[ALIGN=CENTER]فصل
أما ما زعمهُ هذا الرافضي:
أن الحنابلة لا يذكرون آل البيت ، أو لديهم حساسية من ذلك: فكذبٌ باطلٌ ، لم يستطع أن يختلق دليلاً عليه ، بَلْهَ أنْ يَجِدَ دليلاً غير مختلق! لبعدهم رحمهم الله عن ذلك ، ومحبتهم العظيمة ، لآل البيت رضي الله عنهم.
قال شيخُ الإسـلام ابن تيمية في "العقيدة الواسطية"-المتن المختصر اللطيف في العقيدة ، الذي يحفظه طُلابُنا ، ويُدرسه عُلمائنا في مساجدهم- : ( ويحبون[أي أهل السنة] أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خُم: ((أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي)) .
وقال أيضا للعباس عمه، وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: ((والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي)) .
وقال: (( إن الله اصطفى بني إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم)) .
ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة خصوصا خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده أول من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنزلة العليَّة والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)) .
ويتبرئون من طريقة الروافض ، الذين يبغضون الصحابة ، ويسبونهم.
وطريقة النواصب ، الذين يؤذون أهل البيت ، بقولٍ أو عَمَل) .
وهذا المختصر "الواسطيـة" ليس أحدٌ من طلاب العلم عندنا ، إلا وهو يحفظه . وليس أحد من مشايخنا ، إلا وقد شرحه مراراً ، في حلقات العلم بالمساجد ، أو أفرده بشرح مُؤلف.
قال الشيخ العلامة المحقق عبدالرحمن بن ناصر السعدي التميمي النجدي الحنبلي رحمه الله (ت 1376هـ) ، في كتابه "التنبيهات اللطيفة ، فيما احتوتْ عليه العقيدة الواسطية ، من المباحث المنيفة" ص121 عند شرحه الموضع السابق منها:
(فمحبةُ أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم :واجبة من وجوه، منها: لإسلامهم ، وفضلهم ، وسوابقهم.
ومنها لما تميزوا به من قُرب النبي صلى الله عليه وسلم ، واتصال نسبه . ومنها لما حثَّ عليه ، ورغب فيه. ومنها ولما في ذلك ، من علامة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ) اهـ.
ومن المعلوم المستقرِّ عندنا وعند غيرنا ، مِمّن له عِلْم وعَقْل: أن كثيراً من بني هاشم طالبيِّين وغيرهم: حنـابلة ، بل فيهم جمـاعة ، هم من كبار أئمتهم ومُصنِّفيهم ، كأبي الحسن اليُونِيْنِي ، وابن أبي مُوسى.
فهل انتحل هؤلاء الهاشميون ، مذهباً ينتقص من شأنهم! ويطعنُ في أجدادهم؟!
أو أنهم أصبحوا يأمرون بذلك! ويصنفون فيه! ويحثون عليه؟!
أو أنهم لم يعلموا بتلك الأمور؟!
ولما سُئل شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (4/478-488) عن مَحَبَّةِ آل البيــت قال:
(مَحَبتهم عندنــا فرضٌ واجبٌ ، يؤجر عليه ، فإنه قد ثبت عندنا في صحيح مسلم (2408) عن زيد بن أَرقم قال: (( يا أيها الناس إني تاركٌ فيكم الثقلين ، كتاب الله)) فذكر كتاب الله وحضَّ عليه ، ثم قال: ((وعترتي أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي)) .
قلتُ لمقدم-وهو السائل-:
ونحن نقول في صلاتنا كُلَّ يوم: ((اللهم صلى الله عليه وسلم على محمد ، وعلى آل مُحمد ، كما صليت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد))
قال مقدم:فيمن يُبغض أهل البيت؟
قلتُ: من أبغضهم ، فعليهِ لعنة اللهِ ، والملائكة ، والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً) اهـ.
من كتــــاب قمع الدجاجلة للشيخ عبدالعزيز بن فيصل الراجحي حفظه الله[/ALIGN]