العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-03, 05:31 AM   رقم المشاركة : 1
أبو اليمان
مشترك جديد






أبو اليمان غير متصل

أبو اليمان


احذروا الدعاة الجدد

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
وبعد :
قال الله تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) (فصلت33) .
إن مما لا شك فيه أن الدعوة إلى الله هي الغاية من العلم والتعلم فهي السبيل لنشر الإسلام بين الناس وهي مهمة الرسل والأنبياء جميعاً، فمن وضع نفسه لهذه المهمة السامية فإنه بذلك يتحمل مسؤولية جسيمة عظيمة أمام الله عز وجل حيث بدعوته هذه سيتبعه أناس يكونون من نتائجه فإن كان خيراً فقد أخذ مثل أجورهم وإن كان غير ذلك فقد ارتكب إثماً كبيراً، وكما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ( ...... فيتخذ الناس رؤوساً جهالاً فيستفتونهم فيفتونهم فيَضلون ويُضلون )
ولذلك كان لابد لكل داعية إلى الله عز وجل أن يتسلح بسلاح العلم وأن يكون متمكناً مما يدعو إليه عاملاً بما يعلم، قدوة للناس بالقول والعمل .
وأما اليوم وقد انتشرت رقعة الإسلام ولله الحمد وانتشرت كذلك وسائل التبليغ، فكان من آثار ذلك أن ينتشر صيت بعض من أريد له أن يشتهر بين الناس وذلك بتلقف الفضائيات له وإظهاره للناس في دروس وعظية أو ندوات دينية أو حوارات ومحاضرات وغير ذلك .
ولكن وللأسف الشديد أن هذه الفضائيات _غالباً_ تنشر وتذيع ما تشتهيه وما يوافقها هي، فكان ذلك وبالاً على الأمة حيث ظهر على الشاشات ما يصعب حصره من الدعاة والداعيات والشيوخ والشيخات والمفتين والمفتيات الذين يلقون ما بجعبتهم للناس بأساليب مختلفة منها ما يجذب عوام الناس ومنها ما يجذب مثقفيهم، وعلى كثرة هؤلاء قلما تجد من هو على المنهج السليم والجادة المستقيمة، نعم أقول هذا وأحلف عليه كذلك، حيث تجد أن الصفة العامة لهؤلاء الدعاة الجدد عدم الالتزام بالمظهر الإسلامي رجالاً ونساءً، فتجد الرجال قد لبسوا البدلات الغربية وزادوا عليها الكرافات السخيفة، أما النساء فقلما أو قُل لا تجد من هي متجلببة بالجلباب الشرعي، بل ترى بعضهن من تمكيجت وتزينت والله أعلم إن كانت تعطرت ؟
ويزيدك الأمر دهشة إن وجدت منهم الحليق الذي بدأ ينظر لك في دين الإسلام ويقعد لك قواعده ويريد إقناعك بأن الدين هو في الباطن ولا علاقة للظاهر به .
هذا فضلاً عن ظهور كثير من أولئك الدعاة والمشايخ من أصحاب الطرق الضالة كالصوفية وغيرهم وتسمع منهم الكثير من المخالفات العقدية والمنهجية وكل ذلك وهو معدود بين الشيوخ الأفاضل .
إن تلك القنوات الفضائية التي تنشر لهؤلاء إنما تنتقي من تريد ممن لا ينكر عليها منكرها وممن يوافق أفكار العصر الحديثة من التقارب والتسامح _ زعموا _ ولك أن تتساءل لماذا يفعلون ذلك ؟
لا يخفاك أخي المسلم ما تمر به الأمة الإسلامية من أزمة محاطة بكيد الكفار على تنوع في هذا الكيد فمنه الظاهر كالحروب المباشرة على المسلمين ومنها المبطن الذي يسلخ المسمين من هويتهم وذلك بنشر الرذيلة والفاحشة بينهم، ويزيد الأمر سوءً نشر العقائد الفاسدة والترويج لبعض الأفكار الهدامة التي لم تكن تعرف في أسلافنا من العلماء المتقدمين رحمهم الله تعالى .
ومن هذه الأفكار التي تروج بين المسلمين إما جهلاً وإما قصداً هو الدعوات الجديدة من سلخ مظاهر الإسلام وما يدل عليها بدعوى العصرانية ومنها الدعوة إلى التسامح العالمي والتقارب بين الحضارات بالحوارات البناءة أو حتى التقارب بين الأديان للتعايش السلمي ولكن من طرف واحد هو طرف الإسلام .
فهؤلاء الدعاة الجدد الذين يظهرون ليل نهار على تلك القنوات كثير منهم يحمل هذه الأفكار ومن باب حسن الظن بهم سنقول إن ذلك جهل منهم بشريعة الإسلام وبما كان عليه أسلافهم السابقين، وما أظهرتهم تلك القنوات إلا لأنهم يخدمون أفكارها واتجاهاتها .
وأما عن الآثار المترتبة على ذلك فحدث ولا حرج، فالناس اليوم قد تعودوا على مثل هذه التساهلات بسبب ابتعادهم عن دينهم وتلبسهم بالمنكرات وكثرة تلقيهم الفساد من تلك القنوات ومن غيرها في حياتهم اليومية فأصبحت نفوسهم لا تطيق تكاليف الشريعة السمحة ويريدون من يبرر لهم هذا الابتعاد أو قُل من يبين لهم أنهم قريبون من الشريعة لا بعيدون وأنهم غير مقصرين البتة .
لذا تجد كثيراً من العوام تأثروا بأولئك الدعاة وأساليبهم الجذابة واغتروا بكثرة الحاضرين وباهتمام الإعلام بهم وتلميعه لهم، والعاقل يعرف يقيناً أن الله لم يربط الحق بكثرة الأتباع أو بالنتائج الإيجابية، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( ... يأتي النبي يوم القيامة ومعه الرجلان ويأتي النبي ومعه الرجل ويأتي النبي وليس معه أحد ) لا شك أن الأنبياء لم يقصروا في دعوة الناس واستنفذوا طاقاتهم وأساليبهم الشرعية في سبيل دعوة الناس ومع ذلك هناك من لم يتبعه أحد، فإذاً المسألة ليست مسألة كثرة المعجبين والمادحين ولكن المسألة مسألة دعوة إلى الحق بالحق دونما تخليط وتمييع وارتكاب للمحرمات وأشد من ذلك الاعتذار بأن ( الغاية تبرر الوسيلة ) .
فكم سمعنا من الناس مدحهم للداعية الفلاني ثم إذا سألته بعد أن أقر بأنه من الذين يحضرون له كل محاضراته وندواته و.. و.. و..، ماذا تعلمت من أمور دينك الضرورية ؟ هل صححت عقيدتك فعرفت الشرك ومواطنه ومواقعه لتحذرها ؟ هل صححت صلاتك حتى شابهت بها صلاة نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟ هل تعلمت في دينك كيف تكون عزيزاً به ظاهراً وباطناً ؟ هل تعلمت كيف يكون الحب في الله والبغض في الله ؟
وكثير وكثير من تلك الأسئلة، ستجد أن أولئك الحضور لأمثال أولئك الدعاة يستمعون للمحاضرات التي تركز على أمور عامة وعظية فحسب دون أن تخرج بنتائج جدية سواء من دروس السيرة النبوية أو من دروس الوعظ الحقيقية، فلم تثمر عندهم عملاً جاداً ولم تثمر عندهم وازعاً ورادعاً حقيقياً ضد المنكرات .
كل ذلك بسبب أن الدعاة الذين يحضرون لهم غالبهم ضعيف علمياً ومن ثم هم متلبسون بكثير من المنكرات ولا نكير عليهم .

ومن المؤاخذات العامة على هؤلاء الدعاة ما يلي :

ــ ترك المظهر الإسلامي واستبداله بالمظهر الغربي، فترى كثيراً منهم قد لبس البنطال والجاكيت والكرافة كذلك، وترك سنة المسلمين في لباسهم، ولو رأيت أحدهم بجانب أي كافر غربي لما ميزت بينهما بشيء أبداً، وأسوأ من ذلك ما يبررون به عملهم ذاك، إذ قال قائلهم أن اللباس تابع لعادات الناس فلكل عصر لباسه الخاص به والإسلام لا يفرض على المسلمين لباساً معيناً يلزمهم به فهو من الأمور العادية لا التعبدية .
طبعاً هذه هي نفسها حجة من أراد نزع الحجاب عن المرأة المسلمة فقالوا نفس الكلام سواءً بسواء، وإلا ما الفرق بين الرجل والمرأة لماذا يفرض على المرأة اللباس ويقال أنه شريعة والرجل لا ؟ إن كلا الجنسين مأمور باللباس الشرعي فهناك شروط أساسية يجب توافرها في لباس الرجل والمرأة، ومن هذه الشروط أن لا يشابه لباس الكفار، فالمسلم مأمور بمخالفة الكفار ومنهي عن التشبه بهم فانظر كيف كان الشرع الحنيف دقيقاً بموضوع التمايز بين الكافر والمسلم فأمر بالمخالفة ونهى عن المشابهة، فهذه الألبسة اليوم التي يلبسونها كالبنطال والكرافة من الذي نشرها واخترعها ولبسها هل المسلون من فعل ذلك حتى يقال أن ذلك أصبح من عاداتهم ولباسهم أم هم الكفار الذين روجوا هذه الألبسة بين المسلمين بواسطة بيوت الموضات والأزياء والإعلام، ولكن هو مصداق قوله صلى الله عليه وسلم : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر ..... قالوا : اليهود والنصارى ؟ قال : فمن الناس ) .
نعم قد تجد اليوم من الشيوخ من يفتي بلبس البنطال لأن البنطال وهو السروال الذي كان معروفاً عند المسلمين وكان من ألبستهم المعروفة، ولكن الحق هو أن السروال المعروف عند المسلمين ليس هو البنطال اليوم فالسروال كان فضفاضاً لا يحجم العورة ولا يجسمها كما هو حال البنطال، ويدل على ذلك توارث الناس أباً عن جد تلك السراويل وصناعتها فلم نر في آبائنا الأولين تلك السراويل الضيقة والسروال وهو نفسه الشروال معروف بسعته بحيث لا يمكن أن يحجم عورة الرجل ولا حتى في ركوعه وسجوده كما تفعل البناطيل اليوم من تحجيم العورتين المغلظتين كما هو مشاهد ومعروف، ومن أنكر ذلك فهو مكابر ولينظر لنفسه في المرآة يوماً وهو ساجد ليعلم صدق ما أقول، وقد يقول قائل أنها جائزة من باب آخر وهو أنها أصبحت اليوم من ألبسة المسلمين فلم تعد لباساً خاصاً بالكفار وحدهم لأنها أصبحت من الألبسة العامة بين المسلمين وغيرهم، ولكن يقال أولاً أن هذا الانتشار إنما صنعه وفعله الكفار ولم يصنعه المسلمون، فالذي اخترع البنطال وروجه بيننا وعممه بيننا إنما هو الغرب، فضلاً عن أن في هذه البناطيل مخالفات شرعية لا تنفك عنه من أهمها ضيقها ووصفها للعورة، فالمحرم مهما انتشر بين المسلمين وأصبح غالبهم متلبساً به لا يجعله مشروعاً، ألا ترى أن حلق اللحية قد عم وطم بين المسلمين فهل هذا يجعله جائزاً مباحاً ؟
إن هذا الفعل من أولئك الدعاة من تركهم اللباس الإسلامي هو أول خطوة في طريق عولمة المشيخة، وذلك أن الغرب قد نجح في عولمة المسلمين عامة في مظاهرهم الخارجية، واليوم يسعون في عولمة من تبقى متلبساً بظاهره بلبوس الإسلام، ألا هم المشايخ، فانتشار أمثال هؤلاء الدعاة هو عمولمة أخرى لمن بقي من المسلمين المحافظين على مظاهرهم ولو حتى ظاهراً، ولا أقول أن هؤلاء الدعاة يفعلون ذلك قصداً لخدمة هذا الهدف البغيض، ولكن هم يخدمونهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون والله أعلم بسرائرهم، ولكن نحن علينا أن نبين ما نعتقده منكراً بغض النظر عن نية صاحبه ومكانته بين الناس، كما أن انتشار أمثال هؤلاء الدعاة من قليلي العلم يعطي الفرصة لمن أراد التكلم باسم الدين ولو كان عديم العلم وذلك لفتح المجال أمام الجميع للتكلم بأمور الشريعة ولو لم يكن ممن تربى على العلم أو تعلمه من أهله .

ــ ومن ذلك أيضاً ما يرافق تلك المحاضرات والندوات واللقاءات من الموسيقى والتأثيرات الصوتية المنغمة بألحان زعموا إسلامية ويا ليت شعري متى كان هناك لحن إسلامي وآخر كفري ؟
فتجد الموسيقى تصحب أحياناً تلاوة بعض الأحاديث النبوية لزيادة التأثير وكأن الحديث لم يعد له تأثير بألفاظه وجزالته وبلاغته حتى ترافقه تلك الموسيقى والله المستعان، وعندما حدث هذا في أحد اللقاءات مع أحد أولئك الدعاة فاتصلت إحداهن وأنكرت ذلك فقال حينها الداعية وأنا أؤيدك ، ولماذا لم تنكر من البداية ؟ أم هي موافقة الناس لمصلحة الدعوة !

ــ ومن ذلك الاختلاط بين الذكور والإناث، وهذه من أكبر مخالفات الدعاة الجدد حيث نشروا الاختلاط باسم الشرع فتجد الشباب والشابات في نفس القاعة ولا فاصل بينهم ولا حاجز ينظر بعضهم إلى بعض كل ذلك باسم الحضور في تلك الندوات وغيرها من المحاضرات، وهم (الدعاة) يبررون ذلك تارة بعدم الحرمة وتارة بداعي الضرورة وتارة بمصلحة الدعوة وكل ذلك من أجل جذب أكبر عدد من الشريحة العامة للناس وخاصة الشباب، وكل عاقل سليم الفطرة يعلم ما في هذا الاختلاط من مضار، ناهيك عن الاختلاط قبل وبعد تلك المحاضرات، ناهيك عن السفور الواضح من كثير من الفتيات الحاضرات والتي لا تفتأ كاميرات المصورين من التركيز عليهن مراراً وتكراراً، ولا شك أن الداعية مؤاخذ بذلك إذ يستطيع أن يقرر محاضرته ويشترط على المخرجين فصل الرجال عن النساء إن كان لابد من حضور النساء، أما تبرير حضورهن واختلاطهن بتلك المبررات الساذجة التي لا تمت للشرع بصلة فهذا من أكبر الأدلة على قلة العلم عندهم وقلة فهمهم لمقاصد الشريعة الغراء، وهذه بدعة جديدة أتى بها هؤلاء الدعاة الجدد من جعل محاضراتهم الدينية للجنسين مع بعضهم البعض، وإلا أين وجدوا أو سمعوا بذلك في العصور الماضية في الأمة الإسلامية، كما تجد كثيراً منهم تقابله في التلفاز مذيعة وتعمل معه لقاءً يبين فيه حياته وكيف وصل إلى ما وصل إليه من نجاح، ولا يخفى ما يخالط ذلك من ميوعة في الكلام وضحك وخضوع في القول ولا نكير وكأن الأمر مباح والله المستعان، كما تجد أيضاً نساءً خرجن على الشاشات وهن عاريات من الحجاب الشرعي المأمور به ووعظن الناس وأفتين في الفقه وربما كانت إحداهن متزينة متبرجة فالأمر أصبح مباحاً لكل من هبّ ودبّ على هذه الشاشات إذ لا رقيب ولا نكير، ينفثون في الناس أفكارهم ومناهجهم الفاسدة والناس ممن لا يستطيعون تمييز الحق من الباطل يتلقون ذلك بحجة الأسلوب الجميل والكلام الجذاب وما إلى ذلك من تبريرات .

ــ ومن ذلك جعل المحاضرات والدروس العلمية خارج المساجد ونقلها إلى أماكن المعصية المعروفة كالنوادي والفنادق والمسارح، لقد هجروا المساجد التي هي الأصل في الدروس العلمية ونشر الإسلام، ومن أسباب ذلك أنهم في المساجد لا يستطيعون فعل ما يفعلونه في تلك الأماكن من موسيقى ومؤثرات ضوئية وصوتية ومن اختلاط ماجن، أما تركيز الدعوة في تلك الأماكن فلا يخلو من منكرات كثيرة لا تنكر سواء من الدعاة أو من الحضور وخاصة عند دخولهم إلى تلك الأماكن فقد تجد إعلانات لبعض المسرحيات الهابطة ولا تنكر وقد تجد في بعض الفنادق بعض المحرمات من مشروبات وغيرها في طريق دخولك ولا تنكر وغير ذلك مما تتلبس به تلك الأماكن المشبوهة، ثم إن الداعية لما يجلس في المسجد ليلقي درسه فسيكون محسوباً ضمن المشايخ فعليه أن يتأدب بأدبهم أما في تلك الأماكن فلا وهنا يأخذون راحتهم في تجاوزاتهم الشرعية،
ولا يقال أن هذا الأسلوب مأخوذ من الأسلوب النبوي حيث كان صلى الله عليه وسلم في أول دعوته يغشى المشركين في ناديهم ويدعوهم للإسلام، فشتان بين الفريقين، فهؤلاء الدعاة لو كانوا يفعلون كما فعل نبيهم صلى الله عليه وسلم لنعم ما فعلوا، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يغشاهم ويدعوهم للتوحيد ونبذ الشرك وإنكار ما هم عليه من مخالفات، فهو يدعو العصاة والكفار في أماكنهم لأنهم لن يأتوا إليك ليسمعوك فاذهب أنت وأسمعهم، فهل هذا ما يحصل ؟ الجواب : كلا، فتجد أن الحاضرين هم من العوام لا من أصحاب تلك الأماكن ولو أرادوا المماثلة لدعوا من يمثل على المسرح في المسرح أثناء تدريبهم أو في الوقت المناسب لذلك وكذلك العصاة في النوادي أو الفنادق وما شابه ذلك أما أن تجعل مكان المحاضرة للناس هو ذلك المكان لمجرد المكان ولغايات أخرى الله أعلم بها فلا مماثلة أبداً، وأما إعجاب الناس بهذا الأسلوب الجديد من الدعوة في تلك الأماكن فذلك ناشئ عن بعدهم في الأصل عن المساجد وكراهية نفوسهم لها واعتيادها على تلك الأماكن من كثرة ما تراها في الشاشات، ولا يتاح لهم ما يتاح في تلك الأماكن من الحرية في الكلام والنظر وغير ذلك .

ــ ومن ذلك إعراض كثير من هؤلاء الدعاة عن التنبيه على المخالفات العقدية عند الناس، وخاصة الشركيات وخاصة في البلاد التي هم فيها، فتجد أن كثيراً من الأمور المنكرة شرعاً من الناحية العقدية منتشرة بين الناس ولا ينبه عليها أولئك، والسبب إما أن يكون هو أن الداعية نفسه لا يدرك أن هذا من المنكرات العظيمة من جهله وقلة علمه، أو أنه هو نفسه من تلك الفرق الضالة ولكنه متستر إلى حين، أو أنه يبرر سكوته بمصلحة الدعوة، وكل تلك المبررات بعضها أسوأ من بعض، فالمنهج النبوي كما هو معروف من السيرة أن الدعوة كانت أولاً للتوحيد ونبذ الشرك وبيان خطره وتحقيق العبادة الخالصة لله تعالى بكل أشكالها، أما ما يتذرع به البعض من التدرج والمصلحة وما إلى ذلك من أجل أن الناس لا يتقبلون فالنبي صلى الله عليه وسلم دعا من هم أعتى وأشد من الناس اليوم ولم نجد في منهجه القويم ما يدل على ما يذكر أولئك من مبررات، ولم نجده استخدم أساليب ساذجة مائعة في الدعوة كما يفعل اليوم مع المسلمين، ثم إلى متى سيبقى هذا التدرج تمر السنوات تلو السنوات ولم نر تغيراً ولا تغييراً !!

ــ ومن ذلك تصدر أولئك الدعاة للتعليم ولما يتأهلوا لذلك فتجده متلبساً بالمخالفات والمنكرات الظاهرة وهو يعلم الناس ويوجههم، وأشد من ذلك أن يفتي بغير علم مبرراً ما هو متلبس به، فتجده برر لباسه الغربي بدعوى العصرانية التي تكلمنا عليها سابقاً، وتجده يبرر حلق لحيته بأنها سنة وأنه لا يختلف اثنان في سنيتها، الله أكبر من هم الاثنان أَمِنَ العوام هم أم من العلماء ؟ ويزيد الطين بلة عندما يتابع قائلاً أنه يحلقها لمصلحة الدعوة وما أدري أي دعوة يقصد، وهذا إن دل على شيء فيدل على جهله الفاضح أو خبثه الماكر، فلو أنه بحث المسألة بجدية وإنصاف لعلم أن العلماء اتفقوا على تحريم حلقها وقد نقل الإجماع على ذلك ابن حزم وابن مفلح وابن تيمية وابن عبد البر وغيرهم من العلماء المعروفين المشهورين، فما باله تبجح بقوله أنها سنة وأنه لا يختلف في ذلك اثنان !!
أما ما يدعيه بعضهم من أنه داعية وليس بشيخ فهذه طامة أخرى وبلية كبرى، وكأن الداعية لا يلزمه ما يلزم الشيوخ وما ذاك التبرير إلا للهروب من كثير من التبعات كالمظهر الخارجي، ولكن دين الإسلام جاء عاماً للجميع للعامة والخاصة لأهل العلم وللعوام فالجميع يجب أن تكون مظاهرهم واحدة فليست الواجبات على الشيوخ أكثر من الواجبات على العامة بل الجميع مأمورون باللحية مثلاً، ليس ديننا كالنصارى الذين يفرقون بين القساوسة والبطارقة والعامة فيجعلون لكل زياً خاصاً ولباساً خاصاً وأعمالاً خاصة، ثم إن هروب أولئك من لقب المشيخة إلى لقب الداعية أو الأستاذ لن يشفع له في عدم وضعه في ميزان المحاسبة فنحن ننظر إليه من خلال دوره وأدائه في المجتمع لا من خلال تسميته لنفسه، فها هو يقوم بدور الواعظ والشيخ والمفتي أحياناً فلا يعفيه من المسؤولية تهربه بتغيير الأسماء فالحقائق ثابتة والأعمال ظاهرة .

· قد يقول قائل ما المشكلة من الحضور والاستماع والاستفادة من تلك المحاضرات ؟
فنقول : إن المخالفات الشرعية التي يرتكبها هؤلاء الدعاة مما لا يستطيع عوام الناس تمييزها كاف في كف الناس عن الحضور والاستماع لهم وقد نقل عن كثير من السلف نهيهم عن الحضور عند القصاص لما عندهم من تخليط، ومن الآثار السيئة من الحضور هو التلبس بالباطل من الاختلاط والاستماع للموسيقى وغير ذلك مما لا يستطيع إنكاره، ولو فرض أن بعض الناس اقتنع بأن تلك مخالفات شرعية ولكنه زعم أنه يحضر للفائدة من الكلام ولا علاقة له بما يحدث من منكرات، فنقول هل هذا العلم الذي ستستفيده غير موجود إلا عند هذا الداعية، ثم أسوأ من ذلك هو أن المسلم مأمور بإنكار المنكر بمراتبه المعروفة والخطير بالموضوع هو أن يترك كل المراتب فهو لن ينكر بيده ولا بلسانه والمشكلة الكبرى أن يترك الإنكار بقلبه وهذا ما يحصل مع كثرة الحضور لهم وذلك لأن كثرة المساس تقتل الإحساس، فكثرة مواقعة المنكر تذهب الإحساس بنكارته وهنا يأتي الوعيد العظيم في آخر الحديث (..... وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان) فليس وراء ترك الإنكار القلبي حبة خردل من إيمان، فماذا تنتظر بعد ذلك ؟
إن هذا الأسلوب الخطير الذي بدأ ينتشر بين المسلمين ليؤْذن بخطر كبير في إبعاد الناس عن دينهم وعن شريعتهم الغراء، فترى تمييع الأمور في كل شيء فلم تعد تسمع عن بغض الكفر وأهله ولا عن الحب في الله والبغض في الله ولا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وليس غريباً أن تجد غداً من تظهر لك على الشاشات وتزعم أنها داعية وتراها لا تلبس الحجاب الشرعي وقد جمعت الشباب والشابات في مكان ما وبأسلوب رائع جذاب تكلمت لك عن الدين وأصلت وقعدت والناس يتلقفون بكل شوق .
وليس غريباً أن تجد غداً شاباً حليقاً قد قص شعره قصة غربية غريبة ولبس البنطال الجينز الضيق أو حتى الشورت ولبس التيشرت وعليه ربما صورة أو بعض العبارات الأجنبية وقد جمع الشباب والشابات في مكان ما ربما السينما أو حتى الكباريه وبدأ بإلقاء درس ديني ووعظ للناس ولا نكير بل تلقف بشغف وما ذاك إلا لأنهم تعودوا ذلك ورأوه حسناً ولم تعد نفوسهم تنكر كل ذلك، وأدهى من ذلك وأمر عندما ينظرون إلى الملتزم بلباسه الشرعي بأنه متطرف ومتعصب وربما إرهابي لمجرد محافظته على اللباس الشرعي الإسلامي .
وقد سمعنا في التلفاز من ظهر وهو حليق متكرفت وبدأ ينظر في الدين ويقعد القواعد ويريد إقناع الناس أن الدين ليس بالمظاهر بل هو بالباطن فليس الإسلام باللحية ولا بوضع اليدين على الصدر في الصلاة ولا بتحريك الأصبع وغير ذلك مما عدده وقد استضاف من يؤيده على منكره ذلك وخلطا الحق بالباطل أيما خلط كل ذلك في قناة تزعم أنها إسلامية وتزعم أنها ملاذ الأسرة الآمن فاللهم هداك، إن كثيراً مما ذكره ذلك المحاضر هو من الإسلام بل بعضها مما هو مأمور به أمر إيجاب وبعضها من سنن الصلاة وهيئاتها فكيف يقال ليس الإسلام بكذا وكذا، نعم ليست هي من الأمور التي من تركها ترك الإسلام ولكن ترك شيئاً من الإسلام فديننا الحنيف فيه ما هو واجب وفيه ما هو مستحب، ويجب تعليم الناس المسارعة في طاعة ربهم وموافقة نبيهم في كل دقيق وجليل حتى يكونوا متأسين بنبيهم صلى الله عليه وسلم، والمتتبع لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم لوجد من الأمثلة الدالة على اهتمامه صلى الله عليه وسلم بتعليم صحابته وبالتالي أمته لكل صغير وكبير والإنكار على كل مخالفة صغيرة كانت أم كبيرة، فماذا يريد أولئك المحاضرون من نشر هذه الأفكار الغريبة على المسلمين وفي هذه الأوقات التي ابتعد فيها المسلمون عن دينهم أيما ابتعاد فهل تحتاج الأمة إلى من يقربها وينبهها إلى ما تركته من دينها أم تحتاج إلى نشر مثل هذه الأفكار الشاذة بينهم ؟؟







التوقيع :
أبو اليمان
من مواضيعي في المنتدى
»» احذروا الدعاة الجدد
»» حكم التصوير
»» حول مصافحة المرأة
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:29 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "