بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
في إحدى خطب الجمعة سمعت قصة من الخطيب جزاه الله خيراً وقد كانت قصة جميلة جداً ورسخت في ذهني حتى الآن, ولكن للأسف أن بطل هذه القصة لم أكن اعرفه قبل سماعها ولم أكن أعرف حتى اسمه, وبعد سماع الخطبة خجلت أن أكون جاهلاً بشخصية مثل هذه الشخصية وواحد من عظام السلف الذين خلد التاريخ ذكرهم, ولكن والحمد لله بعد مضي شهور استطعت أن أقرأ عن هذه الشخصية العظيمة وأعرف عنها الكثير, وهذه الشخصية العظيمة هي: العالم المجاهد عبدالله ابن المبارك, وأود أن أُعَرِفه لإخواني الذين يجهلونه وأذكر إخواني الذين يعرفونه, وهذه هي القصة التي ذكرها خطيب المسجد والتي جعلتني أبحث عن سيرة وحياة عبدالله ابن المبارك:
كان رحمه الله من العلماء المجاهدين الذين أحبوا الجهاد في سبيل الله وكان كثير المرابطة على ثغور المسلمين رغم أنه كان ذا مال كثير فلقد كان من الأغنياء الصالحين, وكان في زمنه إحدى رجال السلف الصالحين وكان صديقاً له وهو الفضيل ابن عياض وهو من رجال السلف الكبار وكان الفضيل رحمه الله كثير العبادة والتنقل بين الحرمين حتى أطلق عليه لقب: عابد الحرمين, وفي إحدى مرات المرابطة لابن المبارك أحب أن يشرك صاحبه في الأجر ويستحثه على الجهاد فبعث له هذه الأبيات العظيمة:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنـــا ::: لعلمت أنك في العبادة تلعــــب
من كان يخضب خده بدموعه ::: فنحورنا بدمائنــــا تتخضــــب
أو كان يتعب خيله في باطـــل ::: فخيولنا يوم الصبيحة تتعــــب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنـا ::: رهج السنابك والغبار الأطيــب
ولقد أتانا من مقـــال نبينـــــا ::: قول صحيح صادق لا يكـــذب
لا يستوي غبار خيل الله فــي ::: أنف امريء ودخان نار تلهـب
هذا كتاب الله ينــطق بيننـــــا ::: ليس الشهيد بميت لا يكــــذب
فما كان من الفضيل رحمه الله أمام هذه الكلمات إلا أن يبكي ويذكر هذه الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلاً قال: يارسول علمني عملاً أنال به ثواب المجاهدين في سبيل الله فقال صلى الله عليه وسلم (( هل تستطيع أن تصلي فلا تفتر وتصوم فلا تفطر؟ فقال الرجل يارسول الله أنا أضعف من أن أستطيع ذلك, فقال النبي: فوالذي نفسي بيده لو طوقت ذلك ما بلغت المجاهدين في سبيل الله أو ما علمت أن الفرس للمجاهد ليستن في طوله فيكتب له بذلك الحسنات))
وهذه القصة تجدونها في تفسيير ابن كثير في آخر تفسيير سورة آل عمران.
وأخيراً يا إخواني ادعوا لإخواننا المجاهدين في فلسطين والشيشان وكشمير وفي كل مكان بالنصر والتمكيين وأسأل الله أن يكتب لنا الجهاد في سبيله والموت على دينه, والحمد لله رب العالمين وصلي اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بعد أن قرأتم هذه ابيات أرجوا منكم أن تحملوا الملف المرفق لكي تشاهدوها بأعينكم.