الى StraightPath

[عمير]

[ALIGN=CENTER]بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيْمِ[/ALIGN]

أَخِي الكَريم StraightPath السَّلامُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه

اسْتَمَعْتُ الى الحِوارِ الذّي دار َبَيْنَ الشَيْخِ المُحَدِّثِ نَاصِرِ الدين الأَلْبانِي وَتِلْميذَيْ حَسَن السَّقاف, فَاشْتَبَهَتْ عنْدي أمورٌ؛ مِنْها:-

-قَوْلُ الشَيْخِ الأَلْبانِي ذُكِرَ المَكَانُ في القُرْآن وليسَ للهِ مَكَان, وَقَالَ بَعْدَها نَحْنُ نَقولُ أنَّ اللهَ في السَّماء حقيْقَة !!! فانْ كُنتَ قَدْ فَهِمْتَ مُرادَهُ ففهمْني.

-قَوْلُهُ أنٌّ اللهَ مٌسْتَوٍ على العَرْشِ واسْتواءَه ليْسَ اسْتِقْراراً ،،، اذاُ ما هُوَ الاسْتواء ؟؟؟

وجَزاكَ اللهُ خَيْراً

أخُوكَ عُميْر

[الرئيسي]

بسم الله الرحمن الرحيم

1) قول أهل السنة والجماعة بأن الله في السماء، لا يقتضي بأن الله محصور في مكان وجودي، فهذا الذي ننفيه نحن أهل السنة والجماعة. وفي ذلك يقول الإمام الألباني: "إلا أنه مع ذلك لا ينبغي إطلاق لفظ الجهة والمكان ولا إثباتهما، لعدم ورودهما في الكتاب والسنة، فمن نسبهما إلى الله فهو مخطئ لفظاً، إن أراد بهما الإشارة إلى إثبات صفة العلو له تعالى، وإلا فهو مخطئ معنى أيضاً إن أراد حصره تعالى في مكان وجودي، أو تشبيهه تعالى بخلقه".

أنظر: مختصر العلو، ص72.

وقال فضيلة الشيخ ابن العثيمين: "الله ليس له مكان ما في المواقع...، الله منزه عن المكان باتفاق جميع العلماء الإسلام، لماذا؟ لأن الله كان ولا شيء معه، وهذا معروف في الحديث (الذي رواه) البخاري: "كان الله ولا شيء معه"، معناه: كان ولا مكان له؛ لأنه هو الغني عن العالمين، هذه حقيقة متفق عليها...".

أنظر: منهاج أهل السنة والجماعة في العقيدة والعمل، ص132-133.

أما قول الألباني، بأن الله في السماء حقيقة، دليلها قوله تعالى في محكم كتابه: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} [الملك: 16]، وسئل رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - جارية: "أين الله؟" قالت: في السماء. قال "من أنا؟" قالت: أنت رسول الله. أخرجه مسلم في صحيحه.

وقال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" أخرجه أحمد في مسنده وأبو داود والترمذي والحاكم في المستدرك عن ابن عمر، زاد أحمد في مسنده والترمذي والحاكم في المستدرك: "والرحم شجنة من الرحمن: فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله". وهذه الزيادة صحيحه.

فإن معنى قوله تعالى: {أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء}، وقول الجارية: "في السماء"؟ يوافق قول رسول الله في رقية المريض: "ربنا الله الذي في السماء"، إلى آخر الحديث، رواه أبو داود، وقوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها". رواه مسلم. فرسول الله لا يقصد بالطبع بأن الله ساكن في السماء، ولا يتوهم هذا إلا المجسم أو معطل - تعالى الله عما يصفون -. لأن الله تعالى لا تحوزه المخلوقات؛ إذ هو أعظم وأكبر، بل قد وسع كرسيه السماوات والأرض، فقد قال تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67]، وثبت في الصحيحين وغيرهما عن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أنه قال: "يقبض الله الأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض" فمن توهم إن الله داخل في شيء من المخلوقات محدود، فهذا توهم باطل، وهذا ما ينفيه أهل السنة والجماعة، بل إن قائله وقع في الكفر. لأن الله تعالى فوق خلقه لا يحصره ولا يحطه به شيء من المخلوقات، فإنه بائن من المخلوقات، كما أخبرنا جل وعلا في قوله {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} [الملك: 16] فقوله: {فِي السَّمَاء} بمعنى على السماء، فـ"في" هنا بمعنى "على"؛ فإنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "ارحموا من في الأرض" أي: على الأرض. فكذلك "يرحمكم من في السماء" أي: على السماء سبحانه وتعالى. وهذا مثل قوله تعالى: {فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ} [آل عمران: 137] وقوله عن فرعون: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71] فإن "في" في هاتين الآيتين بمعنى "على".

--------------------------------

2) أما عن معنى الإستواء. فإن أصل معنى الإستواء في لغة العرب، هو الارتفاع والعلو على الشيء ومنه قوله تعالى: {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} [المؤمنون: 28] ويقول الشاعر:
فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة = وقد حلق النجم اليماني فاستوى

وذكر ابن القيم أن الاستواء في لغة العرب نوعان: مطلق ومقيد:

فالمطلق: ما لم يوصل معناه بحرف، مثل: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} [القصص: 14] وهذا معناه: كمل وتم.

وأما المقيد: فثلاثة أضرب:

أ- المقيد بـ"إلى" كقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء} [البقرة: 29] واستوى فلان إلى السطج، وإلى الغرفة؛ وهذا بمعنى: العلو والارتفاع بإجماع السلف.

ب- مقيد بـ"على" كقوله: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} [الزخرف: 13] وقوله: {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود: 44]، وهذا معناه أيضاً: العلو والارتفاع والاعتدال بإجماع أهل اللغة.

ج- المقرون بواو مع، التي تعدي الفعل إلى المفعول معه، نحو: استوى الماء والخشبة، بمعنى: ساواها.

هذه معاني الاستواء في لغة العرب التي نزل بها القرآن، وبها خوطبنا.

انظر: مختصر الصواعق المرسلة، 2/126-127، بتصرف.

[StraightPath]

اقتباس: أَخِي الكَريم StraightPath السَّلامُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه

وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته

اقتباس: اسْتَمَعْتُ الى الحِوارِ الذّي دار َبَيْنَ الشَيْخِ المُحَدِّثِ نَاصِرِ الدين الأَلْبانِي وَتِلْميذَيْ حَسَن السَّقاف, فَاشْتَبَهَتْ عنْدي أمورٌ؛ مِنْها:-

اقتباس: -قَوْلُ الشَيْخِ الأَلْبانِي ذُكِرَ المَكَانُ في القُرْآن وليسَ للهِ مَكَان, وَقَالَ بَعْدَها نَحْنُ نَقولُ أنَّ اللهَ في السَّماء حقيْقَة !!! فانْ كُنتَ قَدْ فَهِمْتَ مُرادَهُ ففهمْني.

اولا اشكر اخي الحبيب الرنتيسي على رده وجزاه الله خيرا

طبعا كما كان واضحا كان الشيخ يقصد تبيين طرق استخدام الالفاظ واختلاف المراد منها وهذا صعب فهمه على الطالبين في البداية لوجود تصورات معينة في رؤوسهم لالفاظ معينة و هذا ما اراد الشيخ تنبيههم لذلك
المراد ان الله في السماء اي انه في العلو ويفهم البعض من ذلك انه في مكان و بفهمهم للفظ المكان توهموا ان النقصود ان الله محصور في جهات وغير ذلك من هذا الكلام وهو ليس المراد بالعلو ابدا والعبرة بالمراد وليس الالفاظ وعند الخوض في المراد يختلط على الكثير الفرق بين المعنى والكيف
حقيقة يقصد بها ورد في الكتاب والسنة اذا حقيقة لكون الاصل في فهم الالفاظ ليس المجاز
اما ان كان سؤالك في مضمونه سؤال عن الكيف (ولو بغير قصد ) فهو سؤال عن الكيف وانت ان شاء الله ونحن لا نخوض في ذلك

اقتباس: -قَوْلُهُ أنٌّ اللهَ مٌسْتَوٍ على العَرْشِ واسْتواءَه ليْسَ اسْتِقْراراً ،،، اذاُ ما هُوَ الاسْتواء ؟؟؟

طبعا اخي الحبيب الرنتيسي لم يقصر في الرد وليس عندي ما اضيفه لكن فقط اردت التنبيه على امر ما قد يكون فيه سببا لمعرفة اجوبة كثيرة بدون السؤال عن كل موضوع على حده وهو طريقة التفكير الذي يؤدي بالشخص الى سؤال اسئلته
طبعا لا اع************ بهذا الكلام لكن اقوله بشكل عام وقد يفيدك ان لم تكن قد سمعت بالطرح هذا من قبل
الآن الكثير من الاخوان يريدون الابتعاد كل البعد عن التشبيه او التجسيم وهذا مسلم به
لكن البعض عندما يسمع عن آية فيها صفة من صفات الله هو يحاول ( وان لم يقصد ذلك ) تصور المفهوم الذي في الآية بعقله و يفهم الآية او الصفة التي في الآية بفهمه هو ثم يلجأ للتأويل للابتعاد عن التشبيه
والنتيجة ماذا؟ انه وقع في التشبيه الذي فر منه

لهذا سأل الشيخ الالباني الطالب في البداية عن مصادر التشريع فكان يريد اخراج العقل من ذلك و ان يكون امرا مسلما به في النقاش وهكذا الامر في بقية الاسماء والصفات فالفهم الصحيح يأتي فقط من فهم الصحابة فان أولوا معنى لا ناخذ من ذلك اصل التأويل لنطبقه على آيات اخرى متى ما اردنا ذلك وان لم يؤلها احد منهم ( ولن يؤولوا بعقولهم هكذا بل بعلم بكل تأكيد ) بل نأخذ من ذلك فهمهم للآية و نتوقف لان الاصل اخذ الآيات على ظاهرها بفهمهم وان كانت في الاسماء والصفات فيبقى الاصل ويكون على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ، ولا تمثيل وان أولوا فكما قلت فهم اكبر من ان يؤولوا بآراءهم هكذا بغير علم

ويعبر البعض عن التوقف هذا عند عدم وجود تأويل وارد عند الصحابة بالحقيقة دون الخلط بين الكيف والمعنى ويبدأ الفهم الخاطئ عند تصور ان ذلك يكون مثل حقيقة المخلوق ويفهم الانسان ما يقال بفهمه هو الناقص بطبيعة الحال ويبدا بتصور ان الصفة هي مثل صفة المخلوق

ولتقريب الصورة سئل الشيخ ابن عثيمين السؤال التالي

هل يستلزم نزول الله عز وجل خلو العرش منه أو لا ؟ قال الشيخ ابن عثيمن في مثل هذا السؤال : نقول أصل هذا السؤال تنطُّعٌ وإيراده غير مشكور عليه مورده ، لأننا نسأل هل أنت أحرص من الصحابة على فهم صفات الله ؟ إن قال : نعم . فقد كذب . وإن قال : لا . قلنا فلْيَسَعْكَ ما وسعهم ، فهم ما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : يارسول الله إذا نزل هل يخلو منه العرش ؟ وما لك ولهذا السؤال ، قل ينزل واسكت يخلو منه العرش أو ما يخلو ، هذا ليس إليك ، أنت مأمور بأن تصدِّق الخبر ، لا سيما ما يتعلق بذات الله وصفاته لأنه أمر فوق العقول .

مجموع فتاوى الشيخ محمد العثيمين 1/204-

الا ترى هنا كيف ان السائل حاول ان يتصور وجود الله فوق العرش وكأن الله تعالى مخلوق والعياذ بالله؟ وهو بالتأكيد لم يقصد ذلك لكنه خاض في الكيف

قال الشيخ المنجد معلقا على هذا

"وتوهّم تعارض النزول إلى السماء الدنيا مع الاستواء على العرش والعلو فوق السماء ناشئ "عن قياس الخالق على المخلوق ، وإذا كان الإنسان لا يتصوَّر بعقله غيبيات مخلوقه كنعيم الجنة فكيف يستطيع أن يتصور الخالق عز وجل علام الغيوب ، فنؤمن بما ورد من الاستواء والنزول والعلو لله ونثبته كما يليق بجلاله وعظمته . "


نقطة اخرى

الشيخ الامريكي الذي كان مع السقاف عندما روى الشيخ الالباني قصته معه اظن واكاد اجزم بانه نوح كلر
نوح كلر يقول ان المسلمين كانوا اشاعرة منذ نحو الف سنة مستدلا بذلك على صحة توجهاته في الاسماء والصفات
يرد السؤال وماذا كانوا قبل ذلك؟
فخطأ الكثير من الناس هو اخذ تأويل للصحابة في امر ما و بناء اصل عليه واعتبار ان هذا الاصل الذي بني عليه ذلك هو العقل وهو في الواقع نقل ثم عندما يفهمون آية بفهمهم الناقص بغض النظر عن اقوال السلف يقعون في التشبيه ثم يفرون منه الى التأويل ويتوهمون ان غيرهم فهم الآية او الصفة كفهمهم هم
وجزاك الله خيرا وآسف على التأخر في الرد ان كنت تأخرت لكن لم أر السؤال حتى اليوم


وجَزاكَ اللهُ خَيْراً

والسلام عليكم

[عمير]

بارك الله فيكما وأثابكما على جهودكما، الحمدلله أنرتما طريقي فقد كنت في ضلال مبين، اعتقدت أن الله مستقر على العرش استقرارا وأنه في السماء ومكانه على العرش في السماء السابعة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

[StraightPath]

اقتباس: بارك الله فيكما وأثابكما على جهودكما، الحمدلله أنرتما طريقي فقد كنت في ضلال مبين، اعتقدت أن الله مستقر على العرش استقرارا وأنه في السماء

اخي الحبيب
ان الله تعالى في السماء كما قالت الجارية عندما سألها الرسول صلى الله عليه وسلم

[عمير]

اقتباس: اخي الحبيب ان الله تعالى في السماء كما قالت الجارية عندما سألها الرسول صلى الله عليه وسلم

نعم أعرف ذلك -أخي الطريق المستقيم- لكنني كنت أعتقد أن الله في السماء بمعنى أنه في جوفها في السماء السابعة على العرش.

[StraightPath]

الله اكبر
الله اكبر
الله اكبر
ولله الحمد

================================================
قال الفخر الرازي في علم الكلام

نهاية اقــــدام أهل العقول عقــــــال وأكثر سعي العالمــين ضــــــلال
وارواحـــنا في وحشة من جسومــنا وحاصـــل دنيـــانـــا أذى ووبــــال
ولم نســتفد من بحثنا طــول عمرنــا سوى أن جمعنا فيه قيـل و قالوا

نقل القرطبي في شرح مسلم أن الجويني كان يقول لأصحابه : " يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام ، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما تشاغلت به "

ايضا قال الغزالي
" لو تركنا المداهنة لصرحنا بأن الخوض في هذا العلم حرام "
=============================================

ثبتك الله و اعطاك العلم النافع ووفقك لما يحبه و يرضاه وافاد بك كل مسلم