كيف شيَّعُوا ( آيتهم ) (أبا جهل)..!؟ وكيف شيّعنا ( شيخنا ) الفريّان ..
تلقَّو خبر موت آيتهم بالصياح والصُراخ والعويل .. فكم من كلمةٍ كُفريةٍ ... وكم من فعلٍ كُفري إقترفتُهُ ألسنتُهُم وجوارحُِهُم .. فاستنكروا قدر الله وسخطوا منه وعارضَوهُ وردَوهُ ..!!
وتلقينا خبر وفاةِ شيخِنا عبدالرحمن الفريّان بالإسترجاع .. والحوقلة .. والتسليم والرضا بقضاء الله تعالى وقدره .. ولم تُجاوز أقوالنا ولا أفعالُنا سُنَّةَ خير البريّة صلى الله عليه وسلم : إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن على فراقك ياشيخنا ..
ساروا في جنازة آيتهم وهم يلطمون الخُدود ويضربون الصدور ويشقّون الجُيوب .. ويدعون علياً وفاطمة والحسين ( رضوان الله تعالى عليهم ) ويستغيثون بهم وبغيرهم من دون الله تعالى .. بل ويدعُون بدعوى الجاهلية وما دُعاء الكافرين إلا في ضلال ..!!
وسِرنا في جنازة شيخنا في سكينةٍ وطُمأنينة وإخبات .. ندعوا الله وحده .. ونُسبِّحُهُ وحدَهُ .. ونحمدُهُ وحدَهُ .. ونرجوهُ وحدَهُ .. ونستغفِرُ لشيخنا ونترحَّمُ عليه .
دفنوا آيتهم ثم ضربوا فوق قبرِه قُبّةً .. فصار كقبر ذو الخَلَصة وأصبحوا يطوفون حولَه مُكاءاً تصدية .. يرجون رحمتَه ويخافون عذابه .. ويسألونه صكوك المنحة إلى الجنة ..!!!
ووارينا شيخنا في مقابر المُسلمين وسوينا قبرَهُ بقبُورهم .. وأصبحَ أمرُه إلى الله حيث لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً إلاّ ما شاء الله .. واريناهُ الثرى ونحنُ نُحسن الظن بالله تعالى أنه سيُكرِمُ مثواه ..
قضى آيتهم ( أبا جهل ) حياتَهُ بين كُتب الخُرافات والشركيات .. وثنى رُكبتيه بين يدي أئمة الضلال والفُجور .. فعلّمُوه كيف يضرب وجهه وصدره .. وكيف يُشركُ مع الله غيره فيما لا يقدر عليه إلا الله .. وكيف يستمتعُ بالصغيرات والرضيعات .. وكيف يفجُر بالغِلمان الصغار .. !!!!!!!
وقضى شيخُنا حياته في قراءة القُرآن ، وثنى رُكبتيه بين يدي أئمة التوحيد وأعلام السُنّة .. فعلموه كيف أن حب النبي صلى الله عليه وسلم هو في إتباع ما كان عليه ( قُل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يُحببكم الله ) وأقرأ كتاب ربه جل وعلا كأنه أُنزل للتوّ غضاً طرياً للمُسلمين صغاراً وكباراً ونذر حياته في ذلك ...
اللهم اغفر لشيخنا ولا تكِله لا إلى نفسه ولا إلى أحد من خلقك وعاملنا وإيّاه برحمتك وعفوك ... اللهم وولّ آياتِهم ومرجعيّاتهم وكِلهم إلى غيرك وعاملهم بعدلك وإنصافك ... يا حيّ يا قيوم .
إنّ الله سبحانه يُرينا أعمال هؤلاء القوم ليمتنَّ علينا بنعمة العقل ونعمة الإسلام التي سُلبت منهم ( أولئك كالأنعام بل هم أضل ) ... فله جل وعلا الحمد والشكر عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته .... سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين .
منقول