) .


ـــــــــــــــ
(1) إن المسلم ليستحي من هذا الكلام وطريقته ، ولكنها المناظرة التي تحتاج معها أحيانا إلى متابعة الخصم حتى تجهز عليه .

وإما أن نجزم بسلامة وصيانة القرآن الكريم ، وأنه محفوظ من التبديل والتحريف ، وآنذاك نشكر لمن جمعوه صنيعهم ونعرف لهم فضلهم وسابقتهم ، لا سيما وأن المصحف المحفوظ يثني عليهم ويترضى عنهم .
وهكذا نجد الانسجام الصحيح الذي يقبله كل ذي عقل صحيح .
ونحن الآن وأنتم على مفترق الطرق :
• إما أن تجزموا بكفر الصحابة وردتهم - وهذا الذي تفعلونه الآن - وتجزموا مع هذا بالقول بتحريف القرآن وتبديله والحذف منه والزيادة فيه – وهذا ليس بجديد على غالب أئمتكم وعلمائكم - .
وآنذاك فليس لكم من ديننا نصيب ، وليس لكم في الإسلام أدنى سهم ، وقد بان لكل ذي عينين حالكم (1) .


ـــــــــــــــــ

(1) والله إن أمر تكفيرهم للصحابة بمفرده لا يجعل لهم في الإسلام سهما ولا نصيبا ، وكيف لا ؟ ومجرد تفسيق الصحابة يعتبره علماؤنا كفرا وردة وزندقة وإلحادا ، فما بالنا بقوم يكفرون الصحابة ويسبونهم ويلعنونهم ، ويجعلون ذلك هو دينهم ؟ ! ويا للعجب ! فدين كهذا لا يتقربون به إلا إلى شيطانهم الرجيم ، فإنهم قد اتخذوا الشيطان وليا والهوى غلها يعبدونه من دون الله .
والذي أدين به لله أن هؤلاء كما رأيتهم شر على الأمة من الملاحدة والزنادقة وكافة أهل التبطن الملحدين من القرامطة والشيوعيين والحشاشين .


• وإما أن تجزموا بحفظ القرآن وسلامته ، وتشكروا للصحب الذين جمعوه صنيعهم ، فتثنوا عليهم وتترضوا عنهم ، لا سيما والقرآن المحفوظ يثني عليهم ويترضى عنهم .
• وآنذاك تكونون من المسلمين ، لكم ما لهم وعليكم ما عليهم ، ولكن بجانب ذلك يهدم الأصل الضال الذي بنى عليه أسلافكم دين الإمامية ، والذي يتمثل في تكفير الصحابة والحكم بردتهم .

أيها الحاضرون :
نحن الآن أمام مفترق الطرق ، فإما أن تختاروا الإسلام والإيمان وحفظ القرآن وسلامة الصدر تجاه الأصحاب الكرام . وإما أن تختاروا الكفر والبهتان وتحريف القرآن وتكفير الصحب الأبرار .

أحد الجالسين ( ويبدو وكأنه في الرمق الأخير ) :
ليس هناك يا شيخ تلازم بين الأمرين ، فالقرآن تولى الله حفظه بنفسه ولا دخل للأصحاب فيه ، والصحابة ارتدوا بعد نزول القرآن واكتماله وموت النبي صلى الله عليه وسلم .
والقرآن كان مجموعا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم في غدير خم رفع المصحف بيده وقال : " تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا أبدا : كتاب الله وعترتي " .
فهذا دليل على أن المصحف كان موجودا قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى ذلك فالصحابة لم يجمعوا كتاب الله وليس لهم فضل ذلك أبدا .

العبد لله :
يذكرني هذا المتكلم بقول أحد سلفنا الصالح رحمهم الله : " لو جادلني ألف عالم لغلبتهم ، ولو جادلني جاهل لأتعبني " .
والتعب الناشىء من مجادلة الجاهل ، هو أنك تحتار في إيجاد المداخل العلمية في إقناعه ، حيث هو لا يعرف شيئا عن المتفق عليه والمختلف فيه ، ولا يعلم شيئا عن المتواتر وغيره ، ولا يفقه شيئا في الأصول ، بل لا يعرف ما يضره مما ينفعه ، ولا يعي ما يقول ولا يفقه ما يسمع .

وإنني لأتأسف أن يصل النقاش بنا إلى هذا الحد من الجهل والإسفاف ، والشاهد أقول للسائل أو المتكلم آنفا :
إن المتواتر عندنا وعندكم والذي لا يقبل الجدال ولا النقاش عند العلماء هنا وهناك : أن المصحف قد قام بجمعه وكتابته بين دفتي المصحف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين .

والثابت والمتواتر عندنا وعندكم أن الذي أشار بجمعه أولا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فأمر بجمعه أبوبكر رضي الله عنه ، وجمع آنذاك في السعف والخشب والجريدة والحجر وخلافه .
فلما كان عهد عثمان رضي الله عنه أمر بنسخه في المصحف ، ثم نسخ منه أربع نسخ أرسلها إلى الأمصار العظيمة ، وأرم بحرق ما سواها حتى لا يختلف الناس في القرآن.

وعلى ذلك ، فجمع المصحف ذهب بأجره وفضيلته أئمة الصحابة الكبار الخلفاء الراشدون : أبوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنه وأرضاهم .
والثابت والمتواتر عندنا وعندكم أن المصحف الموجود اليوم هو نسخ تام لمصحف عثمان الذي جمعه بين الدفتين ، وهو عندنا لا يزيد حرفا ولا ينقص حرفا واحدا عما جمعه عثمان رضي الله عنه ، واجتمع عليه الصحب الكرام رضي الله عنهم ، ولهذا يسميه الناس اليوم المصحف العثماني ، نسبة إلى أن الذي جمعه عثمان رضي الله عنه .







 
قديم 16-04-04, 05:16 PM   رقم المشاركة : 7
مهند الخالدي
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية مهند الخالدي







مهند الخالدي غير متصل

مهند الخالدي is on a distinguished road


وأقول للأخ المتكلم بغير علم :
ارجع إلى الحديث الذي تفوهت به لا تجد أبدا في أي من رواياته الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمسك مصحفا وأشار إليه ، وكيف يمسك المصحف والقرآن ما زال يتنزل ولم يكتمل بعد ، إذ الوحي كان ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم منجما مفرقا ، وإنما عرف الصحابة ترتيب السور والآيات من خلال العرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام قبل وفاة النبي والتحاقه بالرفيق الأعلى .

وأقول لهذا الأخ :
إنك بادعائك هذا تنسف جانبا عظيما من روايات ومعتقدات الإمامية الإثني عشرية التي تدين أنت بها .
حيث فاحت وطفحت كتبكم بروايات تزعم أن الإمام عليا رضي الله عنه اعتكف ستة أشهر بعد موت الني صلى الله عليه وسلم في بيت فاطمة رضي الله عنها ليتفرغ لجمع القرآن وكتابته .
وروايات عديدة أخرى أنه رضي الله عنه لما فرغ من جمعه وكتابته ذهب به إلى أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - ليأخذوا به ، فأبيا عليه ذلك وقالا له : نحن نجمع القرآن ، فأقسم لهما أنهما لن يروا هذا المصحف أبدا ، وأن هذا المصحف لن يخرج ولن يظهره سوى القائم من ولد علي آخر الزمان ، هكذا زعمت كتبكم ورواياتكم .

فبماذا نأخذ ؟ !
أنأخذ بقول علمائكم ، مع ما فيه من الفساد البين الواضح حيث يلقي قولهم هذا شبها عظيما على صيانة القرآن ، ويشير إشارات قوية إلى تحريفه وتبديله ، وحيث يلغي الحكمة العظيمة التي من أجلها نزل القرآن ، وهي أنه هدى وبشرى وموعظة ونور وهداية للمسلمين جميعا ، وتبيان لهم لكل شيء فيه فلاح الدارين ، فهم يؤخرون بقولهم السابق كل هذه الحكم ، ويجعلون القرآن في حكم الغائب والمختفي عن الناس من وقت موت النبي صلى الله عليه وسلم وإلى ظهور الغائب آخر الزمان .
أم نأخذ بقول هذا الأخ المتكلم آنفا ، مع ما فيه من الجهل المبين والمغالطة المفضوحة ، والكذب على رسول الله وادعاء إمساكه لمصحف لم يمسكه ولم يعلم بإمساكه له أحد سوى هذا الأخ المتكلم ، ومع ما فيه من مخالفه الآثار الثابتة والمتواترة عندنا وعندكم ، والمخالفة لأقوال العلماء عندكم قبل مخالفته لأقوال العلماء عندنا .

أم نأخذ بالحق المبين والهدى والنور والصراط المستقيم ، وهو أن الذي جمعه كما اتفقنا هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرام البررة الصادقون المفلحون ، وكان على رأسهم أئمة الإيمان والإحسان : صديق الأمة الأكبر ، وفاروقها الأعظم ، وذو النورين الخليفة الراشد عثمان الذي كانت تستحي منه ملائكة الرحمن . وما داموا هم الذين جمعوه فعليهم من الله الرضوان ولهم منا الثناء والدعاء ، وهذا حقهم وفضلهم ، وما كانوا عليه من الفضل أكثر .

والوقت قد تأخر فأعود فأقول :
خلاصة الأمر :
نحن الآن أمام مفترق الطرق ، طريق الإسلام وطريق الكفر ، طريق الهداية وطريق الضلال ، طريق الصدق وطريق الكذب والخب (1) والخيانة ، طريق الحق ، وطريق الباطل.


ــــــــــــ
(1) ليتني ما ذكرت هذه الكلمة ، وذلك لأن عندهم حديث يعظم الخب ، فقد روى الكليني في أصح كتبهم وهو الكافي جـ 2 /269 " عن أبي عبدالله ، قال : والله ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخب " وانظر وحق لك أن تتعجب كيف جعلوا الخب والذي هو الخبث واللؤم والخديعة دينا يقربهم إلى إلههم وهو لا شك شيطانهم الرجيم الذي يعبدونه ، وقد قال تعالى : " ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم * ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون * هذه جهنم التي كنتم توعدون * اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون " .


قلت : سبحان الله ! والله لكأنها نزلت في هؤلاء القوم الذين أضلهم الشيطان فأطاعوه وعبدوه من دون الله ، ويم القيامة يصلون جهنم بما افتروا في حق صحابة النبي الكرام البررة رضي الله عنهم وأرضاهم ، إلا أن يتوب الله عليهم فيتوبوا .

فإما أن نجزم بحفظ القرآن وسلامته ونشكر للصحب الذين حفظ الله تعالى القرآن على أيديهم وبجهودهم ، وهذا هو طريق الحق وطريق الهداية وطريق الإسلام والإيمان والإحسان .

وإما أن تجزموا بكفر الصحابة وردتهم وتجزموا معه بتحريف الكتاب الذي جمعوه ، وآنذاك يحق لكم أن تسبوهم وتلعنوهم ، ولكن فلتعلموا أن هذا هو طريق الكفر والضلال ، وطريق جهنم وبئس المصير .
وقد بينت لكم بحمد الله تعالى الطريقين ، فاختاروا ما شئتم ولكن لا تلوموا إلا أنفسكم ، فإن الله تعالى بين لنا طريق الرشاد وبين لنا طريق الضلال ، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم .
قلت هذا الكلام ، ثم هممت بالانصراف ، لأن أذان الفجر قد سبق ونحن بين الأذان والإقامة .

وإذا بصاحبي الذي أرغمني أول مرة على حضور تلك المناظرة يقف ثم يقول :
جزاك الله خيرا يا أبا عبدالله " يقصدني لأن تلك كنيتي " ، والحمد لله الذي أظهر على لسانك الحق وأزهق الباطل مصداقا لقول الله تعالى : ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " .

ثم التفت إلى الحاضرين قائلا :
لقد رافقتكم طيلة أربعة أشهر ، وسمعت لكم فيها ، فاسمعوا لي الآن ، لأنني بعد اليوم لا أعرفكم ولا تعرفوني .
لقد عاشرتكم طيلة الشهور السابقة فعرفتكم شياطين الإنس تشككون المرء في دينه ، وتخرجونه من يقينه في الله وفي رسوله وفي صحابة رسوله إلى شكه في كل ما حوله .
عرفتكم تخرجون المرء من سلامة صدره لعباد الله المسلمين إلى سوء الظن بهم ، وعرفتكم تخرجون المرء من حسن خلقه إلى سوء الخلق وإلى السباب واللعن والشتيمة .
وكنت خلال تلك الأيام التي عرفتكم فيها - ويا ليتني ما عرفتكم - أتمنى لو لم تلدني أمي ، ولم أخرج إلى هذه الدنيا ، فقد حولتموها إلى شك وحيرة وتيه وضلال .
والآن ، وبعد أن انزاحت الغمة عن قلبي والغمامة من أمام عيني ورأيتكم على حقيقتكم دون زيف أو تقية أو خداع .
والآن أقول لكم : يا قوم إن الدين عبادة وخلق وليس سبابا وشتيمة ، وأقول لكم : إن الدين صراحة ووضوح وليس كذبا ونفاقا وخديعة ، وأقول لكم : إن الدين شجاعة وإقدام وليس جبنا وخيانة ، وأقول لكم : إن الدين قرآن وسنة ، وليس أساطير وروايات وأكاذيب وخزعبلات .

وأقول لكم : إن هذا المكان الذي تجلسون فيه أبعد ما يكون عن هدي بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، لقد ملأتموها صورا ورسومات حتى صارت كالكنائس التي يجلس فيها النصارى الضالون .
ثم نظر إلى أحد الجالسين وقال له : يا فلان ، إن الله قد أزال شكي باليقين والإيمان وإني لأرجو لك من فضل الله ما أرجو لنفسي فانج بنفسك وتعال معنا ولا تكن مع الكافرين .

ثم التفت إليهم ثانية وأقسم بالله : لا أعرفكم ولا تعرفوني ولا أساكنكم في مساكن ولا تساكنوني .
ثم مد يده إلي وقال : يا من أحياني الله به بعد موتي ، وأنقذني الله به بعد قرب هلاكي ، هيا بنا حتى نخرج من تلك الكنيسة .

وعند الباب ، لما رأى السماء قال : الحمد لله الذي أخرجني من الظلمات إلى النور .
وكان لا يزال ممسكا بيدي قابضا عليها فقلت له : هيا إلى صلاة الفجر ، فإني أسمع إقامة الصلاة . وبعد الصلاة وختم الصلاة وخروج المصلين ، ونحن لا نزال جالسين التفت إلى صاحبي وقال لي :
ما رأيك في هؤلاء ؟ أكفار هم أم مرتدون ؟
فتبسمت ، وقلت له : بل هم كفار زنادقة ، كفرهم مركب ، وزندقتهم ظلمات بعضها فوق بعض ، نسأل الله السلامة .

فتبسم صاحبي وقال متعجبا :
كفر مركب ! وزندقة بعضها فوق بعض ! !
فقلت له : نعم وأكثر ، إن مذهب الإمامية الجعفرية " الإثني عشرية " حرص أهله أشد الحرص على أن يجمعوا له :
كل كفر تفوهت به الأمم الكافرة ، وكل شرك وقعت فيه الأمم الوثنية المشركة ، وكل غلو وقعت فيه اليهود والنصارى ، وكل زندقة وانحلال تفوهت به فرق التبطن والإلحاد ، وكل ضلال تفوهت به فرق الضلال .
أخذوا من اليهود خستهم ، ومن النصارى غلوهم وضلالهم ، ومن المجوس جل معتقداتهم في الأئمة ، ومن الملاحدة تقيتهم ونفاقهم .
وأخذوا عن الجهمية تجهمهم ، وعن القدرية بدعتهم ، وعن المعتزلة اعتزالهم ، وعن الخوارج حمقهم وتسرعهم ونزقهم .
وهم قول لم يدعوا ضلالا إلا وتلقفوه ، ولا جهلا وخرافة إلا واعتقدوها ، ولا غيا وخسة وخيانة إلا تدثروا بها ، ولا غلوا إلا وأخذوه .







 
قديم 16-04-04, 05:17 PM   رقم المشاركة : 8
محب القسط
( ادعوا لي بالمغفرة )






محب القسط غير متصل

محب القسط is on a distinguished road


[ALIGN=CENTER]مقتطفات مهمـة حقا ً .. بارك الله فيك حبيبنا في الله مهند الخالدي [/ALIGN]







من مواضيعي في المنتدى
»» وثيقة .. الخميني والاستمتاع بالرضيعه .... ماذا ابقى !
»» الزميل الشيعي هاشم .. تفضل .. هنا تكفيركم للصحابة
»» يجب ان نوسع دائرة الدعوه يا شباب اغتنموا الفرصه
»» الأول والثاني .. هل لكم في الثالث..؟
»» قد يخالفني البعض
 
قديم 16-04-04, 05:39 PM   رقم المشاركة : 9
AntiShea
خادم أهل السنة







AntiShea غير متصل

AntiShea


[ALIGN=CENTER]بارك الله فيك أخي الحبيب
موضوع طويل لكن ممتاز[/ALIGN]







 
قديم 16-04-04, 07:29 PM   رقم المشاركة : 10
مهند الخالدي
عضو مميز جداً
 
الصورة الرمزية مهند الخالدي







مهند الخالدي غير متصل

مهند الخالدي is on a distinguished road


[c]

حياكم الله احبتي

انصح بشدة كل واحد من أهل السنة أن يطبع الموضوع

ويقرأه في وقت فراغ يكون فيه حاضر الذهن

فسوف يجد اجابات مفيدة ومفحمة على كثير من شبهات الرافضة

[/c]







التوقيع :
حمل القرآن الكريم كاملاً بالتشكيل للبحث عن الآيات ونسخها

http://mhnd.4t.com/quran.zip
من مواضيعي في المنتدى
»» صور ............ وآيات !
»» الشيخ الرائع / عائض القرني وما قاله عن الخميني
»» حمل الآن المقطع المرئي لشيخنا عثمان وهو يبكي في المستقلة (شكر لحبيبنا المرسال)
»» حمل الآن الفيلم العجيب التصوف أفيون الشعوب ومدته ساعة وربع
»» أعلن آسفا انسحابي من هذا المنتدى العزيز على قلبي
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:47 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "