العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-02-04, 10:16 AM   رقم المشاركة : 1
منير الليل
عضو نشيط







منير الليل غير متصل

منير الليل


صفحات سوداء عبر التاريخ

صفحات سوداء

عبر التاريخ





الدكتور عمر عبدالسلام تدمري
رئيس قسم الآثار في الجامعة اللبنانية
فرع طرابلس
نقلا عن مقالة في مجلة الفكر الإسلامي
الصادرة عن دار الفتوى في لبنان
رقم العدد 6 _ حزيران 1978




منتديات صوت
www.saowt.com/forum
شبكة مجاهد مسلم
www.geocities.com/moujahedmouslem




الروافض عبر التاريخ: صفحات سوداء

استمر الموارنة والروافضة في موقفهما العدواني السافر ضد المماليك السنة، وكما وقفا إلى جانب الصليبيين في حملاتهم وغزواتهم في بلاد الشام ضد المسلمين، فقد افرا عن عدائهما أثناء الهجمة التترية الهمجية التي اشتملت معظم مدن الشام، وتحالفت الطائفتان لطعن المسلمين من جنوبهم ومن ظهورهم مغتنمين فرصة انهزام المماليك أمام " غازان خان" ملك التتار في سنة 699 هـ _ 1300 م. وحول ذلك يذكر كل من: النويري وابن أيبك الصفدي والمقريزي، أن ضررهم اشتد ونال العسكر الإسلامي عند انهزامهم من غازان الى مصر منهم شدائد. [ نهاية الإرب ـ النويري ـ ( المخطوط) ج 29 -328 ب، السلوك ـ المقريزي ـ ج 1 ق2/903، الدر الفاخر ـ إبن أيبك ـ ج 9/17]. فقد جرت موقعة رهيبة بين التتار الذين كانوا يناهزون المائة ألف رجل، والمماليك الذين كانوا في نحو بضعة وعشرين ألف رجل، في مجمع المروج بوادي الخزندار الواقع بين حماة وحمص، وأسفرت الموقعة عن هزيمة عسكر المماليك. وفيما كان المماليك يتراجعون عبر لبنان بإتجاه الجنوب إلى مصر، إذا بالموارنة والروافضة ينزلون إليهم من الجبال ويمسكون عليهم المضائق، ويأخذون الواحد منهم بالكف دون قتال، ويأخذون ما معه، ثم يرسلونه عريانا إذا أحسنوا إليه، وبما يقتلونه،أو يرمون عليه حجرا من فوق التلال والجبال فيهلك الجندي وفرسه. وكانوا قد استوقفوا جماعة كثيرة من المسير في طريق عودتهم في الموقعة مع التتار، وقصدوا أن يتخذوا منهم ما يريدونه حتى يفتحوا لهم الطريق، فاتفق حضور طائفة من العسكر بصحبة عدد من الأمراء استطاعوا أن يبعدوا الكسروانيين عن الطريق، غير أن هؤلاء عادوا واجتمعوا بعد أن حشدوا أعدادا هائلة وصمموا على القتال. ولما كانت طبيعة الأرض والجبال وضيق الطرقات لا تسمح بالمناورة للفرسان، فقد ترجل المماليك بعد أن وجدوا أنهم أصبحوا بين عدويّن ـ فالكسروانيون من أمامهم، والتتار من ورائهم ـ وزحفوا مستميتين الى أن صدموا الكسروانيين وأوقعوا بأوائلهم، وما لبثت المعركة أن شبت بينهم، ودار قتال شديد حتى تمكن المماليك من أن يشقوا طريقهم عبر الجبال والمضائق والأودية يلحقوا بالعساكر التي سبقتهم الى غزة. [ عقد الجمان ـ العيني ـ (المخطوط) ـ ج 21 ق2/199 و 261].

وفي يوم الجمعة 20 شوال 699هـ خرج الأمير " أقوش الأفرم" نائب سلطان المماليك بدمشق لغزو أهل جبا لكسروان والانتقام منهم، والتقى معه على غزوهم نواب السلطنة في صفد وحماة وحمص وطرابلس بعساكرهم. وخرج معهم الإمام " تقي الدين بن تيمية" ومعه خلق كثير من المتطوعة من أهل حوران [ عقد الجمان، نهاية الإرب]. وكان أهل الجبال قد أخذوا حذرهم واستعدوا للقتال وامتنعوا بجبلهم، وهو صعب المرتقى، وصاروا في نحو اثني عشر ألف رام. وذكر عن بعضهم أنه كان يرمي بقوسه زنة أربعين رطلا.

ولما كان أهل الجبل مشرفين على عساكر المماليك من عل فقد أثخنوهم الجراح بنبالهم حتى اضطر النواب إلى توزيع قواتهم وتفرقوا في عدة اتجاهات حتى أحاطوا بالجبل وقاتلوهم ستة أيام قتالا شديدا حتى هزمومهم. وتمكن المماليك من الصعود الى الجبل ووضعوا السيف في أهله حتى ألقوا السلاح واستسلموا. وجاء رؤساء الروافضة الى الإمام "ابن تيمية" فاستتابهم. والزم أهل الجبال بتسليم جميع ما استولوا عليه من غنائم اثناء انهزام المماليك من التتار، كما تقرر عليهم أداء مبلغ مائة ألف درهم جبيت منهم، وأخذ نائب دمشق عدة من مشايخهم وأكابرهم رهائن عنده. [ المصدران السابقان] وأقطعت أراضيهم وبلادهم. [ الدرالفاخر ـ ج 9/40]. وعاد النائب الى دمشق يوم الأحد 13 من ذي القعدة، فتلقاه الناس بالشموع إلى وسط بعلبك وسط النهار. [ البداية والنهاية ـ ج14/12].

رغم الخطة الناجحة التي قام بها المماليك ضد العصاة، فإن هؤلاء ما لبثوا أن عادوا الى شغبهم واعتداءاتهم بعد ثلاث سنوات، إذ قاموا بمهاجمة إقليم الغرب قرب بيروت وقتلوا أميرين من أمراء التنوخيين في بلدة نيبية، [ نيبية أو نابية: بلدة صغيرة في الشمال الشرقي من بيروت على بعد 15 كيلومتر. ( اعرف لبنان ـ عفيف بحارس مرهج ـ ج) دون تحديد رقم للصفحات]، وأحرقوا عين صوفر وشمليخ وعين زوينة وبحطوش وغيرها من القرى. [ أخبار الأعيان ـ الشدياق ـ ج1/207، تاريخ سورية ـ يوسف الدبس ـ ج6/369، خطط الشام ـ محمد كرد علي ـ ج2/138]. ويبدو أن أحد مقدمي المورانة لم يوافقهم على ما كانوا يفعلونه، فاعتبروه خائنا وعزلوه، وقام المقدم "نقولا" الذي اختاروه بشن الغارات على نواحي طرابلس وهاجم المسلمين عند نهر رشعين، أحد فروع نهر طرابلس، وقتل منهم عشرين رجلا، واتبع ذلك بطرد المقدم السابق من جبة بشري. [ أخبار الأعيان ـ ج1/208]. وواصل الموارنة تعاونهم مع الصليبيين الذين طردوا من الساحل واتخذوا من قبرص قاعدة عسكرية لهم. فتواطؤا معهم على النزول في بلدة الدامور جنوبي بيروت، وتمّ ذلك في 8 جمادي الأولى 702 هـ ـ 1302 م. [ تاريخ بيروت ـ صالح بن يحيى ـ ص 157، تاريخ الأزمنة ـ اسطفان الدويهي ـ ص 160، تاريخ سورية ـ الدبس ـ ج6/368، خطط الشام ـ ج2/140]. وعندما قام أمراء إقليم الغرب بالتصدي للقراصنة وأعوانهم سقط أحدهم قتيلا وقع آخر أسيرا، وأرسلت الشكاوى بذلك الى نائب الشام أقوش الأفرم فعمل جهده للحد من استفزازاتهم بالطرق السلمية، وقام منذ ذلك الوقت وطوال ثلاث سنوات وهو يجهزر العساكر. [ أخبار الأعيان ـ ج1/208].

وفي الواقع كانت مواقف المورانة تجاه المسلمين، تتوافق وبشكل واضح، مع مواقف الروافضة الذين عادوا أيضا لإظهار العصيان من جديد. وظهر المخطط الانفصالي من جديد الذي عمل على تحقيقه تحالف الموارنة ـ الروافضة، والذي كطان يتواطأ، وبشكل سافر، مع فلول الصليبيين في قبرص وكريت ورودس وموانئ إيطاليا.

وإذ كان الروافضة، يشكلون الفريق الأقوى في ذلك الحلف، للانتشار السكاني الواسع في لبنان، بدءا من مناطق الضنية في الشمال، والمعروفة في المراجع التاريخية العربية بجبال الظنيين، وانتهاء بجنوب لبنان حيث جبل عامل، مرورا بجبال كسروان والجرد ونواحي جبيل وجزين. [ كتاب مختصر في ذكر حال الامام ابن تيمية ـ ابن قدامة المقدسي ـ (مخطوط) ـ ص 68 ب وما بعدها. عدا عن تجمعاتهم الصغيرة في اعمال دمشق وصفد وحمص وحماة وحلب. فقد تركزت جهود المماليك على الاتصال بمشايخهم ليركنوا الى طاعة الدولة. ولهذا يلاحظ أن المصادر التاريخية التي تناولت أحداث تلك الفترة اختصت بالذكر طائفة الروافضة وأهمات ذكر طائفة الموارنة لضآلة حجمها وضيق رقعة انتشار أتباعها الذين كانوا ينحصرون بين "جبة بشري" و "جبة المنيطرة" في جبل لبنان! ولذلك نرى علماء الشام وعلى رأسهم ابن تيمية، يترددون على مشايخ الروافضة لاقناعهم ببذل الطاعة، وكانت آخ المحاولات في هذا المجال قد تمت سنة 704 هـ ـ 1304 م. وإزاء فشل المحاولات السلمية واستنفاد كل السبل، فقد نادى نائب السلطنة بدمشق خروج العساكر، وأصدر أمرا صارما بأن " من تأخر من الأجناد والرجالة شنق" [ نهاية الإرب ـ ج30/28، السلوك ـ ج 2 ق1/15، خطط الشام ـ ج2/140]. فاجتمع له نحو الخمسين ألف رجل فزحف بهم في الثاني من المحرّم 705 هـ ـ 1305 م وهاجم جبال الجرد وكسروان من الشرق، وجاء الأمير "سنقرجاه المنصوري" نائب صفد فقطع عليهم الطرق في الجنوب وقصدهم في جبل عامل وبلاد جزين، أما من الشمال، فقد خرج الأمير "اسندمر كرجي" بعساكر طرابلس لقتال الروافضة في جبال الظنيين ( الضنية) ثم الاتجاه جنوبا للإطباق على حلفائهم المورانة في جبة بشري.

ويذكر "النويري" أن "اسندمر" كان متهما بالتساهل مع الروافضة وحلفائهم وأنه كان يباطنهم ويغض بصره عنهم.. " فجرد العزم وأراد أن يفعل في هذا الأمر ما يمحو عنه أثر هذه الشناعة التي وقعت، وطلع الى جبال كسروان من أصعب مسالكه". [ نهاية الإرب ـ ج30/28، خطط الشام]. وبذلك أطبقت العساكر الإسلامية على بلادهم " واحتوت على جبالهم ووطئت أرضا لم يكن أهلها يظنون أن أحدا يطأها". وفر أمراء الجرد وكسروان الى غار يعرف بمغارة "نيبية"، فوق أنطلياس شمالي بيروت واعتصموا فيه، ولكن نائب الشام بذل لهم الأمان فلم يذعنوا، عند ذلك أمر ببناء جدار على باب الغار وأهال عليه تلا من التراب وأقام حارسا عنده مدة أربعين يوما حتى تأكد من موتهم، وصعدت عساكر طرابلس الى جبال كسروان فخربت القرى وقتل من العصاة عدد هائل وتمزق من بقي منهم في البلاد. [ المصدران السابقان]. واستخدم "اسندمر" جماعة منهم بطرابلس فأدخلهم في الديوان ووضع لهم رواتب من الأموال الديوانية، فأقاموا على ذلك سنين، وأقطع بعضهم أخبارا من حلقة طرابلس ( الحرس الأميري)، واختفى بعضهم في البلاد وتفرقوا، وعاد نائب الشام معه 600 أسير. وجعل " بهاء الدين قراقوش" ناظرا على بلاد بعلبك وجبال الكسروانية، فقام بإخلاء من بقي من جبال كسروان من الروافض والموارنة. واستشهد في هذه الموقعة " تقي الدين الأوحد شادي ابن الملك داوود ابن المجاهد أسد الدين شيركوه" أحد أمراء دمشق. [السلوك ـ ج2 ق1/21]. وقد أقطع السلطان " الناصر محمد بن قلاوون" جبال كسروان في شهر جمادي الآخرة بعد فتحها للأمير علاء الدين بن معبد البعلبكي، وسيف الدين بكتمر عتيق بكتاش الفخري، وحسام الدين لجين وعزالدين خطاب العراقي، فزرعها لهم الجبلية. [ السلوك ـ ج2 ق1/16].

وقد حفظ لنا المؤرخ " ابن قدامة المقدسي" نص الكتاب الذي بعثه الإمام "ابن تيمية" الى السلطان الناصر محمد بن قلاوون حول "فتوح جبل كسروان" وهو لا يزال مخطوطا في " كتب مختصر في ذكر حال الشيخ الإمام.. ابن تيمية الحراني وذكر بعض مناقبه ومصنفاته"، ومحفوظ في مكتبة "كوبريلي" باسطنبول تحت رقم 1142 وننشر هنا لأول مرة مع تصويب بعض الألفاظ الواردة في المخطوط.. ( من صفحة 181 أ ـ 185ب).







التوقيع :
الله أكبر ولله الحمد
شبكة مجاهد مسلم
موقع أهل البيت
من مواضيعي في المنتدى
»» الى العمل الدعوي
»» من يرد على شبهة إحراق بيت فاطمة.... وجزاكم الله خيرا
»» الامام الصادق عند الشبعة وعند أهل السنة
»» لهذا السبب اللطميات أهم من القرآن..
»» كتاب كسر الصنم، لآية الله البرقعي
 
قديم 02-02-04, 10:19 AM   رقم المشاركة : 2
منير الليل
عضو نشيط







منير الليل غير متصل

منير الليل


"رسالة أرسلها شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن تيمية ، رحمه الله، الى السلطان الملك الناصر، يذكر فيها ما أنعم الله على السلطان وعلى أهل الاسلام بسبب فتوح جبل كسروان".

بسم الله الرحمن الرحيم

من الداعي أحمد بن تيمية الى سلطان المسلمين، ومن أيد الله في دولته الدين، أعز بها عباده المؤمنين، وقمع فيها الكفار والمنافقين، والخوراج والمارقين، نصره الله ونصر به الإسلام، وأصلح له وبه أمور الخاص والعام، وأحيا به معالم الإيمان، وأقام عليه شرايع القرآن، وأذل به أهل الكفر والفسوق والعصيان، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإنا نحمد إليكم الله الذي لا أحد إلاهو، هو للحمد أهل، وهو على كل شيء قدير، ونسأله أن يصلي على خاتم النبيين وإمام المتقين محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما.

أما بعد، فقد صدق الله وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وأنعم الله على السلطان وعلى المؤمنين في دولته نعما لم تعهد في القرون الخالية، وجدد الإسلام في أيامه تجديدا بانت فضيلته على الدول الماضية، وتحقق في ولايته خبر الصادق المصدوق أفضل الأولين والآخرين، الذي أخبر فيه عن تجديد الدين في رؤوس المئين، والله تعالى يوزعه والمسلمين شكر هذه النعم العظيمة في الدنيا والدين. ويتمها بتمام النصر على ساير الأعداء المارقين. وذلك أن السلطان أتم الله نعمته حصل للأمة بمن ولايته، وحسن نيته، وصحة إسلامه وعقيدته، وبركة إيمانه ومعرفته، وفضل همته وشجاعته، وثمرة تعظيمه للدين وشرعته، ونتيجة اتباعه لكتاب الله وحكمته، ما هو شبيه بما كان يجري في أيام الخلفاء الراشدين، وما كان يقصده أكابر الأئمة العادلين، من جهاد أعداء الله المارقين من الدين، وهم صنفان: أهل الفجور والطغيان، وذوو الغيّ والعدوان، الخارجون عن شرائع الإيمان، طلبا للعلو في الاحن والفساد، وتركا لسبيل الهدى والرشاد، وهؤلاء هم التتار ونحوهم من كل خارج عن شرايع الإسلام. وان تمسك بالشهادتين أو ببعض سياسة الأنام.

والصنف الثاني: أهل البدع المارقون، وذوو الضلال المنافقون الخارجون عن السنة والجماعة، المفارقون للشرعة والطاعة، مثل هؤلاء الذين غزوا بأمر السلطان من أهل الجبيل والجرد والكسروان. فإن ما منّ الله به من الفتح والنصر على هؤلاء الطغام، هو من عظايم الأمور التي أنعم الله بها على السلطان وأهل الإسلام. وذلك لأن هؤلاء وجنسهم من أكابر المفسدين، في أمر الدنيا والدين، فإن اعتقادهم أن أبا بكر وعمر وعثمان، وأهل بدر وبيعة الرضوان، وجمهور المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان. وأئمة الإسلام وعلماءهم أهل المذاهب الأربعة وغيرهم. ومشايخ الإسلام وعبادهم، وملوك الإسلام وأجنادهم، وعوام المسلمين وأفرادهم، كل هؤلاء عندهم كفار مرتدون، أكفر من اليهود والنصارى، لأنهم مرتدون عندهم، والمرتد شرّ من الكافر الأصلي، ولهذا السبب يقدوم الفرنج والتتار على أهل القرآن والإيمان، ولهذا لما قدم التتار الى البلاد، فعلوا بعسكر المسلمين ما لا يحصى من الفساد، وأرسلوا الى أهل قبرص فملكوا بعض الساحل، وحملوا راية الصليب، وحملوا الى قبرص من خيل المسلمين وسلاحهم وأسراهم ما لا يحصي عدده إلا الله. وأقام سوقهم بالساحل عشرين يوما يبيعون فيه المسلمين والخيل والسلاح على أهل قبرص، وفرحوا بمجيء التتار هم وساير أهل هذا المذهب الملعون، مثل جزين وما حواليها، وجبل عامل ونواحيه.

ولما خرجت العساكر الإسلامية من الديار المصرية ظهر فيهم من الخزي والنكال ما عرفه الناس منهم، ولما نصر الله الإسلام النصرة العظمى عند قدوم السلطان كان بينهم شبيه بالعزاء، كل هذا وأعظم منه، عند هذه الطايفة التي كانت من أعظم الأسباب في خروج " جنكسخان" الى بلاد الاسلام، في استيلاء، "هولاكو" على بغداد، وفي قدومه حلب، وفي نهب الصالحية، وغير ذلك من أنواع العداوة للإسلام وأهله. لأن عندهم أن كل من لم يوافقهم على ضلالهم فهو مرتد. ومن استحل الفقاع فهو عندهم كافر. ومن مسح الخفين فهو عندهم كافر. ومن حرم المتعة فهو عندهم كافر. ومن أحب أبا بكر أوعمر أوعثمان أو ترضى عنهم أو عن جماهير الصحابة فهو كافر. ومن لم يؤمن بمنتظرهم فهو كافر. وهذا المنتظر صبي عمره سنتان أو ثلاث أو خمس. يعمون أنه يدخل السرداب بسامراء من أكثر من أربع ماية سنة، وهو يعلم كل شيء، وهو حجة الله على اهل الأرض. فمن لم يؤمن به فهو كافر. وهو شيء لا حقيقة له. ولم يكن هذا في الوجود قط. بل عندهم من قال :" الله يرى في الآخرة" فهو كافر. ومن قال:" أن الله تكلم بالقرآن حقيقة" فهو كافر. ومن قال:" أن الله فوق السموات" فهو كافر. ومن آمن بالقضاء والقدر وقال:" أن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء . وأن الله يقلب قلوب عباده. وأن الله خالق كل شيء" فهو عندهم كافر. وعندهم أن من آمن بحقيقة أسماء الله وصفاته التي أخبر الله بها في كتابه، وعلى لسان رسوله، فهو عندهم كافر. وهذا هو المذهب الذي تلقنه لهم أئمتهم مثل " بني العود" فإنهم شيوخ اهل هذا الجبل، وهم الذين كانوا يأمرونهم بقتال المسلمين ويفتونهم بهذه الأمور. وقد حصل بأيدي المسلمين عدة من كتبهم تصنيف " إبن العود" وغيره. وفيها هذا وأعظم منه. وهم اعترفوا لنا بأنهم الذين علموهم وأمروهم. لكنهم مع هذا يظهرون التقية والنفاق، ويتقربون ببذل الأموال الى من يقبلهم منهم، وهكذا كان عادة هؤلاء الجبلية، فإنما أقاموا بجبلهم لما كانوا يظهرونه من النفاق، ويبذلونه من البرطيل لمن يقصدهم. والمكان الذي لهم في غاية الصعوبة. ذكر ذبك أهل الخبرة، أنهم لم يروا مثله، ولهذا كثر فسادهم، فقتلوا من النفوس، وأخذوا من الأموال ما لا يعلمه إلا الله.

ولقد كان جيرانهم من أهل البقاع وغيرها معهم في أمر لا يضبط سره. كل ليلة ينزل عليهم منهم طايفة، ويفعلون من الفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد. وكانوا في قطع الطرقات، وإخافة سكان البيوتات على أقبح سيرة عرفت من أهل الخيانات، ترد إليهم النصارى من أهل قبرص فيضيفونهم، ويعطونهم سلاح المسلمين. ويقعون بالرجل الصالح من المؤمنين، فاما أن يقتلوه أو يسلبوه. وقليل من تفلت منهم بالحيلة، فأعان الله ويسر بحسن نية السلطان، وهمته في إقامة شرايع الإسلام، وعنايته وجهاده المارقين ان غزوا غزوة شرعية كما أمر الله ورسوله بعد أن كشفت أموالهم وأزيحت عليهم، وأزيلت شبهتهم، وبذل لهم من العدل والانصاف ما لم يكونوا يطمعون به. وبين لهم أن غزوهم اقتداء بسيرة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب في قتاله للحرورية المارقين، الذين تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بقتالهم، ونعت حالهم من وجوه متعددة، أخرج منها أصحاب الصحيح عشرة أوجه من حديث علي ابن أبي طالب، وأبي سعيد الخدري، وسهل بن حنيف، وأبي ذر الغفاري، ورافع بن عمرو، وغيرهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال فيهم:" يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم. يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية. لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد"، لو يعلم الذين يقاتلونهم ماذا لهم على لسان محمد انكلوا عن العمل، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، يقرأون القرآن يحسبونه أنهم لهم وهو عليهم شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه. وأول ما خرج هؤلاء زمن أمير المؤمنين علي، وكان لهم من الصلاة والصيام والقراءة والعبادة والزهادة ما لم يكن لعموم الصحابة، لكن كانوا خارجين عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن جماعة المسلمين وقتلوا من المسلمين رجلا اسمه "عبدالله بن حباب"، وأغاروا على دواب المسلمين. وهؤلاء القوم كانوا أقل صلاة وصياما، ولم نجد في جبلهم مصحفا، ولا فيهم قارئ للقرآن، وإنما عندهم عقايدهم التي خالفوا فيها الكتاب والسنة، واستحلوا بها دماء المسلمين، وهم مع هذا فقد سفكوا من الدماء وأخذوا من الأموال ما لا يحصي عدده إلا الله. فإذا كان علي ابن أبي طالب قد أباح لعسكره أن ينهبوا ما في عسكر الخوارج مع أنه قتلهم جميهم، كان هؤلاء أحق بأخذ أموالهم، وليس هؤلاء بمنزلة المتأولين الذين نادى فيهم علي بن أبي طالب يوم الجمل أنه لا يقتل مدبرهم، ولا يجهز على جريحهم، ولا يغنم لهم مال، ولا يسبي لهم ذريّة لأن مثل أولئك لهم تأويل سايغ، وهؤلاء ليس لهم تأويل سايغ، ومثل أولئك إنما يكون خارجا عن طاعة الإمام، وهؤلاء خرجوا عن شريعة الله وسنته، وهم شر من التتار من وجوه متعددة، لكن التتر أكثر وأقوى، فلذلك يظهر كثرة شرهم، وكثير من فساد التتر فهو لمخالطة هؤلاء لهم. كما كان في زمن "غازان" و "هولاكو" وغيرهما. وأيضا، فإنهم أخذوا من أموال المسلمين اضعاف ما أخذ من اموالهم وأرضهم فيء بيت المال. وقد قال كثير من السلف: إن الرافضة لا حق لهم من الفيء، لأن الله إنما جعل الفيء للمهاجرين والأنصار والذين من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم" [ سورة الحشر].
فمن لم يكن قلبه سليما لهم، ولسانه منغفرا لهم، لم يكن من هؤلاء وقطعت أشجارهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما حاصر بني النضير قطع أصحابه نخلهم وحرّقوه، فقال اليهود: هذا فساد، وانت ي امحمد تنهى عن الفساد. فأنزل الله تعالى في القرآن:" ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزس الفاسقين" [ الحشرة آية رقم 5].

وقد اتفق العلماء على جواز قطع الشجر وتخريب العامر عند الحاجة إليه، فليس ذلك بأولى من قتل النفوس. وما أمكن غير ذلك، فإن القوم لم يحصر كلهم من الأماكن التي اختفوا فيها وأيسوا من المقام في الجيل إلا حين قطعت الأشجار، وإلا كانوا يختفون حيث لا يمكن العلم بهم وما أمكن أن يسكن الجبل غيرهم لأن التركمان إنما قصدهم الري، وقد صار لهم مرعى، وساير الفلاحين لا يتركون عمارة أرضهم ويجيئون إليه.

فالحمد لله الذي يسر بهذا الفتح في دولة السلطان، وبهمته وعزمه وأمره، وإخلاء منهم، وهم يشبهون بما ذكره الله في قوله:" هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر، ما ظننتم أن يخرجوا، وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله. فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا. وقذف في قلوبهم الرعب. يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين. فاعتبروا يا أولي الأبصار. ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب النار. ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله، ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب. ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله، وليخزي الفاسقين" [ سورة الحشر من الآية 2 حتى الآية 5].

وأيضا فإنه بهذا قد انكسر من أهل البدع والنفاق بالشام ومصر والحجاز واليمن والعراق، ما يرفع الله به درجات السلطان، ويعز به أهل الإيمان.

(فصل) تمام هذا الفتح وبركته تقدم مراسم السلطان لحسم مادة أهل الفساد وإقامة الشريعة في البلاد، فإن هؤلاء القوم لهم من المشايخ والإخوان في قرى كثيرة من يقتدون به وينتصرون وفي قلوبهم غل عظيم، وإبطان معاداة شديدة لا يؤمنون معها على ما يمكنهم، ولو أن مباطنة العدو، فإذا أمسك رؤوسهم الذين يضلونهم مثل " بني العود" زال بذلك من الشر ما لا يعلمه إلا الله، ويتقدم إلى قراهم، وهي قرى متعددة بأعمال دمشق وصفد وطرابلس وحمص وحماة وحلب، بأن يقام فيهم شرايع الاسلام: الجمعة والجماعة، وقراءة القرآن، ويكون لهم خطباء ومؤذنون كساير قرى المسلمين، وتقرأ فيهم الأحاديث النبوية، وتنشر فيهم المعالم الإسلامية.







التوقيع :
الله أكبر ولله الحمد
شبكة مجاهد مسلم
موقع أهل البيت
من مواضيعي في المنتدى
»» طريق الاتحاد كتاب مترجم من الفارسية ينسف الإمامة ورواياتها
»» رسالة الى القائمين على هذا الموقع الطيب
»» الى العمل الدعوي
»» الشيعة في لبنان بين صائم ومفطر : آخر خبر
»» إجتماع الجيوش الاسلامية لغزو الشيعة الاثني عشرية
 
قديم 03-08-06, 09:22 PM   رقم المشاركة : 4
بيروت
مشترك جديد





بيروت غير متصل

بيروت is on a distinguished road





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للرفع رفع الله قدرك اخي الفاضل منير الليل

ما احوجنا الى هذا الموضوع الآن

جزاك الله خيرا كثيرا وجعل كل حرف خطته يدك في ميزان حسناتك

اللهم آمين

اللهم آمين

اللهم آمين






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:08 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "