الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن الله عز وجل أشار إلى عظيم شأن ليلة القدر في كتابه العظيم فجعلها خيراً من ألف شهر أي خيراً من العمر كله. وفيها أنزل القرآن العظيم.
ولقد حضنا النبي صلى الله عليه وسلم على تحرّيها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان المبارك من كل عام. فهي أشرف أيام الدهر ونزلت في أشرف شهور السنة (رمضان) بل في أشرف أيامه وهن العشر الأواخر منه، بل في أشرف الأيام العشر وهن الأوتار (الأيام الفردية وهي ليالي 21و23و25و27و29 من رمضان). وما دام الأمر كذلك فإنها لا تكون إلا في أشرف أيام الأسبوع من تلك الأوتار لتكون أعظم ظرف في أشرف مظروف وأشرف الأيام كما هو المستفاد من السُنة النبوية يوم الجمعة، فإن لم يكن فيوم الاثنين.
لذا فعلينا أن نتحرى هذين اليومين في أوتار العشر الأواخر فإن كان أحد هذه الليالي الوتر ليلة جمعة فاعلم أنها هي. فإن لم تكن فليلة الاثنين لا محالة. فإن اجتمع في الأوتار جمعة واثنين فالأفضلية للجمعة.
وبالرجوع إلى أوتار العشر الأواخر من رمضان هذا العام الجاري (1424هـ) نجدها كما يلي:
يوم 21 رمضان يوافق هذا العام السبت
ويوم 23 رمضان يوافق هذا العام الاثنين
ويوم 25 رمضان يوافق هذا العام الأربعاء
ويوم 27 رمضان يوافق هذا العام الجمعة
ويوم 29 رمضان يوافق هذا العام الأحد
وهي تتغير من عام إلى عام. ولذلك فإننا نرجح أن تكون ليلة القدر لهذا العام بمشيئة الله تعالى ليلة 27 رمضان المبارك الموافق 21/10/2003م ونرجو أن يوفقنا الله تعالى لإحيائها بالعبادة وتلاوة القرآن وكثرة الاستغفار وبالصدقات وباقي القربات والإلحاح بالدعاء والبكاء والتضرع إلى الله عسى أن يفرّج عنا ما نحن فيه إنه كريم جواد ولا ملجأ إلا إليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن
الشيخ/ محمد كاظم حبيب