العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-03, 08:40 PM   رقم المشاركة : 1
الدرعاوي
عضو ذهبي





الدرعاوي غير متصل

الدرعاوي is on a distinguished road


نقاش هادى ومفيد 2..(في الصميم)

أن في هذا النقاش شي مميز وهو مقارعة الحجة بالحجة في موضوع غايه في الاهمية وهو موضوع الامامه لدى الشيعه والامامه ركيزه من ركائز مذهبهم ...وقد دارت هذة المحاورة بين سيد من أسيادهم وبين أحد طلبه العلم . ومن أراد الحق سوف يستبين له من خلال هذه المحاورة بالحجة والدليل القاطع .
ا
لعبد لله :
لقد وعدني المحاضر أن يأتي بأدلة ادعى أنها مستفيضة لا تكفي في سطرها المجلدات ، تدل جميعا على النص على إمامة الإمام علي رضي الله عنه .
والرجاء أن يذكر أهم تلك الأدلة وأصولها التي إن سلمت كانت حجة ، وإن سقطت لم ينفعها ما خلفها من الأدلة وكانت حجة على قائلها .
وأنبه الأخ المحاضر إلى أصول المناظرة والاستدلال ، بأن يكون الاستدلال بنصوص صريحة صحيحة ملزمة للخصم ، قاطعة للجدال ، لا وجه للاجتهاد والاستنباط فيها .
وهذا هو مقتضى قولكم إن الإمامة أصل من أصول الدين ، والأصل لا يحتاج تقريره إلى اجتهاد واستنباط ، بل الأصل عادة يكون كالشمس ظهورا لا ينكره إلا من كان به عمى في بصره وبصيرته .

سيدهم :
الدليل الأول : " حديث غدير خم " ، وهذا الحديث مذكور عندكم وفي كتبكم المعتمدة عندكم ، وهذا الدليل بمفرده كاف على إثبات النص بإمامة علي عليه السلام .

العبد لله : تفضل بعرضه ولكن رجائي أن تتيح لي عقبه التعليق عليه ، حتى يظهر الحق فيحيي من حي عن بينه ويهلك من هلك عن بينة .

سيدهم :
لما صدر الرسول صلى الله عليه وآله من حجة الوداع نزلت عليه في الثامن عشر من ذي الحجة آية : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ولن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ، فنزل غدير خم من الجحفة " مكان بين مكة والمدينة " ووقف هناك حتى لحقه من بعده ، ورد من كان تقدم ونادى بالصلاة جامعة ، فصلى الظهر ثم قام خطيبا ، فكان من خطبته صلى الله عليه وآله أنه قال : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسكم ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " ألستم تعلمون – أو : تشهدون – أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب بضبعيه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما ، ثم قال : " أيها الناس ، الله مولاي وأنا مولاكم ، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ،وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه " . ثم قال : " اللهم اشهد " ، ثم لم يفترقا – رسول الله وعلي – حتى نزلت هذه الآية ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب بالرسالة لي والولاية لعلي " .

فهذا الحديث الذي دار في غدير خم نص صريح على إمامة علي عليه السلام لقول النبي صلى الله عليه وآله : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، أي من كنت واليه فهذا علي واليه . والوالي هو الإمام .

ولولا النص على علي بالولاية في هذا الحديث عند غدير خم لما أوقف الني صلى الله عليه وآله الناس أجمعين ، وكان عددهم مائة ألف وأكثر ، ولما نص على ولاية علي بعده اكتمل الدين وأنزل الله تعالى قوله : ( اليوم أكملت كلم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) .

العبد لله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد :

يأبى محاضرنا إلا التلفيق بين الروايات المتعددة المختلفة ، ويأبى إلا التدليس بها حتى يظن السامع أنها نسيج واحد وليست روايات مختلفة متعددة ، نزلت كل واحدة منها لسبب ، ولكل واحدة منها مقال .

وقد أجاد المحاضر في هذا التدليس والتلفيق ، وأجاد تصور الروايات المختلفة والوقائع المتعددة وكأنها نسيج واحد ورواية واحدة بدأت بأمر الله تعالى للنبي ص بأن يبلغ الناس بإمامة علي ويوصي له من بعده خليفة للمسلمين ، فأنزل الله ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) ، فجمع الرسول ص الناس في غدير خم وبلغهم تلك الرسالة ، وبعدها أنزل الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) .

ولكن هذا التلفيق يخالف الحقيقة قلبا وقالبا ، وليس هو إلا من نسج خيال البعض إرضاء لأهوائهم .

ولتفنيد تلك المزاعم وفضح ذلك التلفيق أقول :

أولا : الوارد في سبب نزول قول الله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل ما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ، أن الرسول ص كان إذا خرج إلى غزوة من غزواته انتدب بعض أصحابه ليحرسوه من العدو ، حتى إذا كان ذات ليلة أنزل الله تعالى عليه ( يا أيها الرسول . . . ) الآية فأخرج رأسه من قبة خيمته وقال : يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله ، ومن نزول هذه الآية والنبي ص لا يتخذ حرسا اعتمادا على عصمة الله تعالى له ، حتى أنه جاء أن رجلا قال للنبي ص : أعطني سيفك أشمه ، فأعطاه إياه وكان يضمر قتل النبي ص ، فرعدت يده ، وحال الله بينه وبين ما يريد ، حفظا للنبي ص .

والواضح من الرواية السابقة أن الآية نزلت ليلا ، ونزلت على النبي ص وهو داخل خيمته وعلى فراشه ، لذلك قال السيوطي رحمه الله هذه الآية ليلية فراشية ، أي نزلت على النبي ص ليلا ، ونزلت عليه وهو في فراشه ص .

فانظر كيف بلغت دقة العلماء في تحديد أوقات نزول الآيات ، فكيف يغفلون عن إضافتها إلى حادثة الغدير ، مع مناسبتها الشديدة لها كما يزعم المحاضر ، بل ويجعلونها في أمر آخر مغاير تماما لحادثة الغدير . وهذه واحدة .

ثانيا :
الوارد في نزول قول الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، أن هذه الآية نزلت يوم عرفة وهو يوم الحج الأكبر وكان يوم جمعة ، وهذا الأمر لا مجال فيه للتشكيك فقد تضافرت عليه أقوال الأئمة ووردت فيه الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وغيرهما . عن طارق بن شهاب : قالت اليهود لعمر : إنكم تقرءون آية لو نزلت فينا حين أنزلت : يوم عرفة : وإنا والله بعرفة . قال سفيان : وأشك كان يوم الجمعة أو لا . ( اليوم أكملت لكم دينكم ) (1) .

وتلك الروايات تدل على أن هذه الآية نزلت على النبي ص في يوم الحج الأكبر ، وكلنا يعرف أن يوم عرفة كان قبل يوم الغدير بأيام فكيف يستساغ أن نقول : إنها نزلت في غدير خم ، وقد تواترت أقوال الأئمة على أنها نزلت قبل ذلك بأيام ؟ !

والعجيب في التلفيق أن يدعي المحاضر أنها نزلت لما نص النبي ص على إمامة علي ، وهو والله ما نص على إمامته ولا هي نزلت في غدير خم .

وثالثا :
الوارد في غدير خم أن النبي ص بعدما سلك بأهل المدينة طريقهم إلى المدينة مر على ماء يدعى خما ( مكان على الطريق بين مكة والمدينة ) فنزل كعادته في السفر أن يستريح بين مسافة وأخرى حتى يلحق به من تخلف به من تخلف عنه ، وحتى يستريح من أجهده السفر ، وهناك اشتكى الناس من علي رضي الله عنه ومن شدته عليهم ، مع أن شدته كانت في الحق .

ولشكوى الناس من علي رضي الله عنه قصة سابقة ، وهي أن النبي ص قبل توجهه إلى حجة الوداع أرسل عليا إلى اليمن ليجمع الصدقات ، فجمع علي رضي الله عنه الصدقات ووافى بها النبي ص في مكة ليحج معه ص ، وفي الطريق أراد الناس أن يستعملوا شيئا من الصدقة حتى إذا وصلوا إلى النبي ص سلموها له ، ولكن عليا رضي الله عنه ، ولشدة احتياطه وعدم مجاملة الناس على حساب الحق الأغر رفض أن يستعمل الناس شيئا من الصدقة لكونهم لا يملكونها وهي حق لبيت مال المسلمين ، فاشتد عليهم الطريق ، ولما سنحت لهم الفرصة شكوا ذلك للنبي ص .

والنبي ص يرى عليا على الحق لا يخشى في الله لومة لائم ، فيقف ليؤازره على ملأ من الناس ، وليوضح للناس جميعا أن ما تشتكون من علي منه ، الحق فيه مع علي رضي الله عنه . فوقف في غدير خم وذكر الناس بالله وأمرهم بالتمسك بكتاب الله ثم أوصاهم في أهل بيته ص ، وعلي رضي الله عنه منهم .

ثم قال ليبيض صفحة علي أمام الناس الذين اشتكوه عند النبي ص : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، وتأكيدا للثناء على الإمام علي رضي الله عه قال ص : " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " * .

ـــــــــــــــــ
* حديث الغدير : " من كنت مولاه . . . " له طرق عن غير واحد من الصحابة ، وأما زيادة : " وانصر من نصره واخذل من خذله " فضعيفة . انظر السلسلة الصحيحة ( 1750 )

فهذا كل ما حدث في غدير خم ، وهذا هو السبب الذي من أجله قال النبي ص : من كنت مولاه فعلي مولاه .

وذلك لأنه كان عامل النبي ص على الخمس ونفذ فيه بالحق والعدل والاحتياط فرأى النبي ص بحكمته أن يثني على علي لموقفه هذا ، وأن يدعو الله تعالى له بالتأييد .

وأما الزيادات والمبالغات التي يتقولها البعض على حديث رسول الله ص ومنها قولهم : " اللهم انصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار " ، فهي زيادات لا تصح ولا يلتفت إليها أهل العلم .

فهذا هو الحاصل في غدير خم ، وهو أبعد ما يكون عن تصوير وتلفيق أخينا المحاضر .

ورابعا :

الجزء الأخير من حديث المحاضر كله ملفق مكذوب لا يصح منه شيء البتة ، فلم يرد في الأحاديث الصحيحة أن النبي ص رفع يد علي ، ولم يرد أنهما لم يتفرقا حتى نزل قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ، ولم يرد مطلقا قوله : " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب لي بالرسالة ولعلي بالولاية " . ولكن الحقيقة أنها أكاذيب بعضها خلف بعض ، وظلمات بعضها فوق بعض ، وأساطير لم تحدث إلا في أذهان البعض .

وخامسا :
بغض النظر عن التلفيق الذي صنعه المحاضر ، فإن الاستدلال الذي يستدل به المحاضر على الوصية لعلي هو قول النبي ص : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، وقد فهم خطأ أن معنى " مولاه " أي " واليه " ، وعلى ذلك فالولاية ثابتة لعلي بعد النبي ص .

وهذا الفهم يخالف اللغة العربية ، ويخالف فهم جهابذة اللغة أصحاب النبي ص ، ولم يقل به أحد من علماء اللغة المعتد بهم .

والسنة والقهم الصحيح والصواب هو أن " مولاه " بمعنى الموالاة ، وهي المودة والمحبة والمؤازرة ، وهذا هو المعنى الذي جاءت به لغة العرب .

ودليل ذلك حديث بريدة والذي جاء فيه قول النبي ص لبريدة : " أتبغض عليا ؟ " ، فيقال بريدة : نعم ، فقال النبي ص : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ، وهذا يدل على أن الموالاة تضاد البغض والكراهية ،وعلى ذلك فالموالاة تعني المحبة والمودة والمؤازرة .

وسادسا وأخيرا :
على سبيل التنزل لدعوى المحاضر ، فإنه بغض النظر عن كل ما ذكرناه من أن الحديث ملفق ، وأكثره زيادات مكذوبة وروايات متعددة ملفقة ، بغض النظر عن ذلك كله ، ولو وافقنا المحاضر على كلامه بأن الدليل على خلافة علي قوله ص : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ، ولو وافقناه على أن مولاه بمعنى واليه مع ما فيه من التحريف ، فإنه بعد ذلك لا يصلح كدليل صريح على خلافة علي رضي الله عنه ، ولا يصلح كنص واضح في خلافة علي .

إذ النص الصريح كقوله مثلا : علي هو الإمام بعدي ، أو : علي هو الخليفة بعدي ، أو : لا خليفة يخلفني سوى علي ، أو من هذا القبيل .

وقد سبق لك أن ذكرت أن الولاية عندكم أصل من أصول الدين ، وأصول الدين لا يصح فيها إلا التصريح ، وحيث لا تصريح فلا يصلح هذا الحديث كدليل صريح واضح علىالنص على علي بالإمامة والخلافة .

والحديث عندنا قصاراه أن عليا رضي الله عنه تجب له الموالاة والمحبة والمودة ، وهذا ما يفعله كل أهل السنة حيث يترضون عن الإمام علي ويجعلونه خليفة للمسلمين الرابع الراشد رضي الله عنه وأرضاه .

سيدهم :
دعك عن هذا الدليل السابق إذ هناك دليل آخر على النص على إمامة الإمام علي عليه السلام وهو " آية الولاية " .
قال تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) .

وقد اتفق المفسرون على أن هذه الآيات نزلت في علي عليه السلام حيث كان يصلي فجاءه سائل يسأله وهو راكع في صلاته ، فطرح له خاتمه فأنزل الله تعالى في حقه هذه الآيات .

و( إنما ) هنا للحصر ، فدل على أن الولاية قاصرة لعلي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وذلك لأن الآية نزلت في حقه .

العبد لله :
هذا الدليل أوهى من سابقه وليس فيه – على فرض صحته – نص البتة على إمامة الإمام علي بعينه ، بل هي عامة في كافة المؤمنين .
والولاء ها هنا أيضا بمعنى الموالاة والمحبة والمودة والمناصرة وليس بمعنى التنصيص على الخليفة والإمام .
وعلى فرض أنها بمعنى الإمامة وهو بعيد غريب على اللغة في هذا الموضع ، فإن الآية جاءت بلفظ الجمع ( الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ، فدل ذلك على أنها تشمل عليا رضي الله عنه وغيره من المؤمنين .

ثم إن تنزيل هذه الآيات على الإمام علي فيه نظر ، إذ القصة وإن كانت وردت في كتب أهل السنة إلا أن في سندها مقالا ، وغير ذلك فإن العمل الكثير في الصلاة يبطل الصلاة ، والصلاة بمفردها فيها شغل عن التصدق ، ولا يجوز للمصلي أن ينشغل بغير الصلاة من أعمال البر والطاعة وهو في صلاته ، والإمام علي من أئمة الخاشعين في صلاتهم ، وقيامه بخلع خاتمه وإعطائه للمتصدق أمر مستبعد بل مستغرب كذلك .

وعلى فرض حديث ذلك : فأين النص الجلي في الآيات على إمامة علي رضي الله عنه ؟ إنكم تقولون : إن الإمامة أصل أصيل من أصول الدين ، وأصول الدين ينبغي أن يكون الاستدلال بها بنصوص قطعية صحيحة الثبوت صريحة الدلالة وإلا لم تكن أصولا .

وها أنت ترى أن تفسير الآية له أوجه عديدة ، فمن الناس من يحمل معنى الولاء على المحبة والمودة والمؤازرة ، وهذا هو الغالب ، وأنتم تحملونها على معنى الإمارة ، ثم تنزيل الإمام علي على المتصدقين في صلاتهم أمر فيه مقال ، وإن ثبت فإن الآيات جاءت بلفظ الجمع والجمع ما كان اثنين فأكثر ، فدل على مشاركة غير الإمام علي معه في الأمر ، هذا كله على فرض صحة وثبوت سبب النزول .

وملاحظة أخرى : وهي أن خصوص السبب لا يمنع من عموم اللفظ ، فالآيات تنطبق على كل من يفعل ذلك من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والتصدق ، والكل يستطيع فعل ذلك .
إن الحق واضح ، وهذا الدليل الذي استدللت به لا يصلح حتى كدليل ضمني ، فضلا عن أن يكون نصا صريحا جليا في إمامة علي رضي الله عنه بعد رسول الله ص مباشرة .

سيدهم :
المفسرون عندكم قالوا إن هذه الآيات نزلت في الإمام علي عليه السلام ولم نعلم أحدا تصدق وهو راكع سواه ، وقد أيدت الآيات فعله ونصت على ولايته ، وكون الآيات جاءت بالجمع مع أن السبب فيه رجل واحد وذلك ليرغب الناس في المسارعة إلى فعل الخيرات اقتداء بإمامهم عليه السلام ، والذي لم تمنعه صلاته من تفقد الفقراء والمحتاجين .

العبد لله :
حديث علي رضي الله عنه وتصدقه بخاتمه وهو في الصلاة حديث موضوع باتفاق أهل العلم المحققين (1) .

ـــــــــــــ
(1) صرح بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه دقائق التفسير ج 1 ص 104 ومنهاج السنة ج 7 .

وهكذا حكم عليه المحققون من علمائنا الثقات ، وعلى ذلك فلا حجة لمن كتبه أو أورده تساهلا أو بدون تحقيق .

ولذلك يستحيل أن تستدل على أصل من أصول دينك تقدمه على الصلاة والصيام والحج والزكاة بحديث موضوع مكذوب على النبي ص .

إن الفيصل في الاستدلال بيني وبينك هو نص الآية ، والآية لا تنص على علي رضي الله عنه ، بل ليس فيها ذكر لاسمه أو أدنى إشارة لتخصيصة بالولاية .

والآية الكريمة غايتها أن الولاء واجب لله ولرسوله وللمؤمنين الصادقين المقيمين للصلاة والمؤتين للزكاة والخاشعين لله وحده .

وإنما قلت : " والخاشعين لله " لأن الركوع يأتي في اللغة بمعنى الخشوع والخضوع ، وقد جاء في القرآن كذلك بنفس المعنى حيث أمر الله تعالى مريم بالركوع في قوله تعالى ( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) ، ومعناه : واخشعي مع الخاشعين ، وحيث وصف الله تعالى عبده داود عليه السلام بقوله : ( وخر راكعا وأناب ) ، ومعلوم أن نبي الله داود عليه السلام خر ساجدا ولكن جاء الركوع هنا بمعنى الخشوع والخضوع لله .

وهكذا تنسجم معاني الآيات الكريمات ويكون المعنى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعين ) ، بمعنى وحالة كونهم خاشعين خاضعين لله ، وإلا ففي ركوع الصلاة شغل عن الأعمال الخارجة عن الصلاة ، مهما كان فضل تلك الأعمال .

وأمر آخر جدير بالتدبر ، وهو يلغي استدلالكم بهذه الآية تماما ، وهو أن قول الله تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) للحصر ، و(إنما) تأتي للحصر ، فلو جعلنا المقصود بالذين آمنوا الإمام عليا وحده كما تفعلون ، فإن هذا يبطل مذهبكم الإمامي الجعفري الإثني عشري ، حيث أن الآية قصرت الولاية في ثلاث فقط ، هم الله تعالى ورسوله الكريم والإمام علي فقط .

وبنص الآية حسب مفهوم المحاضر تبطل كل ولاية بعد علي حتى بقية الأئمة المزعومين عنده الإحدى عشر . وهذا وحده كاف في إبطال استدلاله بهذه الآية .

سيدهم :
دعك عن هذا الدليل السابق ، إذ هناك دليل آخر على النص بإمامة علي عليه السلام ، وهو حديث المنزلة ، حيث قال النبي ص لعلي عليه السلام : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي ، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " .

وحديث المنزلة صحيح عندكم ، ولا يخفى على أحد ما فيه من التنصيص على الإمام علي عليه السلام خليفة لرسول الله ص في قومه في غيابه وفي حياته وبعد موته ، وقد أثبت الحديث للإمام علي عليه السلام كل المنازل التي كانت لهارون عليه السلام من موسى عليه السلام باستثناء النبوة فقط .

وهارون كان وزير موسى وشركه في أمره وخليفته في غيبته ، وهذا ثابت بالقرآن حيث دعا موسى بقوله : ( واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشكره في أمري ) فاستجاب الله تعالى بقوله : ( قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ) ، وقد نص النبي ص بقوله : " إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " ، وعلى ذلك فحديث المنزلة من أعظم الأدلة على تنصيص النبي ص للإمام علي بالإمامة في حياته وبعد وفاته ، وأنه شريكه في أمره ، ووزيره في أمته .

العبد لله :
الثابت عندنا قوله ص : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي " (1) أما قولك : " إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " فهو مكذوب على النبي ص ، ولا يثبت عندنا ولا ينبغي الاستدلال به .

(1) حديث المنزلة : رواه البخاري في فضائل الصحابة ( 3706 ) ، وفي المغازي ( 4416 ) ومسلم في فضائل الصحابة ( 2404 ) . يقول السويدي في رد الاستدلال بهذا الحديث " قلت : هذا الحديث لا يصلح أن يكون دليلا من وجوه : منها : أن الاستغراق ممنوع إذ من جملة منازل هارون كونه نبيا مع موسى ، وعلي ليس بنبي باتفاق ما ومنكم لأنه النبي ص ولا بعده ، فلو كانت المنازل الثابتة لهارون – ما عدا النبوة بعد النبي ص – ثابته لعلي لاقتضى أن يكون علي نبيا مع النبي ص لأن النبوة معه لم تستثن ، وهي من منازل هارون عليه السلام ، وإنما المستثنى النبوة بعده . وأيضا : من جملة منازل هارون كونه أخا شقيقا لموسى ، وعلي ليس بأخ ، والعام إذا تخصص بغير الاستثناء صارت دلالته ظنية ، فليحمل الكلام على منزلة واحدة كما هو ظاهر " التاء " التي للوحدة . فتكون الإضافة للعهد وهو الأصل فيها . و"إلا" في الحديث بمعنى " لكن " . كقولهم : فلان جواد إلا أنه جبان ، أي : لكنه . فرجعت القضية مهملة يراد منها بعض غير معين فيها ، وإنما نعينه من خارج . والمعين هو المنزلة المعهودة حين استخلف موسى هارون على بني إسرائيل ،والدال على ذلك قوله تعالى : ( اخلفني في قومي ) ومنزلة علي هي استخلافة على المدينة في غزوة تبوك " . ( مؤتمر النجف ، ص 77 –78 ) .

وأما بقية حديث المنزل – برواياته الثابتة عندنا – فله قصة مشهورة ، كانت سبب هذا الحديث ، وهي أن النبي ص خرج للجهاد في سبيل الله تعالى في غزوة تبوك وأمر الناس جميعا بالخروج ، واستخلف على النساء والصبيان عليا ابن أبي طالب ، ولم يتخلف عن الغزو مع النبي ص سوى المنافقين والمعذورين من العجزة وغيرهم .

فخرج الإمام علي – لحبه في الجهاد وفي مرافقة النبي ص – يبكي ويشتكي لرسول الله ص تخليفه مع النساء والصبيان ، فقالها له النبي ص ليسترضيه ، ويطيب خاطره ، ويعرفه أنه لم يستخلفه تثاقلا لرفقته – كما ادعى المنافقون - ، وإنما ليأتمنه على الحريم والحرمات .

فهذه قصة حديث المنزلة والذي لا يحتمل أي معنى للإمامة العامة ولا النص عليها .

وأما قولك : إن الحديث يعطي لعلي جميع منازل هارون سوى النبوة واستخرجت من قولك أصلا أصلته أنت وهو : أنه ما دام أخذ جميع منازل هارون فهو خليفة النبي في حياته وفي غيبته وبعد موته ، وأنه وزيره وأولى الناس به وبالإمامة بعده ، فالحديث لا ينطبق على جميع ما استدللت به للأسباب الآتية :
1-هارون عليه السلام مات في زمن موسى عليه السلام ، ولم يخلف موسى بعد موته ، وإنما خلفه يوشع بن نون وهذا مما لا خلاف فيه .
2-موسى عليه السلام عندما استخلف هارون عليه السلام استخلفه على الأمة اليهودية كلها وخرج هو لمناجاة ربه ، أما النبي ص فقد خرج ومعه كافة أصحابة ولم يستخلف عليا رضي الله عنه إلا النساء والصبيان .
3-النبي ص استخلف عددا كبيرا من الصحابة على المدينة وغيرها غير علي ، وهذا متواتر مستفيض ، فدل على عدم استخلاف النبي ص لعلي في كل مرة يخرج فيها من المدينة ، وبالتالي فليس الحديث نصا على وجوب استخلاف علي في حياة النبي وبعد وفاته .
4-الحديث جاء لسبب معين ، وهو تطييب قلب الإمام علي وخاطره لكونه تركه مع النساء والصبيان .
5-وقد رود في آثار أخرى أن الإمام علي لتوقان نفسه إلى الجهاد مشى خلف النبي ص بعد سماع هذا الحديث منه ولا تطيب نفسه لهذا الاستخلاف بل كان يؤثر عليه الجهاد في سبيل الله مع النبي ص
6-فالحديث لا يصح تنزيله تنزيلا عاما على وضع هارون من موسى عليهما السلام ، للأسباب السابقة ، وإلا وجدنا عليا مات في زمن النبي ص كما مات هارون في زمن موسى عليه السلام .

وملاحظة هامة يتنبه إليها أهل اللغة وأولو البصيرة فيها :

وهي أن الاستثناء في قوله ص : " إلا أنه لا نبي بعدي " متى ما حملنا منازل هارون حملا عاما – كما يفعل الأخ المتكلم – فإنه يجب أن نفهم أن عليا رضي الله عنه نبي مع الرسول في وقت رسالته .

وكيف ذلك ؟ لأن هارون كان نبيا في زمن موسى والنبي ص " ينفي نبوة علي بعده " فإن حمل الحديث محمل العموم والشمول فإن لفظ الحديث لا ينفي حدوث النبوة لعلي أثناء نبوة الرسول ص .

وصاحبنا يصر على حمل الحديث محمل العموم والشمول ، وبالتالي ينبغي أن يقبل بنبوة علي في زمن رسالة المصطفى ص ، وادعاء ذلك كفر .

وملاحظة أهم :
وهي أن النبي ص كان يمثل لكثير من الصحابة بكثير من الأنبياء ، فهل تؤخذ هذه النصوص مأخذ الشمول والعموم ؟ !

فقد ثبت أن النبي ص مثل لأبي بكر بمثل إبراهيم عليه السلام وعيسى عليه السلام ، وقال لعمر كذلك : " مثلك كمثل نوح عليه السلام . . . ومثلك كمثل موسى عليه السلام " . ومعلوم أن إبراهيم وعيسى ونوحا وموسى خير من هارون لكونهم من أولي العزم من الرسل .

وبالتالي فهذا الحديث مجرد منقبة وفضل للإمام علي ، كما أن هناك مناقب لغيره من الصحابة ، وهذا الحديث ليس فيه مجرد إشارة ضمنية إلى ولاية علي وخلافته في حياة وبعد موت النبي ص فضلا عن التصريح بذلك .

وأقول : إن النص الصريح هو كأن يقول النبي ص مثلا : أيها المسلمون إن عليا هو الخليفة بعدي ، أو يقول : إن عليا هو الإمام عليكم بعدي ، أو يقول : إني قد استخلفت عليكم بعد موتي عليا ، هذا هو النص الصريح ، أما غير ذلك – كما في حديث المنزلة – فلا يصح أن يكون صريحا .

سيدهم ( وقد تصبب عرقا ) :

ذكرت لك النص الواضح في خاتمة حديث المنزلة ، والذي رواه علماؤكم في كتب الحديث الموثقة ، ورواه " بخاريكم " الصحيح عندكم كالقرآن ، وفيه قوله ص : " إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي " .

العبد لله :
النص عند البخاري وغيره لا يشمل على تلك الزيادة أبدا ، بل هي زيادة مكذوبة ، قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية – وهو لا شك من علماء أهل السنة المحققين البارزين – إنها زيادة مكذوبة ، وألفاظها كذب على رسول الله ص ، ويكذبها كذلك واقع فعل النبي ص حيث خلف على المدينة كثيرا من الصحابة غير علي ، وأرسل عليا إلى اليمن وهو ص بالمدينة ، وخرج معه بعد ذلك إلى حجة الوداع ، وخلف على المدينة غيره يقينا ، فكيف يقول : لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي ؟ ! هذا تناقض واضح يدل على كذب تلك الزيادة .

ثم أريد توضيح حقيقة جلية بخصوص قولك : " البخاري عندكم كالقرآن " ، وهي أننا لا نعدل بالقرآن شيئا ولا يعادله شيء ، وكل ما هناك أن أحاديث البخاري كلها مقبولة لكونه وضع شروطا دقيقة جدا لجمعها ، حتى جمعها ، من قرابة ألف ألف حديث ، وفي ذلك من الاحتياط والحرص والدقة المتناهية ما فيه .

سيدهم :
هناك أحاديث في البخاري ثبت يقينا كذبها على رسول الله ص ، وأنتم تقولون إنها كلها صحيحة .

العبد لله :
رجاء أن نركز كلامنا حتى لا نخرج عن موضوعنا الأساسي ، وهو بيان الأدلة الصريحة الصحيحة التي تنص على إمامة علي بعد وفاة النبي ص مباشرة .

وقد ذكرت وادعيت أن الأدلة على ذلك لا تكفيها المجلدات ، وحتى الآن لا أجد دليلا واحدا يتيما على هذا النص المزعوم .

وأما سالفة أحاديث البخاري فلها موضع آخر نعلم منه إن شاء الله تعالى مدى صحة أحاديث البخاري وقتها المتناهية ، ومدى فخرنا أهل السنة بعلوم الحديث وعلوم الإسناد وعلوم الجرح والتعديل التي حفظت سنة النبي ص على مر العصور من الكذب والمتقولين على النبي ص ما لم يقله .

( لغط في القاعة ، وسيدهم يشير بيده أن اسكتوا ، وأشار إلى القائم على مسجل الندوة بالكف ، وإلى صاحب مكبر الصوت بإغلاقة ، ثم بدأ حديثه بوجه جديد غير وجه المداهنة والمجاملة الذي تحلى به أول اللقاء ، ولربما أيقن الرجل أن التقية مع أمثالي لا تصلح ، وأن الذي أمامه ليس كما كان يظن صيدا سهلا يفضح به أهل السنة وينادي على الملأ ، ها قد حاججت أهل السنة وغلبتهم وانظروا إلى ضعفهم وترددهم وعدم علمهم بدينهم ، كما فعلوا ذلك مع مغررين سابقين .

وأقول : الحمد لله ، فبحمد الله أصول وأجول وعليه أتوكل وما أنا إلا طالب علم صغير في مدرسة أهل السنة والجماعة ، مدرسة الحق التي لا يقف في وجهها عجائز أه الباطل الذين أفنوا أعمارهم في الإحاطة بباطلهم " إن الباطل كان زهوقا " ) .







التوقيع :
استخدم زر التحكم لتعديل توقيعك
من مواضيعي في المنتدى
»» أيعجبكم هذا الجواب بخوص زياره القبور لكم الحكم؟ متاح للطرفين
»» ضيفنا فطرس .... ومفهوم التوحيد !؟
»» جنود عراقيون (كلاب الروم الجدد) يسبون أم المؤمنين عائشة ...
»» محافظ البصرة يتهم ممثل السيستاني وقيادات الشرطة والجيش بدعم فرق الموت والاغتيالات .!؟
»» (جديدxجديد) جماعة شيعية إيرانية تحاول استنساخ على بن أبي طالب!!
 
قديم 03-11-03, 04:02 AM   رقم المشاركة : 2
الدرعاوي
عضو ذهبي





الدرعاوي غير متصل

الدرعاوي is on a distinguished road


إضافة

لعل من المناسب أن نضيف قصه الرزية كونها لم تسلم من التلفيق والتدليس ليكون لمبتغي الحق ... الحق واضحاً .

قصة الرزية :

يقصد الشيعة بهذا اليوم يوم وفاة النبي ص ويزعمون أن النبي ص كان في هذااليوم يطلب كتابا ليكتب للمسلمين الوصاية لعلي ، فقال عمر : يكفينا كتاب الله وإقحام الوصية لعلي هنا من أوهام الشيعة وحدها ، وحديث يوم الرزية ليس فيه أي إشارة إلى علي رضي الله عنه كما أنه كان يوم الخميس وليس يوم الأثنين الذي مات فيه النبي ص والحديث رواه البخاري في كتاب العلم (114) وفي الجهاد (3053) ، وفي الجزية ( 3168) ، وفي المغازي (4431) ، (4432) ، وفي المرض (5669) ، وفي الاعتصام (7366) ورواه مسلم في الوصية (1637) وقد وجه الروايات الواردة ابن حجر في الفتح (7/739-740) وخلاصة موقف عمر رضي الله عنه أنه أشفق على النبي ص فقال : ( إن رسول الله ص غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ) والثابت عندنا من أحاديث النبي ص يدلنا على :
I-أن عمر من الملهمين المكلمين ، وأن الله وضع الحق على لسانه ، وأن أول من يصافحة الحق عمر ، وأنه لو كان نبي في الأمة بعد الرسول ص لكان عمر ، ولذلك ألهم الله تعالى عمر رضي الله عنه أنه لما وجد تعب النبي ص وإعياءه رفق به ، فقال : حسبنا كتاب الله ، وكان في قوله الخير للمسلمين إذ ترك المجال للأمة بعد ذلك أن تختار أفضلها وخيرها ، وكان أبوبكر رضي الله عنه .
II-والوارد عندنا أن النبي ص قال لعائشة في مرضة الأخير : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول : أنا أولى : ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ( صحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة 4/1857 (2387) ومسند الإمام أحمد 6: 144 ، وطبقات ابن سعد 1 : 127 ، ومسند أبي داود الطيالسي ، الحديث (1508 ) ، وانظر في ذلك العواصم من القواصم ط. بيروت للقاضي ابن العربي ص 189 .
ج- وعلى ذلك فحتى لو أحضر المسلمون الكتاب لما تغير شيء فالأمر إلى أبي بكر على كل حال ، ولكن كان يفوت المسلمين فضيلة انتخاب الخليفة ، فعلمنا من ذلك أن الحق أيضا مع أمير المؤمنين المحدث عمر رضي الله عنه .

د- النبي ص لو كان أمر الكتاب ضروريا لما تركه ، وهذا يدل على عدم ضرورته ، وكلنا يعلم أن الدين قد تم واكتمل قبل وفاة النبي ص ولا يحتاج لمحدثة بده أبدا .

هـ – النبي ص لو أراد أن يوصي إلى الإمام علي رضي الله عنه لكان يكفيه أن يأمر الناس فيأتمرون بأمره ولا يتقدمون على أمره وقوله أبدا .

وعلى ذلك فكل ما في هذا الأمر من الأوهام هو في أذهان الشيعة الضالة فقط .
وأما قول حبر الأمة عبدالله بن عباس ( الرزية كل الرزية ) فقد كان سبب ذلك حزنه على ما آل إليه حال الشيعة من التخبط والضلال ، وأما الصحابة ومن سار على هديهم فهم على جادة الحق سائرون وبحبله مستمسكون .







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:45 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "