** أيها الأحبة ......... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
** لأول مرة يُعقد مؤتمر لحقوق الإنسان في السعودية وبرعاية (الهلال الأحمر) !! ولا أدري ما هي العلاقة بينه وبين المؤتمر ؟ وصحب هذا المؤتمر الذي عقد مساء يوم الثلاثاء 18/8/1424هـ في مبني برج (المملكة) ، صحبه مظاهرة دعت إليها حركة الإصلاح التي يرأسها الدكتور / سعد الفقيه ومقرها (لندن) ، وهي ليست مظاهرة بالمعنى المتعارف عليه في الدول الديموقراطية ، وإنما هو تـجـمـهـرّ لأناس أزعـم أن أغلبهم جاء متابعا أو متطفلا وليس متظاهرا ، وهو تجمهر يُشبه تجمهر الشباب في شارع التخصصي قديما ، وشارع التحلية حديثاً ، ولكنه عند المنادين به يُعتبر مكسباً من مكاسب (المعارضة) وليس عليهم لـوم إلا فيما بالغوا فيه في بعض موضوعاتهم التي نقلت وصفاً للحدث أولاً بأول وبطريقة درامية أكثر منها واقعية ، وأنا هنا أقول (بعض) الموضوعات ..
** أما الإحتياطات الأمنية (المبالغ فيها) فقد أعطت المظاهرة زخماً إعلامياً وجماهيرياً يُحسبُ لها وللداعين والمؤيدين لها وهم قليل في القياس والمتوقع ، وهي مظاهرة أشبه ما تكون بالكـرّ والـفـرّ بين المتجمهرين وقوات الأمن ، كما كان يحدث في بعض الشوارع والحواري للمتجمهرين والمشجعين لعملية (الـتـفـحـيـط) أيام عـزّهـا في أواخـر القرن الرابع عشر وأوائل القرن الخامس عشر الهجريين ، ولستُ والله أقلل من أمر هذه المظاهرة ولا القائمين بها ، فكل أخذ نصيبه منها ، ولكنه وصف واقعي لأمر يحدث لأول مرة ودون تنظيم ولا قيادة ولا مرجعية قريبة .
** ولعلي أكتبُ عن هذه المظاهرة في موضوع آخر إن أحيانا الله ، ولم نكن من المغضوب عليهم .
** رغم إنعقاد هذا المؤتمر (الدولي) الأول هنا في بلادنا ، ورغم قيام مظاهرة مصاحبة له ولأول مرة ، ورغم الظروف السياسية المعقدة من حولنا ، ورغم حاجتنا لمن يُرشدنا ، إلا أن (الـمـشـائـخ) و(الـمـفـكـرين) وهما من يقود العباد إلى الرشاد ، إلا أنهما أصيبا بخرس وصمم عن كل ما يحدث ..!!! فما هذا ؟
** إذا كان العلماء والمشائخ ومعهم المفكرين ومثقفوا الدولة وأساتذة الجامعات لم يسجلوا حضورا في مثل هذا المحفل (الإنساني) فكيف ترجون من المواطنين شيئاً ؟؟
** سبحان الله ، أيّ عار سيلحق بالصامتين والشياطين الخرس حينما يجبنوا عن تسجيل موقف أو تذكرة أو كلمة يُبرؤن بها أنفسهم وأمانتهم التي إلتفت حول أعناقهم وحملوها وهي ثقيلة أبت الجبال أن تحملها ؟؟
** لم يتحدث شيخ ولا مفكر ولا صحفي ولا أستاذ ولا وزير ولا خفير عن ما يحدث في عاصمتنا وبين ظهرانينا ، ولم يتركوا بصمة ولا أثـراً يُذكر سواءا من كان منهم مؤيداً أو مصلحا أو مستقلاً أو جامياً أو علمانياً أو منافقاً ، وسواءا كانوا (مـع) أو (ضـد) أو (بين بين) ...!!! صمت مطبق على الإجمال وسلبية بغيضة ومؤلمة من شريحة يُفترض أنها هي من يقود القلوب والعقول .. ولكن (فاقد الشئ لا يُعطيه) ..
** كنا ننتظر من هذه الشريحة بعضا من التبصير والفقه والتحليل لما يحدث ، وليس مطلوب منهم تأييد المظاهرة وإلقاء أنفسهم إلى التهلكة ، ولكننا نريد قناعاتهم ورأيهم وطرحهم وكلمتهم التي ينتظرها ملايين الشباب والمثقفين والمستقيمين وحتى (المعارضين) ..!!
** إن ما فعلته بنا هذه الشريحة من خلال صمتها ، هو إنتهاك صارخ لحقوقنا كمسلمين ثم كمواطنين وطلبة علم ومثقفين ، وهو جبن يُنبئ بشؤم على مستقبل (الحريات) التي يدعو إليه هذا المؤتمر الذي غاب عنه أكثر المشاركين ، وهو صمت أعادنا من حيث بدأنا ، وهو تشتيت للجهود وإخلال بالإمانة و (المواطنة) الصحيحة إذا كانوا يُـعـدّون أنفسهم مواطنين صالحين ..!!
** مزيد من الصمت ومزيد من تكميم الأفواه ، وسيعقبه مزيد من الإنحراف السياسي ومزيد من التخلف الحضاري ، ومزيد من الغليان ، وهذا ما لا نريد أن نصل إليه حين يفوت الآوان وينفلت العقد ..
** ووالله الذي لا إله إلا هو أننا مشفقون وناصحون ومحايدون ، ووالله أننا لا نريد أكثر من التعبير وإيصال أصواتنا ولو كانت حبراً على ورق ، أو نقراً على لوحة المفاتيح ، فليست (اليمن) ولا (سيرلانكا) ولا (إندونيسيا) بأفضل منا ثروة ومعتقداً وجنساً وعـرقـاً ..
** أسأل الله أن يُصلح حال البلاد والعباد ، ويرزقنا القوة والتمكين والنصر على أعداءئنا وأعداء ديننا ، ونسأله أن يمنّ علينا بمزيد من المصالحة والحقوق من حكومتنا وولاة أمرنا ، وأن يهديهم ويُصلح بطانتهم ، ونسأله أن يدحر الظالمين من اليهود والنصارى والرافضة ، وأن يُرينا فيهم يوماً أسودا عبوساً قمطريرا .. آمين .
** أخوكم ومحبكم ــــــــــ 20/8/1424هـ ـــــــــــ كـش مـلـك