إقتحام السفارة الأمريكية من قِبَل الحشْد ...إلتفافٌ على مطالب المتظاهرين .. وخروجٌ م
إقتحام السفارة الأمريكية من قِبَل الحشْد ...إلتفافٌ على مطالب المتظاهرين .. وخروجٌ من الأزمة .
خاصة بساسة بوست :
https://www.sasapost.com/opinion/aro...demonstrators/
إقتحام السفارة الأمريكية من قِبَل الحشْد ...إلتفافٌ على مطالب المتظاهرين .. وخروجٌ من الأزمة .
بقلم : محمود أبو عبد العزيز القيسي :
لقد أحرجت مظاهرات تشرين , الحكومة القابعة في المنطقة الخضراء إيما حرج ؛ وهي تدخل شهرها الثالث وتحقق الإنتصارات تلوا الإنتصارات , فأول منجز حققتهُ تلك المظاهرات إستقالة الحكومة برئاسة السيد عادل عبد المهدي , ثم إقرار قانون الإنتخابات , مع تغيير مفوضيتها , وباتت تلك المظاهرات قوة لايستهان بها لامن قبل تلك الحكومة ولامن قبل مليشياتها التي تقتل العراقبين في دم بارد , وليس لها من همّ إلا تحقيق الأرادة الإيرانية , هذه المليشيات التي احاطت نفسها بهالةٍ من القدسية من خلال التنفيس عن عقدة الظلم التي يعاني منها عامة الشيعة حتى وإن لم تكن تلك العقدة ليس لها وجهٌ من الحقيقة ؛ ومن خلال ربطها بالمرجعية التي تتبادل الأدوار مع تلك الحكومة ومع تلك الأحزاب والمليشيات ,إلا أن هذه الهالة والقدسية التي احاطت بها الحكومة نفسها بدأ ينكشف ظلمها وظلاميتها يوماً بعد يوم, فخرج المتظاهرون في تشرين يطالبون بدولة مدنية , وإسقاط تلك الدولة بما حوتهُ من قدسية وظلامية في آن واحد .
فلم تدخر تلك الحكومة باحزابها ومليشياتها أي وسيلةٍ من وسائل البطش ووسائل المكر والختل إلا وقد إستخدمتها مع المتظاهرين السلميين , ولكنها لم تفلح .. ذاك أن خيانة هذه الحكومة لشعبها وإتخذها من خيراته مغنماً لها ولأحزابها التي لم يكن ولائها يوماً للعراق .. بل للجارة إيران .. أصبحت ظاهرةً لاتخفى عن العيان , واليوم فإن هذه الحكومة لاتكاد تتخلص من أزمة إلا وتقع في أزمة أنكى وأشد من التي سبقتها , فقد إنكشف المستور وبان المحذور ,فقد هبَّ هؤلاء الذين غُرّرَ بهم لأكثر من ستة عشر عاماً بأسم الدين , وبأسم الدفاع عن المقدسات , بعدما أكتشفوا حقيقة هذه الأحزاب وهذه المليشيات وأمسوا يطالبون بإستعادة الوطن الذي جعتلته تلك المليشات ضيعة تابعة لإيران بخيراته , بعد أن استعبدت مواطنية , ولكن هذه الأحزاب ليست على إستعداد أبداً أن تتخلى عن مكتسباتها من مال وجاه وسلطان , فأما المال فلم يعد يخفى الثراء الفاحش لهذه الأحزاب ولاالسلطان الذي تتمتع به تلك الاحزاب , إذ أن سلطانها يعلو على سلطان الحكومة نفسها؛ كيف لا.. ورئيس الجمهورية نفسه أمسى وهو لايكاد يلملم أغراضه وهو يطوي المسير هروباً من قصره المنيف في بغداد إلى بيته الآمن في السليمانية .. خوفاً من بطش تلك المليشيات , ولايخفى على أصغر عراقي , إلى أن اصغر منتسب في تلك المليشيات التابعة لإيران قادر على أن يشكل خطراً على رئيس الحكومة نفسه .
إن هذه المظاهرات الأخيرة – مظاهرات تشرين – شكلت على هذه الأحزاب وعلى إيران , وعلى كل الطائفيين كابوساً مزعجاً , ومرعباً , وكلما حاولت تلك الأحزاب التخلص منهُ بشتى الإستيقاضات لاتلبث أن تجد نفسها في كابوس أكثر منه إزعاجاً وأكبر منه رعباً , إذ إن هذه المظاهرات تنادي تلك الأحزاب بالويل والثبور ,وعظائم الأمور .. أهونها زوال ذلك الملك وذلك السلطان .. وأيسيرها التعليق على أعواد المشانق , والتشريد في البلاد والآفاق , ولما فشلت كل تلك المحاولات في إجهاض تلك المظاهرات , أوحى لها شيطانها القابع في إيران.. بأن تتحرش بإحدى القواعد الأمريكية المنتشره في العراق ومن ثم تقود تلك القوات للرد عليها ثم يؤول الأمر إلى مايجري اليوم .. حيث تقوم تلك الأحزاب بإقتحام السفارة الأمريكية الشديدة التحصين في بغداد .. وهذه المسرحية المخرجة إيرانياً وعلى غرار الأفلام الهندية , بإمكانها أن تُشغل العراقيين عن تلك المظاهرات في ساحة التحرير , وغيرها من المحافظات بضعة أيام أو ربما تحّول وتَحْرِفْ مسار تلك المظاهرات بفعلٍ داخلي أو خارجي , ولكن الطامة التي لحقت تلك الأحزاب أن هؤلاء الشباب الذين لم يتجاوزا العشرين ’ قد بلغوا من الوعي وكأنهم بلغوا الستين , فأعلنوا من بداية إقتحام تلك الأحزاب السفارة الأمريكية أنهم بريئون من عبث تلك الأحزاب في إقتحامهم للسفارة .