نعيش هذه الأيام أجواء العودة إلى المدارس وحنين الشوق إلى سماع صراخ معلميها ورائحة طباشيرها والجلوس على مقاعدها ... لقد ملئنا الشوق لتلك الأيام والتي امتزجت بالفرح والسرور والخوف والقلق أحيانا.....
وهاهي تطرق علينا الأبواب لتخبرنا بأن نعود إليها بشوق غامر وخوف متقطع
وأحببنا هنا أن نذكرك أخي السائر في ركب الدراسة
يا من وضعت لك الملائكة أجنحتها....
يا من تستغفر لك الحيتان في أعماق المحيطات ....
أما علمت أن طلبك لهذا العلم والذي وجدت به المشقة والتعب يسهل الله لك به طريقا إلى جنان الفردوس فأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة " فابتغ بذلك العلم الذي تنشده رضى الله تعالى فإنما الأعمال بالنيات....
ولا تركز أخي الحبيب نفسك في علم الدراسة فقط فالعلوم كثيرة ومتنوعة فخذ من كل بستان زهرة ومن كل بحر قطرة فالمعاهد كثيرة والدورات متنوعة فيحسن بك أن تأخذ من كل علم أحسنه حتى تشعر بأنك قد أخذت ما ينفعك في دنياك وآخرتك...
لأن العمر قصير والأجل محتوم واطلب العون من الرحمن يعنك ويوفقك " وقل رب زدني علما" فالعلم لا ساحل له فمهما تعلمت وتعلمت فإنك لم تأخذ منه إلا القليل القليل قال تعالى " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا "
وإياك إياك أخي الحبيب أن تنسى مكان الدراسة الأول الذي نهل منه الصحابة والسلف الصالح
اقصد بيوت الرحمن وما فيها من حلق ودروس ومجالس للذكر فلا تهجرها فعن أبي هريرة رضي الله عنه انه مر بسوق المدينة فوقف عليها فقال يا اهل السوق ما أعجزكم ؟
قالوا وما ذاك يا أبا هريرة ؟؟
قال: ذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم يقسم وانتم هنا إلا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه قالوا وأين هو قال في المسجد...
فخرجوا سراعا ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا فقالوا يا اباهريرة لقد أتينا المسجد فدخلنا فلم نر فيه شيئا يقسم !!!
فقال وما رأيتم في المسجد أحدا ؟
قالوا بلى رأينا قوما يصلون وقوما يقرؤون القران وقوما يتذاكرون الحلال والحرام فقال لهم ويحكم فذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
ولا تقل أخي الحبيب أني صغير على طلب العلم والسير في ركابه والسباحة في بحارة فهذا ابن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة مع صغر سنه فلقد قدمه الفاروق على شيوخ بدر وكان يقول فيه " انه فتى كهول له لسان سؤل وقلب عقول "
وكلمه أخيره أحب أن اهمس بها في أذنك أيها المعلم الفاضل ...
يا من اؤتمنت على فلذات أكبادنا وقرة أعيننا ...
الله الله في أبنائنا... علمهم ما ينفعهم وأدبهم بأدب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ...
أد رسالتك بإخلاص وتفاني واحتسب الأجر على الرحمن الذي لا يضيع اجر من أحسن عملا ولا تبخل بعلمك على أبنائك...
الذين يقضون الوقت معك أكثر مما يقضونه مع آبائهم
وان أخطأت في شيء ما فلا تظن انك الوحيد الذي يخطىء فقد اخطأ الفاروق رضي الله عنه وقال "أصابت امرأة وأخطأ عمر "
كانت هذه الكلمات عبارة عن خواطر مرت في خاطري أحببت أن تشاركوني فيها...
واختم بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم" اللهم إنا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا "
منقول
12-09-03, 07:06 PM
العرض العادي
