[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
المتكلم أولا :
دعك عن هذا ، أنا أسألك : أنت تثق في البخاري أم لا ؟
العبد لله :
صحيح البخاري أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى وهو يحوي كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تلقت الأمة كتابة بالقبول العام ، وكل ما فيه من الأحاديث مقبولة .
نفس الشخص :
أنا أقول لك : البخاري أخرج أحاديث تكفر الصحابة وتجعلهم مرتدين ، وأنت تقول كل ما في البخاري صحيح ، وهذا البخاري يحكم بكفر الصحابة وارتدادهم .
ثم يقوم ليحضر كتابا من المكتبة وأظنه البخاري .
العبد لله :
يا جماعة اتقوا الله في البخاري ، البخاري هو خادم سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحاشاه أن يكفر أصحاب النبي ، وهو الذي ملأ كتابه بالفضائل والمناقب عن الصحب الكرام صاحبا بعد صاحب .
نفس الشخص :
يفتح البخاري على علامة أظنه حددها قبل المناظرة ثم قال : اسمع إلى ما يقوله البخاري : " هذا صحيح البخاري تفضل تأكد منه " .
العبد لله :
اقرأ ، وأنا أسمع منك ما تقرأ .
نفس الشخص :
اسمع الرواية الأولى : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم ، فأقول : إ،هم مني ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا لمن غير بعدي " .
واسمع الرواية الثانية . . .
العبد لله مقاطعا :
لا تتعجل ، حديث ، حديث ، حتى نتبين الأمر ، ثم لي إن شاء الله تعالى توضيح على جملتها جميعها .
انظر إلى هذا الحديث ، هل قال النبي : " فأقول إنهم أصحابي " ؟ أم قال : " فأقول إنهم مني " ؟
الرجل ينظر في الحديث ثم يقول : قال : " فأقول إنهم مني " .
العبد لله :
هذا الحديث حجة عليكم أنتم إن أبيتم إلا أن تفهموا الحديث فهما خاطئا مقلوبا ، فإن الحديث يقول : " فأقول : إنهم مني " ومعلوم لكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : أنت مني ، وفاطمة مني ، وقال عن الحسن والحسين : إنهما مني أو ولداي . أو من هذا القبيل .
فأقول : لو أصررتم على فهم الحديث فهما مقلوبا خاطئا فإن قوله صلى الله عليه وسلم : " فأقول : إنهم مني " أقرب إلى آل البيت منه إلى الصحابة .
هذا مني تماشيا في الحديث على أسلوبكم ، وإلا فأنا وكل أهل السنة نجل ونحب ونود آل البيت عليهم الصلاة والسلام ونترضى عنهم جميعهم ، وليس كما تفعلون ، أنتم تغالون في البعض غلوا مقيتا ، وتنقصون من حق البعض من آل البيت نقصانا مهينا .
والحديث ليس على هذا ولا ذاك ، وحاشاه من الانتقاص في ق الأصحاب الكرام ، وحاشاه من الانتقاص من أهل البيت الأطهار .
بل الثابت عندنا وعند البخاري نفسه الذي يودر نصوصا تفيد أن أئمة الصحابة في الجنة لا سيما العشرة المبشرين بالجنة ، ومنهم الإمام علي رضي الله عن الجميع ، وتفيد بأن أهل بيت النبوة في الجنة لا سيما زوجاته أمهات المؤمنين ، ولا سيما بناته المطهرات العفيفات ، وعلى رأسهن الزهراء سيدة نساء أهل الجنة ، والسبطين الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .
فالحديث لا يحمل - أبدا - معنى الانتقاص من الأصحاب ولا من آل بيت النبوة الأطهار ، وإنما هو من باب الترهيب والتنبيه والتحذير ، حتى لا يغتر الأصحاب بصحبتهم وسابقتهم ، فيميلوا إلى الدنيا عن الآخرة ، وإلى الأموال والأولاد عن الجهاد في سبيل الله ، وحتى لا يغتر أله البيت بقرابتهم ، فيتكلوا بها عن العمل والاجتهاد في العبادة والطاعة .
وهكذا حتى يظل الجميع على الرغبة والرهبة ، وعلى الخوف والرجاء وهما جناحا الإيمان ، وركنا العبودية الخالصة للرحمن .
وإن حمل الحديث على أحد ، فلا يمكن مطلقا حمله على المبشرين بالجنة ولا على أهل بدر ، ولا على أهل بيعة الرضوان ، ولا على المهاجرين الذين شهد الله تعالى لهم بالصدق والإخلاص ، ولا على الأنصار الذين شهد الله تعالى بالفلاح ، ولا على الذين هاجروا من قبل الفتح وقاتلوا ، ولا على الذين هاجروا من بعد الفتح وقاتلوا ، لأن الله وعد الطائفتين بالحسنى .
لا يمكن حمل الحديث على أولئك الكرام البررة ن لأن هناك نصوصا تعارض ذلك ، وينبغي فهم الحديث ضمن إطار تلك النصوص حتى لا يحدث الغلو والشطط والانحراف والضلال .
نفس الشخص :
دعنا من هذا الحديث ، واسمع الحديث الثاني فإنه يصرح بذكر الأصحاب .
العبد لله :
تفضل اقرأ الحديث .
نفس الشخص :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحالون عن الحوض ، فأقول : يا رب أصحابي ، فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى " .
ثم يعقب صاحبنا على الحديث بقوله : أظن الحديث واضحا فيه ذكر الصحابة وأنهم ارتدوا وكفروا ، والحديث كما ترى لا يحتاج إلى تعليق ، وهو حجة عليك .
والحاضرون يؤازرون صاحبهم :
فأحدهم يقول : الحديث نص على ارتداد الصحابة .
وآخر يقول : الحديث يا جماعة موجود في البخاري
وثالث يقول لي : أظن ما راح تعرف تلف وتدور .
ورابع يقول : ما قولك الآن على هذا الحديث الواضح ؟
وخامس يبتسم لأصحابة . . . وهكذا .
والعبد لله - بحمد الله وتحثا بنعمته - كان رابط الجأش ممتلىء الثقة بالله ، تغمره بحمد الله السكينة ، فجعلت أنظر إليهم كما ينظر الأسد إلى قرود تتهارج ، فتركهم على لهوهم وباطلهم هنيهة ، ثم زأر عليهم زأرة فانقلبوا خائبين ، وولوا هاربين ، وارتدوا على أدبارهم خاسئين ، فالحمد لله رب العالمين .
العبد لله :
ماذا تفهم من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى " .
نفس الشخص :
الذي أفهمه أنهم كفروا وارتدوا عن دين الإسلام إلى الكفر .
العبد لله :
من تقصدون بالأصحاب الذين ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم .
قال : صحابة النبي كلهم إلا الإمام علي عليه السلام وشيعته .
قلت : وكم كانت شيعته ؟
قال : كانوا كثرين .
قلت : وكم كان عددهم تقريبا ؟
قال : لا أدري بالضبط ، وكلنهم كانوا كثيرين .
قلت : كذبت ، والروايات عندكم تدل على أنهم ثلاثة : المقداد وأبو ذر وسلمان ، وأن عماراً حاص حيصة ثم عاد ، فهؤلاء أربعة وخامسهم الإمام علي ، ولقد تتبعت كتبكم فوجدتهم في أحسن الأحوال لا يزيدون عن بضعة عشر رجلا .
نفس الشخص :
لا أدري ما علاقة ذلك بالحديث .
العبد لله :
ستعرف الآن ، ولكن قل لي : من كانوا أئمة المرتدين ؟
نفس الشخص :
أئمتهم هم ، أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير ومعاوية .
العبد لله :
هذا هو الذي فهمتموه من حديث البخاري .
نفس الشخص :
نعم .
العبد لله :
هذا الذي فهمتموه من حديث البخاري لمي فهمه البخاري نفسه فها هو ذا يخرج في صحيحة في كتاب " فضائل الصحابة " الأحاديث الكثيرة الصحيحة التي تبين فضائل المهاجرين وفضائل الأنصار ومناقب أبي بكر ومناقب عمر ومناقب عثمان ومناقب علي ومناقب الزبير ومناقب طلحة ومناقب أبي عبيدة ومناقب سعد ومناقب خالد بن الوليد .
وها هو ينقل قول النبي صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم " ، وهو يصدق صريح القرآن " كنتم خير أمة أخرجت للناس " ويصدق صريح القرآن الصحب الكرام وتعتبرهم صادقين مفلحين فائزين .
وها هو البخاري نفسه ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في أبي بكر – الذي تجعلونه من أئمة الكفر والإلحاد ، وهو عند الله وعند رسوله وعند المؤمنين إمام الصدق والإخلاص والإيمان والتقوى – يخرج البخاري ، قول النبي صلى الله عليه وسلم في حق أبي بكر : " لو كنت متخذا في الإسلام خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخي وصاحبي " .
وها هو البخاري يثبت الأفضلية لأبي بكر على كافة الصحابة حيث يقدمه الرسول صلى الله عليه وسلم للصلاة في مرضه الذي توفي فيه ، فيخرج قوله صلى الله عليه وسلم : " مروا أبا بكر فليصل بالناس " .
ويخرج قوله صلى الله عليه وسلم في مرضه الأخير لعائشة رضي الله عنها : " ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلى أبا بكر " .
وها هو البخاري يثبت فضل عمر رضي الله عنه والذي تجعلونه من أئمة الكفر وتقولون إن أبا بكر وعمر هما الجبت والطاغوت ، وحاشاهما من ذلك .
فيخرج قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر " .
وها هو البخاري يثبت فضل عمر رضي الله عنه ، فيخرج قول النبي صلى الله عليه وسلم : " بينا أنا نائم شربت " يعني اللبن " حتى أنظر إلى الري يخرج من أظفاري ، ثم ناولت عمر . قالوا : فما أولته يا رسول الله ؟ قال : العلم " .
وها هو البخاري يثبت فضائل الصحابة من المهاجرين والأنصار، فيملأ كتابه بمناقبهم وفضائلهم ، ويترضى عنهم كافة . وعلى ذلك فالبخاري يفهم من حديثه ما لم تفهموه أنتم .
نفس الشخص :
أحاديث البخاري ليست حجة علينا ، ونحن لا نثق فيها ، وإنما أنتم تثقون فيها ، ونحن نحتج بها عليكم أنتم .
العبد لله :
سبحان الله ! يا قوم إنما مثلكم كمثل اليهود يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ، يا قوم إما أن تكذبوا بأحاديث البخاري كلها ، وإما أن تأخذوها كلها ، وإلا كنتم كما قول تعالى : " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب " .
نفس الشخص :
نحن عندنا رواياتنا وأحاديثنا الخاصة بنا والتي رواها علماؤنا والمأخوذة من علم آل البيت عليهم سلام الله ، وهي مدونة في كتبنا التي نثق فيها .
العبد لله :
أين هي كتبكم الموثوقة ، وهذه الكتب روت أكثر من ألفي رواية مكذوبة على القرآن نفسه ، فهل نستبعد أن يروى مثلها على أصحاب النبي الكرام البررة ؟ وهل نستبعد أن يروى مثلها في حق زوجات النبي الطاهرات المطهرات رضي الله عنهن ؟ وهل نستبعد أن يروى مثلها زورا وبهتانا وغلوا في حق أمير المؤمنين علي رضي الله عن وآل بيته الأطهار ؟
يا قوم ، إن الذي يكذب على القرآن يكذب على كل شيء ، ويكذب في كل شيء ، وإذا لم تستحوا من الكذب على القرآن فللذي بعده أنتم أقل حياء ، وفي الحديث : " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " .
أحد الجالسين ( موتورا ) :
ترى والله يا أخ احنا للحين موسيعن صدورنا معاك ، ومراعين حق الضيافة معاك ، وترى إحنا للحين نجاملك ، ولكنك لا تراعي مجاملتنا لك ، وأسلوبك مو ( ليس ) أسلوب نقاش .
العبد لله :
ما الذي حدث ؟ ! يا جماعة نحن لسنا في هوشة ، وإنما ظننت أننا في مجلس علمي نتناقش فيه حول الحق ، وكل ينافح عما يراه الحق ، وكل يدلو بدلوه ويؤيد حقه ويدحر باطل مخالفه ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
ولسنا هنا للضيافة أو المجاملة ، وإنما لإظهار الحق من خلال المناقشة والمناظرة وقرع الحجة بالحجة والدليل بالدليل .
وصاحبك يستدل مرة بالبخاري ، ومرة يقول : ليس هو حجة علي ، ويأخذ ببعض ، ويكفر ببعض ، وكأن الشرع على هواه ، فأينا يكون أسلوبه غير علمي وأينا يكون أسلوبه ليس أسلوب نقاش ؟ !
نفس الشخص :
دعنا من هذا ، أنت للحين ما ذكرت ردك على الحديث الذي ذكرته لك والذي يدل على أن الصحابة حرفوا وبدلوا وارتدوا على أدبارهم كفارا مرتدين .