المشككون في السنة..هويتهم وحقيقتهم

[ابن قدامة]

أول بدعتين ظهرتا في الإسلام..الخوارج..والشيعة..
وكلاهما رفض الاحتكام للسنة..فلم يكن من الخوارج أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم..ولا من الفقهاء..والشيعة أمرهم معروف..فلا بد أن يقوم دينهم على هدم السنة..إذ الحق والباطل لا يجتمعان..ولما كانت السنة شارحة للكتاب العزيز..نقضوا الشرح..كي يحلو له التحريف المعنوي والتدليس الباطني..

ثم ظهرت المعتزلة..وانقسمت فرقتين:
فرقة غلت..فقالت باحتمال وقوع الكذب في الأحاديث المتواترة
وفرقة..زعمت أن أحاديث الآحاد..لا يعمل بها لأنها ظنينة..والظن من الشيطان

وقد تبنت الرافضة الطرح المعتزلي جملة وتفصيلا..إلى يومنا هذا..وحالهم في دعوى تنزيه الله تعالى..كرجل قال لأمه:لا تعملي القهوة لي يا أماه..أنا أعملها بنفسي..بل اجلسي معززة..مكرمة..ونحن من نخدمك..فلما رآها عملتها..أتاها غاضبا فقال:يا أيتها اللعينة..ألم أقل لك لا تعملي..أنا أنزهك عن هذا..يا حمارة. أنت لا تفهمين؟!.إلخ..!..ولله المثل الأعلى

وحال أهل البدع أن يلتقوا وإن كان الله قد أغرى بينهم العداوة والبغضاء بما نسوا حظا مما ذكروا به..


ثم المستشرقون..وأذنابهم المستغربون..كأمثال طه حسين وغيره..
وهم النصارى واليهود كجولد تسيهر..وغيره..ممن أفنوا حياتهم في الطعن في البخاري ومسلم..وأهل السنن..وقبلهم التابعون..وصولا إلى الصحابة..وخير قرن
وهؤلاء..طعنوا في السنة لأجل الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم وفي الإسلام ذاته..
فكان المعتزلة من شرار الخلق إن لم تكن شر وباء حل بالأمة..حين نظّرت بالنيابة عن العلمانيين..واليهود..والنصارى..وكل طاعن في دين الإسلام..

وسواء دروا أو لم يدروا..فهذا هو الواقع..ولا يخفى على المتابع أن الحداثيين يمثلون تيارا ثوبا جديدا للمعتزلة..يعمل كمعول لهدم الإسلام..
وسوؤهم نابع من كونهم زعموا الوسطية..بين الفلسفة القديمة..فلسفة أرسطو وأفلاطون واليونان عموما..وبين حضارة الإسلام..ولهذا سموا "مخانيث الفلاسفة"..
فلا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء..

ولهذا كثيرا ما كانت الطعون في الإسلام الموجهة من قبل المستشرقين مستفادة من كتابات الشيعة والمعتزلة..وسجل لنا الإمام ابن حزم رحمه الله ذلك..حين كان يناظر النصارى..فكانوا يحتجون بأقوال الشيعة..فيجيبهم:هؤلاء ليسوا مسلمين أصلا حتى يكونوا حجة علينا


وبالنظر إلى هذه الفرق :
رافضة-مشتشرقون-خوارج..يتبين أن طريق المعتزلة..طريق الضالين والمغضوب عليهم..

وكذا قضت سنة الله أن يميز الخبيث من الطيب" ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب"
وقال سبحانه"وكذلك نفصل الآيات ولتسبين سبيل المجرمين"

وكي تعرفوا ضلال المدعو حازم..انظروا إليه مع الجلادين..جلادي الإمام أحمد بن حنبل..ترونه هناك شاهرا سوطه وسيفه..يحارب الإسلام..من حيث يدري أو لا يدري..

وأما القاديانية..والبهائية..وسائر من ادعى النبوة..فهذا سبيله أيضا أن ينكر السنة أيضا..كما فعل الهالك خليفة رشاد..
وما أصبرهم على النار

[ابن قدامة]

الحمد لله..والله أكبر