سأجعل رحلتنا القرآنية من سورة واحدة..هي سورة يونس..وأسأل الله أن يهدي بها من يشاء من عباده..ولا تتحقق الذكرى بكلام الله إلا لمن كان له قلب..أو ألقى السمع وهو شهيد
يقول الله سبحانه"فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ "
وهذا تهديد ما بعده تهديد..وتوعد صارخ لمن يفتري على الله فيتهم كلامه بالتحريف أو النقص أو التبديل..
ثم يقول الله سبحانه"وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ "
يقول (العلامة!؟) الرضوي:وأما دعاؤنا بيا علي ونحوه فما هو إلا اتخاذهم وسائط وشفعاء..
ونتابع في التوجيهات الربانية في هذه السورة المهجورة كغيرها من قبل الشيعة..
"لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "..
أما الزيادة فهي رؤية الله سبحانه يوم القيامة..وهذا وعد منه سبحانه للمحسنين..
ولكن الشيعة..ومتابعة للمعتزلة..وتقليدا سافرا لهم..ينكرون هذه الرؤية..ولا يهمهم أن تتحقق الرؤية..ماداموا سيجتمعون بالـ(معصوم!) أعني عليا رضي الله عنه-زعموا-لكنه رضي الله عنه..سيتبرأ منهم كما تبرأ المسيح عليه السلام من النصارى
ثم يعود سبحانه للتحذير من الشرك بخطاب يلامس العقول-إن وجدت-
قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ
نفس جواب الشيعة..لا خلاف..إقرار تام بتوحيد الربوبية..ومع هذا فالله يقول"فقل أفلا تتقون"؟؟؟في استفهام استنكاري توبيخي ..مخيف
وبعد هذه الآية..آية عجيبة..يقول الله تعالى"فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ "
وكأنه يقول سبحانه..مادمتم تعترفون..فماذا بعد الله؟؟ ألا يملأ أعينكم؟!؟..لماذا أنتم مصرون على دعاء غيره وعبادة الأموات..؟
ويأتي بعد ذلك..وعيد يهز القلوب..ويخالج الشعور بضرورة الفرار إلى الله قبل فوات الأوان"كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ "..
فالذين فسقوا من ربقة الدين كما تفسق الرطبة عن قشرتها..لا أمل لهم في الهداية مع الإصرار على ما هم عليه
وتعود المجادلة القرآنية ..في ذات النسق..للمصرين على الشرك"[COLOR=seagreen]قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ "[/
COLOR]
هل الحسين رضي الله عنه يبدأ الخلق ثم يعيده..؟..فلماذا تعبدونه وتدعونه من دون الله..
لماذا لا تكفرون من يقول إن الأئمة يتحكمون في ذرات الكون..ويعلمون الغيب؟؟
ويستمر الخطاب الرباني للأمة المسلمة..محذرا إياهم..ومبينا سلوك هؤلاء"وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ "
ومن الظن..أن الصحابة خونة..وأن عمر رضي الله عنه..تهجم على فاطمة رضي الله عنها..إلى آخر الأفلام والروايات البوليسية المعروفة..مجرد ظن!..لا دليل..ولا حقيقة..ومالهم ألا يفعلوا ذلك وقد نحوا كتاب الله؟
ثم يؤكد الحق سبحانه على حقيقة خالدة..حول معجزة القرآن الخالدة..التي يطعن الشيعة في خلودها..فيتهمون الرب العلي..أنه ما إن مات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.زإلا وقد تآمر من تآمر فبدل في القرآن وحرف..فتركنا الله-تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا-نحو أربعة عشر قرنا تائهين..بكتاب لا يعلم ما نسخته الأصلية..وما هو الأصلي..وما هو المبدل!"وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ "
ويعقب سبحانه..بعد بيان عظمة القرآن.."بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ "
وتأمل أيها الشيعي الصادق..اختيار الله للفظ "تأويل"..فهم لا يكتفون بالتأويل الباطني..بل يزعمون أن القرآن فتنة..وأنه لا يفهمه إلا المعصوم..ولا وجود للمعصوم..إذاً أغلقه..وسكّر بصرك عنه
وبعد عدة آيات..يرجع الخطاب الرباني ممتنا علينا بنعمة القرآن العظيم..فهو كلامه..
وما أهون الله تعالى عند هؤلاء حين يستبدلون هذا الكنز الزاخر العطاء..بقصص ما أنزل الله بها من سلطان"يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ "
وتأمل النداء للناس جميعا..فهذا الدين رحمة للعالمين..ولم يبعث النبي صلى الله عليه وسلم لقومه خاصة..
وبعد هذه الآية..تجيء آية الفرحة..والبشرى"قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ "..افرحوا بالقرآن واعتزّوا به واعتزوا إليه..لا إلى وهم..فهو يمثل صفة من صفات الله وهي كلامه..بين أيدينا..فما أغلاه..وما أحلاه..وما أجمله وما أبهاه..وما أتعس الغافل عنه
وتنتهي السورة..بما دندنت عليه كثيرا.."وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ "
وبعدها..يأتي توضيح وتفصيل لإجمال:
وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ
أمر صريح من رب العزة..بالكف عن دعاء غير الله..مع بيان السبب:لا ينفع ولا يضر..
والعاقبة:إنك إذا من الظالمين
وزيادة..في تبيان القضية:
وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
وقبل أن تؤذن السورة بالختام..ينادي مولانا تعالى في علاه"قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ "
لأن الحجة قد قامت
وتأتي خاتمة المسك بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعض بالنواجذ على هذا الكتاب العزيز..
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ
أما الصبر..فلأن المخالفين..المعاندين اتخذوا القرآن عضين أو اتهموه بالكذب والتحريف..أو شككوا في حقيقة أنه-كله أو جزء منه- من عند الله...فاصبر في دعوتهم..حتى تلقى الله..